التنظيم أم التغيير.. ما مصير السلطة الفلسطينية في ظل حرب غزة؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب العمليات العسكرية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي ردًا على الأعمال العدائية التي يقوم بها الاحتلال تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
بدأ البعض يتساءل ما هي السيناريوهات المحتملة بعد وقف هذا العدوان على غزة، وما هو مصير حماس في غزة، ما هو مصطلح تنظيم السلطة الفلسطينية التي تدعوا إليه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
عمليات طوفان الأقصى
عمليّة طُوفان الأقصى، وفي إسرائيل عمليّة السُّيُوف الحديديَّة، كما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة، أو الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ويشار إليها بشكل غير رسمي باسم معركة السابع من أكتوبر، هي عمليةٌ عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت 7 أكتوبر 2023.
إذ أعلَن القائِد العام للكتائب مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل.
تنظيم السلطة الفلسطينية
صرح المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، دنيس روس، السبت، أن هناك حاجة ملحة لإعادة تنظيم السلطة الفلسطينية.
وذكر دنيس روس، في حوار مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أن "من المفترض أن تكون هناك نهاية لهذه الحرب"، مضيفا "لا يمكن لحماس أن تظل صاحبة قوة في غزة".
وشدد على أن "هناك حاجة ملحة لإعادة تنظيم وتحسين السلطة الفلسطينية"، مبرزا أن "المرحلة الانتقالية ستشهد العديد من المراحل. المرحلة الأولى ستكون متعلقة بالحكم في غزة بعد هذه المرحلة، يمكن بدء التعامل مع الأزمة الإنسانية".
وأشار روس إلى أن "هناك حاجة لإعادة بناء غزة وإعمارها وتحسين الأوضاع الاقتصادية هناك.. يجب الحصول على مستقبل أفضل يؤول إلى تسوية النزاع".
وأكد المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، أن إعادة السلطة الفلسطينية هي الحل الوحيد لإنهاء الصراع في قطاع غزة.
السلطة الوطنية الفلسطينية
هي هيئة الحكم الذاتي المؤقتة التي تم تأسيسها في عام 1994 عقب اتفاق غزة - أريحا لحكم قطاع غزة والمناطق A وB في الضفة الغربية، كنتيجة لاتفاق أوسلو لعام 1993. بعد انتخابات عام 2006 وما تلاها من نزاع في غزة بين حركتي فتح وحماس، انحصرت سلطتها فقط في المناطق «أ» و«ب» من الضفة الغربية. منذ يناير 2013، تستخدم السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح اسم «دولة فلسطين» في الوثائق الرسمية.
حلم الاحتلال في شكل السلطة الفلسطينية الجديدة
قال خالد سعيد، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول منذ فترة هو تغيير السلطة الفلسطينية وذلك ظهر بشكل كبير من خلال حديث الولايات المتحدة الأمريكية حول من يدير قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار.
و أضاف "سعيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الاحتلال الإسرائيلي وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية تريد أشخاص فلسطينيين تعلموا في الولايات المتحدة الأمريكية يأتون من أجل إدارة السلطة الفلسطينية وذلك من أجل ضمان ولائهم إلى أمريكا وأيضا الاحتلال.
وأكد أن تغيير نظام السلطة الفلسطينية من الممكن أن يؤدي إلى كارثة كبيرة في فلسطين خصوصًا إذا تدخلت إسرائيل وأمريكا في ذلك سوف يتكرر سيناريو العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003 من جديد.
وأشار المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن الاحتلال يرفض تمامًا عودة حماس في إدارة القطاع من جديد.
موافقة حماس على تغيير السلطة
أوضح الكاتب السياسي وجدان عبدالرحمن، أن اليمين المتطرف في إسرائيل يرفضون إعادة تغيير السلطة الفلسطينية في قطاع غزة بل تريد العودة من جديد في إدارة القطاع ولكن أمريكا لا تريد ذلك من أجل تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
أضاف "عبد الرحمن" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يبدأ بتوحيد الصف الفلسطيني والاتحاد وإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، وبعد ذلك تشكيل حكومة وذلك سيكون في مصلحة حماس خصوصًا أن الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية يرفضون ان تدير حماس القطاع مرة أخرى.
واستكمل حديثه قائلًا:" أن حماس سوف توفق على تنظيم السلطة الفلسطينية في قطاع غزة بشكل يتناسب مع مصلحة حماس وذلك أشار إليه خالد مشعل".
اختتم المحلل السياسي، أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو الأمان الوحيد إلى منطقة الشرق الأوسط وأيضا السلام في المنطقة دون ذلك ستستمر العمليات العسكرية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية الولايات المتحدة الشعب الفلسطيني الاحتلال الاسرائيلي المستوطنات الإسرائيلية المقاومة الفلسطينية السلطة الفلسطينية العمليات العسكرية الولايات المتحدة الامريكي فلسطين اسرائيل
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يمضي قدما في خطة الجنرالات
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الثلاثاء أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه المستمر على شمال قطاع غزة، يطبق بشكل تدريجي ما تعرف بخطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي قطاع غزة، وأنه يمنع عودة المهجرين إلى ديارهم في جباليا.
جاء ذلك في التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي يقوم بجولات مرافقة لقوات الاحتلال في عدوانها المستمر في غزة ولبنان وحتى سوريا.
وقال التقرير إنه حسب خطة جيش الاحتلال، من المتوقع أن يظل الثلث الشمالي من قطاع غزة مقطع الأوصال، ولا يسمح لسكانه المهجرين بالعودة، ما لم يغير اتفاق تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الصورة.
وأضاف أن هذه الخطة "لا تقتصر على العمليات القتالية فحسب، بل تتضمن منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم في بعض المناطق التي تم تدميرها أو تأثرت بشدة من جراء العمليات العسكرية. وفي مقدمة هذه المناطق تقع مدينة جباليا ومحيطها، إلى جانب مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا".
فلسطينيون في مخيم جباليا (الفرنسية) تطل على مستوطناتوأرجع زيتون سلوك الجيش إلى أن هذه المناطق "تطل على مستوطنات إسرائيلية". كما وصف التقرير ما يجري في شمال غزة بأنه خطة عسكرية ممنهجة للقضاء على المقاومة على أساس "خطة الجنرالات" التي صاغها اللواء الاحتياطي غيورا آيلاند.
إعلانوأضاف أن هذه الخطة "تركز على تطهير مناطق غزة من "العدو" بطريقة منهجية، بحيث يتم تدمير البنية التحتية لحركة حماس في تلك المناطق، مع فرض سياسة إخلاء للمدنيين ومنع عودتهم إلى مناطق تم تطهيرها".
وأشار زيتون إلى أن شمال غزة شهد نزوحا جماعيا للسكان، وزعم أن عدد السكان الذين تم ترحيلهم من هذه المناطق بنحو 65 ألف شخص، تم دفعهم إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، خاصة إلى مدينة غزة التي أصبحت نقطة تجمع رئيسية للاجئين.
ونقل التقرير -عن مصادر بالجيش الإسرائيلي- أنه "سيتم الحفاظ على منطقة شمال غزة كمنطقة خالية من السكان لفترة طويلة، إلا إذا طرأت تغييرات كبيرة على الوضع السياسي، أو تم التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس قد يغير من الواقع القائم".
نازحون قادمون من بيت لاهيا إلى جباليا شمال القطاع مطلع الشهر الجاري (الفرنسية) سياسة أكدها وزير الدفاعولفت المحلل العسكري إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تغريدة له، قال فيها "بعد أن نهزم حماس، سنسيطر على غزة كما هو الحال في يهودا والسامرة"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تؤكد السياسة إسرائيلية بعدم السماح بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على إسرائيل في تلك الفترة.
وبحسب ما أكده زيتون، فإن الحكومة والجيش الإسرائيليين يسعيان "إلى الحد من قدرة حماس على إعادة تجميع صفوفها وتشكيل تهديد عسكري جديد، ويعتبران ذلك خطوة ضرورية لضمان عدم استعادة حماس قوتها العسكرية، حيث إن عودة المدنيين إلى المناطق القريبة من معاقل حماس قد تسهم في إعادة بناء قدرتها على التحرك والتخطيط".
ويشرح المحلل العسكري خطة الجيش الإسرائيلي بالقول إنه "من المرجح أن يحقق الجيش الإسرائيلي الجزء الرئيسي والأهم من خطة الجنرالات: التطهير المنهجي لمناطق واسعة في شمال قطاع غزة من العدو الواحدة تلو الأخرى، دون إعادة سكان القطاع إلى ديارهم. والسبب في ذلك هو أنه لكي تنجح حماس في إعادة التأهيل والتعافي، فإنها تحتاج إلى شرطين: وجود سكان غزة بالقرب من نشطائها وقادتها، وغياب حكومة بديلة في قطاع غزة".
إعلانولكنه في المقابل ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية التي ترفض إسرائيل إقامة بديل حاكم لحماس، وقال "إذا لم تتغير هذه السياسة، فمن المتوقع أن يبقى نظام حماس في غزة لسنوات قادمة، فضلا عن أن خطة الجنرالات ستثير انتقادات من الداخل والخارج".
ويختم بالإشارة إلى تداعيات هذه الخطة، ويقول "من المتوقع أن يبقى الشمال الغزي منطقة غير مأهولة لفترة طويلة، وأن تكون المناطق الجنوبية هي المنطقة الوحيدة التي ستستوعب سكان غزة في حال استمرت العمليات العسكرية".