البوابة نيوز:
2025-02-02@17:45:06 GMT

أُمنيات وتحديات العام الجديد

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

«كل سنة وحضراتكم جميعا طيبون» بمناسبة بداية العام الجديد ٢٠٢٤. مع نهاية العام ٢٠٢٣، تم إعادة انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة مدتها ٦ سنوات، ومعها ازدادت آمال وتمنيات الشعب المصري في حياة أفضل. وفي نفس الوقت، شهدت الشهور الأخيرة من العام ٢٠٢٣ ظروفًا صعبة للغاية، تفرض تحديات كبيرة، وعلينا أن نكون مستعدين لمواجهتها والتغلب عليها.

تمنياتنا للعام الجديد أن يكون أحسن حالًا من سابقيه، وأن تتحسن الأحوال المعيشية والاقتصادية للمواطن المصري، وأن تستقر الظروف في دول الجوار، وأن يشهد المسرح الدولي صراعات أقل حدة، وأن تنعم البشرية بعام أفضل من العام المنصرم.
أولًا: أُمنيات وتحديات الداخل  المصري
تبقى الأزمة الاقتصادية، وضعف القيمة الشرائية للجنيه المصري، وارتفاع الأسعار، هي المشكلة الكبرى التي تؤرق كل بيت مصري. فرغم محاولات الحكومة توفير بعض السلع الأساسية بأسعار معقولة في منافذ حكومية مدعومة، شهد العام الماضي انخفاضًا غير مسبوق في قيمة العملة المصرية، وأصبح الهم الأول لكل رب أسرة هو توفير الحد الأدنى الذي يضمن حياة كريمة لأولاده. ولذا يجب أن يكون الشاغل الأول للحكومة هو تحسين الأحوال الاقتصادية للمواطنين، خاصة محدودي الدخل. 
أعتقد أن مصر بحاجة إلى مجموعة اقتصادية متكاملة، في حكومة تضع على رأس أولوياتها تحسين الظروف الاقتصادية والحياة  اليومية للشعب المصري. أصبحنا بحاجة ماسة إلى مشاركة أكبر من القطاع الخاص، وإجراءات أيسر أمام الاستثمارات الخارجية. أصبحنا بحاجة إلى تغييرات جوهرية في السياسات المالية والنقدية، وتحديد الأولويات، والبُعد عن البذخ، والحد من الاستيراد، وزيادة التصدير، ومضاعفة الإنتاج. 
لا بد أن يتوقف استيراد كل ما يمكن أن تنتجه مصر، وأن نعطي الأولوية لإنتاج غذائنا ودوائنا، ونعيد افتتاح المصانع التي أغلقت أبوابها، وأن نشجع التصدير وأن نساعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر. تحسين الاقتصاد سوف يتيح معدلات إنفاق أعلى على الخدمات، خاصة التعليم والصحة، وسوف يُمكن الحكومة من الاستمرار في المشروعات التنموية العملاقة التي بدأتها.
ستكون السنة الحالية ٢٠٢٤، سنة انتقالية تحمل تحديات كبيرة في سداد ديون خارجية كبيرة الى أن نبدأ في جني ثمار عائدات الاستثمارات الضخمة التي أنفقتها الحكومة على البنية التحتية في السنوات الأخيرة.
المواطن المصري يدرك مدى صعوبة العام المقبل، وعلى استعداد أن يتحمل مع الحكومة ضريبة التنمية، شريطة أن تثبت الحكومة أنها جادة في معالجة الملف الاقتصادي وتحسين الخدمات وكبح جماح ارتفاع الأسعار.
ثانيًا: آمال وتحديات الأحوال الإقليمية واستقرار دول الجوار
الشغل الشاغل الآن هو أن تتوقف الحرب المجنونة على قطاع غزة، وأن يستقر سكان القطاع داخل أرضهم، وأن تبدأ إعادة إعمار غزة، وأن يكون هناك مخرج سياسي لإدارة القطاع بعيدا عن المحتل الإسرائيلي.
كذلك نتمنى أن تتوقف الحرب الدائرة في السودان، وأن يعود للأخوة السودانيين رشدهم، وأن يتوقفوا عن تدمير بلدهم بأيديهم. غنى عن الذكر، أن السودان هو العمق الاستراتيجي لمصر، وأن وحدة مصر والسودان هي مفتاح التوصل إلي حل في ملف سد النهضة الإثيوبي الذي ما زال يُمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري والسوداني. وأتمني أيضا أن  يتفق الفرقاء في ليبيا علي حل سياسي يؤدي إلى تشكيل حكومة موحدة والحفاظ علي وحدة الدولة الليبية. أعتقد أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا من الممكن أن يساعد في حلحلة الملف الليبي واستقرار الأوضاع في حدودنا الغربية. وأخيرًا، أتمني أن يتفق العرب على أجندة موحدة، تحمي الحقوق العربية وتواجه التحديات الملحة التي تواجه المنطقة العربية.
ثالثا: على المستوى الدولي
ربما يكون الحدث الأهم على المستوى الدولي للعام ٢٠٢٤،  هو إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية رقم ٦٠، يوم الثلاثاء الموافق ٥ نوفمبر ٢٠٢٤. حيث تؤثر أجواء الانتخابات علي اتخاذ الإدارة الأمريكية لقرارات حاسمة طوال العام، خاصة في ملف الشرق الأوسط خوفا من تأثير اللوبي اليهودي الفاعل في الضغط علي المرشحين لتنفيذ مصالح إسرائيل.
على كل الأحوال، وحسب تقديرات كل المراقبين، سيكون العام ٢٠٢٤، عامًا حاسمًا في العديد من الملفات أمام الإدارة المصرية. وسيكون على الرئيس تحديات جسام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق مصر شعبًا وحكومةً ورئيسًا وأن يكون العام ٢٠٢٤ أفضل من سابقيه.
وكل عام وحضراتكم في خير ومصر في أمن وأمان.
د. السعيد عبدالهادي: رئيس جامعة حورس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بداية العام الجديد ٢٠٢٤ نهاية العام ٢٠٢٣ الرئيس السيسي أن یکون

إقرأ أيضاً:

السياحة والاستثمار.. آمال وتحديات

في معرض تفعيل الدور الحيوي لقطاع السياحة وتمكينه من الإسهام في دفع عجلتي الاقتصاد والتنمية معا نظمت محافظة البريمي «الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار» بالتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بالمحافظة، تناولت جلسات اليوم الأول من الملتقى - الذي رعاه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام - تطوير وإدارة الوجهات السياحية مع التركيز على سلطنة عمان وجهة سياحية محتملة، ومحافظة البريمي تحديدا مع ما تتمتع به من مقومات جغرافية وحضارية ممكنة تجعلها بوابة سياحية فاعلة، كما ناقشت الجلسات دور التكامل الإقليمي في تكامل السياحة، تناول الطرح والنقاشات واقع القطاع السياحي عالميا وعربيا، كما تناول أبرز التحديات المشتركة التي يمكن أن تقف عقبة في سبيل تفعيل وتطوير السياحة العربية وسبل تذليل وتخطي هذه التحديات الممكنة.

أثار الملتقى كثيرا من الشجون كما حفّز الكثير من الطموحات والآمال المتعلقة بالسياحة المحلية والخليجية والعربية، فمع كل المشتركات والشراكات البينية التي تصل بين مجموعة الدول العربية إلا أنها لم تحسن بعد استثمار قطاع السياحة رافدا رئيسا للاقتصاد العربي وعاملا لتنمية الشعوب، رغم نجاحات فردية لدول عربية أبت إلا أن تضع بصمتها في سجّل السياحة العالمية اليوم، بين سياحة اقتصادية أو تعليمية أو ثقافية أو علاجية، مع الممكن من شراكات محلية أو إقليمية لإحياء وبعث مناطق وأحياء شعبية تراثية قادرة على جذب السيّاح تماما كقدرتها على خلق فرص العمل للشباب، والمتاح من تسهيلات وممكنات دعما لأهم المبادرات الشخصية والأهلية نهوضا بتراث المكان وبصمة الإنسان، كما أيقظ الملتقى تساؤلات عديدة عن التأشيرة الموحدة الخليجية التي أقرت منذ 2023 ويفترض بداية العمل بها هذا العام، عن أختها التأشيرة العربية «شنغن» ومعوقات عملها أسوة بالتأشيرة الأوروبية التي وفرت على مواطني الاتحاد الأوروبي الكثير من الجهد والمال ومنحتهم الكثير من التسهيلات والامتيازات، عن أهمية تجاوز تحديات المراحل السابقة تاريخيا و جغرافيا وسياسيا والتفكير بمعطيات هذه المرحلة المعاصرة من دبلوماسية وقوة ناعمة لخلق شراكات مستدامة وتكتلات نوعية فاعلة، عن تفعيل التقانة والذكاء الاصطناعي ورقمنة البيانات والمؤسسات والمحتوى والخدمات، وليس ذلك بالمستحيل أو حتى الصعب مع ما هو كائن أصلا من مشتركات لغة وتاريخ وجغرافيا وتراث مادي ومعنوي.

محافظة البريمي جمعت كثيرا من الباحثين والمهتمين العرب بالسياحة والاستثمار، مثلما اعتادت على ذلك دورا تاريخيا مكّنها من أن تكون محل مقيظ رائع قديما لكثير من المحيطين بها إخوة وأشقاء، كما أنها محل شتاء أروع تحمل دفئه قلوب أهليها كما تحمله مواقد الجمر وسمر الأحبة، آمال المجتمعين في ملتقاها لم تقف عند سقف محلي يكتفي بالقليل بل حلّقت لآفاق تتلمس تنويعا في الأسواق المستهدفة سياحيا بعد السوق الأوروبي العتيق إلى أسواق آسيا خصوصا؛ إذ ليس من الحكمة تجاوز مستهدفات أثبتت نفسها للعالم كفاءة وتحققا وقد يكون استهدافها سهل المنال (إذا ما تذللت بعض العقبات) مقارنة بالسوق الأوروبي.

ترقب صادق لواقع يحمل كثيرا من آمال الحاضرين ممثلين لشعوب عربية تتوق لتجاوزها قلق هذه المرحلة من الصراعات والقلاقل والفتن، كما تتوق لتطويق بؤر التطرف والإرهاب سواء كانت منتجا عربيا شاذا أو وهما غربيا مصنوعا متلبسا ثوب فزاعات سياسية واقتصادية، من هوّة رفض الآخر المختلف إلى فضاء رحب لتكامل الأفكار واتحاد الرؤى وسلام الشعوب، فسحةً جديرةً بالعمل المخلص والجهد الدؤوب وأمنيات الجميع في سياحة تَصْدرُ من أمن المكان إلى أمانِ المكين، لعل «الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار» والحاضرين به يحملون بشرى الغد المتحقق كما حملوا أحلام الأمس واليوم الممكنة رغم التحديات، لننعم جميعا بسياحة آمنة مستقرة وتنمية مستدامة مُستحقة.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • السياحة والاستثمار.. آمال وتحديات
  • حزمة مطالب من إدارة الحوار الوطني على طاولة الحكومة.. هذه أهمها
  • عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)
  • الرئيس السيسي يدعو ترامب لزيارة مصر والمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد
  • رئيس جامعة المنوفية يرأس اجتماع لجنة المختبرات والأجهزة العلمية
  • تركيا.. تجاوز حد الجوع الحد الأدنى للأجور في الشهر الأول من العام الجديد
  • ماتت فى سبيل الله.. وسط دموع المحافظ ووزير الأوقاف تكريم الأسرة القرآنية التي فقدت متسابقة ووالدتها فى المسابقه
  • «الغرف التجارية»: منتدى الأعمال العراقي رسالة لدعم الحكومة لشركات القطاع الخاص
  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • «خبير اقتصادي»: سعر الدولارسينخفض أمام الجنيه المصري لو اتخذت الحكومة هذا الإجراء.. فيديو