العلماء قبلة الأمل: «نحن مَن نزرعه.. حتى لو سرنا على الشوك»
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
«تتوقّف السّعادة على ما تستطيع إعطاءه، لا على ما تستطيع الحصول عليه»، قالها «غاندى» فى وصف ما يسلكه المرء من دروب لإدراك السعادة، إذ يقف صنف من البشر على مقربة من تحقيق حلم السعادة، هم قاب قوسين أو أدنى منه، إذا ما اتبعوا بعض الأفعال، أقلها ما يصنعه المرء لنفسه، وأعظمها ما يصنعه لتعم فائدته.
فى مصر، قد تتوقف سعادة كثيرين على فعل قليلين، العلماء من هؤلاء، ففى كل اكتشاف وكل رفعٍ لعلم مصر فى أى من المحافل الدولية، يسعد الملايين على أرضها، سواء حمل هذا الاكتشاف حلاً لمرض، أو أسهم فى علاج، أو حتى ترك أثراً معنوياً وسمعة يستحقها المصرى أينما حل، فصار التيسير والقبول حليفاً له باعتبار صيت دولته وأثرها العالمى.
ليس أسعد من شخص يتردد اسمه فى العالم كله، وتذكره كبرى وكالات الأنباء باعتباره مطوراً أو شاهداً على تطور، هكذا وقف العالم المصرى د. هشام سلام، أستاذ الحفريات الفقارية فى جامعة المنصورة، وهو يعلن للعالم إنجازه وفريقه البحثى فى اكتشاف فرعون الحيتان الصغير الذى عاش قبل 41 مليون سنة، ويعد أصغر وأقدم الحيتان المائية التى تطورت من حيتان برمائية، واصفاً الاكتشاف بأنه بنكهة ملكية، مطلقاً عليه اسم مستوحى من الملك «توت عنخ آمون»، حيث أطلق عليه اسم «توت سيتس».
فيما يعتبر الاكتشاف والبحث برمته طفرة علمية جديدة تشهد بتقدم علوم الحفريات الفقارية فى مصر، ووقوف علمائها على قدم المساواة مع علماء العالم المتقدم فى هذا التخصص، بحسب تأكيد د. سلام.
تحتفظ جامعة المنصورة لنفسها بعدد كبير من مسببات السعادة للمصريين، بإنجاز تلو الآخر، وبفضل علمائها، آخر ما صنعته كان منسوباً لمركز الكبد التابع للجامعة، الذى حقق فى غضون 19 عاماً، هى عمره، تقدماً كبيراً فى زراعة الكبد من أحياء، بنسبة نجاح بلغت 90%، لـ1000 حالة أجرت الجراحة بالفعل، وهو ما تم الإعلان عنه فى مارس الماضى، وحرص المركز على جمع الحالة 1000 بالحالة الأولى التى أجرت زراعة كبد قبل 19 عاماً، لينبئ الثنائى عن تميز علمى مصرى فى هذا الملف، تحتل مصر فيه مركز ريادة فى هذه الجراحات.
سبب آخر للسعادة، مسار مختلف يمنحه د. شريف مختار، رائد جراحات القلب فى مصر، لملايين المصريين ممن غادروا الأمل وعادوا له مرة أخرى، بفضل وحدة شريف مختار للحالات الحرجة فى قصر العينى، بوابة الأمل للبسطاء، التى تحولت من مكان مخصص لاستقبال السجناء والكشف عليهم قبل 40 عاماً، إلى وحدة متخصصة فى حالات القلب الحرجة، بفضل الطبيب الجراح الذى أهدى لمصر علمه منذ عودته من أمريكا، وأدخل إلى مصر فى نهايات عام 1979 طب الحالات الحرجة، مطلقاً التجربة بطاقة 22 سريراً فقط، أصبحت فى 40 عاماً كياناً كاملاً بآلاف من النجاحات ومئات من الأطباء والمتخصصين، وما زال هو على رأسهم يمارس عمله فى مداواة القلوب وإنقاذ الملايين.
هذا على أرض مصر، أما خارجها فيستمر الأثر بمشاهد وإنجازات تترك أثراً بالغاً لدى كل المصريين، استفادوا منها مباشرة أو كانت استفادتهم عن بُعد، ظهر هذا فى فيديو نشرته وسائل الإعلام البريطانية لزيارة الملك تشارلز لمستشفى التدريب بجامعة شرق لندن، حيث تفقد الملك التقنيات الجديدة للكشف عن بُعد فى المستشفى الجامعى الذى يشغل فيه العالم المصرى د. حسن عبدالله منصب المدير الأكاديمى.. وقتها وجّه الملك الشكر للعالم المصرى ولكل فريق العمل بالجامعة، وحين عرف أنه مصرى ابتسم وقال إنه زار مصر قبل عامين وقضى وقتاً رائعاً وجميلاً فيها، بحسب تعبير «عبدالله».
ومن الغرب إلى الشرق ينتقل الفخر إلى ابن قنا، د. عماد الكومى، الذى يشغل حالياً مستشار الأمن السيبرانى وتكنولوجيا البلوك تشين فى الحكومة الكورية، والذى حل ضيفاً على برنامج «لوغاريتم» المذاع عبر فضائية DMC ويقدمه الإعلامى أحمد فايق، حيث خرج مئات من أهالى قنا لمشاهدة نجاحات «الكومى»، الملقب بـ«صعيدى فى الجامعة الكورية»، وتراصوا لمشاهدة الحلقة عبر شاشات المقاهى وكأنهم يتابعون مباراة للعالمى محمد صلاح.
ليس «الكومى» وحده، يرافقه فى رحلة الإنجاز د. محمد مناع، باحث ما بعد الدكتوراه فى جامعة بوسان الوطنية بكوريا، الحاصل على جائزة الإنجاز العلمى فى جامعة كوريا، ويعتبر الأجنبى الوحيد الحاصل عليها، استطاع أن يهزم السرطان فى المرحلة الرابعة، بفضل دعم والدته، وخلال رحلته لهزيمة المرض، توصل لمادة تقضى نهائياً على الإفلاتوكسين، وهى المادة المسببة لسرطان الكبد، والموجودة فى غالبية الحبوب، ليسطر حلولاً ناجزة فى مواجهة أعنف أمراض العصر، بالقضاء على أحد مسبباته.
البطولة هنا تقاسمها طرفان؛ المصريون حول العالم ممن استطاعوا جمع مبلغ مليون و300 ألف دولار لإنقاذ حياة طفل صغير بعد استغاثة والدته، والجراح الذى تحمس لإجراء جراحة تصنف بأنها الأولى من نوعها لزراعة جهاز هضمى كامل لطفل، د. كريم أبوالمجد، رائد زراعة الأمعاء العالمى، أجرى الجراحة للطفل «مصطفى» فى مستشفى كليفلاند الأمريكى، أنقذ حياته بالجراحة، وأنقذ المصريون حياته بالتبرع وجمع المبلغ فى غضون 3 أسابيع فقط من إطلاق الاستغاثة، لينشر سراً جديداً من أسرار السعادة بين المصريين، هى قدرتهم على صناعة البسمة والأمل لملايين، إن لم يلمسهم الفعل مباشرة، لمسهم أثره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صناع السعادة
إقرأ أيضاً:
مونديال السباحة بالزعانف.. «أبوظبي للرياضات المائية» جاهز للاستضافة
علي معالي (أبوظبي)
أعلنت اللجنة المنظمة لكأس العالم للسباحة بالزعانف، عن اكتمال التحضيرات في مسبح المركز الرياضي لمدينة محمد بن زايد بنادي أبوظبي للرياضات المائية، لاستضافة المنافسات، خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 3 نوفمبر المقبل، وسط مشاركة واسعة لأبرز المنتخبات والنجوم العالميين في هذه الرياضة المائية السريعة، التي تشهد نمواً متزايداً على مستوى الشعبية والمنافسة.
وتأكدت مشاركة أكثر من 20 دولة من مختلف قارات العالم، إلى جانب مشاركة السباح الكولومبي العالمي موريشيوس فرنانديز، والمقيم في الإمارات، التي رسّخت مكانتها وجهة مفضلة لأبطال العالم، ومركزاً رئيساً لاستضافة كبرى البطولات الدولية.
وأكدت اللجنة أن هذه النسخة تُعد من أكبر نُسخ كأس العالم للسباحة بالزعانف، من حيث عدد المشاركين، حيث ينتظر مشاركة أكثر من 400 سبّاح وسبّاحة، يتنافسون في مجموعة من السباقات الأسرع من نوعها على مستوى العالم، ما يعكس المكانة المتنامية التي تحتلها البطولة في أجندة الاتحاد الدولي للرياضة تحت الماء (CMAS).
وفي إطار اهتمام نادي أبوظبي للرياضات المائية بتوسيع قاعدة الممارسين، وتوفير فرص تنافسية لمختلف الأعمار، ستتزامن فعاليات كأس العالم هذا العام مع البطولة الوطنية للسباحة بالزعانف للناشئين للفئات العمرية من 8 إلى 11عاماً من الجنسين، في خطوة تهدف إلى دعم وتطوير قاعدة الناشئين في الدولة، ومنحهم فرصة فريدة للاحتكاك والتعلم من أبطال العالم المشاركين في الحدث، وتنمية البرامج المجتمعية والإرث الرياضي لكل الأحداث التي تقام بالدولة.
كما ستشهد البطولة تتويج الفائزين في مرحلتي العموم للكبار (فوق 18 عاماً) والشباب والناشئين (من 12 إلى 17 عاماً)، إضافة إلى تكريم أصحاب المراكز الثلاثة الأولى لأول مرة في تاريخ منافسات كأس العالم في الفئات العمرية 12–13 عاماً و14–15 عاماً و16-17 عاماً، في إطار حرص اللجنة المنظمة على دعم رياضة السباحة بالزعانف في الدولة وتطويرها ونشرها على نطاق أوسع، وتحفيز السباحين على تقديم أفضل مستوياتهم في هذا الحدث العالمي المرموق.
وتواصل أبوظبي تعزيز مكانتها وجهة رياضية عالمية رائدة، إذ أصبحت منارة للبطولات الدولية، وملتقى لأبطال العالم في الرياضات كافة، بما تعكسه الأعداد القياسية للمشاركين في النسخة الحالية من البطولة، وهو ما يؤكد قدرة العاصمة على تنظيم واستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وفق أعلى المعايير العالمية، بما يُرسّخ ريادتها في مجال استضافة الأحداث الرياضية النوعية، ويعزّز حضورها على خريطة الرياضة الدولية.