«تتوقّف السّعادة على ما تستطيع إعطاءه، لا على ما تستطيع الحصول عليه»، قالها «غاندى» فى وصف ما يسلكه المرء من دروب لإدراك السعادة، إذ يقف صنف من البشر على مقربة من تحقيق حلم السعادة، هم قاب قوسين أو أدنى منه، إذا ما اتبعوا بعض الأفعال، أقلها ما يصنعه المرء لنفسه، وأعظمها ما يصنعه لتعم فائدته.

فى مصر، قد تتوقف سعادة كثيرين على فعل قليلين، العلماء من هؤلاء، ففى كل اكتشاف وكل رفعٍ لعلم مصر فى أى من المحافل الدولية، يسعد الملايين على أرضها، سواء حمل هذا الاكتشاف حلاً لمرض، أو أسهم فى علاج، أو حتى ترك أثراً معنوياً وسمعة يستحقها المصرى أينما حل، فصار التيسير والقبول حليفاً له باعتبار صيت دولته وأثرها العالمى.

ليس أسعد من شخص يتردد اسمه فى العالم كله، وتذكره كبرى وكالات الأنباء باعتباره مطوراً أو شاهداً على تطور، هكذا وقف العالم المصرى د. هشام سلام، أستاذ الحفريات الفقارية فى جامعة المنصورة، وهو يعلن للعالم إنجازه وفريقه البحثى فى اكتشاف فرعون الحيتان الصغير الذى عاش قبل 41 مليون سنة، ويعد أصغر وأقدم الحيتان المائية التى تطورت من حيتان برمائية، واصفاً الاكتشاف بأنه بنكهة ملكية، مطلقاً عليه اسم مستوحى من الملك «توت عنخ آمون»، حيث أطلق عليه اسم «توت سيتس».

فيما يعتبر الاكتشاف والبحث برمته طفرة علمية جديدة تشهد بتقدم علوم الحفريات الفقارية فى مصر، ووقوف علمائها على قدم المساواة مع علماء العالم المتقدم فى هذا التخصص، بحسب تأكيد د. سلام.

تحتفظ جامعة المنصورة لنفسها بعدد كبير من مسببات السعادة للمصريين، بإنجاز تلو الآخر، وبفضل علمائها، آخر ما صنعته كان منسوباً لمركز الكبد التابع للجامعة، الذى حقق فى غضون 19 عاماً، هى عمره، تقدماً كبيراً فى زراعة الكبد من أحياء، بنسبة نجاح بلغت 90%، لـ1000 حالة أجرت الجراحة بالفعل، وهو ما تم الإعلان عنه فى مارس الماضى، وحرص المركز على جمع الحالة 1000 بالحالة الأولى التى أجرت زراعة كبد قبل 19 عاماً، لينبئ الثنائى عن تميز علمى مصرى فى هذا الملف، تحتل مصر فيه مركز ريادة فى هذه الجراحات.

سبب آخر للسعادة، مسار مختلف يمنحه د. شريف مختار، رائد جراحات القلب فى مصر، لملايين المصريين ممن غادروا الأمل وعادوا له مرة أخرى، بفضل وحدة شريف مختار للحالات الحرجة فى قصر العينى، بوابة الأمل للبسطاء، التى تحولت من مكان مخصص لاستقبال السجناء والكشف عليهم قبل 40 عاماً، إلى وحدة متخصصة فى حالات القلب الحرجة، بفضل الطبيب الجراح الذى أهدى لمصر علمه منذ عودته من أمريكا، وأدخل إلى مصر فى نهايات عام 1979 طب الحالات الحرجة، مطلقاً التجربة بطاقة 22 سريراً فقط، أصبحت فى 40 عاماً كياناً كاملاً بآلاف من النجاحات ومئات من الأطباء والمتخصصين، وما زال هو على رأسهم يمارس عمله فى مداواة القلوب وإنقاذ الملايين.

هذا على أرض مصر، أما خارجها فيستمر الأثر بمشاهد وإنجازات تترك أثراً بالغاً لدى كل المصريين، استفادوا منها مباشرة أو كانت استفادتهم عن بُعد، ظهر هذا فى فيديو نشرته وسائل الإعلام البريطانية لزيارة الملك تشارلز لمستشفى التدريب بجامعة شرق لندن، حيث تفقد الملك التقنيات الجديدة للكشف عن بُعد فى المستشفى الجامعى الذى يشغل فيه العالم المصرى د. حسن عبدالله منصب المدير الأكاديمى.. وقتها وجّه الملك الشكر للعالم المصرى ولكل فريق العمل بالجامعة، وحين عرف أنه مصرى ابتسم وقال إنه زار مصر قبل عامين وقضى وقتاً رائعاً وجميلاً فيها، بحسب تعبير «عبدالله».

ومن الغرب إلى الشرق ينتقل الفخر إلى ابن قنا، د. عماد الكومى، الذى يشغل حالياً مستشار الأمن السيبرانى وتكنولوجيا البلوك تشين فى الحكومة الكورية، والذى حل ضيفاً على برنامج «لوغاريتم» المذاع عبر فضائية DMC ويقدمه الإعلامى أحمد فايق، حيث خرج مئات من أهالى قنا لمشاهدة نجاحات «الكومى»، الملقب بـ«صعيدى فى الجامعة الكورية»، وتراصوا لمشاهدة الحلقة عبر شاشات المقاهى وكأنهم يتابعون مباراة للعالمى محمد صلاح.

ليس «الكومى» وحده، يرافقه فى رحلة الإنجاز د. محمد مناع، باحث ما بعد الدكتوراه فى جامعة بوسان الوطنية بكوريا، الحاصل على جائزة الإنجاز العلمى فى جامعة كوريا، ويعتبر الأجنبى الوحيد الحاصل عليها، استطاع أن يهزم السرطان فى المرحلة الرابعة، بفضل دعم والدته، وخلال رحلته لهزيمة المرض، توصل لمادة تقضى نهائياً على الإفلاتوكسين، وهى المادة المسببة لسرطان الكبد، والموجودة فى غالبية الحبوب، ليسطر حلولاً ناجزة فى مواجهة أعنف أمراض العصر، بالقضاء على أحد مسبباته.

البطولة هنا تقاسمها طرفان؛ المصريون حول العالم ممن استطاعوا جمع مبلغ مليون و300 ألف دولار لإنقاذ حياة طفل صغير بعد استغاثة والدته، والجراح الذى تحمس لإجراء جراحة تصنف بأنها الأولى من نوعها لزراعة جهاز هضمى كامل لطفل، د. كريم أبوالمجد، رائد زراعة الأمعاء العالمى، أجرى الجراحة للطفل «مصطفى» فى مستشفى كليفلاند الأمريكى، أنقذ حياته بالجراحة، وأنقذ المصريون حياته بالتبرع وجمع المبلغ فى غضون 3 أسابيع فقط من إطلاق الاستغاثة، لينشر سراً جديداً من أسرار السعادة بين المصريين، هى قدرتهم على صناعة البسمة والأمل لملايين، إن لم يلمسهم الفعل مباشرة، لمسهم أثره.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صناع السعادة

إقرأ أيضاً:

برازيلية تبلغ 119 عاما تقول إنها الأكبر في العالم

"رويترز": جدة كبيرة تدعى ديوليرا جليسيرا بيدرو دا سيلفا من ولاية ريو دي جانيرو في البرازيل تسعى للحصول على لقب أكبر امرأة معمرة على قيد الحياة من موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وذلك قبل شهرين من عيد ميلادها العشرين بعد المئة حسب قولها.

وتعترف مؤسسة جينيس حاليا ببرازيلية أخرى تدعى إيناه كانابارو لوكاس، وهي راهبة من ولاية ريو جراندي دو سول الجنوبية، كأكبر شخص على قيد الحياة عن عمر 116 عاما، لكن عائلة ديوليرا والأطباء واثقون من انتزاعها اللقب قريبا.

وقالت دوروتيا فيريرا دا سيلفا، حفيدة ديوليرا، التي تبلغ نصف عمرها "إنها ليست في الموسوعة بعد، ولكنها الأكبر سنا في العالم وفقا للوثائق التي بحوزتنا عنها كما اكتشفت مؤخرا".

وتظهر الوثائق أن ديوليرا ولدت في 10 مارس 1905 في منطقة ريفية من بلدة بورسيونكولا الصغيرة في ولاية ريو. وهي تعيش الآن في منزل مطلي بألوان زاهية في إيتابيرونا، حيث تعتني بها حفيدتاها دوروتيا (60 عاما) وليدا فيريرا دا سيلفا (64 عاما).

وتخضع الجدة لإشراف أطباء وباحثين مهتمين بكيفية تغلبها على متوسط معدل الأعمار في البرازيل، الذي يبلغ حاليا 76.4 عام.

وقالت جينيس في بيان إنها لا تستطيع تأكيد استلام طلب ديوليرا لأن الكثير من الطلبات تصلها من أنحاء العالم لأشخاص يقولون إنهم الأكبر سنا.

وقال طبيب ديوليرا إن فيضانات عارمة شهدتها المنطقة قبل 20 عاما تقريبا دمرت معظم وثائقها الرسمية. وقد يتسبب هذا في صعوبة الاعتراف الرسمي بعمرها.

مقالات مشابهة

  • الطيران المدنى المصرى فى خدمة العالم والتنمية
  • حامل أختام الملك!
  • عبدالغفور البرعى!!
  • الدكتور يسري الشرقاوي يكتب: عام ترتيب الأوراق
  • برازيلية تبلغ 119 عاما تقول إنها الأكبر في العالم
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • بدأت حياتها سكرتيرة.. داليدا أيقونة السعادة الحزينة أبهرت العالم بجمالها وصوتها
  • «الإعلامية روان أبو العينين»: غزة ستظل محفورة في ذاكرة العالم وسترفع شعار الأمل للجميع
  • سر اكتشاف كوكب «نبتون» بالمعادلات الرياضية.. «كانوا فاكرينه نجم»
  • تفاصيل مذهلة وغريبة.. اكتشاف قنبلة موقوتة تهدد العالم والكوكب بأكمله