الأسبوع:
2024-12-21@09:09:17 GMT

العالم يحتفل وغزة تستغيث

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

العالم يحتفل وغزة تستغيث

احتفلت عواصم ومدن وشعوب العالم بالأعياد المسيحية، وقدوم العام الميلادي الجديد 2024، وقد احتفل كلٌّ على طريقته، ومع كل تلك الاحتفالات العالمية فهناك إحدى المدن الفلسطينية بأطفالها ونسائها وشيوخها وتاريخها العريق تستنجد وتستغيث بشعوب العالم الحر، وتقول لهم: كيف تحتفلون وتنعمون وغزة البطولة تعيش منذ ثلاثة أشهر قصفَ القنابل المحظورة والمدافع والطائرات بكل وحشية وبدون رحمة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي؟!!.

. كيف تحتفلون ويحتفل بايدن وإدارته بتناول لحوم «الرومي» وغيرها من مظاهر البذخ والرفاهية بالبيت الأبيض، وهناك على الجانب الآخر من العالم مدينة باسلة لا ينقطع عنها حمام الدم، ويتعرض أهلها للإبادة الجماعية من جانب الطغاة؟!!.. كيف تحتفلون وقد حصدت مدافع الاحتلال الإسرائيلي أرواحَ أكثر من ٢٢ ألف إنسان غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، وقد حُرم الباقون من أبناء غزة والناجون من القصف المدمر والتهجير من أبسط مقومات الحياة، ومن دخول المساعدات الإنسانية الدولية التي تقدَّم من جانب الشعوب الرحيمة، وبقرارات صادرة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟!!.. كيف تحتفلون وينعم أطفالكم ونساؤكم بالأمن والسلام ويتناولون الحلوى والمأكولات خلال أيام الأعياد، وأهل غزة ينامون فوق جثث موتاهم في العراء، بلا دواء ولا ملبس ولا مأكل ولا مشرب، ولا مكان يحميهم من القصف الإسرائيلي الوحشي المتواصل الذي يدمر الحجر والشجر والكائنات؟!!.. كيف تطاوعون قادتكم وتسكتون على مَن يخدعونكم ويخدعون شعوب العالم عندما يجعلون أنفسهم أوصياء على العالم وعلى الديمقراطية وحقوق الإنسان؟!!.. ومن دلائل ذلك أنهم هم المتسببون في خلق ونشوب الأزمات والحروب الدولية، وتسليط الدول على بعضها البعض، بل وبإعطائهم الضوء الأخضر لقادة إسرائيل ومتطرفيها ومستوطنيها لإيقاع أكبر الأذى بالفلسطينيين، بل وبتقديمهم (ونقصد هنا أمريكا والغرب) المال والأسلحة المحظورة وإقامة القواعد، وإحضار الأساطيل الحربية للوقوف بجانب إسرائيل، وجعلهم لا يتوقفون عن قتل وتهجير الأبرياء من غزة والضفة الغربية، فغزة تلك المدينة الباسلة بأبنائها وشعبها وحضارتها عاشت منذ سنوات حصارًا وقمعًا وإرهابًا من جانب إسرائيل ومتطرفيها ومستوطنيها دون أن يحرك العالم ساكنًا!!

إن عالمنا الكبير أصبح مع التقدم التكنولوچي ووسائل الاتصال الحديثة كالجسد الصغير، إذا تألم منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى، فأين أبناء الشعوب الحرة؟!!.. أين الضمير الجمعي الإنساني من مشاهدة تلك المجازر التي تتواصل حلقاتها تباعًا ودون توقف؟!!.. فكيف يستقبل العالم العام ٢٠٢٤ دون التصدي لتلك البربرية والوحشية وإجبارها على التوقف وإعطاء الحقوق المغتصبة لأهلها؟!!.. أين محكمة العدل الدولية وقضاتها من تلك الجرائم؟!!.. إننا نقول لكم «مالكم كيف تحكمون؟!!».. أفلا يكفي ما تستخدمه أمريكا وتطبِّقه من قوانين ظالمة ومزيفة تجاه تحقيق العدل وحقوق الإنسان، وما تقوم به أمريكا ودول الغرب من استخدام ازدواجية المعايير وتضليل الشعوب بالوقوف مع الظالم وعدم نصرة المظلوم؟!!.. فأين نحن من القوانين والتوصيات الدولية والأممية التي تظل حبرًا على ورق، بسبب الڤيتو الأمريكي الذي سقطت معه كل آمال الإنسانية، التي تحلم يومًا بإمكانية تحقيق العدل والحق والاحتكام للضمير، واحترام القوانين والأعراف الدولية؟!!.. وإلا فلتصبح القيم الإنسانية بلا قيمة ولا شرف مادامت أمريكا وحلفاؤها يتحكمون في أمن وسلامة العالم، بعد أن جعلونا نغضَّ الطرف عن كل الأحداث الظالمة، وبعدم تحقيق العدالة في فلسطين والكثير من بلدان العالم.

إن غزة وباقي المدن الفلسطينية -بما فيها بيت لحم وكنيسة المهد- عاشت في حزن وصمت وألم، وحُرمت من مظاهر الاحتفال ورأس السنة بعد أن سالتِ الدماء البريئة في غزة، واقتصرتِ الاحتفالات على الصلوات والدعاء بتحقيق السلام في العالم حدادًا على أبناء غزة، وذلك بعد أن عمَّت صور القتل والدمار والخراب والتهجير قطاع غزة، حتى شغلتِ العالم بمآسيها عن الاحتفال بالعام الجديد وبما فيه من أنوار وموسيقى وغيرها من مظاهر الاحتفال. ومع كل تلك التداعيات نقول لشعوب العالم الحر ومؤسساته الإنسانية: لا تنسوا غزة، لا تنسوا أبناءها المشرَّدين البائسين، ارفعوا أصواتكم واحتجاجاتكم في وجوه الظلمة والطغاة، واعملوا على تحقيق الأمن والسلام في غزة وبلدان العالم، ولا تنسوا أن تؤازروا الأبطال الذين يدافعون عن أرضهم وعِرضهم وكرامتهم، وفي النهاية نقول لكم وسط احتفالكم بالعام الجديد «لا تنسوا أن تقسموا رغيف الخبز إلى نصفين، نصف لكم ونصف لأبناء غزة».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لا تنسوا من جانب

إقرأ أيضاً:

فلسطين: يجب وقف إطلاق النار وغزة تتعرض لإبادة جماعية

قال الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، إنّه رغم كل ما تواجهه فلسطين من تحديات جسام جرّاء الاحتلال الإسرائيلى وممارساته الاستعمارية وعدوانه على أرضها وشعبها ومقدساتها، فإنها تولى قطاع الشباب والمرأة دوره الكبير فى النهوض بالاقتصاد الوطنى والتنمية المجتمعية عبر الاستثمار فى قطاعات التعليم والتكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمى، وإتاحة الفرص للمزيد من المشروعات الريادية الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب المشروعات الكبيرة، فى مجالات الطاقة المتجددة والصناعة والأمن الغذائى والعمران الحضارى والريفى.

«أبومازن»: نُولي قطاع الشباب والمرأة اهتماما كبيرا للنهوض بالاقتصاد الوطني والتنمية المجتمعية

وأضاف «أبومازن»، فى كلمته: «ما يشهده الشعب الفلسطينى من مجازر يومية وحرب إبادة جماعية وتجويع ومحاولات تهجير على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى يقتضى التنفيذ الفورى لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2735 بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى كامل قطاع غزة وتولى فلسطين مسئوليتها بالقطاع وانسحاب إسرائيل الكامل منه، وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول فتوى محكمة العدل الدولية مؤكدين على أهمية استمرار مهام ومسئوليات وكالة أونروا ومواصلة تقديم الدعم المالى لأداء مهامها».

وتابع الرئيس الفلسطينى أن تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة يقتضى حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، والمزيد من الاعترافات الدولية بها، ما سيسهم فى بقاء الأمل بمستقبل أفضل للشعب الفلسطينى وشعوب المنطقة، وأوضح أن ما تقوم به دولة الاحتلال من عدوان وجرائم حرب فى كل من لبنان وسوريا يستدعى التدخل الفورى لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ووضع حد لهذه الانتهاكات التى من شأنها إبقاء التوتر وعدم الاستقرار وحتى يعم الأمن والسلام فى جميع دول وشعوب المنطقة، وجدد الشكر للرئيس السيسى، على استضافة أعمال القمة، معرباً عن تمنيه تحقيق الأهداف الموضوعة لها بما يخدم تقدم وازدهار دول القمة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

مقالات مشابهة

  • قائد أمريكا السابق: أعلم أن الأهلي بطل إفريقيا.. لكن إنتر ميامي وبورتو الأقرب للتأهل من مجموعة مونديال الأندية
  • فلسطين: يجب وقف إطلاق النار وغزة تتعرض لإبادة جماعية
  • باحث بالعلاقات الدولية: أمريكا تسعى بكل الطرق للحفاظ على مكاسبها في سوريا
  • رئيس إندونيسيا: «قمة الثمانية» هدفها إدانة انتهاكات إسرائيل في لبنان وغزة
  • وزير التعليم يكرم الطلاب الفائزين فى مسابقة آيسف الدولية بعد تحقيق مراكز عالمية
  • باحث: الغارات الإسرائيلية في اليمن جاءت بعد التنسيق مع أمريكا| فيديو
  • الاتفاق على تعزيز التعاون بين الإيسيسكو والمنظمة الدولية للثقافة التركية
  • متصلة تستغيث على الهواء: زوجي بيكلم نفسه.. وأستاذ نفسي ينقذها بنصيحة
  • أردوغان: إسرائيل تجر المنطقة إلى الهاوية بمهاجمتها لبنان وغزة
  • افتتاح المعرض المحلي السنوي لمسابقة "إيسف" الدولية للعلوم والهندسة بكفر الشيخ