بالأرقام.. أبرز انتهاكات الاحتلال بفلسطين خلال 2023
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
رام الله- مع نهاية 2023 تودع فلسطين عاما مثقلا بالدماء والدمار والانتهاكات الإسرائيلية، على مرأى ومسمع العالم وبدعم دول كبرى أحيانا.
وتودع غزة الجريحة العام بقائمة من آلاف الشهداء ودمارا "يضاهي، إن لم يكن أعلى من مستويات الدمار التي لحقت بالمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)"، وفق تصريح لممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
في حين يستمر نزيف الضفة الغربية مع استمرار الاحتلال في القتل والاعتقال والتهجير والاستيطان ونهب الأراضي والثروات.
وفيما يلي نستعرض أبرز انتهاكات الاحتلال في فلسطين خلال 2023 استنادا إلى مصادر رسمية وحقوقية فلسطينية، أبرزها وزارة الصحة وهيئة مقاومة الجدار ومرصد "شيرين" الحقوقي ومعهد الأبحاث التطبيقية (أريج).
بالأرقام أبرز انتهاكات الاحتلال بفلسطين خلال 2023 (الجزيرة) الشهداء والجرحىبلغ عدد الشهداء نحو 22 ألفا و349، بينهم 21 ألفا و822 في قطاع غزة استشهدوا في العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يضاف إليهم نحو 7 آلاف مفقود، و527 شهيدا في الضفة الغربية، منهم 318 بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن بين شهداء غزة 9 آلاف طفل و6450 شهيدة، و312 من الطواقم الطبية، و40 من الدفاع المدني، و106 من الصحفيين، و136 موظفا بالأمم المتحدة.
وعدد الشهداء في القطاع التعليمي أكثر من 4037 طالبا و209 موظفا تعليميا، ومن بين الجرحى 7259 طالبا و619 موظفا.
أما شهداء الضفة فبينهم نحو 74 طفلا في عام "كان الأكثر دموية إطلاقا بالنسبة للأطفال في الضفة الغربية"، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وهناك أيضا 5 مسنين و9 أسرى، وما زال الاحتلال يحتجز جثامين 34 منهم.
وبلغ عدد الجرحى في قطاع غزة 56 ألفا و451، ونحو 9600 بالضفة الغربية بينهم 3800 بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
استهداف القطاع الصحي
استهدف الاحتلال في عدوانه على غزة سيارات الإسعاف، فدمر منها 104، و142 مؤسسة صحية بشكل جزئي، وأخرج 23 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة.
تهجير ونزوحبلغ النزوح مستويات كارثية، إذ يقدر عدد النازحين في غزة بمليون و900 ألف يتعرضون لمخاطر المجاعة والبرد القارص وتفشي الأمراض والأوبئة، وفق منظمات دولية، فيما يعاني نحو 800 ألف جوعا شديدا شمالي القطاع.
وفي الضفة، تم تهجير 28 تجمعا فلسطينيا بسبب اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، ويقدر عدد المهجرين بنحو 2330، بينهم نحو 1208 بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
الاعتقالاتاعتقل الاحتلال في الضفة الغربية منذ مطلع العام نحو 10 آلاف و276 فلسطينيا وفلسطينية، بينهم 4876 بعد طوفان الأقصى، ونحو 5400 في الشهور التسعة الأولى من هذا العام، في حين يقدر عدد من هم داخل السجون حاليا بنحو 7800، يضاف إليهم نحو 2600 معتقل من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
استهداف المساجد
في غزة دمر الاحتلال خلال العدوان 117 مسجدا كليا ونحو 208 جزئيا، في حين اقتحم 48 ألفا و223 مستوطنا المسجد الأقصى في القدس المحتلة في 214 عملية اقتحام طوال 2023، ومنع رفع الأذان نحو 600 مرة بالمسجد الإبراهيمي وفق إحصائيات متوفرة لـ 10 شهور من 2023.
الاستيطانوفق معهد أريج، فقد أعلن عن 210 مخططات استيطانية خلال 2023، منها 58 في القدس الشرقية تضم 5760 وحدة استيطانية على ما مساحته 3470 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع).
وأعلن الاحتلال عن 152 مخططا بالضفة تضم 21 ألفا و988 وحدة استيطانية، وتقام على نحو 9657 دونما.
وإضافة إلى المخططات، تم شق طرق استيطانية بطول 938 كيلومترا، صودرت خلالها آلاف الدونمات، وآلاف أخرى بأوامر عسكرية وذرائع مختلفة.
كما استولت المستوطنات الرعوية، وهي تجمعات صغيرة لمربي الماشية من المستوطنين، منذ مطلع العام على حوالي 150 ألف دونم.
وبنهاية 2023 بلغ عدد مستوطنات الضفة 176 مستوطنة، و179 بؤرة استيطانية يسكنها إجمالا نحو 730 ألف مستوطن.
أما عن الاعتداءات، فنفذ المستوطنون قرابة 2140 اعتداء أدت معظمها إلى أضرار في الممتلكات، أو تسببت في إصابات بحق المواطنين الفلسطينيين.
وطالت اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين نحو 18 ألفا و80 شجرة، معظمها أشجار زيتون تم اقتلاعها أو إتلافها.
حواجز وعوائق
يودع فلسطينيو الضفة عام 2023 بمئات الحواجز التي تغلق مدنهم وقراهم، وتقيد حريتهم في الحركة.
وبلغ عدد الحواجز العسكرية بمختلف أنواعها وأشكالها في الضفة الغربية 567 حاجزا لغاية السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، منها 77 حاجزا رئيسيا، و490 حاجزا آخر (سواتر ترابية، مكعبات إسمنتية وبوابات حديدية). وبعد بدء الحرب على غزة زادت هذه الحواجز، وأضيف أكثر من 140 حاجزا وعائقا جديدا ليصبح عددها الإجمالي 707 حواجز.
هدم وتدميريقدر مكتب الإعلام الحكومي في غزة عدد الوحدات السكنية المدمرة بنحو 355 ألف وحدة مدمرة جزئيا أو كليا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
أما في الضفة، فتشير معطيات "أريج" إلى هدم نحو 949 منزلا ومنشأة تجارية وزراعية فلسطينية، يضاف إليها مئات الإخطارات بالهدم.
الانتهاكات ضد الإعلاموبلغ مجموع الانتهاكات ضد الصحفيين نحو 224، منهم 106 شهداء، و34 أسيرا، وتدمير مقرات 50 وسيلة إعلامية، في حين نزح في غزة مئات الإعلاميين وعائلاتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر تشرین الأول فی الضفة الغربیة الاحتلال فی خلال 2023 فی غزة فی حین
إقرأ أيضاً:
"جورة الخليل".. محطة من محطات التهجير في الضفة
الخليل - خاص صفا
لا يقطع أهالي "جورة الخليل" في بلدة سعير جنوبي الخليل، الأمل في الوصول إلى منازلهم التي هجروا منها على مدار نحو عام من التضييق والتنكيل من قبل قطعان المستوطنين.
وهذا الحاج أحمد شلالدة يصعد الجبل الوعر أربع مرات على الأقل يومياً، ليصل ويطرد في كل مرة من قبل قوات الاحتلال التي تراقب المكان وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم، بعد جولات اعتداء مسعورة للمستوطنين أجبرتهم على الرحيل إلى البلدة.
وروى شلالدة لوكالة "صفا"، عن بدايات عملية التهجير، إذ قامت قوات الاحتلال بإغلاق الطريق الذي يربط البلدة بمنطقتهم في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، ما اضطر العائلات لصعود جبل وعر بطول 400 متر للوصول إلى منازلهم.
في حين قامت قوات الاحتلال بفتح طريق من مستوطنة "أصفر" تصل إلى منطقة "جورة الخيل" لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمنطقة، بحسب شلالدة.
وقال "خلال الأشهر الأولى بعد فتح طريق المستوطنين، قامت قوات الاحتلال بمنع الشبان من أبناء العائلات القاطنة في المنطقة من المكوث فيها، بينما سمحت لكبار السن والنساء والأطفال فقط".
وبيّن شلالدة أن قوات الاحتلال تمهد وتؤمن اقتحامات المستوطنين، ما يؤكد دعم حكومة الاحتلال لممارست المستوطنين الإرهابية في حق المواطنين الفلسطينين.
وأضاف أن المستوطنين كانوا يقتحمون منازل المواطنين على فترات خلال الليلة الواحدة ويعتدون على الأهالي بالضرب والحجارة وإطلاق الكلاب، ما دفع عدد من العائلات إلى الرحيل خوفاً على نسائهم وأطفالهم.
وفي هجوم آخر سرق المستوطنون أكثر من 400 رأس من الأغنام، وهي رأس مال الأهالي في المنطقة ومصدر رزقهم، وفق شلالدة.
وأوضح أن ثماني عائلات ظلت صامدة رغم همجية المستوطنين وإرهابهم، حتى الهجوم الأخير قبل نحو أسبوع، إذ داهم 40 مستوطناً مسلحاً المنطقة، وقاموا بتدمير المنازل وسرقة كافة محتوياتها حتى الملابس والفرش، وقام الجيش بدوره بطرد الأهالي ومنعهم من العودة بحجة إعلان المنطقة "منطقة عسكرية مغلقة".
ومنذ أكتوبر/ تشرين أول 2023، أقام الاحتلال 43 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، بالمقارنة مع متوسط سنوي كان يبلغ سبع بؤر على مدى ثلاث عقود تقريبا، وفق منظمة السلام الآن الإسرائيلية.
وأكدت المنظمة أن الحكومة الإسرائيلية مولت هذه البؤر بمبلغ قدره 7.5 مليون دولار في سنة 2023، وخصصت لها 20 مليون دولار في سنة 2024، رغم أنها تعتبر غير قانونية بموجب قانون دولة الاحتلال.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فقد هجّرت 285 أسرة فلسطينية تضم 1669 فرداً، بينهم 807 أطفال، من التجمعات البدوية والرعوية في شتى أرجاء الضفة الغربية بسبب الهجمات التي يشنها المستوطنون والقيود المفروضة على الوصول منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وقال الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي، إن الاحتلال استغل تركيز الأنظار على حرب الإبادة في غزة ليتسارع الاستيطان في الضفة بشكل غير مسبوق منذ 1967.
وأضاف أن الاحتلال يمنع المزارعين الفلسطينيين للعام الثاني على التوالي، من الوصول إلى أراضيهم القريبة من الجدار والمحاذية للمستوطنات، لقطف ثمار الزيتون.
وأشار معالي إلى لهجة حكومة الاحتلال مؤخراً التي لا تعطي اعتباراً للقانون الدولي، خاصة بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، وظهور مخططات على الطاولة تهدف إلى ضم الضفة وتهجير الفلسطينيين وإلغاء السلطة.
وأوضح "أن الخطر محدق بالضفة، وكل المؤشرات تؤدي إلى نوايا مبيّتة بالتهجير في الضفة والاستيلاء على أراضيها، خاصة في ظل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، التي حددت الخيارات أمام الشعب الفلسطيني بالقتل أو الرحيل".
وحذّر من خطورة ما تقبل عليه الضفة من استيطان نهم يطال كافة أراضيها، في ظل غياب خطة عمل منهجية للمواجهة من القيادة الفلسطينية والعربية.