التحديات التى تواجه الريف المصري كانت عنوانا للمؤتمر السنوى لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، الذى اختتم أعماله قبل أيام. العناوين الأبرز لتلك التحديات لخصتها وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج خلال كلمتها الافتتاحية للمؤتمر، وكلها دارت حول الأسباب والنتائج التى أثرت فى قيم وسلوكيات المجتمع الريفي.
وبحسب حديث الوزيرة فإن سكان الريف يبلغون حوالي 57% من إجمالي سكان مصر بواقع 14.3 مليون أسرة، كما يضم الريف حوالي 59% من نسبة قوة العمل في مصر.
كما أن رقعة الفقر تنتشر بشكل أوضح في الريف أكثر منها في الحضر، وبصفة خاصة في ريف الصعيد، كما تشير التحليلات الإحصائية الى أن ارتفاع معدلات الخصوبة السكانية ترتفع بشكل ملحوظ في الريف المصري بما يمثل سببا أساسيًا في استمرار النمو السكاني.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن المحافظات الأعلى في متوسط حجم الأسرة هي أيضًا الأشد فقرا على مستوى الجمهورية وهي - بعد مطروح- محافظات الصعيد، وتمثلها أسيوط وقنا، ثم محافظات سوهاج وبنى سويف والمنيا.
ومن بين التحديات ـ كذلك ـ معدلات الأمية التي يشهدها الريف مقارنة بالحضر، وضعف مستوى التعليم، وبصفة خاصة الثانوي والجامعي، والذى أدى لخفض نسب الوعي ولشيوع بعض المعتقدات الخاطئة التي تعطل مسيرة التنمية، وتعرقل تحسين مؤشرات التعليم والصحة والعمل.
ومن هذه المعتقدات أيضا مظاهر العنف ضد الفتيات والنساء والتي تتمثل في ختان الإناث، والزواج المبكر، والزواج غير المتكافئ بشكل يقرب للاتجار بالبشر، وكبر حجم الأسرة، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التعاطي والإدمان، والنظرة السلبية لذوي الإعاقة، وشيوع العادات الاستهلاكية بصفة خاصة في الزواج، وضرورة ترشيد الموارد، وغيرها من المعتقدات التي تسعى الوزارة إلى تصحيحها من خلال برنامج "وعي" للتنمية المجتمعية.
الوزيرة أشارت أيضا إلى تراجع الطابع الإنتاجي للقرية وشيوع أنماط استهلاكية عديدة، واعتمدت القرية على المدينة في سد كثير من احتياجاتها الأساسية، فيما غلبت قيم الكسب السهل والسريع على حساب العمل المنتج، وغلبت الفردية على حساب التماسك المجتمعي.
حديث الوزيرة لخص جملة من المشكلات التى خرجت من الريف وانعكست على المجتمع ككل، فما زلنا حتى يومنا هذا نعاني من الزيادة السكانية التى تعكس قلة الوعي وعدم إدراك خطورة هذه الزيادة على مستوي الأسرة نفسها وعلى المجتمع ككل. وهناك أيضا ظاهرة الزواج المبكر وما ينجم عنها من مشكلات يصعب حصرها وانعكاسه على زيادة معدلات الطلاق، ناهيك عن جملة من المشكلات التى تنجم عن الزواج قبل السن القانونية.
الريف هو تلك البيوت البسيطة التى تعتمد على ذاتها فى كل شيء وتكتفي ذاتيا بمنتجاتها، ولكنه أصبح يعتمد على شراء كثيرٍ من احتياجاته. ولم تعد معظم البيوت تصنع الخبز فى أفران البيوت، ولكنها تشتريه من المخابز، والأمر نفسه بالنسبة لكل الاحتياجات، على الرغم من أن منتجات الريف أطيب وأشهي من حيث المذاق.
يحتاج الريف إلى تضافر الجهود لبث الوعي بين سكانه حتى لا تتراكم مشكلاته.ونصبح على ما فعلنا نادمين.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً: