الأسبوع:
2025-04-09@08:34:36 GMT

أمريكا وإسرائيل.. "عدو واحد" لنا

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

أمريكا وإسرائيل.. 'عدو واحد' لنا

في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الكيان الصهيوني ضد أهلنا في غزة، وتحديدًا يوم 11 ديسمبر الجاري، وقف الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في حفل "إضاءة الشمعدان" التقليدي بالبيت الأبيض بمناسبة عيد "حانوكا" اليهودي ليقول بكل صلف: "إن دفء التواصل الذي أشعر به مع الجالية اليهودية لا يتزعزع. لقد وقعت في مشاكل وانتقادات عندما قلت قبل بضع سنوات إنه ليس عليك أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا، وأنا صهيوني".

إذًا.. هل هناك شك- ولو بنسبة "واحد في المليون"- أن الولايات المتحدة ضالعة حتى أذنيها في العدوان البربري على غزة جنبًا إلى جنب مع الكيان الصهيوني، بل أزعم أن مسؤوليتها أكبر حتى من إسرائيل، لأنها كانت تزعم أنها "الوسيط" بين الفلسطينيين، والصهاينة لحل مشكلة الشرق الأوسط المزمنة، والادعاء "الشكلي" بأنها مع حل الدولتين، في الوقت الذي تترك فيه الحبل على الغارب للصهاينة ليفعلوا ما شاءوا وقتما شاءوا دون وازع من أي قيمة إنسانية وأخلاقية!!.

وخلال الأيام المنقضية، تم كشف المستور عن "سيل" الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في حربها الوحشية ضد غزة وأهلها، وهو الكشف الذي جاء باعتراف الصهاينة أنفسهم عبر جريدة "يديعوت أحرونوت"، والتي قالت إن الجسر الجوي الأمريكي قد سلّم لإسرائيل منذ 7 أكتوبر المنقضي (إثر عملية "طوفان الأقصى") أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة، والمعدات العسكرية!!.

وأضافت الصحيفة أنه منذ بداية الحرب، وصلت (230) طائرة، و(20) سفينة شحن أمريكية احتوت على: مركبات مدرعة، وأسلحة ومعدات حماية شخصية، وذخيرة وإمدادات طبية، وغيرها.

ومن ناحية أخرى، لم يتوقف الدعم الأمريكي الإجرامي لإسرائيل عند المساعدات العسكرية فقط، فمع بداية الحرب قدمت أمريكا دعمًا دبلوماسيًا- ربما غير مسبوق في فجاجته- تضمن زيارات من كبار المسئولين، وعلى رأسهم "جو بايدن"، ووزير الخارجية "أنتوني بلينكن" الذي زار تل أبيب أكثر من مرة، بالإضافة إلى وزير الدفاع "لويد أوستن"، فضلاً عن مدير جهاز الاستخبارات (سي آي إيه) "وليم بيرنز"، ناهيك عن إفشال الأمريكان لقرارين مقترحين بمجلس الأمن الدولي بضرورة وقف العدوان على غزة عبر "حق الفيتو" الملعون!!.

وفي هذا السياق، لا أدري لماذا قفز إلى ذهني مقولة الكاتب الأمريكي الساخر "مارك توين" الشهيرة: "كان من الرائع اكتشاف أمريكا.. ولكن الرائع حقًّا لو لم يتم استكشافها".

والخلاصة.. على كل واهم في دور- ولو أخلاقي- لأمريكا في ردع إسرائيل أن يفيق من غيبوبته، فأمريكا وإسرائيل "عدو واحد" لنا بلا أقنعة، ولكن الله أعلى وأكبر.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الحرب الجمركية.. هل تقود سياسات ترامب أمريكا إلى الازدهار أم إلى الانهيار؟

 

منذ أن وطأت قدماه البيت الأبيض مجددًا، لم يتردد دونالد ترامب في إشعال فتيل حرب تجارية شرسة، ضاربًا بعرض الحائط الالتزامات الأمريكية تجاه النظام التجاري العالمي. سياساته التصادمية، التي ألهبت المواجهات الاقتصادية خلال ولايته الأولى، تعود اليوم بزخم أعنف، مستهدفة القوى الكبرى بلا هوادة. لكن هذه المرة، يبدو أن المخاطر أكبر والنتائج أكثر كارثية، مع احتمالية أن يكون الاقتصاد الأمريكي نفسه أول الضحايا!

لم يمضِ وقت طويل حتى تهاوت أولى تداعيات قرارات ترامب، حيث هبّت العواصم العالمية بردود نارية. رئيس الوزراء الكندي مارك كارني صرّح بلهجة حاسمة: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه العربدة الاقتصادية”، مشيرًا إلى إجراءات انتقامية تهدد المصالح الأمريكية في الصميم.

أما في أوروبا، فقد أطلقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحذيرًا ناريًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن أوروبا لديها خطة جاهزة للرد في حال فرض رسوم جمركية واسعة النطاق. وفي جزء من خطابها، شددت قائلة: “لدينا كل ما نحتاجه لحماية شعبنا وازدهارنا. لدينا أكبر سوق موحدة في العالم. لدينا القوة للتفاوض، ولدينا القدرة على الرد. وليعلم شعب أوروبا أننا معًا سندافع دائمًا عن مصالحنا وقيمنا، وسندافع دائمًا عن أوروبا”.

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الصين واليابان وكوريا الجنوبية توحيد صفوفها في تحالف اقتصادي استراتيجي للرد على السياسات الحمائية الأمريكية، في تطور يرسم ملامح جبهة آسيوية قوية قادرة على قلب موازين القوى التجارية. فهل يدرك ترامب أنه يدفع أمريكا نحو عزلة اقتصادية خانقة؟

يراهن ترامب على أن هذه السياسات ستجبر الشركاء التجاريين على الخضوع لإرادة واشنطن، لكن السؤال الحاسم: هل يستطيع الاقتصاد الأمريكي تحمّل عواقب هذه المواجهة الضارية؟ مع ارتفاع الأسعار، تصاعد الغضب الشعبي، وانسحاب الاستثمارات، تبدو الولايات المتحدة على شفا أزمة غير مسبوقة قد تعيدها عقودًا إلى الوراء.

إعلان البيت الأبيض: صدمة تهز الأسواق

بلهجة حازمة، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن فرض الرسوم الجمركية الجديدة “لحظة تاريخية”، مؤكدة أن أمريكا لن تسمح بعد الآن بأن تكون “ضحية للاستغلال الاقتصادي”. ترامب، كعادته، صعّد الموقف قائلًا: “لقد بدأ عصر التحرر الاقتصادي… إما أن تلتزموا بقواعدنا، أو تتحملوا العواقب!” لكن السؤال الحقيقي: هل يقود هذا التحرر أمريكا إلى الازدهار أم إلى الهاوية؟

بين رهان ترامب على تحقيق “التوازن التجاري” وواقع التصعيد المتسارع، تقف الولايات المتحدة على مفترق طرق خطير. هل تكون هذه الحرب الجمركية بوابة لنفوذ اقتصادي غير مسبوق، أم أنها ستُدخل أمريكا في نفق من الأزمات والانتكاسات؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف إن كان ترامب قد أحسن اللعب… أم أنه أشعل نارًا لن يستطيع إخمادها!

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تعقيبا على مقال الأستاذ ياسر عرمان .. ورداً على سؤاله لماذا لا يفاوض الجيش ويقاتل في آن واحد ؟ (1-2)
  • صيغة وسط بين “حماس” وإسرائيل لوقف دوامة الدم.. مبادرة مصرية جديدة لإحياء الهدنة.. وترامب يقرر مصير غزة
  • أردول يكشف الثمن الذي دفعه الحلو مقابل تحالفه مع حميدتي
  • وزير الخارجية يلتقي نائبة المبعوث الأمريكي على هامش مؤتمر "حوار الشرق الأوسط - أمريكا"
  • احتياطي النقد الأجنبي لإسرائيل يفقد 1.4 مليار دولار في مارس لدعم الشيكل
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
  • الحرب الجمركية.. هل تقود سياسات ترامب أمريكا إلى الازدهار أم إلى الانهيار؟
  • نتنياهو يزور أمريكا للمرة الرابعة منذ بدء الحرب على غزة
  • محلل سياسي برازيلي : أمريكا تخسر الحرب واليمنيون مستمرون في إسقاط هيبتها
  • هل تمهد أمريكا وإسرائيل لضرب إيران؟.. ترقّب عالمي للقاء ترامب ونتنياهو