صانع أم كلثوم .. الشاعر أحمد رامي كيف التقى بكوكب الشرق؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
يصادف اليوم ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم في 31 ديسمبر 1898م، والتي كانت تملك علاقة معقدة بالشاعر الكبير أحمد رامي رغم أنها أنتجت معه نصف اغانيها.
الشاعر الكبير أحمد رامي أرتبط اسمه بشكل وثيق بسيدة الغناء العربي، أم كلثوم، حيث وُلد رامي في حي السيدة زينب وتلقى تعليمه في مدرسة المعلمين، حيث تخرج عام 1914، وبعد ذلك، سافر إلى باريس لدراسة نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، وحصل على شهادة في المكتبات والوثائق من جامعة السوربون.
درس رامي اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية في فرنسا، مما ساعده على ترجمة "رباعيات عمر الخيام" من الفارسية إلى العربية. عُيِّن أمينًا لمكتبة دار الكتب المصرية، حيث استفاد من التقنيات الحديثة لتنظيم المكتبة بعد تعلمه في فرنسا. كما عمل أمين مكتبة في عصبة الأمم وتولى منصب مستشار للإذاعة المصرية ونائبًا لرئيس دار الكتب المصرية.
كان رامي مهتمًا بالموسيقى وكان يتردد بانتظام على نادي الموسيقى ليقرأ شعره أمام الحضور. وبفضل هذا، تعرف على عدد من المطربين مثل أبو العلا محمد وصالح عبد الحي وسيد درويش، وأتاح له ذلك التعرف على أم كلثوم من خلال الشيخ أبو العلا محمد.
الغربية .. انطلاق ملتقى "روح الخط العربي الدولي الرابع" بمركز ثقافة طنطا يومان على غلق باب التقدم لجوائز الدولة 2024 .. تفاصيل التقاء أحمد رامي بكوكب الشرقفي إحدى المرات، طلب الشيخ أبو العلا محمد من رامي أن يعطيه إحدى قصائده، فقدّم له قصيدة "الصب تفضحه عيونه". وعندما التقى الشيخ أبو العلا محمد أم كلثوم، لم يتردد في تقديمها أغنية "رامي" التي كتبها أثناء وجوده في باريس. وعندما عاد إلى مصر، أخبره أحد أصدقائه أن هناك فتاة تغني كلماته، فذهب ليستمع إليها وجلس في الصف الأمامي وطلب منها أن تغني قصيدته "الصب تفضحه عيونه". رحبت أم كلثوم به وردت عليه قائلة: "أهلاً يا سيدي رامي".
ومن هنا بدأ التعاون بين أم كلثوم والشاعر أحمد رامى الذى أحبها كثيرًا، وكتب لها أكثر من نصف اعمالها حيث وصلت إلى 110 أغنية، منها "هجرتك، حيرت قلبى معاك، جددت حبك ليه" وغيرها وغيرها، وكان أخر ما كتبه أحمد رامى لسيدة أم كلثوم هى "يا مسهرنى" نوعًا من العتاب لأنها لم تسأل عنه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد رامي كوكب الشرق أم كلثوم كوكب الشرق أبو العلا محمد أحمد رامی أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
مشاهير سودانيون فاتهم قطار الزواج!
مشاهير سودانيون فاتهم قطار الزواج!
بقلم: د. عثمان أبوزيد
يقول مثل سوداني: “أول كعوبية العزوبية”!
زارني في الأسبوع الماضي الباحث والمؤرخ الأردني أحمد العلاونة، وأهداني كتابه الجديد (أعلام العُزاب في العصر الحديث). الأستاذ أحمد يؤلف على طريقة الجاحظ صاحب كتاب: (البُرصان والعُرجان والعميان والحولان)، وهو من نوادر كتب الجاحظ، أحصى فيه ذوي العاهات من الأعلام والشعراء والمشاهير.
أداعب الأستاذ أحمد: وهل في النية تأليف كتاب عن البرصان والعرجان والعميان في العصر الحديث؟ فيجيبني بكل جدية: ربما لا يكون ذلك مقبولا الآن.
عندما كتب أحمد العلاونة كتابًا سابقًا في هذا السياق وربما هو كتاب المئة في تراجم من بلغ المئة أو كتابه آباء وبناتهم في الثقافة والعلم، قلت له: إنك لم تذكر شخصًا واحدًا من السودان، فوعد بأنه في كتبه اللاحقة سوف يهتم بذلك.
وقد أوفى بالوعد في كتابه عن أعلام العزاب، إذ جاءت صورة الشاعر إدريس جماع تتصدَّر صور مشاهير العزاب. قال المؤلف في مقدمة الكتاب إنه رجع إلى المصادر الموثوقة من خلال علاقاته الشخصية والتواصل مع بعض العلماء، وأورد أسماء طائفة؛ ذكر منهم شخصي.
وكنت بالفعل زودته بمجموعة من أسماء مشاهير السودانيين الذين فاتهم قطار الزواج، غير أن الكاتب اجتهد واستقصى آخرين.
ويورد الكاتب نبذة قصيرة عن الشخصية. لما تناول الشاعر إدريس جماع اعتمد على معلومة خاطئة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، واجتهدنا في تصحيحها دون جدوى، وهي أن أبيات: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه، هي لإدريس جماع. والأبيات في الحقيقة للشاعر المصري عبد الحميد الديب، ونقل عن جماع أيضًا أنه سافر إلى لندن ولم يُعرف عن جماع سفر إلى لندن.
وجاء اسم التجاني يوسف بشير الشاعر المعروف الذي توفي صغيرًا، والذي عاش سنواته الأخيرة مريضًا.
والأسماء مرتبة حسب الأبجدية، فالتالي هو اسم حسين بازرعة الشاعر الغنائي، وبعده السياسي المعروف الشريف حسين الهندي. وقد ذكر البعض أن الشريف حسين تزوج. وقد يكون تزوج لفترة محدودة لذا لم يُحسب في عداد المتزوجين. أذكر أن البروفيسور عبد الله الطيب عندما شرح قصيدة الزمخشري: قامت لتمنعني المسير تماضر، قال بأن الزمخشري لم يتزوج، وتماضر المذكورة هنا ليست بزوجة له وإنما هي كناية عن الدنيا. أستاذنا الطيب نقل المشهور عن الزمخشري، والحقيقة أنني وقفت على قصة زواج الزمخشري، فقد تزوج لوقت قصير وندم على زواجه وأوصى غيره بتجنب الزواج، وجاء في ديوانه:
تزوجتُ لم أعلم وأخطأت لم أصب
فيا ليتني قد مِتُّ قبل التزوّج
فوالله ما أبكي على ساكني الثرى
ولكنني أبكي على المتزوج
وبالترتيب نفسه يأتي ذكر صلاح أحمد إبراهيم الشاعر والدبلوماسي المعروف. وددت لو أن الكتاب يتسع لمزيد من البوح عن أمثال صلاح، وهو من هو، ونقل بعض روائعه الشعرية التي منها ملحمته عن الموت:
يا زكي العود بالمطرقة الصماء والفأس تشظى
وبنيران لها ألف لسان قد تلظى
ضُع على ضوئك في الناس اصطبارا ومآثر
مثلما ضوَّع في الأهوال صبرًا آل ياسر
فلئن كنت كما أنت عبق
فاحترق…
نعاه د. ضياء الدين يوسف جميل في صحيفة السوداني بكلام جميل:
يا حزن أهل صلاح على الأرض الجدباء متى تورق، ومهما يكبر في العين جمال الكون وتتعاظم أفراح الناس، تبقي ثغرة حزن تنفذ منها كل الأوجاع المخبوءة!
وفي كتاب (العزاب) يحمل الناقد والقاص والصحفي السوداني معاوية محمد نور رقم (128)، أما آخرهم ذكرًا فهو منصور خالد السياسي والكاتب ذائع الصيت.
ويحفل الكتاب بأسماء كثيرة، منهم من عرفناه لشهرته في العزوبية مثل عباس العقاد وعبد الحليم حافظ ورشيد كرامي، لكن لم أعرف أن إجلال خليفة وف عبد الرحيم منهم، وكلاهما درّس في جامعة أم درمان الإسلامية.
وعرض الكاتب للأسباب التي دفعت هؤلاء للعزوف عن الزواج، وفيهم خمسة من الرهبان لم يتزوجوا لسبب ديني. وبعضهم تفرغ للعلم تفرغًا تامًا حتى أنساه الانشغال بالعلم إكمال نصف الدين، من أمثال جمال حمدان المصري صاحب الكتاب الشهير شخصية مصر، ومحمد حميد الدين الهندي.
وكان الشيخ عبد الفتاح أبو غدة قد ألف في الثمانينيات كتابًا سماه: (العلماء العُزاب الذين آثروا العلم على الزواج).
بقلم: د. عثمان أبوزيد