بريطانيا تستعد لضرب الحوثيين في البحر الأحمر أو في البر الرئيسي لليمن
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
أفادت تقارير صحفية بأن الجيش البريطاني يستعد لشن غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن في أعقاب هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر، مما يزيد من احتمال تصاعد التوترات بشكل كبير في المنطقة.
وذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن لندن ستنضم إلى الحلفاء الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة وربما دولة أوروبية أخرى لإطلاق صواريخ منسقة ضد أهداف في البحر الأحمر أو في البر الرئيسي لليمن حيث يتمركز الحوثيون.
وقال مصدر في وايتهول لـ"صحيفة تايمز" إن الضربات المنسقة يمكن أن تشمل طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني للمرة الأولى، أو المدمرة HMS Diamond وهي مدمرة من النوع 45 نجحت في تدمير طائرة بدون طيار هجومية بصاروخ Sea Viper في البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تصدر المملكة المتحدة والولايات المتحدة بيانا غير مسبوق في الساعات المقبلة يحذر الحوثيين من التوقف عن مهاجمة السفن التجارية أو مواجهة القوة العسكرية للغرب.
وقبل البيان المتوقع، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، "إذا استمر الحوثيون في تهديد الأرواح والتجارة، فسنضطر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة".
وأشار مصدر وايتهول إلى إن بيان غرانت شابس كان "تحذيرا أخيرا" وإذا فشل الحوثيون في وقف الهجمات فمن المرجح أن يكون الرد "محدودا" ولكنه سيكون كبيرا.
إقرأ المزيدويعتقد المصدر أن الحلفاء يحاولون حاليا إقناع الدول الأوروبية الأخرى بالعمل مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لوقف الهجمات وسط مخاوف من احتمال حدوث آثار اقتصادية كارثية إذا استمر تعطيل الشحن العابر عبر أحد أهم طرق التجارة البحرية في العالم.
ولم يتمكن المصدر من تأكيد الطائرات التي يمكن استخدامها في العمل العسكري بموجب الخطط، على الرغم من أن المملكة المتحدة لديها طائرات تايفون متمركزة في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري في قبرص، وتقوم حاليا بمهام فوق العراق وسوريا.
ويستهدف الحوثيون السفن الإسرائيلية وتلك التي تتوجه إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر الأحمر دعما لغزة، وردا على الهجمات أعلنت واشنطن تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية السفن التي تعبر الممر المائي على الرغم من قلق الحلفاء من استمرار ارتفاع عدد الأعمال العدائية.
وقال المصدر إن "الوزراء يشعرون بالقلق من أن أعداد الهجمات الآخذة في الارتفاع والشعور بأن هناك شيئا يجب القيام به"، مضيفا أن التأمين على الشحن ارتفع بمقدار عشرة أضعاف في ديسمبر بالإضافة إلى تأخر الرحلات مما أدى إلى تعطيل خطوط الإمداد.
إقرأ المزيدوصرح القائد السابق بالبحرية الملكية توم شارب، بأنه إذا أراد الحوثيون ذلك فيمكنهم ضرب مجموعات كبيرة من السفن في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن القوة التي تقودها الولايات المتحدة والتي تم إرسالها بالفعل يجب أن تكون أكبر بكثير لضمان مرور السفن التجارية.
وجاءت تفاصيل الضربات الانتقامية البريطانية المحتملة في الوقت الذي قال فيه الجيش الأمريكي إنه أسقط صاروخين باليستيين مضادين للسفن أطلقهما الحوثيون على سفينة حاويات.
وبعد ساعات، حاولت 4 زوارق مهاجمة السفينة ذاتها لكن القوات الأمريكية فتحت النار مما أدى إلى إغراق ثلاثة من القوارب وقتل عدد من أفراد أطقمها المسلحين، فيما تمكن القارب الرابع من الهرب.
وأفادت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء أن القوات الأمريكية اعتدت على 3 زوارق وقتلت 10 أفراد من منتسبي القوات البحرية.
كما أكد مصدر ملاحي حصيلة القتلى، مشيرا إلى أن أربعة ناجين وصلوا إلى الحديدة ومعهم جريحان نقلا إلى مستشفى الصماد.
المصدر: صحيفة "ذا تايمز" البريطانية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحر الأحمر البحر الأحمر البحر الأحمر أسلحة ومعدات عسكرية البحر الأحمر البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الحوثيون القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس صنعاء صواريخ طائرات حربية طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام لندن مضيق باب المندب واشنطن وفيات فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
كيف تلقت إيران رسالة ترامب من الهجمات الأميركية على الحوثيين؟
طهران– في تطور ينقل رسائل إلى خارج اليمن، شن الجيش الأميركي، الليلة الماضية، غارات على مواقع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء بأمر من الرئيس دونالد ترامب الذي توعد الجماعة بالجحيم، وقال، إن أي "قوة إرهابية" لن تمنع السفن الأميركية من الإبحار بحرية.
يأتي ذلك بعد إعلان الحوثيين، أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية بالمنطقة ردا على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد توقف هجماتهم إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي تطور لافت، ذهب الجانب الأميركي هذه المرة بعيدا في اعتبار طهران مسؤولة عن سلوك الحوثيين، إذ ركزت المواقف الأميركية على ما سمته "دعما إيرانيا للحوثيين" ووصفت العملية بأنها رسالة لآيات الله في طهران.
من جانبه، وصف ترامب الحوثيين بـ"المجرمين المدعومين من إيران"، وحذر الأخيرة من مغبة مواصلة دعمها للجماعة اليمنية، قائلا "إنه إذا هددت طهران الولايات المتحدة، فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
الرد الإيراني
في المقابل، سارع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى تذكير الخصم الأميركي بأنه لا يحق لواشنطن "إملاء" إرادتها على سياسة طهران الخارجية، ودعا -في منشوره على منصة إكس- الولايات المتحدة إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
إعلانفي السياق، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي، العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن بأشد العبارات، واعتبره "انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية" وأنه يأتي دعما للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
عسكريا، نفى القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، أي دور لبلاده في تنظيم أو وضع سياسات جبهة المقاومة بمن فيها الحوثيون في اليمن، مؤكدا أنهم "يتخذون قراراتهم الإستراتيجية والعملياتية بأنفسهم".
وحذر سلامي –في كلمة أمام حشد من كوادر الحرس الثوري- "أعداء إيران بأن أي تهديد يتحول إلى الفعل سيواجه برد صارم وحازم ومدمر من جانبنا"، مضيفا "لن نبدأ الحروب، لكن إذا هُددنا من أي جهة فسيكون ردنا حاسما ومصيريا".
خطوة ذكية
ويرى مراقبون إيرانيون في موقف سلامي خطوة ذكية تجنب طهران التداعيات السياسية والقانونية لما تقوم به جماعة الحوثي ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر وتدحض الاتهامات الإقليمية باتخاذ إيران الحليف اليمني أداة لاستهداف منافسيها، ناهيك عن إطلاق العنان للحوثيين باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر.
ويأتي تنسيق الموقف الأميركي الرامي إلى ربط سلوك الجانب اليمني بسياسات إيران ملحقا عمليا لما ورد في رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي والتي خيّره فيها بين التفاوض أو استخدام الخيار العسكري في حال لم يتم إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
المواقف الأميركية تبدو غاية في الصراحة بربط سلوك الحوثيين بالجانب الإيراني والمطالبة بإنهاء ما تعتبره واشنطن دعما إيرانيا لجماعة الحوثي، وتأتي متناسبة مع التسريبات الإعلامية عن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني ومطالبته بوقف دعم طهران لفصائل المقاومة، كشرط مسبق لأي اتفاق بشأن الملف النووي.
إعلان
حلقة ضعيفة
من ناحيته، يقرأ السفير الإيراني الأسبق في لندن جلال ساداتيان، الهجوم الأميركي على اليمن في سياق سياسة العصا التي رفعها ترامب منذ فوزه بالرئاسة 2024 على العديد من الدول والقوى الشرقية والغربية، موضحا، أنه بعد إخفاقه في ترحيل سكان قطاع غزة أو حلحلة الأزمة الأوكرانية وجد ترامب في الساحة اليمنية الحلقة الأضعف لعرض عضلاته في الشرق الأوسط.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن مهاجمة اليمن تأتي لترهيب فصائل المقاومة الأخرى وتحذيرها من مغبة استئناف عملياتها ضد الكيان الصهيوني، موضحا، أن ترامب يراهن على تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع تل أبيب لدمج الأخيرة في الإقليم والقضاء على القضية الفلسطينية.
وخلص إلى أن ترامب يتعمد استخدام تسليح نوعي لخرق التحصينات في اليمن ليبعث رسالة إلى الجانب الإيراني بإمكانية استخدامها مرة أخرى في المنطقة، على غرار تكرار سياسة الاغتيالات بحق القادة الحوثيين والتي سبق وطبقها الكيان الإسرائيلي على قادة المقاومة في كل من لبنان وقطاع غزة.
الضغوط القصوىويرى مراقبون، أن الهجوم الأميركي على اليمن لم يكن جديدا ولا فريدا من نوعه، إذ سبق وتعرضت صنعاء لهجمات أميركية وبريطانية وإسرائيلية مماثلة، ويفترض أن تكون قد توقعته قبل إعلانها استئناف عملياتها في البحر الأحمر، وأن تكون قد حضّرت له ردا أو ردودا تعتقد شريحة من الإيرانيين، أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف عنها.
من جانبه، يعتبر الباحث الإيراني في الشؤون الأمنية محمد قادري، أن الهجوم على اليمن موجه إلى طهران قبل أن يستهدف عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، وأنه يأتي في سياق سياسة الضغوط القصوى التي استأنفها ترامب على إيران لإرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي حديث للجزيرة نت، يرى قادري أن البرود الإيراني في التعامل مع رسالة ترامب الأخيرة إلى المرشد الأعلى، علي خامنئي، قد أزعج البيت الأبيض الذي يفسر إعلان الحوثيين باستئناف عملياتهم في البحر الأحمر ردا ساخرا على مطالبته طهران بقطع دعمها لفصائل المقاومة.
إعلانوفي رأي قادري، فإن الهجوم العسكري على اليمن والاتهامات الأميركية لطهران بتحريض الحوثيين سينعكس سلبا على ما تعول عليه واشنطن من بوابة سياسة تبادل الرسائل مع طهران، مضيفا، أن نوعية وكيفية الرد اليمني على الهجوم الأميركي سيحدد الخطوات الأميركية اللاحقة في المنطقة.
واستبعد المتحدث نفسه، أن يوقف الجانب اليمني عملياته في البحر الأحمر قبل كسر الحصار عن غزة، مؤكدا أن طهران وصنعاء سيعتبران أيّ خفض أو وقف للعمليات في البحر الأحمر رسالة ضعف قد تزيد واشنطن جرأة للتمادي في شن هجمات أخرى على سيادتهما.