أصل الحكاية (١١) خطة العدوان الثلاثي!!
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
في المقال السابق، بَلَغَ الغيظُ لدىَ إنجلترا وفرنسا مِن مِصرَ ذُروَته، فكان إجلاء إنجلترا لطمةً قويةً لها. وكانت مساندة مصر للجزائر يقلق فرنسا، كما أصبحت نهضةُ مصر ودعوة عبد الناصر إلى وحدة عربية شاملة خطراً يهدد مصالح الغرب ويُخِلّ بميزان قوة العرب مع إسرائيل، وبعد أن تغلَّبت مصر على أكثر ضغوط الغرب الاقتصادية أصبح تأميم القناة ذريعةً للانتقام منها.
وأصبحت الحرب قابَ قَوْسَين أو أدنى، فاتفقت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على بداية العدوان وقت انشغال أمريكا بالانتخابات الرئاسية في أواخر أكتوبر ١٩٥٦حتى أن مندوب فرنسا أبلغ إنجلترا وإسرائيل بوجوب إتمام العملية في هذا التوقيت أو لا تتم مُطلقاً.
وكانت ردود الدول العربية فيما عَدا العراق مخيبةً لاتصالات ومطالب بريطانيا وفرنسا، فكان رد الأردن إنذاراً لبريطانيا إذا اشتركت إسرائيل في الحرب، ورَفَضَت ليبيا أن تكون قاعدةً للعدوان على مصر، وفي سوريا كان هناك تنسيق مع الأردن على أن تكون جيوشهما تحت القيادة المصرية إذا حدث العدوان.
أما العِراق المُتَطَلِّعُ دوماً لاحتلال سوريا باتفاقه مع "إيدن" فحَشَدَ "نوري السعيد" في سبتمبر١٩٥٦ قوات تبعد٦٠ كم من حدود سوريا الشرقية وقوات أخرى تَنضَم للجيش الأردني لمشاركتهِ أثناء العدوان، وجَهَّز خطة لقيام ثورة داخلية في سوريا يتذَرٍعُ بها للتدخل واحتلالها في لحظة العدوان على مصر وتقوم القوات العِراقية الموجودة بالأردن بِعَزْل الملك "حُسين" وتوليةِ أخيهِ "محمد"، ولكن افتُضِحَ مخطط "نوري" وطلب الأردن منه سحب قواته وانسحبت بالفعل بينما كان الشعبُ العِراقي رافضاً لتصرفِ "نوري" فتدفَّق الآلاف إلى السفارة المصرية للتطوُّعِ في الجيش وتبرَّع الكثيرون بالمال للجيش المصري.
في ٢٩ أكتوبر وبدلاً من ذهاب مصر وإنجلترا وفرنسا إلى "جنيف" ذهبت إسرائيل إلى "سيناء" بعدوانٍ غاشم على مصر.
وكانت الخطة كالآتي:
١ - تهاجم إسرائيل مصر من "إيلات" على خليج العقبة مُتَّجهة إلى السويس.
٢ - يتولى الطيران الفرنسي حماية القوات الإسرائيلية ويَمدُها بالمُؤنِ والذخائر.
٣ - تصدر انجلترا وفرنسا إنذاراً لمصر وإسرائيل بإيقاف القتال والرجوع مسافة ١٠ كم عن ضفتي القناة وإلا سيتم التدخل لاحتلال القناة ومدة الإنذار ١٢ ساعة.
٤ - بانتهاء فترة الإنذار تهاجم بريطانيا وفرنسا المدن والمطارات المصرية من الجو للسيطرة وإخماد نشاط القوات الجوية المصرية.
٥ - تُشَكَلُ الحملة من ٥٠ ألف جندي بريطاني و٣٠ ألف فرنسي بقواتٍ بَريَّة وبحرية وجوية وقوات مظلات.
٦ - إنزال قوات المظلات خلف الخطوط المصرية في سيناء لمعاونة اسرائيل وبذلك يُسْتَدرَج الجيش المصري إلى صحراء سيناء ثم يتم الهجوم الإنجليزي الفرنسي على القناة فيقطع عليه خط الرجعة ويقطع عنه الإمدادات و التموينات ويصبح محصوراً بين الجيوش الثلاثة ويُقْضَىٰ عليهِ في مصيدة سيناء.
ونكمل لاحقا..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
قيادي في "حماس": إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بغزة
قال القيادي في حماس خليل الحية إن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في غزة وذلك في أعقاب الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.
وأضاف الحية أن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها "السرية أو المعلنة في غزة".
وأوضح أن إسرائيل "حاولت منذ بدء العدوان تحقيق العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر، فقال صراحة أنه يسعى لإنهاء المقاومة والقضاء على حماس، واستعادة الأسرى بالقوة العسكرية، وتغيير وجه المنطقة، فيما كان هدفه المبطن، تصفية القضية وتدمير القطاع والانتقام من أهله وتهجيرهم، والقضاء على إرادة شعبنا بالحرية، وتدمير كل معاني الأمل".
وعبّر الحية "عن عميق شكرنا وتقديرنا للإخوة الوسطاء الذين بذلوا جهودا مُضنية وجولات متعددة من المفاوضات منذ اليوم الأول، للوصول إلى وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا، ونخص منهم الإخوة في دولة قطر الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة".
وقالت حركة حماس، مساء الأربعاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل "هو محطة فاصلة من محطات الصراع".
ومباشرة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، أصدرت حماس بيانا جاء فيه: "اتفاق وقف العدوان على غزة إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".
وأضافت: "هذا الاتفاق يأتي، انطلاقا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة العزة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حد لشلال الدم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها".
وتابعت: "نعرب عن تقديرنا وشكرنا لكل المواقف المشرفة الرسمية والشعبية التي تضامنت مع غزة، ووقفت مع شعبنا، وساهمت في فضح الاحتلال ووقف العدوان، عربيا وإسلاميا ودوليا".
وختمت حماس بالقول: "الشكر الخاص للإخوة الوسطاء، الذين بذلوا جهدا كبيرا للوصول إلى هذا الاتفاق، وخاصة قطر ومصر".