سامح عسكر*: عن التصعيد الأخير في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
قلنا من بداية تشكيل التحالف الأمريكي المشبوه أنه لن يستطيع منع اليمنيين من استهداف السفن الإسرائيلية، وأن الخيار الوحيد لمنعهم سيكون باشتباك مسلح في البر أو البحر..
اليوم حدث اشتباك في البحر أدى لاستشهاد 10 يمنيين كانوا يقومون بواجبهم الأخلاقي بمنع السفن الصهيونية من المرور، ومن ثم أصدر اليمنيون تحذيرا ضمنيا بالرد واستهداف المصالح الأمريكية من جانب، إضافة للتصميم الواضح على منع السفن الإسرائيلية مهما تكلف ذلك من تضحيات.
قلنا أيضا أن رأس المال جَبَان الشركة الدانماركية بعدما أصدرت قرارا بعدم المرور من البحر الأحمر، عادت فور تشكيل التحالف الأمريكي لنقل البضائع لإسرائيل من باب المندب بعد تلقيها تطمينات ووعود بحمايتها من الولايات المتحدة، وبعد اشتباك اليوم قررت منع الإبحار 48 ساعة، في قرار يُفهَم منه أن أصحاب الشركة قرروا عدم المغامرة بأرواح العاملين وثمن البضائع لعلمهم يقينا بفشل أمريكا بحمايتهم، أو بانخفاض عامل الأمان لمستويات دنيا يعلم رجل الأعمال أنه لن يقبل بتأمين بضاعته بنسبة أقل من 100%.
التطورات اليوم تنذر باقتراب توسيع الحرب على #غزة لتشمل أراضي #اليمن وآثار ذلك على الملاحة في باب المندب سوف تكون كبيرة، وكلما تأخر الوقت في إيقاف المذبحة والإبادة الجماعية لسكان فلسطين كلما اتسعت الحرب لتطال مناطق أخرى على الأرجح سوف تكون #لبنان بعد اليمن.
وبالنسبة للشركات فيبدو أن الشركة الدانماركية ميرسك على تواصل سياسي مع قادة الغرب باعتبار أن معركة مرور البضائع الصهيونية هي معركة غربية تتطلب موقفا أوروبيا موحدا، ومن الواضح أن قرار عودتها للملاحة كان بعد تلقي تطمينات أمريكية ثم العودة عن الملاحة بعد فشل هذه التطمينات..
وفي هذه الجزئية توجد قاعدة عسكرية أنه لا يمكنك هزيمة شعب من البحر دون احتلاله من البر، فالحل الوحيد لوقف الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية هو احتلال اليمن..
أما الضربات البحرية أو الجوية لا يمكنها وقف استهداف سفن يملكها (جبناء بطبيعتهم) فالصواريخ البحرية أو البالستية الموجهة ضد السفن حتى لو وصلت نسبة دقتها ووصولها إلى 5% لكن تبقى هذه النسبة مصدر قلق عند رأس المال. الذي لن يغامر بأي حال في التضحية بأرواحه وأمواله في منطقة موبوءة أو مهددة عسكريا بالاشتعال.
كاتب وباحث مصري
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
ترامب والحوثي..أفلح إن صدق
ما زلنا في الأيام الأولى، بل الأسبوع الأول من ولاية الرئيس الأمريككي دونالد ترامب، بعد عودته الدرامية الملحمية للبيت الأبيض، ومع ذلك لم يُضِع الرجل الحديدي، الوقتَ، في الكشف عن ملامح ونهج السياسة العالمية، ومن هذا العالم، منطقتنا العربية.
هنا نتناول مسألة بعينها، وهي مسألة اليمن، والحوثي، ماذا لو أن إدارة بايدن الآفلة، حزمت أمرها مع الحوثي، وصانت أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وحقّقت الأمن العالمي في هذه البحار الحسّاسة، وساعدت اليمنيين وجيران اليمنيين، في توفير الأمن والسير باتجاه الدولة الطبيعية؟!لماذا سوّفت وتلاعبت إدارة بايدن بمسألة أمن البحر الأحمر، وهل هو مُدهش ومفاجئ أن تكون قرصنة الحوثي في البحر الأحمر، ضارّة بالتجارة العالمية كلّها، وليس فقط ببعض العرب كالسعودية ومصر؟!في أواخر فترة ولاية ترامب الأولى في 2021، بدأ وزير خارجيته آنذاك مايك بومبيو، عملية تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، لكن خليفته أنتوني بلينكن ألغى هذا التصنيف بعد فترة قصيرة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
لكن الأمور عادت إلى مسارها الصحيح اليوم، حيث أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع على أمر تنفيذي يعيد تصنيف الحوثيين في اليمن، منظمة إرهابية أجنبية. وقال في بيان إن "أنشطة الحوثيين تهدّد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، وسلامة أقرب شركائنا بالمنطقة واستقرار التجارة البحرية العالمية". كما أضاف أن السياسة الأمريكية ستكون العمل مع الشركاء الإقليميين "للقضاء على قدرات وعمليات الحوثيين وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأمريكيين والشركاء الأمريكيين والشحن البحري في البحر الأحمر".
قرار إدارة ترامب تجاه الحالة الحوثية، ستكون له آثاره السريعة، فقد علّقت الأمم المتحدة، جميع تحركاتها الرسمية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وداخلها حتى إشعار آخر، وقالت الأمم المتحدة في بيان، إن القرار اتخذ لضمان سلامة موظفيها بعد احتجاز سلطات الحوثيين مزيداً من الموظفين في منطقة صنعاء.
الحوثي ليس أصعب من حزب الله اللبناني، وليس أصعب من الميليشيات التابعة لإيران في سوريا، وفي العراق، لكن اللؤم السياسي والرخاوة الدولية، هي السبب في تسمين وتضخيم الظاهرة الحوثية، وهذه الحال التعيسة هي التي "نأمل" في نهايتها، إن صدقت هذه الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه العبث الحوثي في اليمن والبحر الأحمر.