بوابة الوفد:
2024-11-23@19:14:44 GMT

فى حضرة الجواسيس

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

لماذا تتجسس إسرائيل على أمريكا؟ هذا السؤال شغل الرأى العام الأمريكى قبل إدارته، بعد القبض على الجاسوس اليهودى «جوناثان جاى بولارد» فى 1985، تلك الفضيحة التى تسببت ظاهرياً فى غبار هدد العلاقة الحميمة بينهما، ووصفها وزير الدفاع الأمريكى فى ذاك التوقيت «كاسبار ويلارد واينبرجر» بأنها مست الشرف القومى الأمريكى، وانتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» تل أبيب «بحنية»، وقالت: هل يجوز أن يتجسس الأصدقاء على الأصدقاء؟ 

كان السؤال السابق «عتاباً» ممزوجاً بالدهشة المغلفة بالاستهجان، خاصة أن الولايات المتحدة لم تبخل على ابنتها فى منطقة الشرق الأوسط بالدعم الكامل، سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً، وبعد مرور تلك السنوات الطويلة على فضيحة تجسس «بولارد»، تجاوزت العلاقة بين الأم والكيان المحتل مرحلة الصداقة والتبنى إلى نقطة الكيان الواحد! تلك النقطة التى يمكن أن تقول عندها بضمير مطمئن، إن أمريكا هى إسرائيل، وإسرائيل هى أمريكا، لتتم إعادة صياغة السؤال نفسه من جديد بأشكال مختلفة تتلاءم مع هذا التطور العكسى لتلك الفضيحة، وكيف وصلت العلاقة بينهما إلى هذا التوحد، فمن يتلاعب بمن؟ ومن يضحك على من؟ وأخيراً من يسيطر و«يلوى» ذراع من؟

الإجابة عن هذا السؤال بأشكاله المختلفة وسياقاته المتعددة، تجيب عنها مراحل قضية «بولارد» وتطورها، من لحظة دخوله عالم الجاسوسية ثم القبض عليه وإدانته وصولاً إلى حياته فى إسرائيل، التى يعيش فيها الآن بضمير البطل الذى أنقذها! وخلال تلك المراحل يمكن سرد عدد من الملاحظات والوقائع بعيداً عن كيفية تجنيد «بولارد» ودوافع دخوله عالم الجاسوسية:

ـ «جوناثان بولارد» هو محلل معلومات فى الأسطول الأمريكى، كانت تصل إليه معلومات يتم جمعها من قبل أجهزة الاستخبارات المختلفة، وكان يرى أن هذه المعلومات حيوية جداً لبقاء إسرائيل، يقول «بولارد»: بالرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على التعاون فى مجال تبادل المعلومات السرية، كان هناك جزء كبير من المعلومات بالغة الأهمية يتم إخفاؤها عن إسرائيل!

ـ «بولارد» الذى سرب آلاف الوثائق السرية الأمريكية، وكان يحمل جواز سفر باسم «دانى كوهين»، كانت لديه قناعة بأن نظرية وزير الدفاع «واينبرجر» تقضى بضرورة تحجيم قوة إسرائيل لضمان ارتباطها الدائم بالولايات المتحدة، وضمان استمرارية الوجود الأمريكى فى المنطقة، لذا عمل على تصحيح هذا الخطأ، فى رأيه، الذى ارتكب فى حق إسرائيل!

ـ يتضح من كلام «بولارد» السابق أن الولايات المتحدة كانت تحتفظ بجزء خاص من المعلومات التى تضمن لها الحفاظ على «زر» ريموت الأوامر الموجهة إلى إسرائيل، ووضعها تحت التحكم والسيطرة، .

. ماذا حدث إذن؟!

ـ بعد اكتشاف أمر «الجاسوس» ومطاردته، تنصلت إسرائيل من تلك الفضيحة، وقامت سفارتها بطرد «بولارد» وزوجته «آن» خارج أبوابها إلى أحضان رجال الـ«إف بى آى»، ثم قدمت إسرائيل علناً اعتذاراً رسمياً للولايات المتحدة لاحتواء زلزال تلك الفضيحة وتوابعها، ثم رحب المجنى عليه بهذا الاعتذار!.. وهنا يجب السؤال، هل كانت دوافع هذا القبول تخضع «لحنية قلب الأم»، أم لخطورة الوثائق التى أصبحت فى حوزة تل أبيب؟!.. سؤال مهم بعد تسريب آلاف الوثائق السرية، التى رأى البعض أنها أضرت بالأمن القومى الأمريكى أكثر كثيرًا مما تم الاعتراف به علناً! 

ـ بعد مرحلة هدوء الأجواء وقبول الاعتذارات و«لم الشمل»، تأتى مرحلة الضغط للإفراج عن «الجاسوس»، ويبدو أن أهمية تلك الوثائق وخطورتها لم تسمح طوال تلك الفترة من 1985 بالحصول على عفو رئاسى من البيت الأبيض لـ«بولارد» الذى حكم عليه بالسجن مدى الحياة، ثم حصل على إفراج مشروط عام 2015، ثم إطلاق سراحه ووصوله إلى إسرائيل 2020. 

ـ لم تنتهِ قصة هذا «الجاسوس» عند تلك النقطة، فبعد «عملية طوفان» الأقصى التى أثبتت حتى اللحظة أنه يمكن تجاوز تلك الجاسوسية والتلاعب بها، بل فضح عجزها لاستعادة الرهائن الموجودة فى «خزائن حماس»، يقول «بولارد» تعليقاً على هذا الطوفان، إنه كان ينبغى على إسرائيل «إبلاغ عائلات الرهائن، إما أن يغلقوا أفواههم، أو سنغلقها لكم، لا تتدخلوا فى إدارتنا لهذه الحرب»! 

الخلاصة.. تريد إسرائيل أن تتخلص من كونها كائناً طفيلياً يعتمد بقاؤها على القوى العظمى، وتصبح الدولة الكبرى الوحيدة المهيمنة على الشرق الأوسط، عن طريق زرع شبكة من الجواسيس داخل مفاصل الدول الأعداء، مثل «إيلى كوهين أو كامل أمين ثابت» فى سوريا، أو ابتزاز الحلفاء وسرقة أسرارهم العسكرية والعلمية مثل تجنيد «بولارد أو دانى كوهين».. وعلينا الانتباه لأن مراحل تحقيق تلك الرغبة وتطورها تتكشف فى حضرة الجواسيس وكشفهم.

.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب ا تتجسس إسرائيل أمريكا نيويورك تايمز

إقرأ أيضاً:

جمع تواقيع .. مطالبات بفرض عقوبات على إسرائيل

سرايا - جمعت الإسرائيلية الفرنسية يائيل ليرر 3600 توقيع لوقف الحرب في غزة "على الفور"، وأطلقت نداء يدعو المجتمع الدولي لاعتماد وتنفيذ إجراءات انتقامية في كافة المجالات من أجل هذا الهدف.

وأوضحت صاحبة المبادرة أن النداء الذي وقعه حتى الآن آلاف الإسرائيليين، والذي نشرته صحيفتا غارديان وليبراسيون، يدعو من خلاله الإسرائيليون إلى "ممارسة ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار"، ويقولون للعالم "نحن نناشدك: أنقذنا من أنفسنا".

ونبه الموقع أن هذا الطلب غير المسبوق لمشاركة المجتمع الدولي، كالأمم المتحدة ومؤسساتها والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، فضلا عن كل دول العالم، يوضح مدى الإلحاح الذي يشعر به الموقعون، ويشير إلى أن العقوبات ضرورية، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الاندفاع المجنون لإسرائيل نحو العنف.

ولم تنفع الوساطات كما يقول الموقع، فجمدت قطر وساطتها، ولم تجدِ القرارات الدولية، فبقي القرار الذي صوت عليه مجلس الأمن في حزيران 2024، نائما إلى جانب القرارات التي لم يتم تنفيذها قط، ولم تحرك قرارات محكمة العدل الدولية في كانون الثاني وأيار الحكومة الإسرائيلية ولا الدول التي تدعمها.

وقالت ليرر إنها ذهبت في تموز إلى إسرائيل، "بلدها الذي لم تقطع علاقاتها به قط"، فوجدت أن المجتمع الإسرائيلي يعيش انجرافا خطيرا للغاية، وأن الغالبية العظمى ليس لديها وعي واضح بما "نفعله، نحن الإسرائيليين، في غزة. إنهم لا يفهمون جانب الإبادة الجماعية لما نقوم به".

وأشار الموقع إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تعرض سوى بعض الآثار في بعض الأحيان، مثل أن الجيش يقتل مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مؤكدة أن انجراف المجتمع الإسرائيلي قوي للغاية، لدرجة أنه لا يمكن لأي تغيير أن يأتي من الداخل.

وتقول ليرر إنّ هناك حاجة إلى عمل خارجي، فمنذ أكثر من عام، "تنشر وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم مقتل عشرات الأشخاص في قطاع غزة وفي لبنان، وبين الجنود الإسرائيليين أيضا. والأمر الملح هو وقف هذا الآن، لكن الإسرائيليين المعارضين للحرب، مثل الموقعين على هذا النداء، يشكلون أقلية ضئيلة. ونحن يائسون. نحن بحاجة إلى من ينقذنا من أنفسنا".

وأكدت أن هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها الدعوة لفرض العقوبات أقصى اليسار، حيث وقع على المذكرة أساتذة فخريون وسفير سابق ومدع عام سابق، وبعض أقارب المحتجزين وأقارب الأشخاص الذين قتلوا في السابع من تشرين الأول.

وما زال عدد الموقعين بحسب ليرر في تزايد، علما أن ثلثهم يقيم في الخارج، خاصة في أوروبا، في حين أن الثلثين الباقيين يعيشون في إسرائيل نفسها، ولكن الفلسطينيين في إسرائيل يصعب عليهم التوقيع رغم ما نتلقاه منهم من دعم، لأن عديدا منهم قبض عليهم وسجنوا بسبب منشورات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وذكّرت أن إسرائيل ليست مثل روسيا، ولا تستطيع شن حرب بمفردها، فهي تحتاج إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فواشنطن تزودها بالسلاح لأنها لا تنتج طائرات مقاتلة ولا صواريخ، وأوروبا تجعلها أكبر شريك تجاري لتستفيد من المزايا نفسها التي تستفيد منها أي دولة أوروبية تقريبا، وبالتالي "فنحن بحاجة إلى حظر الأسلحة".





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1093  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 22-11-2024 12:45 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
امرأة تقتل 14 صديقة بالسم .. هكذا كشف أمرها سيدة أميركية تتعرض لعملية احتيال .. ما علاقة إيلون ماسك؟ بمبلغ خيالي .. بيع "أغلى موزة في العالم" قتل والدته ووالده وأخته .. متهم يكسر جدار غرفة التحقيق ويحاول الهروب تفاصيل "اليد المميتة" الروسية .. 400... اختبار الثانوية العامة لطلبة الـ11 إلكترونيا مطالب بوقف العمل بتمديد نظام التوقيت الصيفي - تفاصيل بعد ماكدونالدز .. الجزر يتسبب بوفاة واحدة وعشرات... في حادثة غريبة .. "آيفون" يوثّق لقطات من... "حزب الله" يستهدف 3 قواعد و16 تجمعا لجنود...غزة .. مقتل عسكري إسرائيلي يرفع الحصيلة إلى 804غزة .. تسمم 15 طفلا وامرأة بسبب معلبات غذائية...الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ من جهة اليمننتنياهو يرفض الاعتراف بقرار الجنائية الدولية بشأن...الأمم المتحدة: استخدام روسيا صاروخا جديدا...إلغاء زيارة وزير الخارجية الهولندي لإسرائيل وزير الدفاع الإيطالي: سنضطر لاعتقال نتنياهو إذا وصل...لبنان .. "ميقاتي": الجيش يستعد لتعزيز... بعد وعكته الصحية .. أول ظهور لـ علي جابر في ”آرابز... مريم أوزرلي تعود إلى الشاشة بعد 11 عامًا بدور العشيقة علي جابر يعود بقوة لـArabs Got Talent: انتقاد لجنة... ممثل أميركي يرفض كوب "ستاربكس" على المسرح... بسبب صباح الجزائري كانت وفاء موصلي سترفض "باب... الأردن يستضيف دورة الألعاب الرياضية العربية عام 2035 ما هو المرض الذي يعاني منه بيكهام .. وليس له علاج؟ نادي هلال القدس يهنئ نادي السلط بعد فوزه بلقب درع الاتحاد 200 دينار لكل لاعب بنادي السلط من الحياصات "عبء ثقيل" .. ديشان يجتمع مع مبابي لسحب "شارة القيادة" لا يوجد له علاج .. ما هو المرض الذي يعاني منه بيكهام؟ أثناء عمله في قبو .. سباك يعثر على كنز "ذهبي" بيع موزة وشريط لاصق بـ6.2 ملايين دولار مرض دماغي غامض يثير رعبا في كندا .. والسلطات تتدخل بطريقة دفنه .. البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون الملياردير الهندي جوتام أداني متهم في قضية رشوة بقيمة 265 مليون دولار جريمة تحولت لحرب سياسية .. إدانة قاتل الطالبة الأميركية سجن طبيب تخدير أمريكي 190 عاما لحقنه مادة حاصرة للأعصاب وأدوية أخرى في الأكياس الوريدية في حادثة غريبة .. "آيفون" يوثّق لقطات من داخل فم قرش النمر .. فيديو بعد ماكدونالدز .. الجزر يتسبب بوفاة واحدة وعشرات الإصابات بأميركا

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • وزير االاتصالات: ندرس إصدار ميثاق افريقيا للذكاء الاصطناعي
  • مصر تستضيف الدورة الثانية للحوار العالمى لحوكمة الذكاء الاصطناعى
  • القرار 1701 .. حجر الزاوية لأي هدنة بين إسرائيل وحزب الله
  • جمع تواقيع .. مطالبات بفرض عقوبات على إسرائيل
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • الأمم المتحدة: غارات إسرائيل على «تدمر» الأسوأ في سوريا
  • جميلة عوض لأحمد حافظ: بتقص مشاهدي ليه؟ ويرد: السؤال ده مينفعش
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله
  • لجنة بمجلس النواب الأمريكى ترفض نشر التحقيق في سلوك المرشح لوزارة العدل