الصورة السوداوية التى ينقلها ويقدمها أو يتناولها كثيرون أو قليلون من المحللين المهتمين بشئون وقضايا أسواقالمال، أو ممن يطلقون على أنفسهم خبراء عن اقتصاد بلادنا هى أكثرالأشياء خطورة على الاقتصاد نفسه.. لاأحد يستطيع إنكار أن مصر تواجه أزمة اقتصادية عنيفة جدًا وغير مسبوقة مدفوعة إليها جبرًا أو كرهًا شأنها شأن كثير جدًا من البلدان فى شتى أنحاءالعالم، ولكن تناول الأزمة الاقتصادية بهذا الشكل المفرط فى البؤس والتشاؤم من شأنه أن يرسخ روح الإحباط واليأس والتردد لدى متخذ القرار أيًا كان موقعه.
. منشأنه أن يؤدى إلى هروب الاستثمارات الأجنبية، وتخوف مؤسسات التمويل الدولية.. منشأنه أن يؤدى إلى تصدير التوتر والقلق لدى المواطنين الذين يودعون أموالهم ومقدراتهم بالبنوك.. منشأنه أن يؤدى إلى تحويل مستثمرين مصريين أموالهم أو شركاتهم، أو جزء كبير من شركاتهم للخارج، وقمة المأساة والحسرة أن تجد مستثمراً أو رجل صناعة من أولاد بلدك يبحث لأمواله واستثماراته عن وطن وموطن خارج مصر بعيدًا عن هذا الجو المبلد بالإحباط، وهؤلاء المحللون والخبراء العابسون القانطون كانوا أحد الأسباب التى شجعت رجال صناعة مصريين لنقل جزء كبير من استثماراتهم أو تكوين شركات خارج مصر وكلمة السر فى ذلك هى الشريك الأجنبى الذى يتخذون منه صكًا للحصانة ضد المساءلة.. نقلوااستثماراتهم أو جزءاً كبيراً منها مفضلين مصلحتهم على مساندة وطن صنعهم وبنى مجدهم وأموالهم، وإذا كان هناك من نقل أمواله وشركاته أو جزءاً منها خارج مصر، فهناك صُناع وطنيون كثيرون فى مختلف المجالات يساندون الدولة المصرية، واستحضر هنا تجربة رجل الصناعة الوطنى الدكتور مهندس نادر رياض والذى كان أمامه فرصة ذهبية لنقل شركاته إلى ألمانيا وهى إحدى العظماء السبعة فى الصناعة على مستوى العالم بعد أن اشترى بافاريا الأم والتى يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1923 عندماأسسها ألبرت لوز بولاية بافاريا الألمانية.. استحوذ نادر رياض عام 1999 علىبافاريا الألمانية لأنظمة الإنذار ومكافحة الحرائق، ورفض أن ينقل استثمارات الشركة فى مصر إلى ألمانيا أو إلى دولة بدول الاتحاد الأوروبى مع ملاحظة أن الرجل عضو بارز باتحاد المصنعين الألمان لأجهزة الإطفاء.. الأمرالآخر أن نادر رياض قام بزيادة استثمارات بافاريا فى مصر، وتطورت تطورًا مذهلًا بدءًا من عام 1971 عندماتأسست كشركة توصية بسيطة وكان وقتها المهندس نادر رياض يعمل بنفسه بالمصنع ومعه صديقه الأجنبى هيلموت لوز، والآن أصبحت الشركة هى الأكبر فى مجالها فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.. لم يتأثر الرجل بأحاديث المحبطين والمتشائمين لإيمانه بقدرات مصر مع الأخذ فى الاعتبار أنه رجل صناعة ويهمه بالدرجة الأولى تنمية استثماراته فى بوتقة صحية للعمل وآمنه فى الوقت نفسه.
خلاصة القول: الاقتصاد الوطنى فى أشد وأمسّ الحاجة إلى من يزرعون الثقة فى نفوس المستثمرين والمودعين أموالهم بالبنوك.. اقتصادنا الوطنى فى حاجة إلى من يقدمون الحلول المبنية على أسس علمية سليمة تصلح للتطبيق مع مشاكلنا وواقعنا، وقدرات اقتصادنا وليس تقديم وتوجيه انتقادات قاتمة وسوداوية على طول الخط.. اقتصانا الوطنى فى أمس الحاجة للدعم والمساندة من رجال الصناعة والأعمال الجادين الحقيقيين حتى نستطيع الوقوف والنهوض من جديد ونحقق ما حققناه عامى 2006 و2007 من ارتفاعات غير مسبوقة فى معدلات النمو، أما الحكومة فعليها أن تحدد بوضوح من الآن إلى أين نحن ذاهبون خلال المرحلة القادمة؟!
على الحكومة أن تحدد من الآن بوصلتها واتجاهها، وأرى أن من أهم ما يجب أن تفعله هو ألا تخطط وتنفذ بعيدًا عن أصحاب الشأن خاصة بالقطاع الخاص!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
ألما
إقرأ أيضاً:
شريف عامر يحكي موقف نادر أثناء عمله مراسل في فلسطين .. فيديو
سرد الإعلامي شريف عامر، مقدم برنامج “يحدث في مصر” المذاع على قناة “mbc مصر” الفضائية، موقف نادر إثناء عمله كمراسل في فلسطين.

الهيئة الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل عجزت عن تحقيق أهدافها في غزة

أطباء فلسطين: جيش الاحتلال بات يسخر من عدم قدرتنا على وقف الحرب
وأضاف “عامر” أنه قام بسؤال شاب فلسطيني بعد الانتفاضة الثانية بالفرق بين وجود السلطة (ياسر عرفات) وما بين قبل وجود السلطة.
وتابع شريف عامر، أن الشا أجاب بأن الأفضل بالنسبة له هو ما قبل وجود السلطة لانه كان يتحدث من منطق المقاومة.