بوابة الوفد:
2025-01-03@06:34:25 GMT

ماتَ الموتُ فى غزة

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

كانت عينا الطفل تنظر إلى الأمام وهو يتفحص هذه الوجوه غير آبه بهم، كان الوحيد الذى نجا من قصف بيتهم فى غزة.. سيجد من الأطفال الناجين من يشبه حالته إن عاش، لكنه لن ينسى أن له بيتا تهدّم فوق رؤوس أبيه وأمه وإخوته، سيتذكر باب بيتهم الذى يعرفه، سيذهب إلى خيمة لا باب لها، سيتذكر مدرسته التى سُوّيت بالتراب وأقرانه الذين ستُنبت أجسادهم المطمورة تحت أنقاض المبانى المهدمة عليهم جيلا لا يخاف، لقد مات الموت فى غزة، لم يعد الموت يخيفهم فقد جعلهم أكثر قوة.

. هؤلاء الأطفال يطلب منهم الاحتلالُ أن يُحبوا المحتل وأن يعشقوا السلام! كيف ذلك وقد رأوا بأعينهم ما لم تره البشرية فى أعتى الحروب، كيف لهم أن يصافحوا قاتليهم وأن يلعبوا معهم الكرة فى الشارع الذى يتوسط بين المستعمرات (المستوطنات) وشارع الرشيد فى غزة؟. أبجدية الحياة تقول: لن يقبل هذا الطفل هذا العدو القاتل.. لقد باع تجار الأسلحة كل أصناف الدمار والقتل وسقط الشهداء بقنابل من يدعون حقوق الإنسان ويتباكون فى مجلس الأمن على حقوق الحيوان والتصحّر، وما دروا أن التصحر قد أصاب قلوبهم، وأن الجفاف قد دمر أرواحهم، إنهم يعيشون مرحلة الخواء الأخلاقى وتبلّد المشاعر، لقد سقط العالم فى دائرة اللاأخلاق، أصابهم العدم فى مقتل، تساقطت قلوبهم ومشاعرهم بعدما أصابها العدم، سيشربون نخب أرباح أسلحتهم التى يدمرها الحَدّاد الفلسطينى الذى صنع صاروخه من بقايا خردة حديد المستوطنات التى بُنيت فوق أنقاض بيته لتمر صواريخه كالصاعقة لتسقط على مغتصبى الوطن عابرةً على القبب الحديدية والبلاستيكية التى لا ترى هذه الصواريخ حتى تعترضها لأنه ليس لها كتالوجّ!، هذا الحداد هو الذى يعمل فى قبو نفق يعمل وهو يسمع أنباء مقتل أسرته ولم يتبق سوى طفله الرضيع؛ يقينى سيأتى من هؤلاء الأطفال مَن يحرر المسجد الأقصى ويقيم الدولة الفلسطينية، أطفال لكن رجال.    

مختتم الكلام

عامٌ مضى، سيجىء بعد العام عامْ

عامٌ يُغاث الناسُ فيه فلا حروب ولا خصامْ

عامٌ نودّع فيه أحزانَ القلوبِ ونرتجى فيه الوئامْ

عامٌ يعمّ الكونَ عدلٌ، حينها يأتى السلامْ.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة وبائعة الكبريت.. حين يتحول الخيال إلى مأساة واقعية بغزة

في عالم مليء بالحكايات، كانت قصة "بائعة الكبريت" مجرد خيال نسجه قلم أندرسن ليحكي عن طفلة أرهقها الفقر والبؤس حتى استسلمت للبرد القارس، في قصة نعتقد أنها لا تمت للواقع بصلة، لكن في قطاع غزة، تلك البقعة التي تعيش تحت وطأة الحرب والحصار منذ أكثر من 14 شهرا، أثبتت أن الخيال قد يصبح واقعا أشد قسوة.

في خيام مهترئة في قطاع غزة، يواجه الأطفال نوعًا من الموت الجديد الذي يُضاف إلى سلسلة من الموت الذي يعيشونه خلال حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو البرد القارس الذي يزورهم في ظلمة الليل ليأخذهم وينهش أجسادهم الصغيرة مع دخول فصل الشتاء، بعد فقدانهم المأوى الدافئ والغطاء الكافي في مخيمات النزوح التي تفتقر إلى أدنى مستويات المعيشة.

ووصل عدد الأطفال الذين توفوا نتيجة البرد القارس في قطاع غزة إلى 6 أطفال حديثي الولادة، حيث كان أحدثهم الرضيع علي البطران، وهو توأم الطفل الذي فارق الحياة -الأحد الماضي- ويبلغ من العمر شهرًا واحدًا، استشهد -أمس الاثنين- نتيجة انخفاض درجات الحرارة والبرد الشديد، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

ولاقى انتشار خبر وفاة الأطفال بسبب البرد في خيام النازحين نتيجة انعدام وسائل التدفئة رواجا كبيرا بين أوساط مغردين فلسطينيين وعرب، حيث شبّه الناشطون ما يحدث مع الأطفال في قطاع غزة بقصة الطفلة "بائعة الكبريت" الخيالية.

She was born 2 weeks ago.

She could not live much longer in the cold tent in Mawasi Khan Younis.
She was found did in the morning. Her heart stopped beating.
According to UN a Palestinian child dies every hour in Gaza. Mostly by Israeli bombing and shelling. But some died… pic.twitter.com/1d9hkabLtr

— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) December 25, 2024

إعلان

وتحكي قصة "بائعة الكبريت" مأساة فتاة فقيرة في ليلة رأس السنة، تجوب الشوارع حافية القدمين محاولة بيع أعواد الثقاب، لكنها تواجه البرد والجوع دون أن تجد من يشتري منها. تجلس في زاوية بين منزلين، وتبدأ بإشعال أعواد الثقاب لتحتمي بالدفء المتخيل، فتتراءى لها مشاهد جميلة: مدفأة دافئة، مائدة طعام، شجرة ميلاد، وأخيرًا جدتها الحنونة في لحظة دفء أخيرة.

تتخيل الفتاة جدتها تأخذها بعيدًا عن معاناتها. في الصباح، يجدها الناس ميتة مبتسمة، ظانين أنها ماتت بردًا، دون أن يدركوا أنها نالت السكينة التي حلمت بها، تاركة وراءها الكبريت، والبرد الشديد، والجوع.

وتعليقًا على موت الأطفال في غزة بسبب البرد، قالت الناشطة الفلسطينية نور أبو سلمى: "لم يكن في مخيلة أحد أن البرد يميت مثل النار. كلنا، صغارًا وكبارًا، نرى النار أشد وجعًا عند الموت، ولم نعرف أحدًا مات من البرد إلا بائعة الكبريت في قصص الأطفال وبرامج مثل سبيستون".

وتساءلت: "فما بال أطفال غزة لا يطيقون البرد، ليتحملوا قليلًا، ليختاروا طرقًا أخرى أكثر دفئًا؟ لا يسعني التخيل أن تلف طفلًا بما لديك من أقمشة، وحتى أنك تلفه بجسدك، وتراه في الصباح مثل خشبة، مزرق الشفاه، مغمض العينين خوفًا من أن يرى فاجعة أمه وأبيه".

ومن جهتها، أوضحت الناشطة إسراء عبر فيسبوك أنها طوال حياتها لم تسمع عن أحد مات بسبب البرد سوى "بائعة الكبريت"، لكن اليوم، وفي عام 2024، أصبح هذا المشهد المأساوي واقعًا نراه بأعيننا، وعلى مرأى من العالم أجمع، حيث يموت الأطفال في قطاع غزة من البرد القارس في ظروف لا يمكن وصفها.

وبدوره، قال الداعية الفلسطيني جهاد حلس إن أطفال غزة يتجمدون الآن من شدة البرد حتى الموت في الخيام، مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد الرياح التي تؤدي إلى تطاير الخيام، تاركة النازحين في العراء في منتصف الليل.

لمن يهمه الأمر، أطفال غزة يتجمدون الآن من شدة برد الخيام، والله ستُسألون !!

— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) December 29, 2024

إعلان

وكتبت إسراء سامي عبر فيسبوك: "الأهالي لا ينامون الليل وهم يتفقدون أطفالهم من شدة البرد في الخيام. الأطفال أنفسهم أصبحوا مرعوبين من فكرة الموت بسبب البرد. إنها حالة فزع جماعية لشعب فعلا مات من البرد، وليس مجرد تعبير مجازي".

كما علق أحد المغردين قائلا: "البرد يتسلل للصغار الغزيين ويقضم قلوبهم، حين حوصرت المدينة أول مرة، وقُطعت عنها الكهرباء والوقود، والنَفَس، لكنهم -أقصد الغزازوة- أصبح الموت من البرد هاجسي الذي يستهلك ما تبقى مني. أتحسس صغاري كل حين، والداي، تتملكني رجفة غير مبررة كلما رأيت صغيرًا بالشارع دون غطاء يحميه من هذا الغول الجديد".

وفاة توأم آخر بسبب البرد القارس.. مأساة تتجدد في قطاع غزة

في فصل مستمر من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، توفي توأم الطفل الذي فارق الحياة بالأمس نتيجة البرد القارس.

الطفلان من عائلة البطران، وكانا يرقدان في حضانة مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، لكن الظروف… https://t.co/DuWcbealma

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) December 30, 2024

وعبّر مغردون آخرون تعليقًا على وفاة توأمين بسبب البرد أن فصل الشتاء في قطاع غزة مأساة تتجدد في ظل الظروف المأساوية وانعدام التدفئة اللازمة التي قضت على حياتهما مع نقص المستشفيات نتيجة الحصار المفروض والعدوان المتواصل الذين يُفترض أن تحميهم الحاضنات من قسوة الطقس، يجدون أنفسهم ضحايا نقص الإمكانات وقسوة الظروف.

ويتساءل الناشطون: "أين سيذهب كل مطبع من الله؟ يتم إبادة أهل غزة بكل الطرق البشعة، ومنها موت الأطفال تجمدًا من البرد نتيجة الدمار الشامل في غزة والقصف الصهيوني المستمر الذي يستهدف مقومات الحياة. أين سنذهب من هذا الذنب العظيم والطفلة سيلا تموت من البرد أمام العالم الجبان الذي يتفرج على إبادة الأطفال والنساء؟".

أين سيذهب كل متخاذل من الله؟
أين سيذهب كل مُطبعٍ من الله؟
يتم إبادة أهل #غزة بكل الطرق البشعة، ومنها موت الأطفال تجمداً من البرد نتيجة الدمار الشامل في #غزة والقصف الصهيوني المستمر الذي يستهدف مقومات الحياة.
أين سنذهب من هذا الذنب العظيم والطفلة سيلّا تموت من البرد أمام العالم… pic.twitter.com/BykjKYRO7c

— نصر البوسعيدي (@BusaidiNaser) December 26, 2024

إعلان

مقالات مشابهة

  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون
  • ممدوح عباس ينهى أزمة تجديد عقد "زيزو" مع الزمالك
  • الداخلية: رصد مخطط لجماعة الاخوان بنشر شائعات خطف الأطفال
  • «المستريحة» يفتتح موسم رأس السنة بكوميديا راقية
  • إلى الداعين لحزب جديد!
  • غزة المنسيِّة
  • ميلاد السيد المسيح
  • أطفال غزة وبائعة الكبريت.. حين يتحول الخيال إلى مأساة واقعية بغزة