بوابة الوفد:
2024-11-27@07:44:42 GMT

ماتَ الموتُ فى غزة

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

كانت عينا الطفل تنظر إلى الأمام وهو يتفحص هذه الوجوه غير آبه بهم، كان الوحيد الذى نجا من قصف بيتهم فى غزة.. سيجد من الأطفال الناجين من يشبه حالته إن عاش، لكنه لن ينسى أن له بيتا تهدّم فوق رؤوس أبيه وأمه وإخوته، سيتذكر باب بيتهم الذى يعرفه، سيذهب إلى خيمة لا باب لها، سيتذكر مدرسته التى سُوّيت بالتراب وأقرانه الذين ستُنبت أجسادهم المطمورة تحت أنقاض المبانى المهدمة عليهم جيلا لا يخاف، لقد مات الموت فى غزة، لم يعد الموت يخيفهم فقد جعلهم أكثر قوة.

. هؤلاء الأطفال يطلب منهم الاحتلالُ أن يُحبوا المحتل وأن يعشقوا السلام! كيف ذلك وقد رأوا بأعينهم ما لم تره البشرية فى أعتى الحروب، كيف لهم أن يصافحوا قاتليهم وأن يلعبوا معهم الكرة فى الشارع الذى يتوسط بين المستعمرات (المستوطنات) وشارع الرشيد فى غزة؟. أبجدية الحياة تقول: لن يقبل هذا الطفل هذا العدو القاتل.. لقد باع تجار الأسلحة كل أصناف الدمار والقتل وسقط الشهداء بقنابل من يدعون حقوق الإنسان ويتباكون فى مجلس الأمن على حقوق الحيوان والتصحّر، وما دروا أن التصحر قد أصاب قلوبهم، وأن الجفاف قد دمر أرواحهم، إنهم يعيشون مرحلة الخواء الأخلاقى وتبلّد المشاعر، لقد سقط العالم فى دائرة اللاأخلاق، أصابهم العدم فى مقتل، تساقطت قلوبهم ومشاعرهم بعدما أصابها العدم، سيشربون نخب أرباح أسلحتهم التى يدمرها الحَدّاد الفلسطينى الذى صنع صاروخه من بقايا خردة حديد المستوطنات التى بُنيت فوق أنقاض بيته لتمر صواريخه كالصاعقة لتسقط على مغتصبى الوطن عابرةً على القبب الحديدية والبلاستيكية التى لا ترى هذه الصواريخ حتى تعترضها لأنه ليس لها كتالوجّ!، هذا الحداد هو الذى يعمل فى قبو نفق يعمل وهو يسمع أنباء مقتل أسرته ولم يتبق سوى طفله الرضيع؛ يقينى سيأتى من هؤلاء الأطفال مَن يحرر المسجد الأقصى ويقيم الدولة الفلسطينية، أطفال لكن رجال.    

مختتم الكلام

عامٌ مضى، سيجىء بعد العام عامْ

عامٌ يُغاث الناسُ فيه فلا حروب ولا خصامْ

عامٌ نودّع فيه أحزانَ القلوبِ ونرتجى فيه الوئامْ

عامٌ يعمّ الكونَ عدلٌ، حينها يأتى السلامْ.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل.. الموت يفجع الفنان حمادة هلال

أعلن الفنان حمادة هلال منذ قليل عن وفاة حماه ووالد زوجته المهندس سامح توفيق الفيشاوي، وذلك عبر حسابه الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات “انستجرام”.

 

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: أين يتجه الذكاء الاصطناعي بقيادة ترامب وماسك؟
  • عاجل.. الموت يفجع الفنان حمادة هلال
  • الحب والدعم كانا من العوامل المهمة التى ساعدتنى على التعافى
  • سحر الجعارة: ملف شباب الصحفيين أولوية.. ونسعى لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات
  • يا وزير اسرع كرم عمر الجزلى وهو حى يرزق قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى
  •  سلاف فواخرجى: فيلم «سلمى» يعبر عن معاناة نساء سوريا.. والظروف الحقيقية أصعب من التخيل
  • كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • حنان أبوالضياء تكتب عن: الهوية الأنثوية المشوشة فى Wild Diamond
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • سيف على رقاب الجميع