بوابة الوفد:
2025-04-07@05:10:47 GMT

كيف نواجه وباء فى المستقبل؟

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

أشرف بتمثيل مصر منذ 2020 فى اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا- اليونسكو، باريس. وهى اللجنة الوحيدة التى تعمل فى مجال أخلاقيات البيولوجيا على مستوى العالم. «أخلاقيات البيولوجيا» بتعبير بسيط هو المبحث الذى يدرس التطورات الحادثة فى علوم الحياة وما ينتج عنها من تقنيات جديدة من أجل ضمان أن تظل علوم الحياة قائمة على قيم وأسس أخلاقية.

تختار اللجنة كل عامين موضوعين يتولى أعضاؤها دراستهما والخروج فى النهاية بتوصيات يتم إرسالها إلى صناع القرار فى الحكومات والمجتمع العلمى والأفراد العادية تنبيهًا وتحذيرًا للغرض نفسه وهو أن تظل المبادئ الأخلاقية هى ما يقود ويوجه كل علم.

أحد الموضوعين اللذين انتهت اللجنة فى سبتمبر الماضى من دراستهما يتعلق بالدروس المستفادة من وباء كورونا والإجراءات المقترح اتخاذها لمواجهة أى وباء مستقبلي- لا قدر الله- بشكل أفضل يقلل من عدد الوفيات والإصابات.

ولما كان إيصال هذه التوصيات لأكبر عدد من الناس مسؤولية أخلاقية فى ذاتها- إذ إنها صدرت باللغة الإنجليزية-، وكانت الأخطار تتهدد مصر من كل جانب، بحيث إنها ليست فى حاجة لمخاطر أخرى، فسأحاول تلخيص التوصيات فى هذا المقال.

أوصى التقرير الدول أن تستعد من الآن من حيث إن الاستعداد والجاهزية أفضل من انتظار وقوع الوباء ثم تبدأ أجهزة الدولة فى الحركة. فالوباء يعنى انتشارًا سريعًا للمرض وبالتالى فهو يتطلب حركة سريعة فى المواجهة.

على الدول فى إدارتها لأى وباء بما فى ذلك الإجراءات الوقائية والعلاجات والأمصال أن تعتمد فى قراراتها على أفضل وأحدث معرفة وأدلة علمية. يجب على الدولة أن تستمع للعلماء قبل اتخاذ قراراتها، فالعالِم هو من يمكنه تقدير حجم المخاطر التى على أساسها يمكن للدولة اتخاذ قراراتها. كذلك يجب إجراء حوار بين الساسة والعلماء ورجال القانون والأخلاقيات، فلكلِّ منظور قد يكون من المفيد أن يعرضه قبل اتخاذ القرارات. يجب إيصال هذه القرارات بسرعة للمواطنين لضمان سرعة الأخذ بها ولإغلاق الباب أمام الإشاعات التى تجد سبيلها فى مثل هذه الظروف وتحدث بلبلة وذعرًا بين صفوف المواطنين.

يجب إمداد مجتمع الإعلام بثقافة علمية كافية بصفة عامة وخاصة بالوباء وذلك منعًا لكتابة ونشر معلومات خاطئة نتيجة فهم خاطيء، وحتى لا يمدهم أحد بأية معلومات خطأ. فخلفيتهم العلمية الكافية والخاصة بالوباء تقف حائط صد ضد أية معلومات خاطئة أو مضللة.

يجب إمداد العامة بمعلومات صحية عن الوباء وكيفية التعامل معه صحيًا وأخلاقيًا، وذلك من خلال ورش عمل تجريها المجتمعات المحلية مثل قصور الثقافة المنتشرة فى كل محافظات الدولة توضح كل المسائل المتعلقة بالوباء وطرق التعامل معه. كما يجب التركيز على أهمية تطبيق مباديء التضامن وعدم الإضرار والشفافية وتشاطر المنافع. فالوباء مثله مثل أى أزمة لا يحلها بشكل جيد سوى التضامن والتكاتف والوقوف صفًا واحدًا. ولنا فى حروب 56، 67، 73 أمثلة للكثير من صور التكاتف والتضامن التى أظهرها شعب مصر العظيم.

لذا فعندما يكون الوباء عالميًا، فإن مباديء التضامن والتكاتف يجب أن يظهر حتى فى علاقات البلاد بعضها مع بعض. هنا يجب على الدول الغنية أن تساعد الدول الفقيرة بالأجهزة والأمصال لتقليل عدد الوفيات وحدة المعاناة. ويجب على العلماء أن تتبادل أية معلومات خاصة بأى علاج أو مصل يتم اكتشافه. وهنا يظهر دور المنظمات الدولية مثل اليونسكو. إذ يجب أن تعمل على نشر قيمة أن منتجات العلم الخاصة بالوباء مثل الأمصال ليست للتربح ولكنها للصالح العام. لم تنجح الأصوات الإنسانية أثناء وباء كورونا فى حل هذه الجزئية للأسف عندما طالبت الهند وجنوب أفريقيا- وأيدتهم مصر- بتعليق وقتى لحقوق الملكية الفكرية فى اختراع الأمصال تخفيضًا لثمنه وتسريعًا لتوزيعه، ورفضت الدول الكبرى هذا الاقتراح.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د بهاء درويش مصر لأخلاقيات البيولوجيا مجال أخلاقيات

إقرأ أيضاً:

الغموض المعرفي الاصعب ..ماذا د يجري فلسطينيا…اقليميا وعالميا..

#الغموض_المعرفي_الاصعب ..ماذا د يجري فلسطينيا…اقليميا وعالميا..
ا.د #حسين_محادين*
(1)
المجد للشهداء في عليين؛ والريِبة ماثلة نحو السياسيين والمتسلقين عبر الاجيال على قضية ومكانة فلسطين العليا منذ بدء التخطيط والتقسيم بُعيد الحرب العالمية الاولى واتفاقيات سايكس بيكو، سان ريمو والتنفيذ الفعلي على احتلالها كما هو الحال راهنا.
(2)
كل ما يجري بصورة مترابطة في الاقليم من:-
امواج الدماء والتهجير ؛ جحافل الموتى؛ سرقة مواردنا المتنوعة ؛ احتلال و تفكيك جغرافيتنا السياسية ؛ تفيت أُخوتنا العربية الاسلامية ، إذابة هويتنا الانسانية عبر حرب الابادة التي تجتاح بلداننا الغافية علوماً وتنمويات؛ إضعاف وعينا الفطري كبشر مؤمن بأن فلسطين كانت وستبقى الاسم الحركي للحرب والسلام العالميين بجذورهما، الدينية ام الحضارية بالمعنى المدني للمواطنة، او حتى العيش المشترك في القدس وفقا لاطروحات نظرية الامن الانساني الذابلة للآن رغم المجازر الدموية المرتكبة في انفسنا ويومياتنا ولأخواننا تحت عنوان؛ فلسطين لمن ، ومن الأحق فيها ماضيا وفي الحاضر وصولا الى المستقبل..؟.
(3)
كل الذي جرى ويجري منذ عقود طويلة وحاليا من حروب ابادة في الاقليم، ما زال غامضا للافراد وللانظمة الرسمية ، وهنا مكمن مضاف للقلق والغباش المعرفي رغم كثافة وهج الدم ورائحة البارود التي تزكم انوفنا وعيوننا معا ، وارتجاج الارض والسماء من فوقنا وباتجاهنا، ومن تحتنا لابادتنا شعوبا وانظمة تحت عنوان مرحلي اطلقه نتنياهو وبدعم امريكي مطلق له من امريكا كما يقول رئيسها الا وهو “اعادة ترتيب شرق اوسط وبالتالي عالم جديد”.
(4)
حياتيا: وبالترابط بين الوقت الراهن اي في ظل سيادة القطب الواحد وفي المستقبل المجهول ؛ من بين هذين الحدين القاسيين يولد التساؤل الأوجع بينهما ؛ الى متى سيستمر هذا الواقع الدامي الذي نعيشه ويقضمنا ،وماهو الحال الصراعي في المستقبل اقليميا وعالميا، خصوصا بعد ان فرض الجمارك الهائلة على السلع غير الامريكية وهي شكل من الحرب الاقتصادية الجديدة شكلا وتفردا منذ قرون مع التركيز على ما يجري من حروب في اقليمنا الذي نعيش فيه بريبة وخوف متنام، خصوصا وانه ما زال مفتوحا على كل الاحتمالات من حروب تهدف لتصفية القضية المركزية بفلسطين، بالتزامن مع واقع ما يجري في غزة والضفة الغربية معا، وهي الحروب التي تستند الى ايدلوجيات فكرية وتكنولوجيا عسكرية ميدانية توراتية /مجوسية بأسم فلسطين كمركز للاقليم بين مدافع ومحتل لها يدعي كل منهما الوصل بليلى، اذن بعيدا عن نوايا وقوة كل منهما – اذ يتم كل الذي سبق ذكره عبر تنامي دموية التحالف الاسرائيلي والامريكي في ظل ضعف عربي وصمت مدان لدول واعضاء مجلس الامن، ربما سعيا وتواطئا عالميا لتحقيق هذا العدوان لاهدافه في حماية المحتل الصهيوني لفلسطين كونه راس الحربة لهم في المنطقة العربية وبتحديد ادق لايدلوجية الراسمالية المعولمة وما بعدها.
(5)
بأسم فلسطين وهي جذره هذا الذي يجري في الاقليم…من معها ومن يخونها ويسترزق عليها او من حقه احتلالها..؟. هي غابة من التساؤلات التي تُشظي الوعي الجمعي والواقع المرٌ الذي تعيشه بلداننا وامتنا في آن، وهي عربيا واسلاميا التي يشبه حالها ؛ من هو محاصر في زريبة؛ يرى قتل أخيه وجاره تباعا وهو مشغول في البحث عن احتمالية زائفة الوعي والواقع لنجاته…فهل نحن متفكرون؛ او اننا مجيبون لماذا كل هذا الذهول
والذبول معا وكيف وصلنا اليهما ليغدو حالنا الدامع والدخيل على امتنا الذي نعيشه بمرارة وخضوع هذه الايام ..؟.
حمى الله اردننا الحبيب واهلونا الطيبون فيه.

قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

مقالات مشابهة

  • خريجو الجامعات يفتقرون إلى المهارات التقنية بالعلوم والتكنولوجيا والرياضيات
  • عُمان.. حينما تمتد الروح من التاريخ إلى المستقبل
  • النمسا تغلق 24 معبرًا حدوديًا مع المجر وسلوفاكيا بعد تفشي وباء الحمى القلاعية
  • الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية
  • تحذير بريطاني| مخاوف عالمية من وباء يهدد البشرية..ماذا سيحدث؟
  • رؤية المستقبل الحديث
  • الغموض المعرفي الاصعب ..ماذا يجري فلسطينيا…اقليميا وعالميا..
  • الغموض المعرفي الاصعب ..ماذا د يجري فلسطينيا…اقليميا وعالميا..
  • وباء جديد يهدد العالم.. إليك الأعراض وسبل الوقاية من الخطر القادم
  • متحدثة أممية: نواجه عقبات كبيرة في غزة مع إغلاق المعابر لأكثر من شهر