لجريدة عمان:
2025-03-04@07:26:09 GMT

التغيرات المناخية وحوكمة الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

العمانية: تابعت وكالة الأنباء العمانية بعضا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بالتوجه نحو الاستدامة وجهود العمل المناخي وأهداف حوكمة الذكاء الاصطناعي عالميا.

فنشرت صحيفة «ديلي الصباح» التركية مقالا بعنوان «التوجه المهم نحو الاستدامة والجهود العاجلة للعمل المناخي» بقلم الكاتب «محمد أمين بيربينار».

وشدّد الكاتب في مستهل مقاله على أهمية الاستجابة للتحديات المتشابكة لتغير المناخ وعملية التنمية، والدعوة العاجلة لاتخاذ إجراءات شاملة وفورية لتمهيد الطريق لمستقبل مستدام للعالم.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن تغير المناخ قد أصبح عاملا مهما يؤثر على عمليات التنمية في جميع البلدان وفي الآونة الأخيرة، شهدنا المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة مثل العواصف والفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات وتواتر موجات الجفاف.

وأضاف الكاتب إن هذه التطورات، التي كانت نادرة في الماضي، أصبحت عنوانا يوميا على جدول الأعمال. وفي هذا السياق، من الدقة أن نقول إن تأثيرات تغير المناخ أصبحت محسوسة على نطاق عالمي، حيث أصبحت المجتمعات الأكثر ضعفا في البلدان النامية هي الأكثر تضررا من هذه الأحداث.

وبين أن القطاعات الحيوية الأساسية للتنمية، مثل الزراعة والمياه والصحة والبنية الأساسية، تعاني بشدة من الآثار السلبية لتغير المناخ، كما أن الآثار المدمّرة على الأمن الغذائي والموارد المائية وصحة الإنسان وسلامة البنية الأساسية تركز بشكل متزايد على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات شاملة لمكافحة تغير المناخ والتكيف معه، ومن هنا بات ضروريا تحديد الأطر التي توفر دعما ماليا قويا لتخطيط الاستثمار في هذا السياق.

في حين أن المخاطر الناجمة عن تغير المناخ قد لا تؤثر على كل قطاع بنفس القدر أو بنفس الطريقة، فإن الطبيعة المترابطة للأنشطة الاقتصادية تسبب تأثيرها في كل مكان تقريبا وعلى جميع القطاعات.

ولفت الكاتب إلى أن أحد القطاعات التي تتبادر إلى الذهن على الفور عند مناقشة تغير المناخ هي الزراعة، التي تحمل أهمية حيوية بالنسبة للاقتصادات النامية وهي حساسة للغاية لتأثيرات تغير المناخ، حيث تؤثر التغيرات في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، إلى جانب الظواهر الجوية المتطرفة سلبا على غلات المحاصيل، ما يشكل تهديدات خطيرة للأمن الغذائي.

وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وسوء التغذية والمجاعات المحتملة في المستقبل ووفقا لبيانات البنك الدولي، فمن المتوقع أن يدفع تغير المناخ 132 مليون شخص إضافي إلى الفقر المدقع بحلول عام 2030، مع تحديد السبب الرئيس على أنه آثار لتغير المناخ على قطاع الزراعة.

وذكر الكاتب أن الشرائح الأشد فقرا والأكثر ضعفا في البلدان النامية تتأثر بشكل غير متناسب بانعدام الأمن الغذائي، وتفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الموارد اللازمة لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتمتد هذه القضية إلى ما هو أبعد من إطار النظم الغذائية، ولها أهمية في سياق أنماط الهجرة والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف إنه مع اشتداد تأثيرات تغير المناخ، تصبح معالجة سياسات المياه عبر الحدود أمرا ضروريا في السياسات الخارجية للبلدان، وأصبحت إدارة الموارد المائية تشكل تحديا متزايدا، وسوف يصبح التقاسم العادل لمصادر المياه الحالية بين البلدان المجاورة قضية دولية أكثر حساسية.

وقال الكاتب في ختام مقاله: «إن تغير المناخ أزمة عالمية تتطلب التدخل الفوري، وإعادة تشكيل عملية التنمية في جميع أنحاء العالم، وتركز قمة الميثاق المالي العالمي الجديد التي عقدت أخيرا على الوعي العالمي بالحاجة إلى الدعم المالي ولا ينبغي للتوترات الجيوسياسية أن تلقي بظلالها على الجهود الرامية إلى إعادة هيكلة تمويل المناخ، إذا لم نتصدّ لتغير المناخ اليوم، فإن آثاره ستكون عميقة مثل الحروب على الأجيال القادمة؛ لذلك يأتي العمل العاجل والتعاوني والحازم ليؤكد المسؤولية المشتركة لجميع البلدان لضمان مستقبل مستدام وعالم مرن».

من جانب آخر، نشرت مؤسسة «بروجيكت سينديكيت» مقالا كان عبارة عن تساؤل عن الهدف الذي يجب أن تحققه حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية بقلم أربعة من الكُتاب المختصين في مجال التقنية، وهم (كارمي أرتيجاس، وجيمس مانيكا، وإيان بريمر، وماريتا شاك) وهم مقررو الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة المعنية بالذكاء الاصطناعي.

وقال الكُتّاب في مستهل مقالهم: «إذا كان للذكاء الاصطناعي أن يحقق إمكاناته العالمية، فهناك حاجة إلى هياكل وحواجز حماية جديدة لمساعدة البشرية جمعاء على الازدهار في الوقت الذي تشهده هذه التقنية من تطور وتحولها على نحو متزايد إلى جزء من الحياة اليومية».

وأشاروا إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي كان يساعدنا بهدوء لعقود من الزمن، إلا أنه مع تسارع التقدم في السنوات الأخيرة، فسوف نتذكر العام (2023) باعتباره لحظة «الانفجار الأعظم».

وحذر الكُتّاب من ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي وهي تقنية تخترق الوعي الشعبي وأصبحت تشكل الخطاب العام، وتؤثر على الاستثمار والنشاط الاقتصادي، وتشعل شرارة المنافسة الجيوسياسية، كما غيرت جميع أنواع الأنشطة البشرية بشكل متسارع، بدءا من التعليم والرعاية الصحية وانتهاء بالفنون.

وأضافوا إنه على الرغم من أن المخاطر والتحديات تختلف باختلاف المناطق والسياقات، فإن خمسة مبادئ أساسية ينبغي أن توجه عملية صنع السياسات:

أولا، بما أن المخاطر تختلف باختلاف السياقات العالمية المتنوعة، فإن كُلًّا منها سوف يتطلب حلولا مصمّمة وفقا لذلك كما أن الفشل في تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل بنّاء من الممكن أن يؤدي بلا داع إلى تفاقم المشاكل وأوجه التفاوت القائمة.

ثانيا، بما أن الذكاء الاصطناعي أداة للتنمية الاقتصادية والعلمية والاجتماعية، وبما أنه يساعد الناس بالفعل في الحياة اليومية، فلا بد أن تتم إدارته بما يخدم المصلحة العامة وهذا يعني أن نضع في الاعتبار الأهداف المرتبطة بالمساواة، والاستدامة، والرفاهية المجتمعية والفردية، فضلا عن قضايا بنيوية أوسع مثل الأسواق التنافسية والأنظمة البيئية السليمة للإبداع.

ثالثا، سوف تحتاج الأطر التنظيمية الناشئة في مختلف المناطق إلى المواءمة من أجل معالجة تحديات الحوكمة العالمية التي يواجهها الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.

رابعا، يجب أن تسير حوكمة الذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب مع التدابير اللازمة لدعم المؤسسات وحماية الخصوصية وأمن البيانات الشخصية.

وخامسا، ينبغي للحوكمة أن ترتكز على ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وغير ذلك من الالتزامات الدولية حيث يوجد إجماع عالمي واسع، مثل أهداف التنمية المستدامة.

واختتم الكُتّاب بالقول إن التحديات الفريدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي تتطلب نهجا عالميا منسقا في التعامل مع الحوكمة، وإن هناك مؤسسة واحدة فقط تتمتع بالشرعية الشاملة اللازمة لتنظيم مثل هذه الاستجابة: ألا وهي الأمم المتحدة، وعليه يتعين علينا أن نعمل على تحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي إذا أردنا تسخير إمكاناته والتخفيف من مخاطره في إطار هذه المؤسسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حوکمة الذکاء الاصطناعی لتغیر المناخ تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

«إي باي» تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الشراء والشحن

أعلنت شركة التجارة الإلكترونية إي باي تحديث منصتها لمساعدة المشترين في العثور على البضائع التي يمكن شحنها إليهم بسرعة وعلى السلع المعروضة للبيع في مناطق إقامتهم، بفضل تغيير بطاقات "البحث عن سلعة" والاستخدام الإضافي للذكاء الاصطناعي.
ولتسهيل تعرف المشتري على السلع ذات التوصيل السريع، تعرض بطاقات البحث عن السلع على المنصة تقديرات نطاق التسليم لجميع السلع ذات الشحن السريع.
كما أضافت المنصة مرشحاً جديداً باسم "الشحن والاستلام" يسمح للعملاء بالعثور على العناصر التي يمكن شحنها إليهم بسرعة.
علاوة على ذلك، يمكن للمشترين استخدام هذا المرشح للعثور على السلع المتوفرة عبر الاستلام المحلي .
وطرحت إي باي  تحديثا لبطاقات السلع يوضح للمشترين المحتملين المدة التي سيستغرقها توصيل الطلب من مكان وجوده إلى مكان وجودهم.
وتقول شركة إي باي إنه نظراً لأن شبكة البائعين لديها عالمية ولامركزية، فقد كان من الصعب على النماذج التنبؤية لديها تقديم تقديرات دقيقة لزمن الشحن والتسليم في الماضي.
ومع ذلك، استثمرت إي باي في الذكاء الاصطناعي للتغلب على هذا التحدي من خلال النظر في عوامل مثل قرب العميل من موقع السلعة، وخدمة الشحن المختارة، وسجل شحن البائع، ومزامنة البيانات في الوقت الفعلي.
ونتيجة لذلك، أصبحت المنصة قادرة على تقديم تقديرات زمن التسليم بشكل أكثر دقة، كما تقول  إي باي.  بالإضافة إلى ذلك، قدمت إي باي شارة جديدة باسم "أفضل خدمة" في ألمانيا لمساعدة العملاء على تحديد البضائع التي تلبي معايير الجودة العالية بسهولة.
 على سبيل المثال، قد يتم عرض الشارة على البضائع التي تتمتع بشحن سريع ومجاني، وإرجاع مجاني، وبائعين موثوق بهم.
وقالت إي باي في منشور على الإنترنت: "تمثل هذه التحديثات تقدماً كبيراً في جهدنا لتوفير رحلة تسوق سلسة وفعالة".
من خلال تحسين تجربة المستخدم، تتطلع إي باي إلى البقاء قادرة على المنافسة مع منصات التجارة الإلكترونية الأخرى مثل أمازون وإي ستي  مع جذب المزيد من المستخدمين وتسهيل التصفح والتنقل بين أقسام وخدمات منصتها. 

أخبار ذات صلة أبوظبي.. أول برنامج بكالوريوس في مجال الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي نجم معرض برشلونة للأجهزة المحمولة المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
  • الذكاء الاصطناعي يقود ثورة في الأسواق.. فرص استثمارية واعدة بمبلغ 200 دولار
  • «إي باي» تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الشراء والشحن
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية
  • تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟
  • الجزائر في طليعة تبني الذكاء الاصطناعي في إفريقيا
  • سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعي
  • دراسة: تغير المناخ قد يسرّع الشيخوخة أكثر من التدخين
  • يدعم مميزات الذكاء الاصطناعي.. مواصفات وسعر هاتف iPhone 16e الاقتصادي