مشكلتنا كمصريين بشكل عام أننا ننزه المشاهير، عن الخطأ والنسيان، خاصة لو كان لهم رصيد من الحب فى قلوب كثير من الناس، مع أن عدم السهو وعدم النسيان هما فقط من صفات الخالق عز وجل وليس المخلوق. فلا يوجد مخلوق لا يخطئ أو ينسي، مع اختلاف درجات الخطأ وتوابعه، لذا كانت تلك الضجة الكبيرة التى نتجت عن التصريحات التى أدلى بها المفكر والدبلوماسى الكبير الدكتور مصطفى الفقى مؤخرًا، ما اعتبرها البعض إساءة لشخصيات لها فى تاريخ مصر مكان ولها فى قلوب نسبة لا يستهان بها من المصريين مكانة أيضًا.
ومن هذه الشخصيات التى تحدث عنها الفقى جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهما من هما من حيث المكانة والتاريخ والشعبية، حيث كشف فيه جانبا من الحياة الشخصية لهما، ما تسبب فى صدمة لدى البعض ممن ينطبق عليهم ما قلته فى أول المقال، لا يتخيلون أن شخصيات بهذا الوزن وهذا التاريخ ممكن أن ترتكب فى خلوتها أشياء مخالفة لأوامر الدين الحنيف، أو على الأقل ضد ثقافتنا وموروثنا الشعبى الذى يعلى قيم الفضيلة والأخلاق. ولطالما سمعنا أن الجلسات الخاصة للمشاهير تشهد كلامًا لا نصدق أن أمثالهم يمكن أن يقولوه، حتى كبار الساسة يتبادلون فى جلساتهم المغلقة العديد من الشتائم بألفاظ خارجة فى عرفنا وتقاليدنا العربية. وربما لا يكون الأمر بالمثل فى المجتمعات الغربية وكلنا نتذكر كيف تمت محاكمة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، ليس لأنه كان على علاقة بمتدربة فى البيت الأبيض بل لأنه كذب تحت القسم، وكاد كلينتون أن يغادر البيت الأبيض لولا أن الشعب سامحه على كذبته فى استفتاء عام.
كلام الدكتور مصطفى الفقى الذى لا يزال يحدث دويًا فى المجتمع ذكرنى بمشهد عبقرى لمحمود عبدالعزيز من الفيلم الخالد الكيت كات، عندما قام الشيخ حسنى الجن عندما انتهى العزاء الذى أقامه لرحيل بائع الفول ونام الفتى المسئول عن الميكروفون من شدة الإرهاق وترك المايك مفتوحًا، فإذا بالشيخ حسنى يفضح جميع أهل المحاورة الذين سمعوا فضائحهم وهى تذاع على الهواء. طبعًا الشيخ حسنى الكفيف كان يدرك أن الميكرفون مفتوح وتعمد أن يقول ما قاله، وكذلك بالطبع الدكتور مصطفى الفقى الذى قال ما قال فى برنامج تليفزيونى ذائع الصيت، وكان يدرك تمامًا أن كلامه سيكون له ردود فعل عنيفة، وربما كان ذلك هدفًا دعائيًا واضحًا لا يخفى على صناع البرنامج الذين يجيدون الترويج له.
حتى اعتذار الفقى فيما بعد خاصة عن كلامه عن عبدالناصر ربما يكون من وجهة نظرى نوعا من الدعاية لكلامه مجددًا، فالدبلوماسى العجوز يدرك أبعاد كل كلمة ينطق بها، ويعرف تمامًا أن الناس عندما تعيد النظر فى تقييمها لشخصيات كان لها دور بارز ليس فقط كقيادات سياسية كبيرة ولكن أيضًا باعتبارهما من كبار الضباط الأحرار، فهذا يعنى إعادة تقييم الناس لأهداف ثورة يوليو ١٩٥٢ ونوايا من قاموا بها، فنحن مجتمع لا يفصل بين سلوكيات القائد الخاصة وبين سياسته وأهدافها، وتلك هى المسألة!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طلة الحب التصريحات
إقرأ أيضاً:
الاتحاد يحلم بالثنائية المرتقبة من بوابة الشباب
يتابع الاتحاد مسعاه لتحقيق ثنائية غير مسبوقة في تاريخه، عندما يلاقي الشباب الثلاثاء في نصف نهائي كأس ملك السعودية في كرة القدم.
ويتصدر الاتحاد ترتيب الدوري المحلي بفارق أربع نقاط عن الهلال حامل اللقب والغائب بدوره عن نصف النهائي، بعد خسارته أمام الاتحاد ونجمه الفرنسي كريم بنزيما بركلات الترجيح في ربع النهائي.
على ملعب الإنماء في جدة، يعود الفريقان إلى المنافسة بعد فترة التوقف الدولية التي شهدت فوز المنتخب السعودي على الصين 1-0 وتعادله مع اليابان سلبياً في تصفيات مونديال 2026.
ويغيب عن الاتحاد نجم وسطه الهولندي ستيفن بيرخفين لعدم جاهزيته بعد إصابة في مفصل القدم، بالإضافة إلى الظهير الأيسر الألباني ماريو ميتاي لإصابة في عضلات أسفل البطن ستبعده حتى مايو (أيار).
وتشهد المباراة مواجهة بين بنزيمة، أفضل لاعب في العالم سابقا عندما كان في صفوف ريال مدريد الإسباني، وزميله السابق في الاتحاد المغربي المخضرم عبد الرزاق حمدالله.
ويتطلع مدرب الاتحاد، الفرنسي لوران بلان، إلى إحراز أول ألقابه مع "العميد" بعد توليه المهمة مطلع الموسم الجاري.
ويملك الاتحاد في خزائنه 9 ألقاب من أصل 18 مباراة نهائية خاضها، بفارق أربعة ألقاب عن جاره الأهلي صاحب الرقم القياسي واثنين عن الهلال.
أما الشباب الذي يقوده التركي فاتح تيريم وتأهل إلى نصف النهائي على حساب الفيحاء، فأحرز ثلاثة ألقاب آخرها في 2014.
وخسر الشباب، سادس ترتيب الدوري، أمام الاتحاد 1-2 ذهاباً.
في المباراة الثانية على ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، يأمل القادسية في بلوغ النهائي الأول عندما يلاقي الرائد الأربعاء.
ويحلم الرائد بنهائي تاريخي، بعد بلوغه المربع الذهبي للمرة الأولى.
ويسعى القادسية لكسر عقدة نصف النهائي، إذ سبق وخسر خلال 5 مناسبات أمام الفرق الأربعة الكبيرة المتمثلة بالنصر، والهلال، والأهلي، والاتحاد.
ويُعد اخر وصول للفرسان إلى دور الأربعة عام 1989 عندما هزم ضد الهلال بهدف دون مقابل.
ويقدم القادسية موسماً مميزاً في الدوري المحلي حيث يحتل المركز الرابع بتساوي النقاط مع النصر الثالث، فيما يتذيل الرائد الترتيب في المركز الثامن عشر.
وتغلب القادسية على الرائد مرتين خلال الموسم الجاري في الدوري 1-0 و2-0.