بوابة الوفد:
2024-11-16@05:46:54 GMT

الشيخ حسنى «الفقى»!

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

مشكلتنا كمصريين بشكل عام أننا ننزه المشاهير، عن الخطأ والنسيان، خاصة لو كان لهم رصيد من الحب فى قلوب كثير من الناس، مع أن عدم السهو وعدم النسيان هما فقط من صفات الخالق عز وجل وليس المخلوق. فلا يوجد مخلوق لا يخطئ أو ينسي، مع اختلاف درجات الخطأ وتوابعه، لذا كانت تلك الضجة الكبيرة التى نتجت عن التصريحات التى أدلى بها المفكر والدبلوماسى الكبير الدكتور مصطفى الفقى مؤخرًا، ما اعتبرها البعض إساءة لشخصيات لها فى تاريخ مصر مكان ولها فى قلوب نسبة لا يستهان بها من المصريين مكانة أيضًا.

ومن هذه الشخصيات التى تحدث عنها الفقى جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهما من هما من حيث المكانة والتاريخ والشعبية، حيث كشف فيه جانبا من الحياة الشخصية لهما، ما تسبب فى صدمة لدى البعض ممن ينطبق عليهم ما قلته فى أول المقال، لا يتخيلون أن شخصيات بهذا الوزن وهذا التاريخ ممكن أن ترتكب فى خلوتها أشياء مخالفة لأوامر الدين الحنيف، أو على الأقل ضد ثقافتنا وموروثنا الشعبى الذى يعلى قيم الفضيلة والأخلاق. ولطالما سمعنا أن الجلسات الخاصة للمشاهير تشهد كلامًا لا نصدق أن أمثالهم يمكن أن يقولوه، حتى كبار الساسة يتبادلون فى جلساتهم المغلقة العديد من الشتائم بألفاظ خارجة فى عرفنا وتقاليدنا العربية. وربما لا يكون الأمر بالمثل فى المجتمعات الغربية وكلنا نتذكر كيف تمت محاكمة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، ليس لأنه كان على علاقة بمتدربة فى البيت الأبيض بل لأنه كذب تحت القسم، وكاد كلينتون أن يغادر البيت الأبيض لولا أن الشعب سامحه على كذبته فى استفتاء عام.

كلام الدكتور مصطفى الفقى الذى لا يزال يحدث دويًا فى المجتمع ذكرنى بمشهد عبقرى لمحمود عبدالعزيز من الفيلم الخالد الكيت كات، عندما قام الشيخ حسنى الجن عندما انتهى العزاء الذى أقامه لرحيل بائع الفول ونام الفتى المسئول عن الميكروفون من شدة الإرهاق وترك المايك مفتوحًا، فإذا بالشيخ حسنى يفضح جميع أهل المحاورة الذين سمعوا فضائحهم وهى تذاع على الهواء. طبعًا الشيخ حسنى الكفيف كان يدرك أن الميكرفون مفتوح وتعمد أن يقول ما قاله، وكذلك بالطبع الدكتور مصطفى الفقى الذى قال ما قال فى برنامج تليفزيونى ذائع الصيت، وكان يدرك تمامًا أن كلامه سيكون له ردود فعل عنيفة، وربما كان ذلك هدفًا دعائيًا واضحًا لا يخفى على صناع البرنامج الذين يجيدون الترويج له.

حتى اعتذار الفقى فيما بعد خاصة عن كلامه عن عبدالناصر ربما يكون من وجهة نظرى نوعا من الدعاية لكلامه مجددًا، فالدبلوماسى العجوز يدرك أبعاد كل كلمة ينطق بها، ويعرف تمامًا أن الناس عندما تعيد النظر فى تقييمها لشخصيات كان لها دور بارز ليس فقط كقيادات سياسية كبيرة ولكن أيضًا باعتبارهما من كبار الضباط الأحرار، فهذا يعنى إعادة تقييم الناس لأهداف ثورة يوليو ١٩٥٢ ونوايا من قاموا بها، فنحن مجتمع لا يفصل بين سلوكيات القائد الخاصة وبين سياسته وأهدافها، وتلك هى المسألة!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة الحب التصريحات

إقرأ أيضاً:

«عيد الجهاد.. ميلاد الوفد وترسيخ روح الولاء الوطنى»

يعد عيد الجهاد من المناسبات الوطنية البارزة فى تاريخ مصر، حيث يمثل ذكرى رفض المصريين للاستعمار البريطانى والسعى نحو تحقيق استقلال البلاد، ففى 13 نوفمبر 1918م، اجتمع سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى بقلب موحد وذهبوا لمقابلة المعتمد البريطانى السير ريجنالد ونجت، مطالبين بالسفر إلى مؤتمر السلام فى فرساى لعرض قضية استقلال مصر وإنهاء الحماية البريطانية، وقد استندوا فى طلبهم إلى مبدأ حق الشعوب فى تقرير مصيرها، الذى أعلنه الرئيس الأمريكى وودرو ويلسون، مما أطلق شرارة ثورة 1919.

وفى عام 1922، تم إعلان 13 نوفمبر عيدًا قوميًا للمصريين تحت اسم «عيد الجهاد»، ليظل هذا اليوم رمزًا للتطلع نحو الاستقلال، ووصفه مصطفى النحاس باشا بأنه راية للجهاد الذى لا يقبل التراجع، كما أكد على شعراوى أن صداقتنا مع الإنجليز يجب أن تكون صداقة الأحرار.

عيد الجهاد يمثل تجسيدًا لعزيمة الشعب المصرى فى رفض الاستعمار، وقد أرسى قيم الحرية والمقاومة، وأسس لحزب الوفد الذى نشر الوعى وأرسى مفهوم الوحدة الوطنية لقد كان هذا العيد وسيبقى رمزًا للوطنية وشعارًا للوفديين بشكل خاص وللمصريين عامة، إذ كان وراء تأسيس هوية وطنية قوية ودستور 1923 الذى رسخ مفهوم المواطنة، وأسهم فى تحرير المرأة وتأسيس اقتصاد مصرى مستقل.

عيد الجهاد، بشعاره «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة»، يبقى عنوانًا للوعى الوطنى ودوره فى تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعيشه المصريون اليوم فى مواجهة التحديات ومحاولات إثارة الفتن، فوعى المصريين هو الدرع التى تتصدى بها الدولة لكل ما يمس وحدتها أو يشوه جهودها نحو مستقبل أفضل.

وختاماً يمثل عيد الجهاد رمزًا خالدًا لنضال الشعب المصرى وإرادته فى رفض الظلم والتطلع إلى الحرية، وستظل تلك المناسبة حية فى نفوس المصريين، يستلهمون منها قيم الولاء والانتماء، وتؤكد أهمية الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية لمواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار مصر فى منطقة مليئة بالتحديات.

مهندس حمدى قوطة

 

مقالات مشابهة

  • بكري يهنئ الرئيس السيسي بعيده ميلاده الـ 70: كل سنة وأنت معانا يا ريس
  • كرة القدم.. وأزمة التحكيم
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إن كانت للجدران آذان فإن للملائكة أقلامًا
  • أميرة بدر تعلق على سيدة التحاليل الوهمية بكفر الشيخ: الترند جنن الناس
  • عودة سوبر دونالد
  • هل يتعلم الإنسان من أخطائه؟ دراسة تجيب
  • «عيد الجهاد.. ميلاد الوفد وترسيخ روح الولاء الوطنى»
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • نتيجة بلع اللسان.. وفاة لاعب في القسم الثاني في مباراة كفر الشيخ والقزازين