بوابة الوفد:
2024-10-02@02:46:52 GMT

الشيخ حسنى «الفقى»!

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

مشكلتنا كمصريين بشكل عام أننا ننزه المشاهير، عن الخطأ والنسيان، خاصة لو كان لهم رصيد من الحب فى قلوب كثير من الناس، مع أن عدم السهو وعدم النسيان هما فقط من صفات الخالق عز وجل وليس المخلوق. فلا يوجد مخلوق لا يخطئ أو ينسي، مع اختلاف درجات الخطأ وتوابعه، لذا كانت تلك الضجة الكبيرة التى نتجت عن التصريحات التى أدلى بها المفكر والدبلوماسى الكبير الدكتور مصطفى الفقى مؤخرًا، ما اعتبرها البعض إساءة لشخصيات لها فى تاريخ مصر مكان ولها فى قلوب نسبة لا يستهان بها من المصريين مكانة أيضًا.

ومن هذه الشخصيات التى تحدث عنها الفقى جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهما من هما من حيث المكانة والتاريخ والشعبية، حيث كشف فيه جانبا من الحياة الشخصية لهما، ما تسبب فى صدمة لدى البعض ممن ينطبق عليهم ما قلته فى أول المقال، لا يتخيلون أن شخصيات بهذا الوزن وهذا التاريخ ممكن أن ترتكب فى خلوتها أشياء مخالفة لأوامر الدين الحنيف، أو على الأقل ضد ثقافتنا وموروثنا الشعبى الذى يعلى قيم الفضيلة والأخلاق. ولطالما سمعنا أن الجلسات الخاصة للمشاهير تشهد كلامًا لا نصدق أن أمثالهم يمكن أن يقولوه، حتى كبار الساسة يتبادلون فى جلساتهم المغلقة العديد من الشتائم بألفاظ خارجة فى عرفنا وتقاليدنا العربية. وربما لا يكون الأمر بالمثل فى المجتمعات الغربية وكلنا نتذكر كيف تمت محاكمة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، ليس لأنه كان على علاقة بمتدربة فى البيت الأبيض بل لأنه كذب تحت القسم، وكاد كلينتون أن يغادر البيت الأبيض لولا أن الشعب سامحه على كذبته فى استفتاء عام.

كلام الدكتور مصطفى الفقى الذى لا يزال يحدث دويًا فى المجتمع ذكرنى بمشهد عبقرى لمحمود عبدالعزيز من الفيلم الخالد الكيت كات، عندما قام الشيخ حسنى الجن عندما انتهى العزاء الذى أقامه لرحيل بائع الفول ونام الفتى المسئول عن الميكروفون من شدة الإرهاق وترك المايك مفتوحًا، فإذا بالشيخ حسنى يفضح جميع أهل المحاورة الذين سمعوا فضائحهم وهى تذاع على الهواء. طبعًا الشيخ حسنى الكفيف كان يدرك أن الميكرفون مفتوح وتعمد أن يقول ما قاله، وكذلك بالطبع الدكتور مصطفى الفقى الذى قال ما قال فى برنامج تليفزيونى ذائع الصيت، وكان يدرك تمامًا أن كلامه سيكون له ردود فعل عنيفة، وربما كان ذلك هدفًا دعائيًا واضحًا لا يخفى على صناع البرنامج الذين يجيدون الترويج له.

حتى اعتذار الفقى فيما بعد خاصة عن كلامه عن عبدالناصر ربما يكون من وجهة نظرى نوعا من الدعاية لكلامه مجددًا، فالدبلوماسى العجوز يدرك أبعاد كل كلمة ينطق بها، ويعرف تمامًا أن الناس عندما تعيد النظر فى تقييمها لشخصيات كان لها دور بارز ليس فقط كقيادات سياسية كبيرة ولكن أيضًا باعتبارهما من كبار الضباط الأحرار، فهذا يعنى إعادة تقييم الناس لأهداف ثورة يوليو ١٩٥٢ ونوايا من قاموا بها، فنحن مجتمع لا يفصل بين سلوكيات القائد الخاصة وبين سياسته وأهدافها، وتلك هى المسألة!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة الحب التصريحات

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم نفس عن محتوى "تيك توك": شخصيات استعراضية لا تمتلك مهارات للعمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، إن لاستخدامات وسائل التواصل الاجتماعى إيجابيات وسلبيات، وهذا يتوقف على نمط شخصية مستخدميها وحالتهم المزاجية وبنائهم النفسي ودرجة الثقافة فنجد الكثير ممن قام باستخدام برامج التواصل الاجتماعى كأداة لنشر محتوى علمى أو بعض المهارات الفنية أو مهارات الطهى أو تعلم لغة من اللغات أو حضارة تاريخية أو أماكن سياحية وغيرها من الأدوات والمهارات التى تنمى الوعى أو المعلومات العامة أو المتخصصة عند البعض، وبالتأكيد تلك المحتويات تجد جمهورها الذى يتتبعها ويحرص على متابعتها.

واضاف "فخري" في تصريحات لـ"البوابة نيوز": على الجانب الآخر نجد فئة أخرى ممن يتعاملون مع برامج التواصل الاجتماعى كما فى التيك توك ويسيئون الاستخدام من خلال المحتوى الهزلى الذى يقدمونه ويرجع ذلك لمجموعة من العوامل المتشابكة منها أن هناك بعض الشخصيات الاستعراضية كما فى اضطراب الشخصية الهستيرية حيث يسعون وخاصة النساء إلى  الإيحاءات الجنسية من خلال الملابس والحركات الجسدية والكلمات الإيحائية  وغيرها من السلوكيات غير المسؤلة التى تعبر عن نمط الاضطراب الهستيرى الذى تتميز به شخصياتهم ويجدون من خلال التيك توك المتنفس لتلك الشخصية المضطربة.
 

واشار الى أن هناك من يبحث عن المال وفكرة الثراء السريع ممن لا يمتلكون أى مهارات تؤهلهم للعمل فنجد الكثير منهم يلجأ للبحث عن عدد مشاهدات لجمع المال دون أى اعتبار للمحتوى الذى يقدمه او للأخلاقيات والمعايير الاجتماعية. 

أوضح فخرى أن هناك الشخصية المضادة للمجتمع التى لا ترعى أى أخلاقيات أو ضمير أو تنشئة من الأساس، وهؤلاء لا يبالون بأى قيمة اجتماعية بل على العكس يبذلون كل طاقتهم للعدوان على قيم وأخلاقيات المجتمع بشكل سافر. كما يوجد بعض المراهقين الذين يبحثون عن لفت النظر واستمالة رغبة الجنس الآخر لديهم بحثا عن الإعجاب أو الحب أو العلاقات الاجتماعية وغالبا نجد تلك الفئة ممن لا تجد الحنان والرعاية داخل أسرهم.

وتابع  هناك فئة خطيرة وهى الفئة المنحرفة ممن نطلق عليهم بنات الهوى أو الليل ممن يمتهنون مهنة الجنس لكسب المال ويستخدمون التيك توك لعرض أنفسهم من خلال الاستعراضات الجنسية والإيماءات وغيرها من الإيحاءات من أجل عرض أنفسهم على الآخرين.

وأضاف أستاذ علم النفس، من خلال استعراض بعض أنواع الاستخدام السيئ لبرامج التيك توك نجد أنه لا بد من تدخل فورى وحازم من الأجهزة الرقابية لتتبع تلك الفئات المنحلة أخلاقيا من أجل ضبط قيم المجتمع .

وقدم "فخري" روشتة علاجية  تتضمن قيام الأسرة بالتقرب من الأبناء وسد الفراغ فى العلاقات وفتح قنوات تواصل مستمرة وإيجابية، كما أوصى منظمات المجتمع الأهلية ووسائل الإعلام والتربية والتعليم بتقديم محتوى ثقافى وعلمى وترفيهى يناسب المراحل العمرية المختلفة كنوع من الجذب والتشويق لفئات الشباب والمراهقين وتقديم محتوى يتناسب مع قيم وثقافة المجتمع والحضارة المصرية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علم نفس عن محتوى "تيك توك": شخصيات استعراضية لا تمتلك مهارات للعمل
  • وطنك لا يخذلك
  • أمريكا تكذب ولا تتجمل!!
  • الظلم ظُلمات
  • السوبر الإفريقى زمالكاوى
  • تقرير أمريكي يرصد سيناريوهات ما بعد نصر الله
  • محافظ كفر الشيخ ومدير جمعية المحاربين القدامى يكرمان أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية
  • عدوان برعاية أمريكية
  • وفاة خالد نجل الشيخ محمد محمود الطبلاوي
  • القربة المخرومة!!