جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-03@09:32:15 GMT

فلسطين في قلب الشعب والوطن

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

فلسطين في قلب الشعب والوطن

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

لا شك أن قدسية فلسطين في الوجدان العُماني قضية محسومة، وقد تجلت مكانتها في هذه اللحظة التاريخية الصعبة بصورة واضحة لا لبس فيها أو غموض، وحيث إن دعم شعبها العظيم ليس واجبًا وطنيًا وقوميًا ودينيًا فحسب، بل وأخلاقيًا وإنسانيًا، فإنه انتصار لقيم الحق والعدل والحرية وبالمعنى العميق انتصار للذات قبل أن يكون انتصارًا للآخر.

من المؤكد أن للوقفة النوعية الحالية وتظهيرها بهذا الشكل الرائع أسبابًا، فما هي؟

بعيدًا عن السردية الجاهزة ودون التقليل من قيمة الجماهير وتعطشها في تحمل مسؤولياتها التاريخية، فإن الأمر يتوقف على معطيات محددة راهنة مكنتها من التعبير عن مكنوناتها العاطفية الصادقة والتي تحولت إلى طوفان شعبي عارم وهي حالة غير مسبوقة في حجم التفاعل والمساندة السياسية والإعلامية لدرجة حجب صحفة "جريدة الرؤية" على منصة إنستجرام، لدورها الفعّال في هذه المعركة الإعلامية.

وسنحاول قدر الإمكان تحليل هذه الظاهرة وإرجاعها إلى أسبابها الحقيقة والإضاءة على بعض العوامل المهمة التي بلورت هذا الموقف الاستثنائي.

العامل الأول: موضوعي بحت، يُعبِّر في جوهره عن الفطرة السوية ويتقاطع مع الضمير البشري الحي الذي أيقظه حجم الكارثة والإبادة الجماعية. هذا الفعل الإجرامي الفاشي أستفز المشاعر الإنسانية المجردة، وبالطبع فإن هذ الغليان الأممي الواسع والمظاهرات المليونية التي أغرقت معظم العواصم العالمية لم تحركها روابط قومية أو دينية أو تأييد لخط سياسي معين. وما كان لها على الصعيد الوطني أن تنعكس بهذا الوضوح لولا استنادها لحاضنة سياسية وطنية داخلية ويمكن إيجازها بعنصرين مباشرين؛ الأول: متصل بطبيعة التحولات في الواقع الاجتماعي ترجم في بعده الخارجي بسلسلة مواقف متقدمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفر أرضية موضوعية مناسبة.

وإذا كان الشيء بالشيء يقاس، فإنها بالضرورة خطوة إيجابية ستراكم رصيدًا اجتماعيًا شعبيًا؛ حيث إن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت وستبقى، عنوانَ نضالات داخلية على المستوى العربي.

العامل الثاني، ويتمثل في الهامش النسبي الملحوظ من حرية الرأي والتعبير وغير المقيدة تجاه القضية الفلسطينية، هذه المستجدات مكنت الجماهير من الإفساح عن قناعاتها وأرائيها بشكل طليق دون أية محاذير. وهذا ينقلنا إلى دور الأنظمة السياسية من ناحية والجماهير من ناحية أخرى في عملية التعبئة الاجتماعية، وتحديد مسارات التقدم والتراجع واستنفار الطاقات والإمكانات الكبيرة المختزنة، وتوجيهها نحو الغايات النبيلة. وإذا كانت العلاقة بين السُلطة- أية سُلطة- والمجتمع علاقة جدلية مركبة، تأثرًا وتأثيرًا، فإن عدم وجود الأطر المنظِّمة يُعلي على الدوام من دور السلطة السياسية ومواقفها، ومنه تتلمس الحالة الشعبية طريقها واتجاهها.

وحتى نعزز هذا الرأي يكفي الرجوع قليلا للخلف والحافظة الذهنية تغني عن التوسع، ودون الانتقاص من الظرف الموضوعي الضاغط ودور الإعلام وسائله المتنوعة في تجييش الرأي العام وهي ظاهرة عالمية بارزة ولا يمكن الحد من تأثيرها سلبًا وإيجابًا، فمن الطبيعي أن توظف في إبراز القناعات والاختيارات والانحيازات السياسية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن اعتبار هذا الموقف الشعبي الرافض للكيان الصهيوني والمتخندق بشكل مطلق مع النضال الوطني الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير بمثابة استفتاء مسبق حول مسألة التطبيع، وخصوصًا بعد حديث سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية سيئ الصيت الذي ما زال يثير قلقًا وطنيًا؟

هذا ليس سؤالًا افتراضيًا ولا سابقًا لأوانه أو استباقًا للأحداث؛ حيث إن التطبيع الأحادي والجماعي مُدرج ضمن السيناريوهات المطروحة في الأروقة السياسية الإقليمية والدولية، وما يُتداول إعلاميًا حول سيناريوهات "اليوم التالي" ليس حديثًا عبثيًا عابرًا، وليس مقتصرًا على الشأن الفلسطيني، ولا مجرد بالونات اختبار؛ إذ لم يعد في جُعبة النظم العربية مفاجآت يمكن استطلاعها؛ حيث يراد إحياء مبادرة السلام العربية والمسار التطبيعي الثنائي، واعتبارهما خيارًا وحيدًا أمام الأمة العربية رغم كل التضحيات!

وأظن أن مضمون ما يُتداول لا يحمل معنى آخر؛ فالولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيس للاحتلال الإسرائيلي والتي تمسك بمفاصل القرارات الاستراتيجية، تُدرك أكثر من أي وقت مضى حاجتها للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة، وعدم توسيع رقعة المواجهة، ومخاطر تبعاتها معنية في هذه الفترة بالذات بتحقيق هدفين؛ أحدهما: ترميم صورتها البشعة أمام الرأي العام العربي والعالمي، والآخر إتمام المبادرة المرتقبة على تخوم منابع الطاقة والممرات الاستراتيجية (المسار الاقتصادي)، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من بدء العدوان الصهيوني الإمبريالي على الشعب الفلسطيني، بحيث تتفرغ لما هو أهم بالنسبة لها؛ بما يُبقيها كقوة أولى على رأس النظام العالمي.

ومن غير المستبعد أن تدفع بهذه الخيارات إلى مقدمة الأولويات في الأيام المقبلة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفائز في مناظرة والز وفانس.. ماذا تقول استطلاعات الرأي؟

أظهرت استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة بين مرشحَي الحزب الديمقراطي والجمهوري لمنصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة أن المشاهدين كانوا منقسمين حول من فاز  في المناظرة: جي دي فانس أم تيم والز؟

ومن المحتمل أن تكون هذه المناظرة هي الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، إذ لن تكون هناك أخرى بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب كما كان متوقعا. 

وبالنظر إلى ذلك، ربما كان الحزبان يأملان أن يحقق مرشحاهما لمنصب نائب الرئيس فوزا واضحا، وهو الأمر الذي يمكن أن يعطي هذا المرشح أو ذاك دفعة من الزخم قبل خمسة أسابيع من انتهاء الحملات الانتخابية.

ووفقا لتقرير شبكة أيه بي سي نيوز"، "يبدو أن ذلك لم يحدث"؛ أي لم يتبين أن أحدا منهما فاز بشكل صريح في النهاية.

أظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت مباشرة بعد المناظرة أن المشاهدين كانوا منقسمين بشأن المرشح الفائز. 

ووفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي التي أجرتها الثلاثاء CNN/SSRS، YouGov/CBS News، Focaldata/Politico، وJ.L. Partners/DailyMail، اعتقد 48 بالمئة من المشاهدين أن فانس كان الفائز أو قدّم أداء أفضل، بينما رأى 46 بالمئة أن والز هو الفائز أو قدّم أداء أفضل.

وربما لم تكن هذه النتيجة مفاجئة بعد مناظرة شهدت لحظات قوية وأخرى ضعيفة لكلا المرشحين، ولم ينهار أي منهما بشكل واضح كما حدث للرئيس جو بايدن في مناظرة الرئاسة في يونيو، وفق التقرير ذاته.

ونتيجة لذلك، يبدو أن أغلبية المشاهدين تراجعت إلى معسكراتها الحزبية. وفقا لاستطلاع CNN/SSRS، اعتقد 90 بالمئة من مؤيدي ترامب الذين شاهدوا المناظرة أن فانس هو الفائز، بينما رأى 82 بالمئة من مؤيدي هاريس أن والز هو الفائز.

وفانس هو المرشح لنائب الرئيس إلى جانب ترامب، بينما واز  هو المرشح للمنصب ذاته مع هاريس.

من الجدير بالذكر أن استطلاعات الرأي للمشاهدين ليست بالضرورة ممثلة لكامل الناخبين.

في الواقع، أشارت كل من "سي أن أن" و"سي بي أس نيوز" إلى أن عيناتهم من المشاهدين كانت تميل إلى الديمقراطيين.

وفقا لاستطلاع YouGov/CBS News، شعر 88 بالمئة من المشاهدين أن نبرة الحدث كانت "إيجابية بشكل عام". 

وأفادت أغلبية قوية في الاستطلاع أن كلا من فانس (65 بالمئة) ووالز (74 بالمئة) قد بدوا "معقولين" أكثر من أن يكونوا "متطرفين".

نتيجة لذلك، خرج المشاهدون من المناظرة بآراء أفضل عن كلا المرشحين. 

وفقًا لمتوسط النتائج بين استطلاعي CNN/SSRS وYouGov/CBS News، ارتفعت نسبة التأييد الصافية لفانس (الفارق بين نسبة الذين لديهم رأي إيجابي ونسبة الذين لديهم رأي سلبي) من -18 نقطة قبل المناظرة إلى -1 نقطة بعدها. 

وزادت نسبة التأييد الصافية لوالز من +13 نقطة قبل المناظرة إلى +31 نقطة بعدها.

وأوصى تقرير القناة الأميركية بأخذ هذه الأرقام على محمل الجد، ولكن ليس حرفيا، حيث قد ترتفع نسبة التأييد الصافية لفانس ووالز نتيجة المناظرة، ولكن ربما ليس بهذه الأرقام المحددة. 

يُذكر أن هذه الاستطلاعات تخص المشاهدين للمناظرة فقط، وهم جزء صغير من السكان. وقد لا يكون الأشخاص الذين لم يشاهدوا المناظرة ميّالين لإعادة تقييم آرائهم حول المرشحين بنفس القدر.

مقالات مشابهة

  • الفنانة نيللي: "فوازير رمضان" نافذتي إلى قلوب الجماهير بمصر والوطن العربي
  • الفائز في مناظرة والز وفانس.. ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
  • رسالة عتب من الكاتب الزعبي إلى صحيفة الرأي
  • بالتعاون مع مديرية الصحة بمطروح.. منظمة خريجي الأزهر تنظم لقاء تثقيفيا للذكرى 51 لنصر أكتوبر
  • سفير فلسطين يستعرض مع النائب عيسى الشريف مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة
  • فائق زيدان ومؤيد اللامي يبحثان تعزيز ثقافة حرية التعبير عن الرأي
  • «أكتوبر انتصار الشعب».. وزارة الدفاع تنشر برومو جديد بمناسبة ذكرى النصر
  • على أنغام فيروز.. شيريهان تدعم فلسطين ولبنان بعد العدوان الإسرائيلي
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • مأرب.. نادي السد بطلاً لاندية الدرجة الثالثة والوطن وصيفا