جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@09:11:42 GMT

معوقات الحياة

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

معوقات الحياة

 

فتون النوفلية

 

الحياة عِبارة عن طرق وعرة، ولا يخلو مسار حياة الإنسان من العوائق والحواجز التي تمنعه من المضي قدمًا بكلِ سلاسةٍ، ولكن القليل فقط من يرونَ أنَّ هذه العوائق ليست سوى تحديات وامتحانات تزيدهم صلابة وقوة في الحياة، إنها فرصٌ متنكرة للنمو الشخصي، وفرص لاكتساب الحكمة والصمود في وجه التحديات التي تقابلنا في رحلتنا.

وفي فترة ما تنطفئ تلك الشمعة بحب الحياة؛ حيث ترغب فقط بالجلوس في زاوية من زوايا الغرفة تراقب حياتك دون تدخلٍ منك! شعور لا يمكن تفسيره إلا أنه عالم صامت مثلًا بعد صراعٍ وحرب قتل جميع الجنود فأصبحت أنت الناجي الوحيد مستلقياً على الأرضِ تشاهد بقايا تلك الحرب وحدك.

وعندما يصبح الشغف مفقودًا والاكتئاب يسيطر أحيانًا، ينعكس هذا على الحياة بأكملها، فتتزايد فرص الإهمال والانسحاب، وهذا يعد أحد أكبر معوقات الازدهار الشخصي، حيث يعيق القدرة على تحقيق الأهداف ويعزز اندفاع الإنسان نحو الإهمال والانكسار.

كما إن الأخطاء أيضًا تشكل عائقًا قويًا، فالخوف من الوقوع فيها قد يحول دون تحقيق الأشياء الرائعة، وأيضًا مخاوف الوقوع في الخطأ قد تعيق تنفيذ الكثير من الأفكار والمشاريع، وتكمن القوة الحقيقية في قدرة الإنسان على التعلم من تلك الأخطاء وتحويلها إلى فرص للنمو والتطور، فليس هناك نجاحٌ دون أن يسبقه سلسلة من الأخطاء ولكن الذكي من يتعلم من تلك الأخطاء ويجعلها محطاتٌ للنجاح.

إضافةً إلى أن السخط يعتبر مصدرا آخر لمعوقات الحياة، فهو يشعل نار العداء والغضب الداخلي، مما يؤثر على العلاقات والتواصل الإيجابي مع الآخرين، ولكن المشكلة ليست في السخطِ نفسه بل المشكلة في طريقة تحكمنا بالسخطِ والتعبير عنه. وقد أحسن "الدالاي لاما" حين قال: "البطل الحقيقي هومن يقهر غضبه".

وعدم وجود هدف واضح يعد معوقًا كبيرًا؛ إذ يترك الإنسان في حالة من الضياع والارتباك، دون توجيه أواتجاه محدد، وأن لا شيء يعطي الإنسان إحساسًا بالإشباع الداخلي والرضا والسلام مثل الوضوح والفهم للنهاية التي يتوجهون إليها.

وأخيرًا.. إن النجاح في الحياة مطلب يسعى لتحقيقه ملايين الأشخاص، ولكن تجتمع كل هذه العوامل لتشكل حواجز تعيق النجاح والسعادة، إلّا أن العمل على تجاوز هذه المعوقات وتحويلها إلى فرص للتعلم والنمو الشخصي، يمكن أن يُحدث تحولًا كبيرًا في حياة الإنسان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمل في الحياة

يعود علينا شهر رمضان محملا بنفحاته الإيمانية التي ينتظرها السواد الأعظم منا خلال هذا الشهر الكريم، الذي فرض صيامه على المسلمين، كونه يمثل محطة مهمة فـي سلوك العبادة الذي يمارسه المجتمع وأصبح قبلة الطائعين ومأوى السائلين لربهم العطايا، ويتحول ليله إلى ممارسة للعبادة وأيامه لقراءة القرآن والطاعات وصلة الرحم بين أفراد المجتمع، ولأنه شهر عبادة فأن الكثير من الممارسات التي يقوم بها الفرد يتطلع فـيها إلى رضوان رب العباد وإلى تعظيم حرمة هذا الشهر وتقديم كل ما يمكن من عمل إنساني يستفـيد منه الآخر.

هذا الشهر الكريم هو شهر الإنسانية والرحمة التي تعني أن يبادر فـيه الفرد المسلم إلى فعل الخير فـي المجتمع وإلى المساهمة فـي إعانة الآخرين الذين يحتاجون إلى مستلزمات حياتهم اليومية، لذلك تجد أن المبادرات الإنسانية أكثر فـيه من شهور العام، التي يراد لها أن تكون خالصة لوجه الله تعالى دون غيره.

ولأن هذه المبادرات الإنسانية التي نشهدها تتزايد من عام إلى آخر، فهي تمثل روح المجتمع وتكاتفه وتعاضده، وهو الذي حث عليه رب العزة والجلالة، فالبرامج التي تفك كرب الناس ومعاناتهم هي الهدف الأسمى والأوحد الذي يُراد منه أن يكون إنسانيا خالصا.

وقد نجحت هذه البرامج فـي مجتمعنا من إفطار صائم ومساعدة المعسرين ماليا كبرنامج «فك كربة» من الهبات والتبرعات ومساعدة الآخرين والتي كلها عن طريق الجمعيات الخيرية والمهنية والمبادرات الشخصية والعائلية ومؤسسات القطاع الخاص، الهادفة إلى حث الناس على المساهمة ولو باليسير المتوفر، التي فـي النهاية تفرج عن سجينا حُبس بسبب عدم قدرته على إيفاء مطالب الآخرين، أو أسرة منتجة تبحث عن بيع لمنتجاتها، أو محتاج إلى ترميم منزله، ولديه من أفراد الأسرة من الذين يحتاجون إلى مأوى صحي يليق بهم، أو من تكالبت عليه الديون.

لدينا فـي المجتمع العديد من هذه الحالات التي نحتاج إلى الالتفات إليها وأن نشعر بمعاناتها من عدم قدرتها على دفع فواتير الماء والكهرباء والاتصالات ومستلزمات الحياة، ومن يقبعون خلف الزنازين لعدم قدرتهم على الإيفاء بمطالب الآخرين، وإلى الذين صدرت بحقهم أحكام لا تترك لهم مجالا فـي البحث عن أعمال، ومن فئات الشباب الباحثة عن عمل لتسطيع البدء من جديد.

كل هذه الحالات تحتاج إلى إعادة النظر إليها، وإيجاد معالجات عصرية تحفظ كرامة الناس، وتعينهم على الحياة، وتفتح طريقا لهم نحو المستقبل، ومساعدة المعسرين فـي محنهم، فهؤلاء كلهم أبناء هذا الوطن وجميعنا مسؤولون عن حالتهم، وعلينا قبل كل شيء أن نستشعر معاناتهم.

وليس أفضل من رمضان يقربنا إلى هذه الحالات ويفتح لهم آفاقا ارحب فـي الحياة ، من خلال كل المبادرات التي تطرح، ولعل جمع كل الجهود التي تبذل فـي برنامج واحد تشرف عليه جهة واحدة مع دعم حكومي خاص لمعالجة عديد القضايا التي تنشأ، سيحقق المزيد من النجاحات، وسيعيد بناء ذلك الإنسان الذي يعاني من ظروف الحياة وشظفها، لنستطيع معا أن نجعله قادرا على البدء فـي استئناف بناء مستقبله، فالحياة لا تتوقف عند معضلة، بل لدينا من الإرادة أن نجعلها محطة نتجاوزها بتكاتف الجميع، خاصة أولئك الذين ينتظرون رمضان ليهبوا للآخرين أملا فـي الحياة.

مقالات مشابهة

  • أمل في الحياة
  • ببسيرو: أخطاء التحكيم أفقدت الزمالك 6 نقاط
  • الجماز: الهلال يعاني من أخطاء فنية وإدارية.. فيديو
  • بيسيرو: الأخطاء التحكيمية وراء تراجع ترتيب الزمالك بالدوري
  • العراق وسويسرا يبحثان سبل تذليل معوقات استرداد الأموال والأصول المهربة
  • بهاء عبد الحسين عبد الهادي: مشاهير العرب قوة مؤثرة.. ولكن المسؤولية الاجتماعية أولًا
  • بسبب تكرار الأخطاء التحكيمية الزمالك يرفع شكوى للبرلمان المصري
  • نادر السيد : صفقات الشتاء ناجحة في الزمالك .. وأخطاء التحكيم فاقت الحدود
  • المندوه يكشف سبب تقديمه طلب إحاطة ضد الأخطاء التحكيمية والتنظيمية
  • واتساب يجعل روابط الملف الشخصي أكثر خصوصية.. تفاصيل