بوابة الوفد:
2025-03-14@01:11:53 GMT

برد الشتاء القارس يهدد الصحة النفسية للمسنين

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

تقدم العمر من المراحل الطبيعية التى يمر بها الإنسان، لكن التعرض لبعض العوامل البيئية قد يصيب المسنين بالعديد من المشاكل الصحية، خاصة فى فصل الشتاء، وخلال هذا الجو القارس. ويعتبر شهرا يناير وأوائل فبراير من الأيام الأشد بردًا فى مصر ويطلق عليه المصريون اسم شهر طوبة وفیه یشتد البرد. وعن شدة بردة یقول المصریون: «طوبة یخلى العجوزة كركوبة» أیضًا «طوبة تخلى الصبیة جلدة والعجوزة قردة», ویسمى المصریون أقسى أیام «طوبة» «برد العجوزة والمصريين لهم الخبرة فى أحوالهم البيئية عبر الزمن فتكوّنت الحكمة المتميزة.

ویقسم الفلاح المصرى طوبة من حیث الطقس إلى ثلاثة أجزاء: «طوبة» وهى العشرة أیام الأولى من الشهر حیث یشتد البرد, و«طبطب» البرد الذى یجعل الإنسان «یطبطب» أى یرتعش, والعشرة أیام الأخیرة «طباطب» أى تقلب الجو من الصحو إلى الممطر.

ويقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم، استشارى الطب النفسى الرئيس السابق للاتحاد العالمى للصحة النفسية عضو غرفة الرعاية الصحية المصرية إن المُسنّين يقعون فريسة الاكتئاب الموسمى، الذى يحدث خلال فصلى الخريف وتتمثل أعراض الاكتئاب فى سوء الحالة المزاجية والشعور بالتعب والحزن كما تظهر أعراضه فى صورة عدم الاهتمام بأى شىء فى الحياة، وعدم الاستمتاع بأى شىء. صعوبة التفكير والتركيز وصعوبة أخذ القرارات. عدم الثقة بالنفس وعدم احترامها. المعاناة من صعوبات فى النوم والشعور الدائم بالتعب. الشعور واكتئاب واليأس معظم الوقت والافكار الانتحارية وقد تشمل الشك فى الآخرين والانفعالات الحاد والغياب عن العمل.

ويؤكد الدكتور أحمد أبوالعزايم أن الأبحاث أظهرت أن قِصر النهار وقلة أشعة الشمس بسبب الغيوم، التى تغطى السماء يؤديان إلى خلل عمل الساعة البيولوجية الخاصة بهم (إيقاع الساعة البيولوجية). هذا الانخفاض فى ضوء الشمس قد يعطل ساعة الجسم الداخلية ويؤدى إلى مشاعر الاكتئاب. انخفاض ضوء الشمس يمكن أن يسبب انخفاض السيروتونين التى قد تؤدى إلى الاكتئاب وهى مادة كيميائية فى الدماغ التى تؤثر على المزاج، قد تلعب دوراً فى ظهور أعراض الاكتئاب الموسمى، كما تنخفض مستويات هورمون الميلاتونين. مع انخفاض أشعة الشمس وينتج عن ذلك تعطل التوازن فى مستوى الجسم من الميلاتونين، الذى يلعب دورًا فى أنماط النوم والمزاج، كما أن قدرة الجلد على امتصاص أشعة الشمس تتدهور مع التقدم فى العمر، ما يرفع من خطر إصابة المُسنّين بنقص فيتامين «د» وهو من العناصر الغذائيّة الأساسيّة لجسم الإنسان؛ لأن له عدة وظائف فى الجسم، منها وظائف فسيولوجيّة ترتبط مع أعراض الاكتئاب واضطراباته، حيث يلعب هذا الفيتامين دورًا مهمًا فى نمو خلايا المخ، كما توجد له مستقبلات فى أماكن مختلفة من الدماغ، حيث تتلقى هذه المستقبلات إشارات كيميائية توجه خلايا معينة للتصرف بطرق معينة، وبالتالى فإن نقصه يسبب خللًا فى عمل هذه المستقبلات، ولهذا تم ربط نقص فيتامين د مع الكثير من الأمراض العقليّة ذلك أن فيتامين (د) له تأثيرٌ على كميات السيرتونين وهو هرمون السعادة، الذى يسبب انخفاض نسبته حزنًا ويزيد ارتفاعه من الشعور بالسعادة خاصة أن أغلب أدوية الاكتئاب تزيد نسبة الأمينات الأحاديّة.

إن خطورة تعرض كبار السن لبرودة الجو فى فصل الشتاء، وهى من العوامل الأكثر خطورة التى تجعلهم أكثر عرضة لانخفاض درجة حرارة الجسم بشكل أكبر من الشباب، مشيرًا إلى أن انخفاض درجة حرارة جسم المسن إلى أقل من 35 درجة مئوية، من الممكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل نزلات البرد والنزلات الشعبية والالتهاب الرئوى التى تتطلب مضادات حيوية تؤدى فى كثير الحالات إلى الاكتئاب وفقد الشهية وتزيد الإصابة بالنوبات القلبية وتلف الكبد، وبالنسبة لكبار السن الذين يعانون من بعض الأمراض الصحية كالسكر والتهاب المفاصل ومشاكل فى الدورة الدموية أو الغدة الدرقية، ويكون لديهم صعوبة فى بقاء أجسامهم دافئة ويزداد تعرضهم لانخفاض درجة حرارة الجسم بشكل أكبر، ويكونون أكثر عرضة لحدوث مشاكل صحية فى حالة عدم الاهتمام بالتدفئة. 

ولذلك يجب استشارة الطبيب النفسى لوصف مضادات للاكتئاب لعلاج الحالة وهى عديدة وهى تأخذ عادة قرص يومياً لمدة شهر ويجب بداية العلاج مبكراً لمنع التدهور الصحى للمسنين مع إهمال الأكل.

ويضيف الدكتور أحمد أبوالعزايم ينبغى إمداد الجسم بالأطعمة الغنية بالسعرات خاصة فيتامين «د» مثل منتجات الحليب والأسماك البحرية، كالسلمون، والحمص والبطاطا, والسحلب والكرنب والحمص وشوربة العدس والقلقاس الذى يحتوى على الكثير من المعادن مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور والفيتامينات مثل فيتامين (ج، ب، د) ونسبة عالية من الكربوهيدرات والبروتين والدهون والألياف الغذائية، لتقوية جهاز المناعة: يساعد القلقاس على تقوية مناعة الجسم ومقاومة البكتيريا والفيروسات ويقول المصريون القدماء إن اللى ما يأكلش قلقاس يصبح جتة من غير راس. كذلك يجب التعرض للشمس وفى بعض الأحيان فى دول القطب الشمالى والجنوبى يحتاج المريض للعلاج الضوئى باستخدام جهاز خاص (جهاز العلاج الضوئى قوة ألف وات لوكس أبيض).

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: و طبطب للصحة النفسية

إقرأ أيضاً:

مخطط حوثي يهدد بتدمير مستشفى الثورة في صنعاء

كشفت مصادر مطلعة عن مخطط خطير يهدد استمرارية مستشفى الثورة العام في صنعاء، أكبر وأهم منشأة طبية في اليمن، وذلك نتيجة قرارات وصفت بالكارثية من قبل قيادة ميليشيا الحوثي.

وبحسب مصادر مطلعة لوكالة خبر، قامت لجان من وزارات الصحة والمالية والخدمة المدنية الخاضعة لادارة الحوثيين بزيارة المستشفى، وخرجت بتوصيات تتضمن ثماني نقاط، من المتوقع أن تؤدي إلى انهيار المستشفى بشكل نهائي إذا تم تنفيذها.

ورغم أن هذه اللجان لم تنشر تقريرها الرسمي، إلا أن مصادر أكدت أن القرارات تتجاهل الأوضاع الصعبة التي يمر بها المستشفى وتفرض قيودًا مالية وإدارية غير واقعية.

أحد أخطر الملفات التي كشفتها التقارير هو مصير مليار ومائة مليون ريال، تم صرفها من وزارة المالية لصالح وزارة الصحة من أجل شراء أجهزة طبية حيوية، منها جهاز "سي تي سكان" وجهاز قسطرة القلب وأجهزة عمليات العيون، إلا أن العقود التي تم توقيعها سابقًا في عهد المنتحل صفة وزير الصحة السابق طه المتوكل أُلغيت لاحقًا من قبل المنتحل صفة وزير الصحة الحالي علي شيبان، مما أدى إلى تعطيل المشاريع تمامًا.

كما شملت التوصيات إلغاء ميزانية التغذية للمرضى والجرحى دون تقديم بدائل واضحة، مما يعرّض حياة العديد منهم للخطر. إضافة إلى ذلك، فرضت اللجنة إجراءات جديدة تقضي بإلغاء بعض الحوافز المالية للكادر الطبي بحجة حصول بعض الأقسام على نسب من الإيرادات، رغم أن هذه النسب كانت بمثابة حل مؤقت لتعويض انقطاع الرواتب.

بحسب مصادر داخل المستشفى، فقد قام المنتحلا صفة وزيرا الصحة والخدمة المدنية بزيارة المستشفى مؤخرًا وأجبرا الإدارة على التوقيع على التوصيات تحت التهديد، مؤكدين أن عدم التوقيع يعني عرقلة عمل مايسمى "حكومة البناء والتغيير"، وأعطوا مهلة حتى 15 مارس لتنفيذ القرارات.

رغم أن المنتحل صفة وزير الصحة الحالي بصنعاء أكد أن المستشفى يتبع الوزارة، إلا أنه رفض تقديم أي دعم مالي له، رغم أن مستشفيات أخرى في صنعاء والمحافظات تحصل على دعم أكبر، ما يثير تساؤلات حول استهداف المستشفى تحديدًا بهذه الإجراءات.

وأشارت المصادر إلى أن الأزمة التي يمر بها المستشفى ناتجة عن مزيج من الفساد الإداري والقرارات العشوائية التي تهدد بإغلاقه أو تقليص خدماته بشكل حاد. ومع عدم توفر ميزانية تشغيلية كافية، واستمرار الضغوط على الإدارة، تشير الى أن مستشفى الثورة يسير نحو انهيار كارثي سيكون له تأثير مدمر على القطاع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

مقالات مشابهة

  • الصحة النفسية
  • مخطط حوثي يهدد بتدمير مستشفى الثورة في صنعاء
  • أحمد هارون: مفهوم اعتزل ما يؤذيك ليس مجرد عبارة عابرة بل هو مبدأ أساسي في الصحة النفسية
  • كيف يؤثر رمضان على صحتنا النفسية؟.. «الأسبوع» تحاور الدكتور أحمد فوزي صبرة
  • طعام يمنحك الطاقة والشبع عند تناوله في السحور
  • منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية
  • ماجدة موريس: ولاد الشمس وقلبي ومفتاحه الأفضل بالنسبة لي
  • انخفاض حرارة الجسم..من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة؟
  • موعد انتهاء فصل الشتاء 2025 في مصر وتطبيق التوقيت الصيفي
  • وزير الصحة يبحث مع اليونيسيف التعاون في الرعاية الصحية والتغذية والصحة النفسية