الخلافات والمظاهرات تهز تل أبيب.. وهتافات ضد نتنياهو الفاشل
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
واصل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عناده معلنًا عن أن الحرب فى غزة ستستمر عدة أشهر إضافية، فيما رفض وزير قوات الاحتلال يواف جالانت وعضو حكومة الطوارئ المعروفة اختصاراً بـ«كابينيت الحرب»، المشاركة فى مؤتمر نتنياهو؛ ما اضطره لعقده مُنفردًا، مدعيا أن العدوان سيستمر شهورًا طويلة حتى يحقق هدفه المتمثل فى القضاء على حركة «حماس» وإطلاق سراح جميع الأسرى فى قبضة المقاومة فى القطاع.
وزعم نتنياهو تحقيق نجاحات كبيرة لكنه قال إن الأثمان موجعة. وأضاف: «هناك ضغوط دولية من أجل وقف الحرب وأنا أرفض ذلك.. إذ إن القوات تقاتل عناصر حماس بقوة ووسائل جديدة فوق الأرض وتحتها. نخوض حرباً معقدة لكن أيادينا العليا فيها» على حد قوله.
ودافع عن «أخلاقية» الحرب رافضاً اتهامات جنوب إفريقيا للدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب «إبادة ضد الشعب الفلسطينى».
وصرح نتنياهو لدى بدء اجتماع لحكومته فى تل أبيب: «سنواصل حربنا الدفاعية التى لا مثيل لعدلها وأخلاقياتها»، زاعماً أنه يتصرف «بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات» فى قطاع غزة.
وقررت حكومة الاحتلال الإطاحة بوزير خارجية الاحتلال إيلى كوهين من منصبه عقب تصريحاته التى أكد فيها تحمل الحكومة الإسرائيلية المسئولية بالكامل حول هجوم 7 أكتوبر الماضى الذى شنته الفصائل الفلسطينية فى غزة على مستوطنات الغلاف.
وأكدت فى بيان مقتضب لها، أنه تقرر إسناد حقيبة وزارة الخارجية إلى الوزير يسرائيل كاتس، وذلك بإسناد حقيبة وزارة الطاقة والبنية التحتية إلى إيلى كوهين.
وقال رئيس حكومة الاحتلال السابق، إيهود أولمرت: «نتوقع أياماً صعبة وعدد القتلى أصبح متفاقماً ومزعجاً، أعتقد أن الوقت قد حان للإعلان عن استعداد إسرائيل لوقف القتال. نعم، وقف القتال. ليس هدنة أو وقف مؤقت لبضعة أيام، 3 - 4 أيام، بل وقف القتال وعقد صفقة تبادل والتفاوض على مستقبل القطاع». فى الوقت الذى اهتزت فيه تل أبيب على وقع هتاف الآلاف ضد نتنياهو مطالبين بوقف الحرب وعلا هتافهم: «يا فاشل».
قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إنه فى الوقت الذى تحتفل به شعوب العالم بالعام الجديد، يواصل الاحتلال الإسرائيلى ليس فقط سرقة عام من عمر الشعب الفلسطينى وحرمانه من أى جديد بالمعنى الإيجابى للكلمة، بل يمعن فى سرقة حياته والاستيلاء عليها ويغرقه فى بحر من الدماء، ويحوّل أرضه إلى مقبرة جماعية للشهداء والأحياء فى ركام ودمار شامل وغير مسبوق حتى فى الحرب العالمية الثانية.
وأضافت الوزارة، فى بيان صحفى، أن الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى لليوم الـ86 تسرق فرحة العالم بالعام الجديد، ويستبدلها بحالة من الفشل والشعور بالعجز تجاه إنسانية الإنسان والواجبات العالمية التى تفرضها وفقاً للقانون الدولى الإنسانى لحماية المدنيين، ومنع حدوث الإبادة الجماعية كمهمة أساس ملقاة على عاتق المنظومة العالمية، حالة لا يستطيع العالم فى ظلها أن يتفاخر بما أنجزته البشرية فى وقت ترتكب به إسرائيل أبشع الجرائم والمجازر بحق الإنسان الفلسطينى خاصة النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، حيث تضيق على القانون الدولى الهوامش التى يثبت حضوره فيها وتتسع فى الوقت ذاته المساحات المتاحة أمام شريعة الغاب، فى ظل انهيار كامل لجميع الخدمات الإنسانية الأساسية فى قطاع غزة، وسيطرة المجاعة على ملايين الفلسطينيين، وغياب الأمن الشخصى والغذائى بسبب المجازر والجوع وانتشار الأوبئة، وغياب حقيقى للمساعدات رغم قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2720.
وأشارت الوزارة إلى أنه فى العام الجديد يعيد نتنياهو قطاع غزة بعد تدميره بالكامل عشرات الأعوام إلى الوراء، ويجتاح كامل الضفة الغربية المُحتلة بما فيها القدس الشرقية، ويتعامل مع الإنسان الفلسطينى كهدف للرماية والتدريب دون وازعٍ من قانون أو ضمير أو أخلاق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ر قوات الاحتلال بـ كابينيت الحرب
إقرأ أيضاً:
نتنياهو عديم الثقة
فى عرف السياسة الإسرائيلية على وجه الخصوص أنه أثناء الحرب لا يمكن إحداث تغير على مستوى القيادات الكبيرة.
وفى عرف السياسة الأمريكية تجاه حليفتها إسرائيل أن قرار تغير فى رأس جيش الاحتلال على مستوى الوزير لا بد أن يتم التشاور فيه
ولكن نتنياهو ارتكب حماقتين ضد الكيان الصهيونى الذى يرأس وزراءه وضد الولايات المتحدة الأمريكية فما الذى حدث!
فى خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 عن إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، وتعيين يسرائيل كاتس خلفًا له. جاء القرار وسط خلافات حادة بين نتنياهو وجالانت بشأن استراتيجيات الحرب المستمرة، خصوصًا فيما يتعلق بالمواجهة مع حماس والوضع الأمنى على عدة جبهات، من ضمنها الحدود اللبنانية. وأوضح نتنياهو أن «فجوات كبيرة» و«أزمة ثقة» بينه وبين جالانت كانت السبب وراء هذه الإقالة، معتبرًا أن الثقة الكاملة ضرورية بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع خلال الحرب.
إقالة جالانت أثارت ردود فعل واسعة فى الداخل الإسرائيلى، حيث خرجت احتجاجات فى عدة مدن، منها تل أبيب وحيفا والقدس، تعبيرًا عن المعارضة لقرارات نتنياهو، وتخوفًا من التأثيرات المحتملة على الاستقرار الداخلى والأمنى لإسرائيل. ويعزو بعض المراقبين هذه الاحتجاجات إلى تزايد الاستقطاب السياسى والتوتر بين القيادة السياسية والعسكرية فى إسرائيل، خصوصًا فى ظل استمرار الضغوط الخارجية والحاجة الملحة للتعامل مع الأوضاع الأمنية الحساسة فى المنطقة.
نتنياهو لم تصبه أزمة ثقة فى جالانت وفقط وإنما يخطط ايضًا لإقالة رئيس الشاباك أكبر مؤسسة أمنية فى إسرائيل.
لا يوجد تفسير لتلك الأفعال غير أن نتنياهو أصيب بحالة من فقدان الثقة فى نفسه أولاً وقدرته على تحقيق الأهداف التى أعلنها من وراء تلك الحرب الطويلة التى ارتكب فيها مجازر لم تشهدها المنطقة منذ قرون.
نتنياهو محبط ويعانى من احساس الهزيمة، وبالتالى فقد الثقة فى كل من حوله وهى بداية النهاية لأى سياسى.
[email protected]