“نعم.. أبحروا إلى القدس، ثمّ كانوا أوّل الواصلين!”
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
كتب: مصطفى عامر
لقد أخبرتكم سابقًا، اليمنيُّ لا يخاف الموت! إنّه يُبحر إليه! يصطاد الموت كما يليق بالرّجال، ويذهب إلى الله دائمًا مرفوع الرأس!
الشهادة بالنسبة إليه أمنية، كنزٌ غالٍ، إنّه يفتش عنها في كلّ مكان، في برّ الله وفي أعماق البحر! منذ بدء التّاريخ وحتّى قيام الساعة!
واليوم ذهب ثلّةٌ من المُخلَصين رجال الله، ركبوا قواربهم بسم الله مجرىها، وانطلقوا في رحلتهم إلى فلسطين، أو إلى الجنّة!
كيف نحزن إذن وحقّ لنا الفخر! كيف نكتب رثاءً لمن فاز بالموقف الأشرف، والدار الأفضل، والفخر الأبديّ، واقتنص الحياة.
فلتشهدي يا فلسطين أنهم يحبّونك، لقد نثرنا كنانتنا أمامنا واخترنا لك أشجع النّاس، وأنقى وأطهر وأشرف النّاس! فرزناهم فرز اللؤلؤ ونادر العقيق، جمعنا لكِ ذروة ما في السّنام، من أعلى الجبال ومن كلّ شجرةٍ درّة التاج.. ثمّ ألقيناهم في اليمّ.. ثمّ لم يكن قلبنا يا فلسطين فارغًا.. فلتذهبوا يا أخوال الوادي ويا أبناء الجبل، فلتذهبوا إلى كلتا الغاليتين يا أطهر من فينا:
فلسطين، والجنة!
هل نبكي! لا والله! نحن لا نجيد البكاء يا فلسطين.. يا قرّة العين! إلّا إذا قصّرنا! لكنّنا ندّخر الغضب! نبذره في حقولنا وفي صدور الرّجال! ثم إذا أينعت الرؤوس وحان موعد القِطاف، أهديناهم لعينيكِ تينًا ولقلبك زيتونا، وأرسلناهم على عدوّك شواظًا من نار!
هااا.. يا قواربنا إلى الله! كيف أنتم أيّها المُبحرون قبلنا، والواصلون قبلنا، ويا من سبقتمونا إلى الشّرف الرّفيع تقدّست دماؤكم، حمراءُ والبحرُ مثلها أحمر، والجمرُ في قلوبنا عيونه حمراء، ويا من رفعتم رؤوسنا إلى السّماء السابعة.. ها نحنُ، تسير قواربكم فوق جبالنا ترافقها سحابتان، وقلوبنا فخورةٌ تدكّ الأرض قدمًا واحدة، ترفع كفّها كما ينبغي، وحين تودّع أرضنا أبطالها فإنّها تعرف كيف تؤدي- كما تعرفون- تحيّتها العسكرية!
ثمّ أنّنا يا أمريكا لا نمزح! لا نعرف يا أحقر ما لفظ التاريخ كيف نمزح! لقد علّمونا أجدادنا العظام أن المزاح قلّة أدب، “عار” الرّجال! وقد شاء الله أن يُباعد بين العار وبيننا “بُعد الأرض عن جو السّماء”!
لهذا فعليكم أن تأخذوا كلامنا على محمل الجد! نحن نحبُّ أن نذهب إلى الله، لكننا نحب أن نذهب إليه برؤوسٍ مرفوعة، بقضيّةٍ هامة! لهذا فرجالنا لم يُبحروا إلى الله على سبيل المزاح!
نكرّرها ونحن نعرف أنكم لن تفهمونا، ولكنّنا نكرّرها إبراءّ للذمة وحتى يكون “الوجه من الوجه ابيض”!
نكررها ونتمنى ألا تفهمونا! نكرّرها ونعلم يقينًا أنكم لن تفهمونا! لأنكم يا حثالات الأمم ويا لقطاء التّاريخ والجغرافيا لن تفهموا كيف يفكّر النّبلاء، وكيف يُهدّد النبلاء، وكيف ينفّذون تهديداتهم، وكيف أن كلمهتم سيفٌ لا يرتدّ إلى غمده بدون دم! وكيف يتسابقون مع الريح لمقارعة الموت! ثم ينتصرون عليه في كلّ مرة!
لن تفهمونا لأنّكم أدنى شأنًا وحضارةً من أن تفهموا فلسفتنا في مقارعة الموت! لأنكم لا تعرفون كيف أنّ اليمنيّ حينما يذهب إلى الله مرفوع الرأس فهذا لا يعني أنّ الموت تغلّب عليه! بقدر ما يعني، وبالضّبط، أن نصر اليمنيّ على الموت كان عزيزا، أنّ نصره عليه كان أكبر وأكثر حسمًا ممّا لو عاد بعد المعركة إلى البيت!
نفهم، وهذا ما لا يمكنكم فهمه، أنّ الموت يغلبك في حالةٍ وحيدة: إذا فررت منه! إذا حدث مثل هذا الأمر فإنه سيغلبك في كلّ يوم، يذلّك في كلّ لحظة!
لهذا فالموت في اليمن ضعيف الشأن! لا يخافه باستثناء أراذلنا أحد! وأرض اليمن على أية حال تلفظ أراذلها في أقرب فرصة، هي أمٌّ طاهرة، كما أنّ أبناءَها حُمران العيون، وبالتأكيد فإنّ حليبها لم يكن يومًا منزوع الكرامة!
لهذا فتذكّروا تاريخ اليوم جيّدًا، لقد حدث في آخر أيام ٢٣م أن خاضت اليمن أعظم معاركها منذ بدء طوفان الأقصى، لقد نصرنا اليوم نصرًا عزيزا، لقد ذهب اليوم فتيةٌ أمنوا بربّهم إلى الله، ذهبوا إلى الرحمن عنّا وفدًا، أعدّوا لهذه الرحلة عدّا، وسافروا إلى الله يحملون معهم إيمانًا ومجدا، صارعوا الموت في طريقهم وانتصروا عليه! أغرقوا الموت في الماء، وفازوا بالحياة الخالدة!
ذهبوا وأبواب السّماء مفتوحةٌ كما يليق: أتاكم يا معشر السّماء أهل اليمن، هم أرقّ قلوبًا على إخوانهم، وألين أفئدة، وهم على العدو نار الله الموقدة!
ذهبوا إلى الله، وفي الطريق إلى الله وجدوا أطفالًا من غزة يسلكون ذات الطريق! ألعابهم وابتسامات الفائزين! نساءً ورجالّا في الموعد المحدد، بالضبط! إنّه موكبُ المُكرمين!
وها نحن! يا أمّنا فلسطين! اشتقنا، سبقنا إليكِ أكرمنا! فاغمريهم بنظرتك الحانيّة يا أمّنا فلسطين: إنهم أبناؤكِ يشبهونكِ كرامًا، وقلوبهم مثل عيونك يا أمّنا صافية!
ملء السّماء! هل تسمعون الأهازيج مثلي؟ مرحبًا بالذين وعدوا ثمّ لم يخلفوا، طبعوا وجوههم لفلسطين: أبشري بعزّك! ولم يقصّروا!
إنهم لا يطلقون وعودهم في الهواء، ذهبوا وتركونا نكمل المهمة: سنقلع عينيك يا أمريكا- وأيمُ الله- ونهشّم أنفك..”واجعليها- إن شئتِ- حرب كبرى عالميّة”!
سنفعلها بقوة الله، وردّها علينا يا بايدن إن استطعت!
كم سنحتاج يا أميركا ويا أذيالها ويا أيها الكيان القذر، ويا أراذلنا الذين “لا يستحون”! كم سنحتاج لتكرارها يا غثاء التاريخ ويا سِفْلَة القوم:
نحن قومٌ لا نمزح، ولا نحبّ المزاح!
وها قد ذهبوا إلى الله، بهاماتٍ مرفوعةٍ لأنّهم قومٌ يستحون! وإذا قالوا فلا يمزحون، وتركّوا “من ينتظر” ليلقّنكم الدّرس ألف مرة، ويمرّغ أنوفكم بالتّراب حتّى يملُّ من أنوفكم التُراب! أو يذهب- كما يفعل الرجال- مرفوع الرأس إلى الآخرة!
ذهب اليوم فتيةٌ آمنوا، إلى الله لا إلى الموت، ذهبوا أحياءً “عند ربّهم يرزقون”!
ذهبوا إلى القدس ثمّ لم يكونوا شهداءً على الطريق!
وإنّما كانوا- رغم أنف أعدائها- أوّل الواصلين!
ذهبوا إذن، ودّعناهم بفخر، وقفنا قليلًا على الشاطئ، واستأنفنا- كما نفعل منذ بدء التاريخ- تجهيز قواربنا!
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
10 سنوات حبسا لصاحب مجمع “إفرساي”
وقعت محكمة الجنح ببئر مراد رايس بالعاصمة، عقوبة 10سنوات حبسا نافذا ومليون دج غرامة مالية نافذة في حق أخطر نصاب خُصصت له جلسة استثنائية، قبل أسبوعين لمناقشة ملفه، الذي راح ضحيتها 1000 ضحية ويتعلق الأمر بالمتهم الموقوف المدعو “ب.عبد الله عبد القادر” القاطن المنحدر من ولاية تلمسان غرب الوطن البالغ من العمر 49 سنة، لمتابعته بجنحة النصب الموجه للجمهور وجنحة تبييض الأموال وجنحة ممارسة عمليات مصرفية بدون رخصة، جنحة ممارسة تجارة خارجة عن موضوع السجل التجاري، جنحة عدم الفوترة.
كما تم الحكم على المتهمة الفارة الزوجة السابقة للمتهم الرئيسي السالف ذكره بنفس العقوبة مع تأييد أمر بالقبض الجسدي الصادر ضدها عن قاضي التحقيق.
وشمل منطوق الحكم متهمين إثنين غير موقوفين ويتعلق الأمر ، ويتعلق الأمر بالمسمى ” ق.خالد” البالغ من العمر 23 سنة تنحدر أصوله من ولاية قالمة، والمدعو ” ز.محمد” البالغ من العمر 26 سنة، الذين تم إدانة كل واحد منهما بعامين حبسا نافذا، أما عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا فسلطتها المحكمة على المتهمة المسماة ” ح.ريمة” المنحدرة من ولاية تلمسان والبالغة من العمر 38 سنة.
مع إلزام جميع المتهمين بأداء تعويضات مالية متفاوتة للضحايا الذين تأسسوا كأطراف مدنية خلال مجريات التحقيق حيث حضر منهم 800 شخص للمطالبة بتعويضات مالية، جبرا بالاضرار التي لحقت بهم.
وتمكن المتهم الرئيسي من جمع ثروة قاربت 100 مليار سنتيم، باستعمال مجمع ” أفرساي” groupe evrssay Algérie الجزائر، التي تقوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالاشهار للخدمات التي تقدمها مدعية أنها شركة استثمار تمنح الحرية المالية لزبائنها، مقابل الاستفادة من أرباح متفاوتة.
وخلال استجواب المتهم الموقوف ”
استجواب المتهم الرئيسي”ب.عبد الله عبد القادر” تضاربت تصريحاته أمام القاضي بنية التملص من المسؤولية الجزائية، ولم يستطع تبرير سؤال واحد موجه اليه، مجسدا مقولة ” احفظ حرف الميم تُحفظ من البلية”
حيث كان في كل مرة يجيب المحكمة معلقا ” لست أدري لست على علم، ليس لدي أي علاقة..؟، ، وهو التصرف الذي استفز الحضور بالجلسة، الذين تجاوز عددهم ال500 شخص.
كما شمل الاستجواب أيضا المتهم غير الموقوف “ز.محمد” بصفته المكلف بتسيير معرض السيارات ” شوروم” يقع بالعاصمة كل من ” الشراقة، و” عين الله” الذي رمى بالمسؤولية الكاملة على المتهم ” ب.عبد الله” بصفته مسير المجمع محل الجريمة، باعتباره كان ينفذ تعليماته وفقا لاتفاقية العمل.
كما صرحت المتهمة غير الموقوفة ” ق.خلود” بصفتها رئيسة مصلحة تجارية، والمكلفة بالاشهار للمجمع ” الوهمي” “ايفرساي” على مواقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك ” ” استغرام ” ،”تيكتوك “،هي الاخرى رمت بسهام الاتهام اتجاه المتهم الموقوف ” ب.عبد الله ” باعتبارها كانت ملزمة بتنفيذ تعليماته، لتكشف أن المعني كان يتسلم أموال ضخمة بداخل أكياس ” القمامة” حيث قاربت اجمالا ال200 سنتيم في اليوم الواحد ، مصرحة المتهمة بأن المعني كان يقوم باخراج الاموال ليقوم بايداعها قي شقته في حي ” بارادو” بحيدرة بالعاصمة.
وقالت المتمهمة ” ق.خلود” أنها لم تكن تعلم وجهة تلك الأموال، وليست على علم إلى يومنا هذا، بحيث كانت تباشر عملها تحت التعليمات، وتسلم الأموال للمتهم يدا بيد وأحيانا يكلف شخص آخر بالعملية
وأكدت المتهمة للقاضي أنها كانت على دراية أن السجل التجاري مسجل باسم المسماة ” ح.ريمة” المتواجدة حاليا في حالة فرار، والتي تعد طليقة المتهم الموقوف ” ب.عبد الله، حسب ما توصل اليه المحققون، مضيفة المتهمة أن المسير الرئيسي هو المتهم الذي يقف أمامها، ناكرة علمها بأن نشاط الشركة غير قانوني، نكرانا قاطعا.
وكشفت الجلسة العلنية أن المتهم نصب على ضحاياه زبائن المجمع ” الوهمي”، ايفرساي” أزيد من 160 مليار سنتيم، بعد إيهاهم بجني فوائد بنسبة تصل إلى 15 بالمائة عن طريق صيغتي الصيغة الإسلامية والتي الذي تنص قاعدته التجارية أن الشريك هو من يتحمل الخسارة، أما الصيغة الكلاسيكية فتنص على ان الشركات هي من تتحمل الخسارة والربح معا.
وهكذا استطاع المتهم من جمع ثروة خيالية عجز تبرير مصدرها أمام جمهوره الضحية بعدما سأله القاضي أكثر من مرة معلقا أمامه بالقول ” من أين لك هذا..؟”
واعترف المتهم بأن مجمعه ” ايفرساي” الذي تحول من مؤسسة ذات المسؤولية المحدودة ، إلى مجمع ذي أسهم، ” groupe evrssay Algérie من خلال استحداث شركات وهمية منها خاصة بالاستيراد والتصدير ، نذكر منها ” شركة الترقية العقارية سيتي مارينا”، وشركة ” إيناد” للاستيراد والتصدير وغيرها.
وفي إطار التحقيق تمكنت مصالح الأمن التي أنجزت الملف، من حجز مبلغ مالي يقدر ب5 ملايير سنتيم قارب نزهة ” يخت” بقيمة 10 ملايير و700 مليون، بالاضافة الى 10 سيارات فخمة بشقته بحيدرة ، بمعوحجز سيارة أخرى فاخرة من نوع ” مازيراتي” بشقته بالحي الراقي ب ” كاستول” ولاية وهران التي استأجرها بقرابة مليار سنتيم لمدة 6 أشهر.
من جهته رئيس الجلسة باشر في استجواب عدد من الشهود، لتنوير المحكمة، كما استمع القاضي الى عدد من الضحايا الذين تأسسوا كأطراف مدنية، ودّون المبالغ المالية محل النصب من طرف المتهم، الذي في اعترف أمام الحضور بأنه لا يعلم أين ذهبت الأموال.