قرر العالم أن يجعل هذا اليوم، الأول من يناير، بداية للعام الجديد الذي يعود كل سنة، محمّلا بكثير من الأمنيات والأحلام التي فشل العام المنصرم في تحقيقها لنا، قلة من تودّع عامها المنصرم بالحبور ذاته الذي تستقبل فيه العام الجديد والذي سيمضي بأسرع مما نتوقع ويصبح هو أيضا عامًا منصرمًا، سنحمله عبء إخفاقاتنا وفشلنا، فنحن سنحمل الكثير من الأهداف التي رسمنا ولم تتحقق معنا للعام الجديد على أمل أن تتحقق، وربما سنمسح كل الأهداف التي رسمنا ونبدأ بأهداف جديدة، فنحن لا نريد أن نحمل معنا ما يذكرنا بفشلنا.
والحقيقة أن البعض يعرّف الفشل تعريفًا مجحفًا، فالفشل عند كثير منّا هو عندما لا يتحقق السيناريو الذي وضعنا للأحداث في حياتنا كما يضعها الفيلسوف الروسي فاديم زيلاند، بالتالي كل انحراف وإن كان بسيطًا، أو كان سيوصلنا لنتيجة أجمل وأروع سنعتبره فشلا، وينسحب الكثيرون قبل نهاية الطريق بقليل، غير مدركين بأنهم لو واصلوا الخطى بضع خطوات فقط سيجدون مفاجأة لم تخطر لهم على بال، فالكريم المنان دائما ما يرزقنا من حيث لا نحتسب، أضعاف ما تصورته لنا حواسنا المحدودة التي تعجز عن إدراك حجم فضله تعالى، لذا نميل إلى إطلاق كلمة مستحيل على كل ما نعجز عن تصوره، أو إدراكه بحواسنا المحدودة، لكن المستحيل يتحقق وبشكل يومي، ولو أننا راجعنا أحداث حياتنا اليوم لوجدنا أن كل ما فيها، هي مستحيلات ومعجزات حقيقية.
لذا قبل أن تستسلم وتترك أهداف العام المنصرم خلفك، جرّبْ إعادة تقييمها بشكل عقلاني وواقعي، واعترف بالإنجازات التي حققتها في سبيل تحقيقها، وامنح نفسك نسبة إنجاز عوضًا عن إلغاء الإنجازات تماما، وليس بالضرورة أن تضع أهدافا جديدة، إذ يكفي أن يكون استكمال رحلة الأهداف الحالية هي الغاية من خطة العام القادم، يمكن بعد أن تنهيها أن تضع أهدافا أخرى في منتصف العام على سبيل المثال، وربما من الأفضل من اليوم فلاحقا أن تضع أهدافا ربع سنوية عوضا عن الأهداف السنوية، فالفترة الزمنية القصيرة تمنحك حافزا ودافعا للعمل، وعندما تتحقق نواياك تشعر بالفخر والحماس، والدافع يكون أقوى لتحقيق المزيد من الإنجازات.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً: