غزة وأوكرانيا وانتخابات أميركا.. ماذا ينتظرنا في 2024؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
وسط ختام عاصف للعام 2023، حمل في طياته حروبا على جبهات متعددة، وبخاصة اشتعال الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومع التجهيز لانتخابات عدة على رأسها السباق الأبرز عالميا في الولايات المتحدة، ينتظر العالم حسم الكثير من الملفات والقضايا في العام الجديد 2024.
وتعتقد صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، أن هناك بعض الأسباب للتفاؤل الحذر بشأن ما نتوقع أن يحدث في 2024 الذي وصفته بـ"العام الحاسم"، إذ قد يتوقف مستقبل غزة والضفة الغربية جزئيا على ما إذا كان دونالد ترامب سيعود إلى البيت الأبيض، وكذلك نتيجة الحرب في أوكرانيا، كما تخوض الصين سباقًا مع الزمن مع تقدم سكانها في العمر، وقد تنضم السويد أخيرًا إلى حلف الناتو.
صراع غزة قد يمتد إلى الضفة
لا تظهر حرب غزة الخامسة والأكثر دموية أي علامة على التباطؤ أو التوقف، وسط توقعات مسؤولي الجيش الإسرائيلي باستمرار الأعمال العسكرية حتى يناير المقبل، قبل تنفيذ هدنة ثانية لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية أو تبادل الرهائن والأسرى.
يأتي ذلك في حين أخبرت الإدارة الأميركية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "صبرها ينفد" بسبب الخسائر الفادحة بين المدنيين، لكنها مع ذلك لم تتبع سياسة خفض المساعدات العسكرية أو مبيعات الأسلحة والذخائر.
ولا تزال قضية "اليوم التالي" في غزة غير واضحة وسط خلافات داخلية إسرائيلية بشأن طبيعتها، إذ استبعد نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة، فضلًا عن أن الحكومة الائتلافية اليمينية في إسرائيل غير مستقرة، لكن نتنياهو مصمم على البقاء في منصبه.
وقد يمتد القتال إلى القدس الشرقية والضفة الغربية، كما لا يزال خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في شمال لبنان متزايدًا.
معركة البيت الأبيض
ستبدو الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 وكأنها "المعركة النهائية" للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يسعى إلى استعادة البيت الأبيض بينما يواجه 91 تهمة جنائية في أربع ولايات، مما يثير الاحتمال الفريد بشأن مرشح رئاسي يتنقل بين التجمعات الانتخابية وقاعات المحاكم.
يحاول ترامب بالفعل تحويل الأزمة القانونية إلى مصلحته السياسية، مدعيا أنه ضحية "مؤامرة دولة عميقة"، في حين تعتبر التقارير الأميركية أن البيت الأبيض قد يكون هو فرصته الوحيدة للخروج من السجن.
ويشعر بعض الديمقراطيين بالقلق بشأن مرشحهم جو بايدن، خاصة بعدما أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي فرصًا أكبر لترامب.
بدوره، قال بايدن إن ترشح ترامب دفعه لخوض المنافسة الرئاسية، مشيرا إلى أنه لن يتيح الفرصة له للفوز من جديد.
السويد والناتو.. رحلة طويلة
مر ما يقرب من عامين منذ أن عقد رئيسا وزراء فنلندا والسويد آنذاك، سانا مارين وماغدالينا أندرسون، مؤتمرا صحفيا مشتركا في ستوكهولم أعلنا فيه سعيهما للانضمام إلى حلف الناتو، على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفي حين أن فنلندا سارعت لعضوية الحلف في أبريل مسجلة بذلك أسرع انضمام للناتو في التاريخ، توقف طلب السويد عند العقبة الأخيرة مع استمرارها في انتظار الضوء الأخضر النهائي من تركيا والمجر.
بيد أن التوقعات تشير إلى اقتراب تحقيق حلم ستوكهولم بعدما وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في نهاية أكتوبر الماضي، على إحالة طلب السويد إلى البرلمان للتصويت عليه.
وقال وزير الدفاع السويدي بال جونسون، إنه واثق من أن السويد ستصبح قريبا عضوا في الناتو، مما يخلق قاعدة قوة جديدة في شمال أوروبا.
كما وقعت السويد بالفعل اتفاقا مع الولايات المتحدة يتيح الوصول الكامل إلى 17 من قواعدها العسكرية، وكذلك فعملية التكامل في الناتو في السويد جارية.
عام حاسم لأوكرانيا
تدخُل حرب أوكرانيا مرحلة جديدة من مسار الصراع الممتد مع روسيا منذ فبراير 2022، في حين ترجح تقديرات غربية أن تستمرّ العمليات القتالية في العام المقبل، بالنظر إلى التطوّرات في ساحة المعركة، اعتمادا على الاعتبارات الجيوسياسية، والانتخابات التي تشهدها العديد من الدول الداعمة لكييف، فضلا عن مدى استمرار الدعم الغربي في توفير الأسلحة والذخيرة المطلوبة.
وقدم النصف الثاني من عام 2023 نقطة مقابلة واقعية لتلك الآمال، بالنظر إلى الجمود في ساحة المعركة، وتزايد الخسائر، وتذبذب الالتزام الدولي بدعم كييف، وعلى الأخص من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي، حيث هدد الجمهوريون بعرقلة المساعدات المالية الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، فداخلياً ينتشر نزاع محتدم بين فريق زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، بشكل متزايد إلى الرأي العام.
من المرجح أن يكون العام المقبل حاسما للحرب ومستقبل أوكرانيا، لكنه يعتمد على أمور عدة، ليس أقلها مدى قوة الدعم الغربي لكييف، فضلًا عن وصول ترامب إلى حكم الولايات المتحدة.
كان من المفترض أن يشهد مارس 2024 انتخابات رئاسية مع انتهاء فترة ولاية زيلينسكي البالغة خمس سنوات، لكن طرح فكرة إجراء انتخابات لفترة وجيزة قوبل بمعارضة شرسة من قبل المجتمع المدني والمعارضين السياسيين، الذين زعموا أنه سيكون من الظلم الشديد إجراء انتخابات في زمن الحرب، حيث ستؤدي ببساطة إلى فوز زيلينسكي.
سباق صيني مع الزمن
تعتبر "الغارديان" أن عام 2024 سيكون هو العام الذي تتعلم فيه بكين الفرق بين ما يمكنها السيطرة عليه وما لا تستطيع السيطرة عليه.
يبدأ العام بانتخابات رئاسية في تايوان، والتي ستحدد طبيعة العلاقات للسنوات الأربع المقبلة، حيث لا تزال بكين تأمل في إقناع تايوان بقبول الضم، ومن المتوقع أن تشن عمليات التدخل والتأثير في محاولة لدفع الناخبين نحو المرشحين الصديقين لها.
وعلى الصعيد المحلي، فإن المشاكل الناجمة عن الشيخوخة وتقلص عدد السكان في الصين ستبدأ في أن تصبح أكثر حدة، فعلى الرغم من مجموعة الحوافز لتشجيع الناس على إنجاب المزيد من الأطفال، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية ودعم التلقيح الاصطناعي المدعوم والإعانات الأخرى، ترفض الشابات الالتزام بتلك السياسات.
وأوضحت بكين أن الإنجاب هو أولوية وطنية، وشددت إجراءاتها تجاه إغلاق الكيانات النسوية التي تروج لحياة خالية من الأطفال.
وقد تكون إحدى الطرق أمام بكين هي فتح الباب أمام العمال المهاجرين، وهو النهج الذي لطالما رفضته الصين، شأنها شأن دول شرق آسيا الأخرى.
المناخ والحياة البرية
إلى جانب التحذيرات المقلقة بشكل متزايد حول حالة مناخ الأرض، يصل العالم الطبيعي إلى سلسلة جديدة من نقاط الأزمات، بعدما انخفض عدد سكان الحياة البرية بمعدل 70 بالمئة تقريبا منذ عام 1970.
تقترب نقاط التحول المناخي بينما الكوكب في طريقه لاختراق عتبة المناخ البالغة 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2027، حيث يقود البشر أكبر خسارة في الأرواح منذ زمن الديناصورات.
ومع تصاعد أزمة المناخ، فهناك مخاوف من مزيد من الفقد في الحياة البرية، بالنظر لتشابك هاتين الأزمتين، ويتوقع أن تصبح قضية فقدان الطبيعة أكثر بروزا في عام 2024، حيث تصبح عواقبها أكثر وضوحا، وبينما يلاحظ الناس بشكل مباشر تراجع الأنواع المحبوبة والنظم البيئية الثمينة.
يأتي ذلك في حين حقق مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، الذي انعقد مؤخرا في الإمارات على مدار أسبوعين، قائمة من الإنجازات غير المسبوقة في تاريخ المؤتمر.
وتم التوصل إلى 28 قرارا أبرزها معالجة دور الوقود الأحفوري بشكل مباشر في القرار النصي الخاص بـ"كوب 28"، الأمر الذي يعد أهم إنجاز في العمل المناخي العالمي منذ اتفاق باريس لعام 2015، وفق صحيفة "ذا ناشونال".
كذلك تم التأكيد على ضرورة العمل للسيطرة على متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية لينحصر عند 1.5 درجة مئوية، لتجنب المزيد من الآثار السلبية لتغير المناخ.
الأرجنتين.. والمجهول
ستدخل الأرجنتين مياهًا سياسية مجهولة في عام 2024 بعد أن أصبح الليبرالي الراديكالي خافيير ميلي رئيسا في ديسمبر، مما حول بوينس آيرس إلى مكان جديد.
خلال حملته، لوح ميلي، البالغ من العمر 53 عاماً، بمنشار يرمز إلى رغبته في التغيير الجذري والتقشف، وبعد يومين من رئاسته، خفض قيمة عملة الأرجنتين بأكثر من 50 بالمئة وخفض دعم النقل والطاقة.
يدعي ميلي أن إجراءات "الصدمة" هذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب "كارثة" التضخم المفرط، لكنها تلحق ضررا بالطبقات العاملة والمتوسطة في الأرجنتين.
من المحتمل أن تكون هناك احتجاجات جماهيرية على وقع هذه القرارات.
قنابل موقوتة بالاتحاد الأوروبي
ستهيمن 3 قضايا على السياسة العامة في بروكسل في عام 2024، اثنان منها معروفان جيدا: أوكرانيا والهجرة، إذ تمثل كلاهما تحديا بيد أن شبح الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تثبت نفسها في قلب الاتحاد الأوروبي، هو الذي يسبب التوتر من أن قيم التكتل حول المساواة ستواجه تحديا من قبل أولئك الذين يروجون لكراهية الأجانب والعنصرية وتغييب قضايا المناخ.
وتوصل المفاوضون من البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق سياسي بشأن اتفاقية جديدة للهجرة واللجوء، تشمل عملية فحص ما قبل الدخول وتضخيم الاعتماد على دول خارج الاتحاد الأوروبي للإشراف على شؤون الهجرة.
ومن المنتظر إجراء الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو المقبل وتعد "نقطة فاصلة" للقوانين الجديدة التي سيتم الاتفاق عليها، إذ أن طبيعة البرلمان الجديد سيكون على عاتقه مهمة أكثر من غيره لأنه سيحدد الأولويات على مستوى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2029، في وقت من المتوقع أن يتوسع فيه الاتحاد الأوروبي ليشمل أوكرانيا ومولدوفا.
وإذا حصلت الأحزاب اليمينية المتشددة على موطئ قدم في البرلمان، فهناك مخاوف من أن "التطبيع" المتصور سيؤدي إلى اضطرابات انتخابية في أماكن أخرى، بما في ذلك فرنسا.
وجوه مألوفة في آسيا
كما هو الحال في معظم أنحاء العالم، سيكون عام 2024 عاما كبيرا للانتخابات في جنوب آسيا، حيث من المقرر أن تذهب بنغلاديش وباكستان والهند جميعا إلى صناديق الاقتراع خلال الأشهر الستة الأولى.
في التحضير للانتخابات البنغلاديشية في 7 يناير، حيث تسعى رئيسة الوزراء الشيخة حسينة لولاية رابعة في السلطة، وفي الهند هناك ما يقرب من 1 مليار ناخب مؤهل وستكون كل الأنظار أيضا على انتخاباتها المتوقع إجراؤها في أبريل أو مايو، حيث ينظر إلى بقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في السلطة لولاية ثالثة على أنه أمر لا مفر منه.
وفي باكستان، رفضت لجنة الانتخابات ترشح رئيس الوزراء السابق عمران خان، لخوض الانتخابات العامة في 2024 في دائرتين انتخابيتين.
ويقول خان، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الزعيم الأكثر شعبية في البلاد، إن الجيش يستهدفه ويريد إبعاده عن خوض الانتخابات. وينفي الجيش هذه التهمة.
ويلاحق رئيس الوزراء السابق البالغ من العمر 71 عاماً في قضايا عدّة أمام القضاء إثر الإطاحة به في أبريل 2022 على خلفية نزاع مع الجيش. وقد أودع السجن مرّتين.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الإدارة الأميركية لبنان ترامب جو بايدن حلف الناتو السويد رجب طيب أردوغان كييف الولايات المتحدة زيلينسكي تايوان الشيخوخة الصين التحول المناخي الوقود الأحفوري الأرجنتين العنصرية فرنسا آسيا الهند باكستان الجيش أخبار العالم العام 2024 سنة 2024 العام الجديد الانتخابات الأمريكية أوكرانيا غزة الإدارة الأميركية لبنان ترامب جو بايدن حلف الناتو السويد رجب طيب أردوغان كييف الولايات المتحدة زيلينسكي تايوان الشيخوخة الصين التحول المناخي الوقود الأحفوري الأرجنتين العنصرية فرنسا آسيا الهند باكستان الجيش أخبار العالم الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة البیت الأبیض رئیس الوزراء عام 2024 فی حین
إقرأ أيضاً:
عاجل- ترامب ينتصر في الانتخابات الرئاسية.. ما الذي ينتظر أمريكا والعالم؟ ( هنا التفاصيل)
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، حقق المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب فوزًا بعد جمعه 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، وهو العدد المطلوب للفوز بالرئاسة. جاء هذا الانتصار بعد فوزه بولايتَي ألاسكا (3 أصوات) وبنسلفانيا (19 صوتًا)، مما أضاف 22 صوتًا إلى رصيده البالغ سابقًا 248 صوتًا.
تميز ترامب بقدرته على حصد الأصوات في العديد من الولايات المتأرجحة، حيث فاز في 6 من أصل 10 ولايات متأرجحة، مما مكنه من تحقيق تفوق في كل من المجمع الانتخابي والتصويت الشعبي. كانت أبرز الولايات التي أمنت فوزه تشمل:
يوتا (6 أصوات)، جورجيا (16 صوتًا)، أيداهو (4 أصوات)، والتي رفعت رصيده إلى 248 صوتًا.ولايات ميسيسبي، نورث داكوتا، ساوث داكوتا، وايومينغ، تكساس (40 صوتًا)، والعديد من الولايات الأخرى مثل ميسوري، ألاباما، أوكلاهوما، تينيسي، فلوريدا، أركنساس، وغيرها.وفيما يخص أبرز الولايات المتأرجحة التي ساعدت ترامب في الاقتراب من البيت الأبيض، فهي تكساس، أوهايو، فلوريدا، جورجيا، ونورث كارولينا، مما ضمن له التفوق على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، التي حصدت 201 صوت بعد فوزها في ولايات رئيسية مثل كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون.
وبهذه النتيجة، عاد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية غير متتالية بعد فوزه في الانتخابات، حيث استفاد من استراتيجيات ركزت على الولايات المتأرجحة وحشد الدعم في مناطق القوة التقليدية للجمهوريين.
فوز ترامب بانتخابات الرئاسة 2024معلومات عن حياة دونالد ترامب الرئيس ورجل الأعمال البارز
دونالد جون ترامب، المولود في 14 يونيو 1946 في كوينز، نيويورك، هو رجل أعمال وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من يناير 2017 حتى يناير 2021. في انتخابات 2024، التي جرت في 5 نوفمبر، حقق ترامب فوزًا تاريخيًا، متغلبًا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ليعود إلى البيت الأبيض لولاية ثانية غير متتالية.
النشأة والتعليموُلد ترامب لعائلة ثرية؛ والده فريد ترامب كان مطورًا عقاريًا بارزًا في نيويورك. التحق دونالد بأكاديمية نيويورك العسكرية، ثم درس لمدة عامين في جامعة فوردهام قبل أن ينتقل إلى كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1968.
المسيرة المهنيةبعد تخرجه، انضم ترامب إلى شركة والده، "إليزابيث ترامب وأولادها"، والتي أعاد تسميتها لاحقًا إلى "مؤسسة ترامب". برز في مجال التطوير العقاري، حيث أنشأ مشاريع بارزة مثل برج ترامب في مانهاتن. بالإضافة إلى ذلك، توسع في مجالات أخرى، بما في ذلك الكازينوهات، الفنادق، ومجال الترفيه، حيث قدم برنامج الواقع التلفزيوني "ذا أبرينتس" الذي زاد من شهرته.
الحياة الشخصيةتزوج ترامب ثلاث مرات. زوجته الأولى كانت إيفانا زيلنيكوفا، وأنجبا ثلاثة أبناء: دونالد جونيور، إيفانكا، وإريك. بعد طلاقهما، تزوج مارلا مابلز، وأنجبا ابنة واحدة، تيفاني. حاليًا، هو متزوج من ميلانيا كناوس، ولديهما ابن واحد، بارون.
المسيرة السياسيةفي عام 2016، ترشح ترامب عن الحزب الجمهوري وفاز بالرئاسة، متغلبًا على هيلاري كلينتون. خلال فترة رئاسته، اتخذ سياسات مثيرة للجدل في مجالات الهجرة، التجارة، والسياسة الخارجية. في عام 2020، خسر الانتخابات أمام جو بايدن. ومع ذلك، عاد للترشح في انتخابات 2024 وحقق فوزًا أعاده إلى البيت الأبيض.
الجدل والقضايا القانونيةواجه ترامب عدة تحقيقات وقضايا قانونية، بما في ذلك اتهامات بالتدخل الروسي في انتخابات 2016، وقضايا تتعلق بإدارته للوثائق السرية بعد مغادرته البيت الأبيض. في يونيو 2023، وُجهت إليه تهم تتعلق بطريقة تعامله مع وثائق سرية بعد مغادرته الرئاسة.
العلاقة مع مصر
تربط ترامب علاقات ودية مع القيادة المصرية. بعد فوزه في انتخابات 2024، هنأه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معربًا عن تطلعه لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
محاولات الاغتيالفي يوليو 2024، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، حيث أصيب في أذنه اليمنى. وفي سبتمبر 2024، نجا من محاولة اغتيال أخرى قرب ملعب الغولف الذي يملكه في فلوريدا.
مواقف وسياساتيُعرف ترامب بمواقفه الصارمة تجاه الهجرة، حيث اتخذ إجراءات للحد من الهجرة غير الشرعية. كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ خلال ولايته الأولى، معربًا عن اعتقاده بأنها تضر بالاقتصاد الأمريكي. في السياسة الخارجية، اتبع نهجًا "أمريكا أولًا"، مع التركيز على إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية وتعزيز الاقتصاد الوطني.
يُعد فوز ترامب في انتخابات 2024 حدثًا تاريخيًا، حيث أصبح أحد القلائل الذين عادوا إلى الرئاسة بعد فترة انقطاع. من المتوقع أن تشهد ولايته الثانية سياسات تستند إلى شعاره المعروف "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مع التركيز على القضايا الداخلية وتعزيز مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
موقف ترامب من الصراعات في غزة والشرق الأوسطويمتلك دونالد ترامب تصورات خاصة لتصفية الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وكذلك الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وعلاقات أمريكا بالعالم بشكل عام، وهي ما وصفتها صحيفة فينانشيال تايمز في تقرير سابق لها بـ "خطة الضغط علي الحلفاء والخصوم"، مشيرة إلى أن الدوائر القريبة من ترامب قالت إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإنه سيتصرف بسرعة "تصيب المرء بالدوار" لوضع حد للحروب المفتوحة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وتحدث ترامب وجيه دي فانس نائبه في مناسبات عدة عن رغبتهما في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي سبتمبر طرح دي فانس فكرة تجميد النزاع، مع وجود مناطق حكم ذاتي على جانبي منطقة منزوعة السلاح.
ويجادل حلفاء ترامب بأن أوكرانيا تخسر الحرب، وبالتالي فإن الضغط من أجل التوصل إلى تسوية أمر صائب من الناحية الأخلاقية، وأنه يعتقد أنه كان ينبغي على بايدن التحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين تماما كما تحدث الرؤساء في السابق إلى قادة الاتحاد السوفيتى المنحل إبان الحرب الباردة، وأن عضوية أوكرانيا في الناتو ليست خيارا مطروحا على المدى القصير.
ويرى المقربون من ترامب أن الأخير قادر على إجبار الرئيس الروسي فلادمير بوتين على التفاوض من خلال التهديد بتحطيم الاقتصاد الروسي عن طريق خفض أسعار النفط والغاز.
ويمتلك ترامب استراتيجية خاصة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ومختلف دول العالم، وهي ما تحدث عنها السيناتور بيل هاجرتي سفير واشنطن السابق لدى اليابان، في تصريحات لصحيفة فينانشيال تايمز، قائلًا: "مع ترامب، لا يتعلق الأمر بكونك حليفًا أو خصمًا.. فإذا كنت شريكًا تجاريا فينبغي أن تكون المعاملة بالمثل.. ترامب كان يسعى للمعاملة بالمثل طوال فترة وجوده في منصبه، وقد ناقش ذلك معي، فالأمر سيتطلب شيئا مثيرا يلفت انتباه الدول التي لنا علاقات تجارية معها".
وتابع هاجرتي إنه في حال فوز ترامب فإن فرض رسوم جمركية شاملة "ممكن تماما دون استثناءات لبلدان بعينها".
واستنادا إلى سياسة الحماية التجارية التي تبناها في ولايته الأولى، توعد ترامب بسن نظام تعريفة جمركية جديدة وشاملة يفرض بموجبه 20% على جميع الواردات، وما يبلغ 60% على الواردات من الصين.
فيما قال فريد فليتز المحلل السابق لـ "CIA" للصحيفة إن عودة ترامب للبيت الأبيض ستكون صعبة على ألمانيا وفرنسا ودول الناتو الأخرى (والتي لا تدفع نسبة 2% من نواتجها الإجمالية المحلية)، محذرا إياها من أن أمن الطاقة والتوازنات التجارية وحماية خطوط الإمداد ستكون من الأولويات في فترة رئاسة ترامب الثانية.