لجريدة عمان:
2024-07-06@12:49:16 GMT

كلام فنون.. بشأن التأريخ للموسيقى العُمانية «2»

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

ربما سأعود في مقالات لاحقة للحديث عن مرحلة عُمان القديمة التي كانت محور المقال السابق، وذلك بعد أن أحصل على معلومات إضافية ومهمة جار البحث عنها.

المرحلة التاريخية الثانية؛ وهي المرحلة التي اقترحتُ بداية لها مع أول ظهور للدولة الإمامية الإسلامية في عُمان، وتطوير مفهوم فقيهي أثر بمستويات مختلفة على تقدير النظام الثقافي الرسمي للمهارات الإبداعية كالموسيقى وفنون الرسم والنحت والتشكيل وقدرته على استيعابها وتنميتها بالمقارنة مع المرحلة الحديثة الإصلاحية منذ تولي المغفور له السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه-.

وفي جميع الأحوال هذه المرحلة التاريخية لم تُدْرَس ثقافيا وفنيا وموسيقيا دراسة كافية بعد، والكثير من المعلومات التاريخية ذات الصلة بنظامها الثقافي الموسيقي مجهولة، وفي هذا الشأن أتطلع إلى تضافر جهود الباحثين في التاريخ الموسيقي مع المختصين في علم الآثار والمخطوطات في الكشف عما قد يكون خافيا من هذا التاريخ في هذه المرحلة الأطول زمنا وتأثيرا على المجتمع والثقافة التقليدية العُمانية.

والتراث الشعري العُماني العظيم لا يبدو أنه كان بعيدا عن الترنم اللحني والإنشاد، وقد استمعت إلى مطولات شعرية كبيرة تؤدى بطريقة فنية جميلة من غير آلات موسيقية، وبعضها ملاحم من الشعر ملحنة بألحان جميلة كان يمكن أن يكون لها صدى أكبر وتأثير فني أعمق وأوسع لو أنها كانت تؤدى من قبل محترفين بمصاحبة آلات موسيقية. وفي هذه المناسبة أقترح استكمال جمع وتوثيق هذه القصائد والأناشيد وألحانها وأعلامها من الشعراء والمؤدين لها، وتضمينها في مادة المهارات الموسيقية؛ نظرا لأهمية ألحانها ومضامينها الثقافية والتربوية، حيث إن بلادنا العزيزة تشهد إصلاحات عظيمة ونهضة متجددة وعصرا من التنوير الثقافي والفني والاعتزاز بالهُوية الوطنية.

إن هذه المقالات ليست سوى مساهمة متواضعة في الشأن التاريخي للموسيقى العُمانية وجهد بسيط للتحفيز على تحقيق هذا الهدف، بدأته منذ صدور كتابي: «الموسيقى العُمانية مقاربة تعريفية وتحليلية» وعدد آخر من الدراسات المنشورة عن الموسيقى العُمانية والجزيرة العربية، لذلك اتّبع في كتابة هذه المقالات أسلوب المقارنة بين المرحلتين (الإسلامية القديمة، والحديثة الإصلاحية)، انطلاقا من تقييم النظام الثقافي السائد في كل مرحلة بهدف متابعة أدوات هذا النظام وفاعليتها ودورها في تطور الموسيقى عبر هذه القرون حسب المتوفر من معلومات مكتوبة أو مسموعة وبما يساعد على تكوين صورة معرفية معينة عن اللغة الموسيقية ونظامها النغمي وأساليب الأداء.

وفي سبيلنا للوصول لهذه النتيجة، أمامنا الكثير من التحديات المعرفية، فحتى الآن لا تسمح لنا معارفنا من وضع تسلسل زمني لأحوال الموسيقى عبر القرون الطويلة لهذه المرحلة الإسلامية التي تمتد من القرن الثامن الميلادي إلى القرن العشرين الميلادي على الأقل. فحتى الآن لا توجد لدينا أسماء لموسيقيين أو آلات موسيقية وترية مستعملة وزامرة لحنية، إلا منذ مطلع القرن العشرين حسب بعض الروايات ثم تسجيلات سالم بن راشد الصوري ومن جاء بعده. من هنا سيكون من شبه المستحيل مناقشة اللغة الموسيقية ونظامها النغمي قبل ذلك التاريخ دون اعتبار تسجيلات الصوري وزملائه منطلقا أساسيا للزمن الذي سبقهم. والمصادر التي اطلعت عليها في هذا الشأن لا تذكر سوى بعض الآلات الإيقاعية وقليل من أسماء أنماط الغناء ذات الصلة بالوقائع الحربية.

ومع ذلك لا نحتاج من حيث المبدأ إلى الكثير من الجهد واستخلاص رؤية معقولة عن السمات الأساسية المشتركة للنظام الثقافي العام وهيكله وأدواته ومرجعيته الفكرية أو فقهه النظري والتطبيقي (إن جاز التعبير) في كل دولة من الدول التي ظهرت خلال تلك العصور. ورغم ذلك، فمن الأهمية بمكان فحص ذلك النظام في كل عصر من عصور المرحلة الإسلامية من خلال ما نحصل عليه من نتائج في المجالات التالية: أولا: أنواع الآلات الموسيقية وأسماؤها وطرق صناعتها. ثانيا: المنشآت الثقافية الموسيقية والنظام التعليمي الموسيقي وعملية التوارث. ثالثا: أعلام الموسيقى من العازفين والملحنين والمطربين والفرق الموسيقية ودورهم ومكانتهم. رابعا: أنواع الأنماط الغنائية والقوالب الفنية والضروب الإيقاعية. خامسا: أنواع الاحتفالات الرسمية والشعبية.

من جهة أخرى تتزامن هذه المرحلة الإسلامية مع أهم دولتين في التاريخ العربي وهما: الدولة الأموية والعباسية المؤسستان للحضارة العربية الإسلامية وإنجازاتهما العظيمة في جميع مجالات المعرفة. وفي الدولة الأموية نشأ الغناء الإسلامي في المدينة ومكة وبلغ أوج تطوره في بغداد في ظل الدولة العباسية، ولأن عُمان كانت جزءا من هذه الدولتين حينا ومستقلة أحيانا أخرى، فإن هذا يجعلنا أيضا نتساءل عن العلاقة الثقافية والموسيقية مع الحجاز أولا، ثم مع الدولتين العظيمتين الأموية والعباسية؟ وللمقال بقية.

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المرحلة الع مانیة

إقرأ أيضاً:

حماس تصدر بيانا حول مستقبل قطاع غزة

أصدرت حركة حماس مساء اليوم الجمعة 5 تموز 2024 ، بيانا صحفيا حول ما يتردد بشأن مستقبل قطاع غزة ، مؤكدة رفضها لأي خطط أو مشاريع أو مقترحات تسعى لتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل القطاع.

نص بيان حركة حماس كما وصل وكالة سوا الإخبارية

تصريح صحفي

نؤكد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رفضنا لأي خطط أو مشاريع أو مقترحات، تسعى لتجاوُز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، ورفض أي تصريحات ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى القطاع تحت أي مُسمّى أو مبرر.

إن إدارة قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الفاشي؛ هي شأن فلسطيني خالص، يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه، وهو لن يسمح بأي وصاية، أو بفرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكِزة على حقه الخالص في نيل حريّته وتقرير مصيره.

ندعو الدول العربية والإسلامية كافّة، إلى الضغط لوقف حرب الإبادة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني، وتقديم كل سبل الدعم والإسناد له في معركته التي يدافع من خلالها عن وجوده على أرضه، والوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا وأرضه والمقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تعيث بها عصابات الإجرام الاستيطاني الفاشي فساداً.

حركة المقاومة الإسلامية - حماس

الجمعة: 29 ذو الحجة 1445 هـ
الموافق: 5 تموز/ يوليو 2024 م

الموقع الرسمي - حركة حماس

إقرأ/ي أيضا: كيف يعمل نتنياهو لاحباط صفقة وقف حرب غـزة ؟

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • انطلاق أولى حلقات الصالون الثقافي الصيفي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
  • أن تصبح الموسيقى عينيك.. قصة العازفة إسراء عبد الفتاح ذات الأنامل الذهبية
  • حماس تصدر بيانا حول مستقبل قطاع غزة
  • حماس تؤكد رفضها أي خطط تتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل غزة
  • ليرى العالم ما يجري.. قنصل إيراني يوجه رسالة عبر السومرية بشأن الانتخابات الرئاسية (فيديو)
  • حاكم أم القيوين يصدر مرسوما أميريا بشأن تعيين رئيس مجلس إدارة النادي العربي الثقافي الرياضي
  • حفلات غنائية وموسيقية فى المهرجان الصيفى علي مسارح الأوبرا في القاهرة والإسكندرية ودمنهور
  • الأحد.. ندوة عن الموسيقى والصوت في السينما بجمعية النقاد
  • فرق قصور الثقافة تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو بأسيوط
  • مناقشة “الطلاق العاطفي” في استراليا