القدر المجزئ في نية الصوم المتتابع
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن المقصود بالصوم المتتابع: صوم أيامٍ متتالية مِن غير فصلٍ بينها، وذلك كصوم رمضان، وكفارة القتل، والظهار، وكفارة الجماع في نهار رمضان.
آراء الفقهاء في القدر المجزئ في نية الصوم المتتابعأوضحت الإفتاء، أنه إذا كان من المعلوم أَن الصوم عبادة تفتقر إلى نيّةٍ؛ استنادًا لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» متفقٌ عليه، إلَّا أنَّ الفقهاء اختلفوا في إلزامية تجديد نية الصوم لكلِّ يومٍ في الصوم المتتابع:
وتابعت الإفتاء: وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة: إلى أَنَّ الصوم المتتابع يَلْزَم فيه تجديد نية الصوم لكلِّ يومٍ، قال العلامة ابن عابدين في "رد المحتار": [وعند علمائنا الثلاثة: لا يجوز إلَّا بنيةٍ جديدةٍ لكل يومٍ من الليل أو قبل الزَّوال مقيمًا أو مسافرًا.
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع": «[وتجب النية لكلِّ يومٍ؛ لأنَّ صوم كلِّ يوم عبادة منفردة يدخل وقتها بطلوع الفجر، ويخرج وقتها بغروب الشمس، لا يَفْسُد بفساد ما قبله، ولا بفساد ما بعده، فلم يكفه نية واحدة كالصلوات]، وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" عند كلامه على نية الصوم: [وتعتبر النية لكل يومٍ، وبهذا قال أبو حنيفة، والشافعي.. ولنا: أنَّه صوم واجب، فوجب أن ينوي كل يوم من ليلته؛ كالقضاء].
دار الإفتاء المصريةبينما ذهب فقهاء المالكية، وزُفَر من الحنفية، والإمام أحمد في روايةٍ عنه: إلى أَنَّ الصوم المتتابع تَكْفِي فيه نية واحدة في أَوَّله، قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" نقلًا عن أبي الحسن الكرخي في تحقيق قول زفر: [المذهب عنده: أَنَّ صوم جميع الشهر يتأدَّى بنيةٍ واحدة]، وقال العلامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل": [(وكفت نية لما يجب تتابعه) ش: يعني أَنَّ الصوم الذي يجب تتابعه يكفي فيه نية واحدة في أول ليلة من بعد الغروب، والصوم الذي يجب تتابعه هو رمضان في حَقِّ الصحيح، وكفارة القتل والظهار والفطر في رمضان، والصوم المنذور، فتكفي في ذلك كله نية واحدة في أول ليلة منه على المشهور].
الخلاصة
بناءً على ذلك، أوضحت الإفتاء، أن الصوم المتتابع تكفي فيه نية واحدة في أَوَّله إذا نوى صوم جميع الشهر أو ما عيَّنه، ومع ذلك فالأَوْلَى تجديد النية لكلِّ يومٍ خروجًا مِن الخلاف.
وأردفت: ولا يجب عَليكَ في الصوم المتتابع تجديد النية في كل يومٍ، بل تَكْفِي نية واحدة للصوم كله، ورغم ذلك فيستحب تجديد النية في كل ليلةٍ خروجًا مِن خلاف من أوجب ذلك من الفقهاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء اراء الفقهاء جمهور الفقهاء کل یوم
إقرأ أيضاً:
هل الدعاء يغير القدر المكتوب .. علي جمعة يجيب
وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، يقول فيه (المفروض قدر كل واحد فينا بيبقى مكتوب، هو ممكن الدعاء يغير القدر؟
وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا": اللي مكتوب ده هنتخيل إنه مكتوب بالحبر الأسود وفيه أجزاء منه بالحبر الأحمر، لما الملائكة تطلع على الكتاب المكتوب بالحبر الأسود تلاقيه كله أسود، فلا يعلم المكتوب بالحبر الأحمر إلا الله، ولا يعلمه أحد غيره.
وأضاف أن الله وحده هو الذي يعلم ما هو باللون الأحمر، وما هو مكتوب باللون الأسود نسميه القضاء المبرم، واللون الأحمر ممكن يتغير، فلو دعا المسلم ووافق دعاؤه ما هو مكتوب باللون الأحمر، يمكن تغييره من قبل الله عزوجل.
وتابع: ولو كان الدعاء على ما هو مكتوب باللون الأسود فلن يتغير، منوها أن القضاء نوعين: قضاء مبرم لا يتغير، وقضاء معلق يتغير بالدعاء، ويصعد الدعاء من الأرض كما أخبر رسول الله، وينزل هذا القضاء المكتوب باللون الأحمر، فيتعرجان فيغلب الدعاء فيتغير من الأحمر إلى لون أسود بالذي سيحدث مجددا بعد الدعاء.
الدعاء يغير القدروأجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال من متصلة حول: "هل يرد الدعاء القضاء؟".
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له: "ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الدعاء يغير القدر والقضاء، حيث قال لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء معنى: (يعتلجان) أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب، وفي أغلب الأحيان يغلب الدعاء القضاء".
وتابع: "ربنا سبحانه وتعالى من رحمته فتح لنا باب للدعاء، ولو حد عنده ابتلاء دعى ربنا يمكن أن يستجيب الله دعاء، لأن فى قوة فى الدعاء تدفع القضاء، بشرط أن يكون بإخلاص وثقة فى الله سبحانه وتعالى، سيدنا النبي قال من يريد أن يبسط فى رزقه وعمره فليصل رحمه، فالرزق مقدر فكيف تزيد صلة الرحم الرزق، فكل شئ مقدر عند الله".