لجريدة عمان:
2024-10-01@00:35:15 GMT

نوافذ.. هل سنقول لبعضنا: عاما سعيدا!

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

إنّه اليوم الأول من السنة الجديدة، فهل سيقول أحدنا للآخر: «كل عام وأنت بخير»؟ ومن أين يأتي الخير، والجسد يتداعى بالسهر والحمى، والبنيان العربي لم يعد يشد بعضه بعضا؟ بل يتهاوى في فراغ لا نهائي من الاحتمالات المفزعة؟

يُجتثُ الفلسطينيون من أراضيهم بمجارف القتل والتهجير والأسر في السجون، ونتفرجُ نحنُ من مسافتنا الآمنة، وبعد برهة من التأثر أو التبرع أو التحدث أو الكتابة -لإراحة ضمائرنا- نعود إلى سيرتنا الأولى كأنّ المسافة الواقعة بيننا تحجبُ أنينهم ونيرانهم وحرائقهم ومشروع موتهم وإبادتهم الجماعية!

هل سنقولُ بعضنا لبعض: عاما سعيدا؟ ونشتري الحلوى والكعك ونتبادل باقات الورد؟ وجثثُ أطفال وعوائل كاملة لم تنتشل بعد من تحت الركام ولم يُصلَ عليهم بعد، بينما يفتكُ البرد القارس والأمراض بالباقين دون رحمة؟

لقد خُدعنا ألف مرّة عندما قيل لنا إنّ الإنسان اليوم يعيش أحد أكثر أطواره البشرية تحضرا ووعيا بذاته، خُدعنا بالحماية الدولية؛ لأننا نشهد بأمّ أعيننا انحدارا أخلاقيا دوليا غير مسبوق، تصديقا لقول الشاعر أوس بن حجر: إذا الحربُ حلّت ساحة القوم أخرجت/ عُيوب رجالٍ يعجبونك في الأمن.

لم يكن العالم يوما مثاليا، فنحنُ مجبولون على الشر وعلى محبة السلطة والمال والاستحواذ، إلا أنّ أمورا من هذا النوع كانت تُدار بشيء من الخفاء أو تُلبسُ لبوسا كثيرة مع تربية الكثير من الخشية من أي انفلات كارثي، لكننا نشهدُ اليوم العالم الذي لطالما وصف بالمتمدن المتحضر وهو يميطُ اللثام عن قبحه ومؤامراته ضد جسدنا الذي ظنناه واحدا فتفرقت دماؤه وانشغل كل منا بأوجاعه، من السودان إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان إلخ.. جسد مُتشرذم تحتضرُ فيه كل الفرص وبوارق الأمل التي كانت تمهد ليصير مركزا مُشعا ومُصدرا للأفكار والرؤى، لكننا إلى جوار حرب العالم ضدنا، نشهدُ حمى القتل التي تستشرسُ بين الأخوة، بمبررات سطحية تمّ اختلاقها لجعلنا في موقع هزيمة أبدية.. فهل سيقول أحدنا للآخر: عاما سعيدا؟

العدو لم يعد بحاجة إلى التورية، لم يعد بحاجة لإخفاء يديه المتعطشتين للدماء، ها هو يُرينا قبحه كل يوم ويعري يديه الملطختين كل لحظة، ها هو يُمزق ضحاياه باستمتاع، ويقضي على الأطفال والأمهات لأنّ فلسطين لا تموت بسببهم، فتلك البطون وتلك الأجنة تعني مجيء الكثيرين، مجيء الألسنة التي تقول: «لا»، والأيدي التي تقذف الحجارة. بالأمس رأيتُ أمّا تضعُ أربعة توائم في مُخيم مُحاط بالموت والبرد، بدا لي الأمر حربا من نوع آخر.. ترويع المحتل بالمزيد من الإنجاب والأبناء! وتلك قصّة أخرى من تناسل الأوجاع والفجائع!

لكن هذا الموت بات كثيرا، حتى وإن قال بعضنا إنّه يُخلخل المسلمات في الغرب، فهل ستنكشفُ لغة «المظلومية» التاريخية التي أشاعوها لعدة عقود، ليُداووا جراح الصهاينة في مكان آخر بعيدا عن قلب أوطانهم؟ وإلى ذلك الحين هل سنقول: عاما سعيدا لأحبتنا؟

إنّ هذا الموت أكثر مما ينبغي لقضية عادلة، في زمن تُعري الصورة والفيديو الحقائق على نحو غير مسبوق. لقد قُتلوا من قبل مئات المرات، لكن موتهم اختبأ في عتمة تزوير الحقيقة.. الآن نشاهد فيديوهات القصف والأرواح المنتفضة وهي تُغادر الأجساد.. فهل سيقول أحدنا للآخر: عاما سعيدا!

كلما قتلنا اليأس، أبهرنا الفلسطينيون بكفاحهم المستميت من أجل العيش، من أجل أن يجعلوا لحياتهم قيمة. لقد صنعوا طعامهم فوق «تنكات» مُهملة وأشعلوا النار في غياب الغاز ببقايا المطهرات الطبية، يريدون الحياة ويتشبثون بها بينما يأكلنا اليأسُ والعجز في رفاهية حياتنا!

في الحقيقة، لم نختبر في حياتنا القصيرة عاما بهذا الثقل والكآبة، كأنّ يدا امتدّت فأطفأت إنسانية العالم وخنقت ضميره، فلم يعد بحوزتنا كلمات نقولها. تحللت الإنسانية وتفككت في وحل من الغرور الوحشي القذر والجشع الاستعماري اللامتناهي!

فالعالم مُرتبك منذ السابع من أكتوبر، لم يعد كما كنا نعيه، وربما الآخر في البقعة الأخرى من الكون تزعزعت بعض يقينياته لا سيما وأنّ كل ما يمتُ بصلة لأخلاق الحروب تمّ تحييده بعنف، كأنّما أعماقُ الصهاينة المريضة تفصحُ عن كراهية لا حد لها ولا شفاء إلا عبر النيل من كل ما يدب على سطح البسيطة من حياة.. فهل سنقول لبعضنا: عاما سعيدا؟

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لم یعد

إقرأ أيضاً:

نريد التحليل الموضوعي لما نشهد من أحداث

نريد التحليل الموضوعي لما نشهد من أحداث وأن يتحمل كل فرد مسؤوليته وإن نهجر التفكير الرغايبي والنهج التبريري وان نسلك السلوك العلمي التحضري وان نرفع الوصاية عن الشعب ليدير نفسه بنفسه !!..

تجد من يسمي نفسه القائد أو الرئيس ولم يختاره أحد يشعل الحرائق في طول البلاد وعرضها وجل تفكيره ينصب في ( الأنا ) عنده التي تزداد مع الايام تضخما مثل الغدد السرطانية التي تزيد من هيجانه فلا يهدأ لحظة ولا يخلد للراحة ويريد من المواطنين أن يشاركوه الاحزان ويتركوا اشغالهم وتبعاتهم ويرابطوا حوله ليطمئنوا علي صحته الغالية ... واين لهم برئيس محبوب من الملايين مثله إذا ذهب مع الريح أو جار عليه الزمان ...
هذا الرئيس الذي وثبت علي الحكم مثلما يثب راعي البقر علي الحصان لينطلق به الي البراري والسهول وربما سفوح الجبال متحررا من أي قيد أو شرط يفعل ما يحلو له وهذا منطقي وقد اتحفتنا دور العرض السينمائية بمثل هذا النوع من النشاط الحر الخالي من المساءلة والمراجعة والتدقيق ... لكن من غير المنطقي أن يطل راعي البقر هذا بمناسبة وغير مناسبة طالبا من الغير أن يحتكموا الي العقل وان ينتظموا في مجموعات تؤمن ببرنامج تراه صالحا لإدارة المجتمع ... ويحبذ بل يثني علي هذه المجموعات لو عقدت مؤتمراتها وتناولت برامجها بالشرح الوافي المستفيض علي أن تشارك الجماهير الموالية لاي مجموعة في النقاش والتحليل واستخلاص النتائج ومن ثم إجازتها لتكون المجموعة جاهزة للتنافس الشريف مع الآخرين ويكون الصندوق هو الفصل ومن ربح له الحق في تكوين الجسم الذي يدير البلاد المسمي بالحكومة ...
راعي البقر كما قلنا احتل بطن الوادي واخصب الأراضي الزراعية ومصادر المياه ووسائل النقل والمواصلات والإعلام وغيرها من الضروريات بوضع اليد وأحاط نفسه برعاة لم يبلغوا الرشد جعل منهم المستشارين وأهل الحل والعقد واصلا هو اختارهم ديكورات يزين بهم موكبه وخروجه في كامل زينته يتباهي ويتبختر بين الجبال والوهاد ويرسل بين الوقت والحين الفرامانات ورسائل الغرام للشعب المسكين بأنه يحبهم وكل ما يقوم به من مهام من علي سرج جواده الاصهب هو خدمة لهم وزيادة في التضحية من أجلهم كان يردد لهم بأنهم حتي لو صلوا بعملية الانتخابات الي منتهاها وتم فرز الكيمان وبرز للعلن صاحب الصوت الاعلي الذي سيدير الدفة لوقت معلوم حتي إذا نجح في مسعاه يمكن التجديد له لعهدة جديدة وهكذا يكون التداول السلمي للسلطة ولكن الكابوي يري غير ذلك لأن في أعماقه أن المدنيين فوضويين لا يعرفون الضبط والربط وتجب عليهم الوصاية والرعاية من فوارس بني حمدان وعليه فإن الفائز في الانتخابات سوف يطلب منه التريث لمدة أربع سنوات علي الاقل يقضيها إذا راق له الأمر في بيوت ( الماتم ) يحتسي القهوة المرة ويطق الحنك في الفارغة والمليانة ...
ماذا يجري في بلادنا الحبيبة ... اليوم الجمعة ٢٠٢٤/٩/٢٧ ضرب مكثف في الخرطوم بين الجانبين الجيش وربيبه الدعم السريع بشتي أنواع الأسلحة ومن غير هوادة ولا شفقة ولا رحمة والضحية هو الشعب ... هذا الشعب الذي أصبح بلا لسان ... لأن لسانه وبوق دعايته هو الكابوي الكبير والكابوي Junior وكلاهما يحلمان بأن يتحكمان في البراري والسهول وربما سفوح الجبال لكن بدون أن يكون هنالك بشر ولا حجر بل أرض محروقة هنالك جهات خارجية تريدها لتقيم عليها مشاريع طموحة علي رأس الجماجم السودانية ...
هذه الحرب وقد مضي عليها سبعة عشر شهرا والي يومنا هذا الجمعة ٢٠٢٣/٩/٢٧ تبدو في كامل عنفوانها وكأنها بدأت اليوم في الصباح الباكر بل إن الخسائر في الأرواح تضاعفت كثيرا وعم الخراب وازداد النزوح واللجوء وهذا يدل علي أن الجهات الداعمة للمحرقة مصرة علي اكمال مهمتها بالقضاء المبرم علي شعب السودان الطيب الأبي الكريم وأن ما نراه ومانسمعه من هنا وهنالك عن التباكي علي اهلنا ماهو الا مسرح للعبث واللامعقول وكسبا الوقت وان الامارات دولة قاتلة وصديقة صدوقة لأمريكا وبينهم دفاع مشترك وتجارة ووبلاوي تحت التربيزة وامريكا وهي تحب الامارات مثلما تحب إسرائيل هل ستقف معنا ضد آل زايد وتضحي بمصالحها من أجل ماذا ... عسلية عيوننا ام سواد جلودنا ؟!
الامارات هي وكيلة لأمريكا في المنطقة وطبعت مع إسرائيل وفارقت الجامعة العربية فراق الطريفي ( لي جملو ) !!..
والجماعتان المتحاربتان في بلادنا كلاهما وكلاء لآل زايد وهي توظفهما لأنها تعرف كثافة الارتزاق التي تجري في عروقهما وحرب اليمن خير شاهد وقد جنيا المزيد والمزيد من الدولارات وكانت هنالك انتدابات بين الجيش والدعم السريع الذي كانت مرتباته افضل وبدلاته اجود ومن لم يرسل لليمن كان مرتاحا مع الدعم السريع ويصف وضعه في جنة ال دقلو بأنه اغتراب داخلي...
إن شاءالله سبحانه وتعالى هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية الي نهاية عاجلا ام آجلا وخطاب البرهان في الصين يستعجل اليوم التالي أو بداية الاعمار ويريد من الصين أن تخرج له الدعم السريع من الأعيان المدنية وان تدرج له مليشيا الدعم السريع في خانة المنظمات الإرهابية وهذا عين خطابه بالكربون في نيويورك عند منصة المنظمة العالمية وأيضاً يكرر قصيدة عمرو بن كلثوم هذه التي الهت بني تغلب عن كل مكرمة مع الروس وإيران وكل من يعتقد أنهم سيحاربون من أجله ويسلمونه البلاد خالية من المليشيا التي بنوها من لا شيء وجعلوا قائدها معروف لدي الاتحاد الأوروبي ولبوتين كبير الروس ولال زايد وصارت له شركات عابرة للقارات ومصارف وتحكم في ذهب السودان واعطيات وتبرعات لخزينة البلاد الخاوية علي عروشها وتبرعات لمعلمي كنترول الشهادة السودانية الذين هتفوا بحياته واعتبروه حاتم الطائي ولا ننسي البكاسي دبل كبينة التي نال أفراد من زعماء القبائل والعشائر منها وكذلك بعض رجال الطرق الصوفية لم يقصر حميدتي معهم فاعطاهم الهدايا الثمينة ممنيا نفسه بتكوين حاضنة سياسية يدخل بها الانتخابات وكل هذا تم في عهد البشير والبرهان وفي عهد البرهان صار حميدتي فعليا هو الرجل الأول في البلاد علي حسب إفادة حاكم دارفور مني اركوي !!..
ختاما ارجو من المواطنين وقد فقدوا الكثير وليس هنالك شيء فضل يخافون عليه أن يرحموا أنفسهم وأن يضعوا إعتبار لذواتهم وان لا يسمحوا لكائن من كان يعدهم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو نفسه لم يسمع بهذه الأمور ولا يريد أن يسمع والحكاية كلها أننا تساهلنا في كثير من الأمور فصار أصحاب النظر القصير عديمو الحيلة والمعرفة والدراية العاطلون من اي موهبة يتحكرون في رقابنا ويدورون بنا ونحن ( لا هنا ولا هنالك ) في غيبوبة تامة ... يلفنا ظلام كثيف ... متي نفيق ... لست ادري !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • توقيف رجل بالسويد حطم نوافذ في السفارة المغربية
  • مصر تتوج بذهبية التتابع المختلط ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 19 عاماً
  • فيفا يكشف عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 التي ستقام في أمريكا
  • اختيار أمين عام «المصري الاجتماعي» منسقا عاما للتحالف الديمقراطي العالمي
  • مفكران عراقيان: معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم نوافذ الثقافة العربية
  • هشام الدكيك.. مهندس الطفرة التي تشهدها كرة القدم داخل القاعة في المغرب
  • وزيرة السياحة: تنظيم المؤتمر السنوي لـ “مجموعة TUI” بالمغرب اعتراف بالمؤهلات السياحية التي تزخر بها المملكة
  • 24 عاما على “انتفاضة الأقصى”.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين
  • 24 عاما على انتفاضة الأقصى.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين
  • نريد التحليل الموضوعي لما نشهد من أحداث