قال البيت الأبيض اليوم، الأحد، إنه لا يسعى إلى صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، بعد أن أغرقت مروحيات أمريكية ثلاثة زوارق للحوثيين في البحر الأحمر عقب تعرضها لإطلاق نار.

وأغرقت المروحيات القوارب وقتلت من كانوا على متنها، وهي المرة الأولى منذ اندلاع التوترات في وقت سابق من هذا العام، حيث قتلت الولايات المتحدة أعضاء في جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي كانت تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر.

وتجنبت الولايات المتحدة حتى الآن ضرب الجماعة بشكل مباشر داخل اليمن في إطار سعيها لتجنب تصعيد الأزمة بشكل أكبر، لكن متحدثًا باسم مجلس الأمن القومي قال يوم الأحد إن الولايات المتحدة ستواصل التصرف دفاعًا عن نفسها.

وأضاف: “لا نسعى إلى صراع أوسع في المنطقة ولا نسعى إلى صراع مع الحوثيين. 

وقال المتحدث جون كيربي لشبكة ABC News، إن أفضل نتيجة هنا هي أن يوقف الحوثيون هذه الهجمات، كما أوضحنا مراراً وتكراراً.

كانت أربعة قوارب صغيرة قادمة من 'المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن' هاجمت سفينة ميرسك هانغتشو يوم السبت بالأسلحة الصغيرة وحاولت الصعود على متن السفينة التجارية، وفقًا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، والذي أضاف أن الفريق الأمني ​​الموجود على متن الطائرة قام بإطلاق النار.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن مروحيات من حاملتي الطائرات يو إس إس أيزنهاور ويو إس إس جرافلي استجابت لنداء الاستغاثة الذي أطلقته السفينة ميرسك هانغتشو – وهو الثاني في أقل من 24 ساعة – وأطلقت عليها زوارق الحوثي النار.

واضاف “ردت مروحيات البحرية الأمريكية بإطلاق النار دفاعاً عن النفس، مما أدى إلى إغراق ثلاثة من الزوارق الصغيرة الأربعة، وقتل أفراد الطاقم. 

وأضاف البيان أن القارب الرابع فر من المنطقة، مضيفا أنه لم تقع أضرار بأفراد أو معدات أمريكية.

وشن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التجارية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قائلين إنهم يتصرفون تضامناً مع حماس. نشرت الولايات المتحدة سفنا حربية في البحر الأحمر لتعزيز الأمن في ممر الشحن العالمي الحيوي.

وبينما سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوجيه ضربات إلى مجموعات أخرى تعمل بالوكالة عن إيران والتي هاجمت القوات الأمريكية في العراق وسوريا، فإنه لم يصل إلى حد ضرب الحوثيين في اليمن.

وأضاف: 'لدينا مصالح أمنية وطنية كبيرة في المنطقة بمفردنا، الولايات المتحدة، وسنضع نوع القوات التي نحتاجها في المنطقة لحماية تلك المصالح وسنتصرف بأنفسنا'. قال كيربي: – الدفاع يمضي قدمًا.

وردا على سؤال حول احتمال توجيه ضربة استباقية في المنطقة، كرر كيربي موقف البيت الأبيض قائلا: 'نحن لا نستبعد أي شيء من الداخل أو الخارج، لكننا أوضحنا ذلك علنا ​​للحوثيين وبشكل خاص لحلفائنا وشركائنا في المنطقة'

واضاف نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وسنتخذ القرارات الصحيحة للمضي قدمًا”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اطلاق نار الهجمات على السفن البحر الأحمر السفن التجارية في البحر الأحمر الولایات المتحدة فی المنطقة إلى صراع

إقرأ أيضاً:

دبلوماسيون: مطلوب حلول سلمية تؤمِّن وحدة واستقرار الدول

حذر عدد من الخبراء والدبلوماسيين من أن مخططات تقسيم الشرق الأوسط ستوسع نطاق الصراع في المنطقة، في ظل التحديات الراهنة التي تهدد الاستقرار الوطني والإقليمي.

وأشاد الخبراء والدبلوماسيون لـ«الوطن»، بالرؤية المصرية نحو تعزيز وحدة الدولة الوطنية، والحفاظ على الأمن القومي وتجنب توسيع نطاق الصراع الذى قد يؤدى إلى تفاقم الأزمات القائمة فى ظل الأوضاع المضطربة لدى عدد من دول المنطقة، مع تصاعد التوترات بين القوى الدولية، حيث تبرز دعوات مصرية ملحَّة لتبنى حلول سلمية تؤمّن وحدة الدولة الوطنية وتحمى مصالح الشعوب.

«حجازي»: مطلوب إرادة قوية من الجميع

وقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تاريخياً كانت وستبقى قوة إقليمية رئيسية، تلعب دوراً فعالاً فى القضايا العربية والإقليمية والدولية، خاصة فى الصراع العربي الإسرائيلي وجهود الوساطة فى حرب غزة، خصوصاً أن موقع مصر يربط بين البحرين الأبيض والأحمر عبر قناة السويس، ما يمنحها نفوذاً جغرافياً دولياً.

وتابع: «الحلول السياسية لأزمات المنطقة تحتاج إلى إرادة قوية من جميع الأطراف، وتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط يحتاج إلى توافق بين الدول الرئيسية، وعلى القادة العرب أن يدركوا أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا من خلال العمل الجماعي وبإرادة شعوبهم، عليهم أن يكونوا واعين للمخططات التي تستهدف منطقتنا».

«حسن»: مصر تدعم استقرار الدول العربية

وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحديات فى منطقة الشرق الأوسط تتجلى بشكل واضح فى ظل الظروف الحالية التي تعيشها دول المنطقة، حيث تواجه العديد من الدول حالة من السيولة السياسية وضعف السلطة المركزية، ما يتسبب فى تفشى النزاعات المسلحة والسياسية، ما يؤدى إلى إضعاف القوة العربية الشاملة، مضيفاً: «مع اقترابنا من عام 2025، تزداد المخاوف من إمكانية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، فالأزمات الحالية لا يمكن حلها فى فترة قصيرة، ما يستدعى التحرك الفوري من الدول العربية، وليس مصر فقط».

وأشار «حسن» إلى أن ليبيا تشهد أزمات سياسية متواصلة منذ أكثر من 14 عاماً، بينما تعانى سوريا من تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى تغييرات جذرية فى النظام، فأصبحت سوريا ساحة مفتوحة لتدخلات متعددة، ما يعكس غياب الاستقرار ووجود فصائل متنازعة، فالأوضاع تجعل سوريا واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، فضلاً عما تشهده القضية الفلسطينية من تدمير شامل فى غزة، حيث فقد الآلاف أرواحهم وتعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة، بينما تسعى إسرائيل إلى تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية، ما يهدد الاستقرار الإقليمي بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نوايا تغيير وجه المنطقة، وهو تحدٍ أمنى استراتيجي ليس فقط لدول الطوق، بل لكل منطقة المشرق.

وتابع: «أزمات المنطقة لا تقف عند حدود الطموح التوسعي لإسرائيل وإنما تمتد لأزمات أخرى تتورط فيها أطراف أكثر مع استمرار الحرب فى اليمن لأكثر من عشر سنوات، فى ظل انقسام الأطراف وعدم وجود رغبة حقيقية فى التوصل إلى حل، بينما يشهد السودان أزمة إنسانية وسياسية خانقة».

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تلعب دوراً حيوياً فى معالجة الأزمات الإقليمية، وتدعو إلى حلول سلمية وتدعم استقرار كافة الدول العربية وتتبنى الرؤية المصرية مبدأ التوافق بين الأطراف المختلفة، وضرورة إقامة دولة وطنية فى فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، والأوضاع الحالية تتطلب رؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات.

«الإسلامبولي»: لدينا نهج دبلوماسي متوازن

وقالت السفيرة هاجر الإسلامبولي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن منطقة الشرق الأوسط تواجه حالياً مجموعة من الأزمات المعقدة، أبرزها القضية الفلسطينية والوضع فى سوريا، ما يعكس عمق التحديات التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي، موضحة استمرار تأزم الأوضاع فى غزة والضفة الغربية، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ مخططات تتضمن تقسيم غزة والتوسع فى الضفة، ما يزيد من تعقيد جهود السلام.

وأشارت «الإسلامبولى» إلى أن الأزمات فى سوريا تؤثر على الاستقرار الإقليمي، والتحركات العسكرية الإسرائيلية فى الجولان تعكس طموحات الاحتلال فى التوسع، وبالطبع يتعقد الوضع أكثر مع وجود قوى دولية مثل إيران والولايات المتحدة، ما يجعل مسألة تقسيم سوريا أمراً غير محتمل فى الوقت الحالي.

وتابعت: «التوترات الحالية فى المنطقة تظهر حاجة ملحَّة لتحقيق توافق بين القوى المتنازعة، مع ضرورة الانتباه إلى أهمية الشعب السوري ودوره فى تحديد مصير بلاده».

وأكدت أن مصر تتبع نهجاً دبلوماسياً متوازناً فى التعامل مع الأزمات، حيث تسعى إلى حماية أمنها القومي وعدم الانغماس فى صراعات قد تضر بمصالحها، موضحة أن هذا النهج يتمثل فى التركيز على الحلول السلمية وعدم اتخاذ مواقف قد تؤدى إلى تفاقم الأوضاع، فضلاً عن أن التصريحات الرسمية المصرية تُظهر وضوحاً فى المواقف، حيث يتم التأكيد على أهمية الحوار والتعاون بين الدول العربية، إذ تتطلع مصر إلى تعزيز العلاقات الإيجابية مع جميع الأطراف المعنية، ما يعكس دورها كوسيط رئيسي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عودة مشروع الشرق الأوسط الجديد من البوابة السورية
  • دبلوماسيون: مطلوب حلول سلمية تؤمِّن وحدة واستقرار الدول
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقدر دور مصر الكبير في المنطقة
  • ترامب.. العنقاء العائد إلى البيت الأبيض للانتقام
  • عطاف يناقش مستجدات أوضاع منطقة الشرق الأوسط مع السفيرة الأمريكية
  • ترامب يريد وقف جنون التحول الجنسي منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض
  • عطوان: المقاتل اليمني سيعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
  • يوم التحرير .. ترامب يكشف ملامح يومه الأول في البيت الأبيض
  • البيت الأبيض: إيران قد تسعى لامتلاك سلاح نووي
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة بحاجة إلى استعادة مجمعها العسكري