الأسبوع:
2024-10-03@10:54:38 GMT

دمعة على قبر أخي

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

دمعة على قبر أخي

كانت اللحظات صعبة، مؤلمة، حتى وقت متأخر من المساء كانت كل مشاعري معك، أتذكر أجمل الأيام وأصعب الأيام ومحطات الزمن مره وحلوه. أفراحنا وأتراحنا، مسيرتنا التي بدأت منذ زمن طويل، أيام لا تعرف الفراق، روح واحدة في جسدين.

اليوم الثلاثون من ديسمبر عيد ميلادك يا أخي، إنه عيد الميلاد الأول الذي لا أهنئك فيه، وأجلس إلى جوارك، أشتم أنفاسك ودقات قلبك، أتأمل ابتسامتك.

ياه تمضي الأيام سريعًا رغم الحزن والألم، اقتربنا من موعد ذكرى رحيلك في التاسع من مايو من العام المقبل. أتذكر وأنت تأتي إليّ بهديتك السنوية في ذكرى عيد ميلادي، درع يحمل صورتي، وكلمات تكتبها بحبر القلب والمحبة.

الكاتب الصحفي مصطفى بكري وشقيقه الدكتور محمود بكري

في الصباح الباكر من يوم عيد ميلادك، كنت قد عقدت العزم على السفر، إلى هناك، إلى بلدتنا الحبيبة، إلى عشق ترابها.. إلى حيث أوصيت بدفنك إلى جوار أمي وأبي، كانت وصيتك، وعندما سألتك: لماذا هناك وليس هنا، حيث الأسرة الصغيرة؟ كان ردك: حتى يبقى الأبناء على صلة بموطني الصغير بالبلدة التي نشأنا فيها، وعشنا فيها أصعب المراحل، واجهنا منها التحديات وانطلقنا منها إلى القاهرة بقيت دومًا وجهتنا الأولى في الحياة، وستبقى وجهتنا في الآخرة.

هل تتذكر يا أخي، كنا نمشي في دروبها وحواريها وسط أهلنا الفقراء؟ هل تتذكر الحياة القاسية التي كانت دافعنا؟ هل تتذكر كلمات أمي ونصائح أبي: إياكم والافتراق، كونوا يدًا واحدة قرشكم واحد وطعامكم واحد.. لا تنسوا بلدتكم ولا أهلكم أنتم أولاد الفقراء فكونوا دومًا مع الفقراء.. ؟

لم تكن لنا طموحات سوى طموحات الوطن.. لم نسع أو نتلهف، لم ننس الأهل، بل بقينا معهم في كل لحظة، كانت أسعد لحظاتنا عندما نجلس سويًا في دار الأيتام التي أقمناها ببلدتنا «المعنا» نربت على ظهورهم، نتناول معهم الحلوى، ونقدم لهم الهدايا.. كانت فرحتنا مع فرحتهم، في قنا أو حلوان أو أي مكان آخر لا نبغي شيئًا من هذه الدنيا إلا رضاء الله ورضاء الغلابة ورضاء الضمير.

كنت مكمن السر، والحكمة، جسورًا، قويًا، لا تهاب إلا الله والضمير، وعندما دخلت إلى مجلس الشيوخ نسيت نفسك تمامًا ورهنت كل شيء من أجل دائرتك الانتخابية في حلوان، كنت تُمضي فيها كل الوقت، تتجول في شوارعها، تسعد مع كل إنجاز، كنت أحاول كثيرًا أنصحك بأن تراعي صحتك، وأن تعطي لنفسك قسطًا من الراحة، كنت ترفض. لم ترفض لي طلبًا في حياتي إلا ذلك، كنت مبهرًا سريع الإنجاز، تعلق بك الناس في حلوان كثيرًا، ولم أكن أعلم أنك كنت تشعر أن ساعة الرحيل قد اقتربت، وأنك تريد تحقيق أكبر قدر من الخدمات للأهل الذين احتضنونا منذ أول انتخابات خضتها في عام 1995، وكنت أنت السند القوي فيها من خلف ستار.

شهور كأنها الدهر كله، تلك التي فرقتنا، أبعدتنا جسديًا، لكن الروح تبقى واحدة، تبقى خالدة إلى أن ألقاك.. أقف أمام قبرك وجهك يسيطر على المكان، أحاول لملمة دموعي والتماسك أمام الآخرين، لكن أنهار الدموع لم تكن قادرة على تجسيد الله. أعرف أنه قضاء الله - سبحانه وتعالى- أدرك أننا كلنا ماضون، لكن اعذرني يا أخي، فأنت اختطفت روحي وامتلكت فؤادي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور محمود بكري الكاتب الصحفي مصطفى بكري مصطفى بكري

إقرأ أيضاً:

مقاتلو حزب الله يوجهون رسالة إلى حسن نصر الله.. ماذا قالوا فيها؟

وجّه مقاتلو  المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، رسالة، الثلاثاء٬ إلى الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة الماضية، في الضاحية الجنوبية من بيروت٬ معبّرين عن ولائهم والتزامهم بنهج الجهاد والمقاومة.

وجاء في الرسالة: "سماحة الأمين العام، الشهيد الأقدس والأسمى، السلام عليك يا سيدنا، وحبيبنا، وقائدنا المجاهد. نشكر الله الذي منّ علينا بنعمة الجهاد في سبيله، وأكرمنا بمعرفتك والعيش في زمنك، وشرفنا بالسير خلفك على نهج الإمام الحسين الشهيد، لنقاتل أعداء الله والإنسانية، وندافع عن المستضعفين، ونعمل على تحرير الأرض وحماية شعبنا العزيز".

رسالة من مجاهدي المقاومة الإسلامية، إلى سماحة الأمين العام، شهيدنا الأقدس والأسمى، السيد حسن نصرالله "قدس سرّه الشريف"pic.twitter.com/nDyrlZJOrH — mortthaahmad almhtwri (@mortthaahmad) October 1, 2024
وأضاف مقاتلو الحزب، عبر الرسالة نفسها: "نشهد أمام الله أنك أديت الأمانة ووفيت بالعهد الذي قطعناه معك، وصبرت محتسبًا حتى فاضت روحك الشريفة، لتلتحق بقافلة المجاهدين والشهداء"، مؤكدين: "لطالما كنا نردد بحناجرنا في ميادين الجهاد: لبيك يا نصر الله. لن نتخلى عن نهجك، حتى لو كنا نعلم أننا سنواجه القتل والتعذيب".

وتابعوا: "إلى العدو المتغطرس، نقول إن الأيام والميدان بيننا. نحن رماةٌ ماهرون، وسنستمر في المقاومة"، مشيرين في الوقت نفسه إلى عزمهم وثباتهم، بالقول: "إلى شعبنا الصابر، نقسم بآهات المعذبين أن القاتل لن يسلم من بأسنا. لن تسقط الراية من أيدينا، وهذا عهدنا ووعدنا، وسنحقق آمالك وأهدافك مهما كانت التضحيات".


إلى ذلك، اختتمت الرسالة بالتأكيد على النصر: "لما كنت تعدنا دائمًا بالنصر، نعدك بالنصر مجددًا.. أبناؤك الأوفياء؛ مجاهدو المقاومة الإسلامية".

وكان استشهاد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد أحدث صدمة عميقة في صفوف كافة مؤيديه ومتابعيه، إضافة إلى المراقبين للشأن اللبناني والإقليمي. حيث اعتُبر طوال الوقت شخصية "محصّنة" لا يمكن الوصول إليها، وذلك بفضل الحراسة الأمنية المشددة، التي ترافقه وتحميه.

مقالات مشابهة

  • التميمي يزور مدرسة بركات الزهراء التي نشرنا عنها سابقا ويوعز بحل المشكلات فيها
  • إيران كانت في الموعد
  • مقاتلو حزب الله يوجهون رسالة إلى حسن نصر الله.. ماذا قالوا فيها؟
  • زيادة فواتير الطاقة في بريطانيا تهدد الفقراء بشتاء قارس
  • من الاغتيالات وتفجيرات «البيجر» إلى الاجتياح.. 14 يوما نزف فيها لبنان
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • كيف كانت أشهر نصر الله الأخيرة؟
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات