الأسبوع:
2025-02-02@08:00:19 GMT

دمعة على قبر أخي

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

دمعة على قبر أخي

كانت اللحظات صعبة، مؤلمة، حتى وقت متأخر من المساء كانت كل مشاعري معك، أتذكر أجمل الأيام وأصعب الأيام ومحطات الزمن مره وحلوه. أفراحنا وأتراحنا، مسيرتنا التي بدأت منذ زمن طويل، أيام لا تعرف الفراق، روح واحدة في جسدين.

اليوم الثلاثون من ديسمبر عيد ميلادك يا أخي، إنه عيد الميلاد الأول الذي لا أهنئك فيه، وأجلس إلى جوارك، أشتم أنفاسك ودقات قلبك، أتأمل ابتسامتك.

ياه تمضي الأيام سريعًا رغم الحزن والألم، اقتربنا من موعد ذكرى رحيلك في التاسع من مايو من العام المقبل. أتذكر وأنت تأتي إليّ بهديتك السنوية في ذكرى عيد ميلادي، درع يحمل صورتي، وكلمات تكتبها بحبر القلب والمحبة.

الكاتب الصحفي مصطفى بكري وشقيقه الدكتور محمود بكري

في الصباح الباكر من يوم عيد ميلادك، كنت قد عقدت العزم على السفر، إلى هناك، إلى بلدتنا الحبيبة، إلى عشق ترابها.. إلى حيث أوصيت بدفنك إلى جوار أمي وأبي، كانت وصيتك، وعندما سألتك: لماذا هناك وليس هنا، حيث الأسرة الصغيرة؟ كان ردك: حتى يبقى الأبناء على صلة بموطني الصغير بالبلدة التي نشأنا فيها، وعشنا فيها أصعب المراحل، واجهنا منها التحديات وانطلقنا منها إلى القاهرة بقيت دومًا وجهتنا الأولى في الحياة، وستبقى وجهتنا في الآخرة.

هل تتذكر يا أخي، كنا نمشي في دروبها وحواريها وسط أهلنا الفقراء؟ هل تتذكر الحياة القاسية التي كانت دافعنا؟ هل تتذكر كلمات أمي ونصائح أبي: إياكم والافتراق، كونوا يدًا واحدة قرشكم واحد وطعامكم واحد.. لا تنسوا بلدتكم ولا أهلكم أنتم أولاد الفقراء فكونوا دومًا مع الفقراء.. ؟

لم تكن لنا طموحات سوى طموحات الوطن.. لم نسع أو نتلهف، لم ننس الأهل، بل بقينا معهم في كل لحظة، كانت أسعد لحظاتنا عندما نجلس سويًا في دار الأيتام التي أقمناها ببلدتنا «المعنا» نربت على ظهورهم، نتناول معهم الحلوى، ونقدم لهم الهدايا.. كانت فرحتنا مع فرحتهم، في قنا أو حلوان أو أي مكان آخر لا نبغي شيئًا من هذه الدنيا إلا رضاء الله ورضاء الغلابة ورضاء الضمير.

كنت مكمن السر، والحكمة، جسورًا، قويًا، لا تهاب إلا الله والضمير، وعندما دخلت إلى مجلس الشيوخ نسيت نفسك تمامًا ورهنت كل شيء من أجل دائرتك الانتخابية في حلوان، كنت تُمضي فيها كل الوقت، تتجول في شوارعها، تسعد مع كل إنجاز، كنت أحاول كثيرًا أنصحك بأن تراعي صحتك، وأن تعطي لنفسك قسطًا من الراحة، كنت ترفض. لم ترفض لي طلبًا في حياتي إلا ذلك، كنت مبهرًا سريع الإنجاز، تعلق بك الناس في حلوان كثيرًا، ولم أكن أعلم أنك كنت تشعر أن ساعة الرحيل قد اقتربت، وأنك تريد تحقيق أكبر قدر من الخدمات للأهل الذين احتضنونا منذ أول انتخابات خضتها في عام 1995، وكنت أنت السند القوي فيها من خلف ستار.

شهور كأنها الدهر كله، تلك التي فرقتنا، أبعدتنا جسديًا، لكن الروح تبقى واحدة، تبقى خالدة إلى أن ألقاك.. أقف أمام قبرك وجهك يسيطر على المكان، أحاول لملمة دموعي والتماسك أمام الآخرين، لكن أنهار الدموع لم تكن قادرة على تجسيد الله. أعرف أنه قضاء الله - سبحانه وتعالى- أدرك أننا كلنا ماضون، لكن اعذرني يا أخي، فأنت اختطفت روحي وامتلكت فؤادي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور محمود بكري الكاتب الصحفي مصطفى بكري مصطفى بكري

إقرأ أيضاً:

أسقف حلوان يدشن كنيسة الأنبا أنطونيوس بأطلس

ترأس الأنبا ميخائيل، أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، ورئيس دير القديس العظيم الأنبا برسوم، قداس تدشين كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بأطلس بحلوان.

وكنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بأطلس هي ثاني الكنائس التي دشنها الأنبا ميخائيل منذ تجليسه على كرسي الإيبارشية، إذ كانت الكنيسة الأولى هي كنيسة الشهيد الإنجيلي مار مرقس الرسول والأنبا شنودة رئيس المتوحدين بمدينة ١٥ مايو.

ويأتي ذلك بمناسبة احتفالات الكنيسة بمناسبتين: الأولى هي ذكرى نياحة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس التي تحل اليوم الخميس، والثانية هي مرور ثلاثين عامًا على تأسيسها.

وخلال مراسم التدشين، قام الأنبا ميخائيل بسيامة القمص كاراس عبد الله في رتبة القمصية، والذي سيم في رتبة القسيسية في العاشر من مارس عام 2000.

وعلى خلفية الاحتفالات، أطلقت الكنيسة فيلمًا تسجيليًا عن تاريخها يحمل شعار «مسكن الله»، بينما أطلق كورال كلمة الله الملحق بالكنيسة ترنيمتين هما: «يا كنيستنا» و«كاهن مختار».

لمحة عن الكنيسة 

تأسست كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بأطلس، في عام ١٩٩٥، في باباوية البابا الراحل شنودة الثالث، وحبرية أسقفها الراحل الأنبا بيسنتي.

يحتضن مبنى الكنيسة كنيستين العلوية لها ثلاث مذابح على اسم الأنبا أنطونيوس، والملاك ميخائيل، والقديس يوسف النجار، والكنيسة الصغيرة لها ثلاث مذابح أخرى على اسم السيدة العذراء مريم، والأنبا بولا، والأنبا متاؤس الفاخوري.

تخدم الكنيسة ٣٥٠ أسرة بتسعة مناطق هي أطلس، ومساكن شرق حلوان، ومدينة الطيران، ومدينة الشمس، ومدينة الشمس الجديدة، ومنشية السلام، والعزبة القبلية، والعزبة البحرية، وبين العزبتين.

بالكنيسة عدة خدمات واجتماعات مثل مدارس التربية الكنسية، واجتماعات الشباب، والسيدات، وذوي الهمم، ودراسة الكتاب المقدس، والأسرة، وخدمات الرحمة، والكوتشينج، ومحو الأمية، ومدرسة الشمامسة.

تعتبر الكنيسة ضلعا من مثلث كنائس أطلس والمشروع الأمريكي، برفقة كنيستين اخرتين انبثقا عنها وهما كنيسة الأباء الرسل الأطهار والأنبا كاراس السائح بالمشروع الأمريكي، والشهيد العظيم أبي سيفين بالمشروع الأمريكي.

وتخضع كنائس أطلس والمشروع الأمريكي لتدبير ورعاية الأنبا ميخائيل أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة وكل تخومها ورئيس دير القديس العظيم الأنبا برسوم، ويتولى رعاية الكنائس ٦ كهنة هم القمص كاراس عبد الله، القس يوحنا جابر، القس أرسانيوس جابر، القس متاؤس عياد، القس نوفير سمير، القس أبانوب ميلاد.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • أدعية شهر شعبان.. فيها مفاتيح الجنان
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • سنن الجمعة الأولى من شعبان الواردة عن رسول الله.. اغتنمها فيها خير كثير
  • خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج «فيديو»
  •  الداعية خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج «فيديو»
  • أسقف حلوان يدشن كنيسة الأنبا أنطونيوس بأطلس
  • الشيخ خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا