قتل عشرة من الحوثيين اليمنيين وأُصيب اثنان اليوم الأحد بقصف أمريكي استهدف زوارق هاجمت سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر.

وأعلن الجيش الأمريكي، الأحد، إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردا على ثاني هجوم تتعرض له سفينة  حاويات في البحر الأحمر خلال أقل من 24 ساعة، ما دفع الشركة المالكة للسفينة إلى تعليق العبور في المنطقة لمدة 48 ساعة.

إقرأ المزيد الحوثيون يحذرون.. واشنطن وحلفاؤها يسعون لعسكرة البحر الأحمر

وأفاد مصدر ملاحي في ميناء الحديدة الخاضع للحوثييين عن "مقتل عشرة حوثيين وإنقاذ اثنين أصيبا في القصف الأميركي على الزوارق الحوثية التي هاجمت سفينة قبالة الميناء.

وأكد مصدر ملاحي آخر، حصيلة القتلى مشيرا إلى أن "أربعة ناجين وصلوا إلى الحديدة ومعهم جريحان نقلا إلى مستشفى الصماد.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت في بيان نشرته عبر منصة "إكس": أن مروحيات أميركية استجابت لنداء استغاثة من سفينة "ميرسك هانغتشو" الدنماركية للحاويات التي ترفع علم سنغافورة، بسبب تعرضها لهجوم من أربعة قوارب تابعة للحوثيين.

وأضافت القيادة، أن القوارب لم تستجب لنداء صوتي تحذيري من المروحيات وفتحت النيران باتجاهها، ما أجبر المروحيات على إطلاق النار وإغراق ثلاثة من الزوارق الأربعة، وقتل طواقمها.

إقرأ المزيد الحوثيون يعلنون تخريج 20 ألف مقاتل في الدفعة الأولى من دورات "طوفان الأقصى" (صور)

وأضافت أن القارب الرابع فر من المنطقة، ولم يلحق أي أذى بالأفراد أو المعدات الأمريكية.

ويوم السبت أسقطت مدمرة أمريكية صاروخين باليستيين مضادين للسفن أُطلقا من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

وحتى الساعة، لم يعلن الحوثيون رسميا مسؤوليتهم عن الهجومين على سفينة "ميرسك هانغتشو". لكن ذلك يأتي في وقت كثف فيه الحوثيون من هجماتهم على سفن البحر الأحمر ما يهدد بتعطيل تدفقات التجارة البحرية العالمية.

ويؤكد الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أنهم سيواصلون هجماتهم هذه طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتشن عليه حملة قصف متواصلة وعمليات برية منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وفي أعقاب الحادث، أعلنت "ميرسك"، وهي واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، تعليق عبور سفنها في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة، لإجراء تقييم للوضع الأمني.

وحولت العديد من شركات الشحن مسارات سفنها على خلفية أزمة البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو طريق طويل ومكلف.

ويعتبر البحر الأحمر بمثابة "طريق سريع" يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، وبالتالي أوروبا بآسيا. وتمر عبره قرابة 12 بالمئة من التجارة العالمية، بحسب غرفة الشحن البحري الدولية.

ودفعت هذه الهجمات الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف دولي باسم "حارس الازدهار" يضم أكثر من 20 بلدا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

والحوثيون هم جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضد إسرائيل ويضم أيضا كلا من حماس وحزب الله اللبناني. من جهتها تنفي طهران تقديم الدعم العسكري لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

المصدر: AFP

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة الحوثيون حركة حماس حزب الله قطاع غزة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

رُب ضارة نافعة.. هجمات البحر الأحمر تُدر الملايين على سفن الحاويات

يشكل الطقس المتقلب خطرا على أعالي البحار. وتشكل الأسواق المتقلبة تهديدا مماثلا لصناعة سفن الحاويات التي تحمل 80% من حجم البضائع المتداولة دوليا. فقد أدى وباء كورونا، الذي أبقى الناس في منازلهم شهورا دون أن يفعلوا شيئا سوى الشراء إلى ارتفاع أسعار الحاويات إلى عنان السماء حسب ما تقول مجلة الإكونوميست.

وعام 2022 تجاوز العائد على رأس مال الخطوط الملاحية 40%، أكبر الأرباح المحققة، فقد كانت 3 أضعاف إجمالي الأرباح خلال العقدين الماضيين مجتمعين. وانخفضت الأسعار والعوائد مع تراجع الطلب وبدأت شركات الشحن في استلام السفن الجديدة المطلوبة خلال فترة الازدهار.

ثم أدت هجمات جماعة جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر إلى تراجع نشاط قناة السويس المصرية. وقد أدى هذا الاضطراب إلى إعادة المعدلات إلى مستويات قياسية في عمليات الشحن البحري لم يتم تجاوزها إلا خلال الوباء. فإلى متى ستستمر الأوقات الجيدة هذه المرة؟

وتقول إكونوميست إن هذا قد لا يدوم طويلا، ويعتقد أحد الوسطاء أن متوسط ​​العائد على رأس مال شركات الشحن البالغ 4.7% بين عامي 2002 و2019 تراجع في أعقاب تكلفة رأس المال، والتي بلغ متوسطها 10% أو نحو ذلك.

ويستغرق بناء السفن الجديدة بضع سنوات، وفق بيمكو وهي جمعية صناعية. ففي عام 2023 أضاف الأسطول العالمي قدرة تبلغ حوالي 2.3 مليون وحدة مكافئة 20 قدمًا (المقياس المعياري لحجم الحاوية) متجاوزًا الرقم القياسي السنوي السابق بنسبة 37%. ووصل مليون آخر في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024.

وفي فبراير/شباط الماضي، دفعت المخاوف بشأن فائض سفن الشحن شركة "إيه بي مولر ميرسك" (وهي ثاني أكبر خط شحن في العالم) إلى التحذير من أنها قد تخسر ما يصل إلى 5 مليارات دولار هذا العام. والآن تعتقد ميرسك أنها ستحقق بدلا من ذلك ربحا قبل الضريبة ربما يصل 3 مليارات دولار، فما الذي تغير؟

أبرز موانئ البحر الأحمر وحجم المبادلة السنوية (الجزيرة) ارتفاع الطلب

يشير ستيفن غوردون، من شركة كلاركسون لوساطة السفن، إلى أن الاضطراب بالبحر الأحمر هو السبب الرئيسي لارتفاع الطلب. ولا يظهر الحوثيون أي مؤشرات على التوقف عن هجماتهم. وفي الأيام الأخيرة، قُتل بحار، وغرقت سفينة وتركت أخرى مشتعلة بالنيران.

وكان هذا الممر المائي، حسبما تقول الإكونوميست، يمثل 30% من حركة الحاويات العالمية، لكن 90% من السفن التي كانت ستعبر البحر الأحمر تغير الآن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح أقصى جنوب قارة أفريقيا، مما يضيف فترة أسبوع أو أسبوعين على الأقل إلى الرحلات من آسيا إلى أوروبا وأميركا.

وتعني الرحلات الأطول أن هناك حاجة إلى المزيد من السفن لنقل نفس الحجم من البضائع في فترة معينة.

كما أن الهجمات الحوثية أثرت على نشاط قناة السويس في وقت تقوم فيه قوى أخرى بزيادة خطوط الشحن.

سفن الشحن البحري مدن الحديد المرعبة التي تجوب البحار (الجزيرة)

ولقد تجنب الاقتصاد العالمي الركود، ووصل موسم الذروة لحركة الحاويات مبكرًا، حيث قام المستوردون بالتخزين لعيد الميلاد لتجنب الاضطرابات والتعريفات المحتملة والزيادات الإضافية بأسعار الشحن، حسبما يوضح بنك "إتش إس بي سي".

والآن تضاعفت تكلفة إرسال حاوية من شنغهاي بالصين إلى الساحل الغربي لأميركا منذ أواخر أبريل/نيسان، لتصبح الآن أكثر من 4 أضعاف ما كانت عليه أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأقل بنسبة 12% فقط من ذروة وباء كورونا في فبراير/شباط 2022.

وإذا ظل البحر الأحمر مضطربا حتى وقت لاحق من هذا العام، فإن الطلب الإضافي يمكن أن يمتص زيادة الأساطيل المتنامية بشكل أو بآخر، والذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 8% هذا العام. وإذا تراجع الحوثيون عاجلاً، فإن ذلك سيترك العديد من السفن الجديدة عاطلة عن العمل.

ماذا عن السنوات المقبلة؟

يعترف فنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، بأن فائض الشحن هو مرة أخرى إحدى النتائج المحتملة.

وتشير إكونوميست إلى أن العديد من منافسي ميرسك يستخدم المكاسب غير المتوقعة لطلب سفن جديدة. لكن كليرك يظل متفائلاً بإمكانية تجنب زيادة العرض إذا أخرت شركات الشحن استلام السفن من المؤجرين وتخلصت من السفن القديمة عاجلاً، وهي ليست فكرة سيئة لأنها تساعد هذه الشركات على تجديد أساطيلها رغم أن من المرجح أن تظل الأمور "متقلبة وغير متوقعة" إلا أن هذا قد يعني "عقدًا من ظروف السوق القوية" بالنسبة لهذه الصناعة.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يشنون أكبر عدد من الهجمات على السفن
  • الحوثيون يقولون إنهم أجروا مباحثات مع مبعوث بوتين بشأن عملياتهم في البحر الأحمر
  • كبرى شركات الشحن البحري الداعمة للكيان تشكوعمليات اليمن
  • رُب ضارة نافعة.. هجمات البحر الأحمر تُدر الملايين على سفن الحاويات
  • الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية
  • الحوثيون يُعلنون استهداف أربع سفن تابعة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل
  • سنتكوم: تدمير ثلاثة زوارق حوثية مفخخة في البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي يعلن عن دمرنا 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر
  • القيادة المركزية الأمريكية: تدمير 3 زوارق مسيرة تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر خلال الـ24 ساعة الماضية
  • بزورق طوفان المدمر.. فيديو استهداف سفينة في البحر الأحمر ينشره المتحدث باسم الحوثيين