حميدتي لرئيس جيبوتي: أكدت استعدادنا غير المشروط للتفاوض
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" الأحد، أنه أكد لرئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله خلال لقائه به استعداده "غير المشروط" للتفاوض من أجل تحقيق "سلام عادل وشامل" في البلاد.
وحاليا، تتولى جيبوتي الرئاسة الدورية للهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، وهي منظمة تأسست في عام 1996، ومقرها في جيبوتي، وتضم إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان وجنوب السودان.
وكان من المقرر أن يلتقي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مع حميدتي الخميس الماضي في جيبوتي، لكن اللقاء تأجل بسبب عدم تمكّن الأخير من الوصول لمكان الاجتماع لأسباب فنية، وفقا ما أعلنته وزارة الخارجية السودانية نقلا عن بيان لوزارة الخارجية الجيبوتية. وأضافت أن الترتيبات ستمضي لجمع الرجلين خلال يناير/كانون الثاني المقبل.
وكان حميدتي قد اجتمع -الأربعاء- مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، في أول زيارة خارجية معلنة منذ اندلاع القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في أبريل/ نيسان الماضي، قبل أن يتوجه صباح الخميس إلى إثيوبيا ويلتقي رئيس وزرائها آبي أحمد في العاصمة أديس أبابا.
وقال حميدتي، عبر حسابه في منصة إكس، "سعدت اليوم (الأحد) بزيارة الشقيقة جمهورية جيبوتي ولقاء فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله".
وأضاف: "قدمت (…) شرحا لتطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الجارية الآن. وطرحت رؤيتنا لوقف الحرب والوصول إلى حل شامل ينهي معاناة شعبنا العظيم".
وقال: "أكدت استعدادنا غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل".
وقال وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، عبر منصة "إكس" الأحد، إن زيارة حميدتي إلى جيبوتي ولقاءه الرئيس جيله "تندرج في إطار مساعي جيبوتي بصفتها رئيسة إيغاد، للوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان".
وأضاف: "كان اللقاء بين الرئيس إسماعيل وقائد قوات الدعم السريع مهما لبلورة رؤية تساعد الأطراف في الوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان الشقيق".
والسبت، قال الوزير الجيبوتي إنه في الأسبوع المقبل ستمهد جيبوتي الطريق للحوار السوداني وتستضيف "اجتماعا حاسما"، دون تفاصيل.
ومنذ منتصف أبريل/نسيان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هزائم الدعم السريع
يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.
في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.
وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.
الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.
إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود
ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.
وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.
وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.
مسيرات الدعم
وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.
وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.
ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.