حزن نهايات الأعوام.. لا تبحث عن الإنجازات وكن ممتنا للألم
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
نهاية العام، مع ما يصاحبها من أمنيات لعام جديد، فإن الكثيرين لا يفارقهم الحزن والاكتئاب في هذا التوقيت من العام، فيصبح موسما للوحدة والعزلة بدلا من أن يكون مناسبة لقضاء الوقت مع الأصدقاء ومشاركة الآخرين لحظات سعيدة وأفكارا ممتعة، وتتحول لحظات الفرح والأحلام إلى فصل جديد من فصول التكدير والتفكير في الإخفاقات الماضية.
هذا العام لا يمتلك الكثيرون الرغبة في الاحتفال، فقد أثرت الأزمات العالمية المتتالية على مزاج الغالبية، واختفت الاحتفالات من الكثير من المنازل، إما إثر أزمات اقتصادية وإما من الآثار النفسية التي تركتها حرب غزة وما يحدث للسودانيين في الأيام الأخيرة من العام، لكن ربما التماس الفرح يضفى بعضا من البهجة على العام الجديد، لهذا تنصح الطبيبة النفسية ماري سي ليم، الأستاذة في معهد رايت في كاليفورنيا، في مقالها المنشور عبر موقع "سيكولوجي توداي"، بعدم تتبع الأحزان في فترة الأعياد، وبدايات الأعوام، واستبدال التفكير السلبي بآخر إيجابي يفتح أبواب الأمل ويذكرك دوما بما حققته في العام الفائت.
الحزن حالة فردية، لا تتشابه حالة مع أخرى، والاستجابة للخسارة مختلفة ومميزة، وكل واحدة تحمل روح صاحبها، قد يكون هناك أوجه للتشابه، لكن لكل تجربة قالبها الذي يختلف بحسب الذكريات والعاطفة والقدرة على التعامل مع الفقد والخسارة، لذا تنصح أستاذة معهد رايت بممارسة 4 طرق قد تنفع بعض الأشخاص للتحايل على اكتئاب هذه الفترات والتخلص من الحزن المصاحب لنهاية العام:
4 طرق للتعامل مع حزن نهاية العام ابتعد عن الروتين المعتاد لنهاية السنة، سواء كان حضور مناسبات عائلية، أو تغيير روتين وجباتك التي كنت قد اعتدت تناولها في الأعوام السابقة وتشاركها مع آخرين لم يعودوا موجودين . الاعتراف بحزنك أو اشتياقك وتقبله: التعامل مع المشاعر كجزء طبيعي من تجربة الخسارة، لأن هذا القبول هو ما يجعلك تستطيع السيطرة على حياتك واستعادة القدرة على البقاء آمنا وقادرا على المشاركة والعطاء. تشتت، لا تبق بكامل تركيزك طيلة الوقت، قليل من التشتت يعتبر آلية للتكيف يمكن من خلاله توفير راحة مؤقتة حين يثقل عليك الحزن. تحل بالأمل: الأمل هو شعور بأن الحياة سوف تستمر والأماني الطيبة سوف تتحقق وأن السلام سيعم، وسينتصر الضعفاء ويسود الأمل.قسم عالم علم النفس الأميركي إريك إريكسون، مراحل نمو وتطور الإنسان إلى 8 أقسام بداية من الولادة وحتى آخر العمر، فجاء الحزن واليأس في المرحلة الأخيرة منها، مع اقتراب النهايات، نهاية العمر والأحلام والطموحات، فإما حصادا يدفعك لمواصلة واثقة وإما اكتئابا وحزنا مقيما لشعورك بعدم الإنجاز طيلة عمرك.
هكذا هو حزن نهاية العام كما تصفه استشارية الطب النفسي بالقصر العيني ورئيسة قسم الصحة الجنسية بالجمعية العالمية للطب النفسي، الدكتورة رضوى سعيد عبدالعظيم، والتي أكدت في حديثها للجزيرة نت أن الكآبة المسيطرة على أغلب الناس في هذه الأوقات، ليس مرجعها عدم الإنجاز في العام السابق أو الأحداث المؤلمة التي مر بها العالم، لكن كذلك لأن كل المؤشرات تشير إلى غياب الأمل في القادم، ومعظم التوقعات تتجه إلى عام يحمل من اليأس والإحباط أضعاف ما مضى، ففقد الجميع سحابة الأمل التي كانوا يتشبثون بها مع نهاية كل عام.
تفرق رضوى عبد العظيم بين حالتين من الحزن في نهاية العام، فهناك حزن الواقعي الذي يتألم لسبب حقيقي وكارثة ألمت به في العام الفائت، وهناك أيضا حزن الأشخاص "الطامعين" التي تصفهم "رضوى" بأنهم غير المكتفين بالإنجاز مهما كان، ودائما يرونه غير كاف ولا عادل، ويجلدون أنفسهم لمجرد الرغبة في المزيد من الإنجازات دون الشعور بالامتنان لما حققوه بالفعل و بما أنجزوه في حياتهم.
إن الوصول إلى سلام نفسي في نهاية العام، وإيمان راسخ بأن الأيام تحمل الخير، والشر ليس مقيما على الأبواب كما يعتقد بعضهم، وأن الحزن زائل مهما طال والخير قادم برغم كل المؤشرات السيئة، تلك الحالة التفاؤلية والروحانية كما تصفها استشارية الطب النفسي بالقصر العيني، لا يصل إليها في ظل الظروف الحالية إلا نوعان من البشر أولهم أصحاب الإيمان والروحانيون والمسَلمون برضا وقبول لأقدار الله.
أما النوع الثاني من أصحاب التفاؤل فهم "محدودو الوعي"، فهم لا يفكرون في أكثر من يومهم الحالي، فإذا مر بسلام فستمر بقية الأيام، وإذا هطل المطر فالزرع قادم والخير آت، تقول عبد العظيم "لو نظرنا لحالة مريضة بسرطان الثدي قادمة من الريف بلا معلومات مسبقة عن السرطان والعلاج الكيميائي وسقوط الشعر والمضاعفات التي قد تصيبها، سنجدها أفضل حالا وصحة من مريضة أخرى متعلمة ولديها من الوعي ما مكنها من معرفة المرض وآثاره وبالتالي كان لهذا الوعي أثر سلبي على صحتها وقدرتها على تجاوز المرض".
تؤكد أستاذة علم النفس رضوى عبد العظيم أن نصائح الابتعاد عن مشاهد القتل والدمار ليست رفاهية، فبعض الجهل أحيانا مفيد للغاية للحفاظ على القليل من التوازن النفسي، وبالتالي يخفف من حدة الحزن والاكتئاب في فترات مثل نهاية العام.
التغيير والتطوير ومحاولة إسعاد غيرك للخروج من الحزن من أهم الطرق الناجعة في التغلب على اكتئاب نهاية العام، ومحاولة إسعاد شخص في نهاية السنة فعل قادر على تغيير نظرتك للأيام ما مضى منها وما هو قادم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نهایة العام من الحزن
إقرأ أيضاً:
المشايخي يحقق ذهبية وفضية في بطولة الجائزة الكبرى لذوي الإعاقة بالهند
حقق لاعب المنتخب الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة محمد بن جميل المشايخي ميداليتين ملونتين، إحداها ذهبية في رمي الصولجان وفضية في دفع الجلة، لتصبح حصيلة سلطنة عُمان 4 ميداليات منها ذهبيتان وفضية وبرونزية، وذلك في ختام مشاركة اللجنة البارالمبية العمانية في منافسات بطولة الجائزة الكبرى لألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة التي تستضيفها العاصمة الهندية نيودلهي خلال الفترة من 9 إلى 15 مارس الجاري، وكان المنتخب قد حقق ميداليتين، ذهبية الجري 100 متر وبرونزية الوثب الطويل، عن طريق لاعبه طه بن عبدالله الحراصي، في البطولة التي يشارك فيها أكثر من 280 لاعبًا ولاعبة من الأشخاص ذوي الإعاقة من 20 دولة، واستطاع لاعب المنتخب الوطني محمد المشايخي الحصول على الميدالية الذهبية في رمي الصولجان بعدما حقق مسافة 31.67 متر، فيما حقق فضية دفع الجلة بعدما حقق مسافة 9.45 متر.
مؤشر جيد
وفي هذا الجانب قال محمد بن عبدالله الهنائي، رئيس بعثة سلطنة عُمان في البطولة: ما تحقق من إنجازات في البطولة ثمرة جيدة تضاف إلى الإنجازات التي حققها اللاعبون في مختلف البطولات، وهي مؤشر جيد أن رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة في الاتجاه الصحيح وأن لاعبي المنتخب الوطني لألعاب القوى البارالمبي منتخب الإنجازات ولا تخلوا أي مشاركة من حصيلة جيدة من الميداليات وبمعدلات ممتازة، حيث شارك كل لاعب في هذه البطولة في مسابقتين واستطاع كلا منهم تحقيق ميداليتين بواقع ميدالية في كل سباق، حيث حقق طه الحراصي ذهبية وبرونزية، فيما حقق محمد المشايخي ذهبية وفضية، فلله الحمد والمنة على ما تحقق، مشيدًا بالإصرار والعزيمة التي تحلى بها اللاعبون في المسابقات والتي كانت دافعًا كبيرًا لتحقيق هذه الحصيلة الجيدة من الميداليات الأربع، والشكر للجهود المخلصة التي بذلها الجهاز الفني للارتقاء بمستوى اللاعبين ورعايتهم سواء في البطولة أو في التدريبات التي سبقت البطولة، والتي كانت عوامل دفعت باللاعبين إلى تحقيق هذه الإنجازات المحملة بالرغبة الصادقة لرفع علم سلطنة عُمان في هذه البطولة وسط 280 لاعبًا ولاعبة من 20 دولة، وفي ختام حديثه توجه بالشكر لوزارة الثقافة والرياضة والشباب على دعمها المتواصل للمنتخبات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن المشاركة في البطولة إحدى محطات إعداد المنتخب لدورة غرب آسيا التي تستضيفها العاصمة مسقط في 2026 والتي نتطلع من خلالها لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وأشاد أسعد القرني، مدرب المنتخب الوطني لألعاب القوى بما حققه لاعبا المنتخب الوطني محمد المشايخي وطه الحراصي من إنجازات في البطولة، وقال: سعداء بحصول لاعبي المنتخب الوطني على ذهبيتين وفضية وبرونزية من أربع مسابقات لألعاب القوى البارالمبية، وهي ولله الحمد حصيلة ممتازة بالنظر إلى حجم المشاركة التي وصلت إلى 280 لاعبًا ولاعبة من 20 دولة حول العالم، واستطاع أبطالنا إثبات قدرتهم على تحمل المسؤولية ونجحوا بالإرادة والعزيمة والإصرار في تحقيق هذه الحصيلة الطيبة من الميداليات في بطولة الجائزة الكبرى لألعاب القوى، موضحًا أن المنافسات كانت قوية ومثيرة والكل كان يسعى للوصول إلى منصات التتويج والحصول على الميداليات.
وأضاف: ما حققه لاعبا المنتخب من ميداليات ملونة هو امتداد للإنجازات السابقة للمنتخب في مختلف البطولات الدولية، وستكون بإذن الله تعالى حافزًا معنويًا كبيرًا ودافعًا لجميع لاعبي المنتخب الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق المزيد من النجاحات في البطولات القادمة سواء في بطولة العالم في أكتوبر القادم، أو في البطولات القادمة التي تتضمنها أجندة 2025، ونتمنى أن تكون هذه الإنجازات محطات لإعداد لاعبي المنتخب الوطني لدورة ألعاب غرب آسيا التي تستضيفها مسقط عام 2026م، وتوجه بالشكر والتقدير لوزارة الثقافة والرياضة والشباب وجميع الداعمين للمنتخب في هذه البطولة، والشكر للجنة البارالمبية العمانية على جهودها الكبيرة من أجل تحفيز اللاعبين ورعايتهم، والتي كان لها الأثر الطيب في الحصول على الميداليات الملونة.
وعبر محمد بن جميل المشايخي، لاعب المنتخب الوطني البارالمبي لألعاب القوى عن سعادته بالحصول على ذهبية منافسات رمي الصولجان وفضية دفع الجلة، وقال: الحمد لله دائمًا وأبدًا على هذا الإنجاز الذي أهديه إلى جماهير سلطنة عُمان وللجنة البارالمبية العمانية وإلى كل الداعمين، مضيفًا إن بطولة الجائزة الكبرى لألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة من البطولات القوية التي تشهد منافسات حامية بين اللاعبين، ولكن ولله الحمد والمنة استطعت بالإرادة والعزيمة أن أحقق الإنجاز الذي يليق بسلطنة عُمان، وهي فاتحة خير ممتازة بالنسبة لي وتحضير جيد قبل بطولة العالم للألعاب البارالمبية بالهند خلال أكتوبر القادم، واعتبر البطولة محطة من محطات التحضير والإعداد، والمشوار لا يزال صعبًا وأسير إليه بمزيد من العطاء والعزيمة الصادقة من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات لسلطنة عُمان.
وأضاف: ما تحقق من إنجاز في هذه البطولة هو ثمرة جهد وعمل كبير ودعم متواصل سواء من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في اللجنة البارالمبية العمانية أو من الجهاز الفني الذي بذل جهودًا كبيرة معنا للوصول إلى هذه المستويات، وكذلك الرغبة الأكيدة والمتواصلة منا في التدريبات رغم كل الصعوبات المحيطة، مؤكدًا أن الإنجازات ستتواصل بإذن الله تعالى في السباقات والبطولات القادمة، مهنئًا زميله عبدالله الحراصي حصوله على ميداليتين ذهبية وبرونزية، والتي ستكون دافعًا لنا جميعًا لبذل المزيد من الجهود.