مجلس الأمن يتبنى قرارا بخصوص الوضع الإنساني في أفغانستان
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يهدف إلى تحسين الوضع الإنساني في أفغانستان والتعامل مع مسألة حقوق المرأة هناك.
وأعدت اليابان والإمارات العربية المتحدة بصورة مشتركة القرار الذي تم تبنيه بأغلبية الأصوات.
وبحسب موقع الأمم المتحدة، فإن القرار يشدد على الحاجة إلى معالجة مجموعة من القضايا التي تواجهها أفغانستان على نحو شامل، بما في ذلك حقوق المرأة والأمن والإرهاب والمخدرات.
ويحث القرار الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأطراف المعنية الأخرى على زيادة انخراطهم في أفغانستان، حتى يمكن إعادة دمج البلاد بالكامل في المجتمع الدولي، وأن تفي بالتزاماتها الدولية.
كما يطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين مبعوث خاص لأفغانستان لتنسيق الجهود.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أفغانستان حقوق المرأة قرار مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
حين يصبح التردد قراراً حتمياً
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن ..
يُنظر إلى التردد أحياناً كمرآة للضعف، وكأن الحسم هو المعيار الوحيد للقوة. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً من هذا التصور السطحي. فعدم اتخاذ القرار ليس دائماً انكساراً أمام المجهول، بل هو أحياناً تعبير عن وعي عميق بالتوازنات التي تفرضها الحياة، تلك التي لا تُرى بالعين المجردة ولكن يُشعر بها في عمق الروح والعقل.
من الناحية الاجتماعية، الإنسان ليس كائناً مستقلاً يعيش بمعزل عن محيطه. قراراته تتشابك مع منظومة من العلاقات والروابط، من العائلة إلى المجتمع الأوسع. في كثير من الأحيان، يكون الامتناع عن اتخاذ قرار صادم أو متسرع شكلاً من أشكال المسؤولية الاجتماعية، لا خوفاً من المواجهة بل احتراماً لتداعيات ذلك القرار على الآخرين. ففي مجتمع تُحدد فيه الروابط العائلية والتقاليد مسارات الحياة، قد يكون الصمت أو التأني موقفاً أكثر حكمة من قرارٍ لا يأخذ في الحسبان تعقيدات البيئة المحيطة. وقد أظهرت دراسة عراقية نُشرت في جامعة المستقبل أن الخوف من تحمل المسؤولية أو الفشل ونقص الخبرة من أبرز العوامل التي تدفع الأفراد، إلى التردد في اتخاذ القرارات.
أما من الناحية النفسية، فالتردد ليس إلا محطة تأمل داخلية، مساحة يخلقها العقل ليوازن بين الرغبات والمخاوف. في هذه المساحة، ينضج التفكير وتتبلور الخيارات…..عدم اتخاذ القرار قد يكون تعبيراً عن صراع داخلي بين ما نريد فعلاً وما نخشى خسارته. إنه ليس هروباً من الحسم، بل فرصة لاستكشاف الذات بعيداً عن ضغط اللحظة. فالتفكير المتأني يمنح الإنسان القدرة على فهم أعمق لمشاعره ودوافعه، مما يجعله أكثر قدرة على اتخاذ قرارات راسخة عندما يحين وقتها. وفي هذا السياق، أشار البروفيسور قاسم حسين صالح إلى تأثير الأزمات النفسية والاجتماعية على ازدياد ظاهرة التردد نتيجة الضغوط التي تعيشها الأفراد في بيئات مضطربة.
ومن منظور أخلاقي، يكمن في الامتناع عن اتخاذ القرار أحياناً بُعدٌ قيمي عميق. فليس كل قرارٍ يُتخذ بسرعة هو قرار صائب. هناك قرارات تفرض التروي لأن نتائجها لا تتوقف عند حدود الذات، بل تتجاوزها لتؤثر على مصائر آخرين. في هذه الحالة، يصبح الامتناع عن اتخاذ القرار شكلاً من أشكال الأمانة الأخلاقية، حيث يقف الإنسان وجهاً لوجه أمام مسؤوليته عن العواقب……دراسة أخرى عن الذكاء الاستراتيجي وعلاقته باتخاذ القرار لدى القيادات أكدت أن التردد ليس دائماً عيباً، بل قد يكون نتاجاً لوعي عميق بضرورة دراسة الموقف من جميع زواياه قبل إصدار حكم نهائي.
القوة الحقيقية لا تكمن في اتخاذ القرار بسرعة، بل في القدرة على الانتظار عندما يتطلب الأمر ذلك. في عالم يقدس الحسم الفوري ويرى في التردد ضعفاً، يبقى الوعي بأن لكل قرار وقته ووزنه دليلاً على نضج فكري وروحي. فعدم اتخاذ القرار ليس فراغاً، بل هو امتلاء بصبر الحكمة، وتوازن العقل، ونقاء الضمير.
د. سعد معن