حقق مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، الذي انعقد مؤخرا في الإمارات على مدار أسبوعين، قائمة من الإنجازات غير المسبوقة في تاريخ المؤتمر.

وتم التوصل إلى 28 قرارا أبرزها معالجة دور الوقود الأحفوري بشكل مباشر في القرار النصي الخاص بـ"كوب 28"، الأمر الذي يعد أهم إنجاز في العمل المناخي العالمي منذ اتفاق باريس لعام 2015، وفق صحيفة "ذا ناشونال".

كذلك تم التأكيد على ضرورة العمل للسيطرة على متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية لينحصر عند 1.5 درجة مئوية، لتجنب المزيد من الآثار السلبية لتغير المناخ.

ومن إنجازات المؤتمر البارزة أيضا، إطلاق صندوق "ألتيرا" للتمويل المناخي من قبل الإمارات برأس مال قدره 30 مليار دولار، بالإضافة إلى حشد المؤتمر أكثر من 85 مليار دولار كتمويلات مالية تجاه العمل المناخي.

وكان المؤتمر النسخة الأكثر حضورا أيضا، إذ تم تسجيل أكثر من 80 ألف شخص.

كما تم التوصل إلى اتفاق يدعو إلى الانتقال من استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.

وأعطى تفعيل "صندوق الخسائر والأضرار" في اليوم الأول من القمة، زخما للمحادثات التي جرت في "كوب 28"، علما أنه أنشئ في "كوب 27"، ويسعى إلى مساعدة البلدان الضعيفة على التعامل مع الآثار الشديدة لتغير المناخ.

وبدأت البلدان في تكثيف جهودها والمساهمة على الفور في الصندوق، حيث تم التعهد بما لا يقل عن 792 مليون دولار حتى الآن.

ودعا "كوب 28" أيضا إلى "الدعم المالي السريع" من الدول الغنية، وانتقدتها لفشلها في الوفاء بتعهدها الذي وعدت به منذ فترة طويلة بقيمة 100 مليار دولار.

وفي النتائج التي تم التفاوض عليها، دعت البلدان إلى مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2030، وحثت على الوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2025، وتبني هدف عالمي لوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030.

تعهدات تقودها الإمارات في العمل المناخي

• سعت دولة الإمارات إلى دفع العمل المناخي من خلال 11 مبادرة تاريخية حول موضوعات مثل النظم الغذائية والصحة وتكييف الهواء وإزالة الكربون من الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة، وتشجيع شركات النفط والغاز على خفض الانبعاثات.

• على سبيل المثال، صادقت 159 دولة على إعلان الإمارات بشأن الزراعة والغذاء والمناخ، ودعتها إلى وضع الغذاء في قلب أجندة المناخ من خلال ربط سياساتها الزراعية بخططها الوطنية للانبعاثات والتنوع البيولوجي.

• قدم "كوب 28" أول نظرة معمقة على آثار تغير المناخ على الصحة، وحظي إعلان الإمارات حول هذا الموضوع بموافقة 144 دولة، وشدد على ضرورة مواجهة الارتباط بين تغير المناخ والصحة.

• حظيت تعهدات أخرى بشأن كفاءة استخدام الطاقة، والهيدروجين، والميثان، وتمويل المناخ، وأنظمة التبريد، والتعافي والسلام (جعل البلدان والمجتمعات الهشة والمتأثرة بالصراعات أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ) بدعم واسع النطاق.

ماذا بعد "كوب 28"؟

- ستعمل دولة الإمارات وأذربيجان والبرازيل - بصفتها الدول المستضيفة لمؤتمر الأطراف 28، وكوب 29، وكوب 30 على التوالي - معا على "خارطة طريق لمهمة 1.5 درجة مئوية" للدفع نحو تحقيق أهداف طموحة في تلك الخطط الوطنية.

- على المستوى الدولي، من المتوقع أن تركز المحادثات في مؤتمر "كوب 29" في أذربيجان، المقرر إجراؤها في نوفمبر 2024، على جمع التمويل اللازم لتحويل رؤية "كوب 28" إلى واقع ملموس.

- سيكون الهدف الرئيسي لمؤتمر "كوب 29" هو الاتفاق على هدف تمويل جديد للعالم النامي، وتم الاتفاق على التعهد السابق من جانب الدول الغنية بتأمين مبلغ 100 مليار دولار في عام 2009، لكن الأموال كانت بطيئة في الوصول لهذا الهدف.

- دعا النص المتفق عليه في "كوب 28" إلى استخدام "كوب 29" كمنصة لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع التأثيرات المناخية قبل فوات الأوان.

- من المقرر أيضا معالجة قضايا التصحر والجفاف في عام 2024، وهو الأمر الذي ستتم مناقشته في المحادثات التمهيدية في بون بألمانيا خلال الصيف قبل قمة منفصلة في المملكة العربية السعودية.

- في مؤتمر "كوب 30" بالبرازيل، ستقوم البلدان بتسليم واجباتها بشأن خططها الوطنية للتحول إلى الطاقة الخضراء التي دعا إليها "كوب 28".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قمة المناخ كوب 28 العمل المناخی تغیر المناخ ملیار دولار بحلول عام

إقرأ أيضاً:

«الصحة» تستعرض إنجازات البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء

دبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «تنفيذي الشارقة» يناقش أفضل الخدمات المقدمة للمجتمع محمد الشرقي يؤكد أهمية تعزيز قيم التلاحم المجتمعي

استعرضت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة، إنجازات البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، وذلك على منصة «صحة الإمارات» الوطنية الموحدة، في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025، الذي ينظم في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة بين 27 و30 يناير الجاري.
وتستهدف الجهات الصحية ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء خلال الحياة أو بعد الوفاة، من خلال توحيد الجهود الوطنية وتطويرها لإنقاذ المرضى المصابين بفشل الأعضاء، وتحسين جودة حياتهم، وتخفيف المعاناة عن أسرهم، مما يسهم في إرساء منظومة صحية رائدة عالمياً تتماشى مع أفضل المعايير الصحية، تجسيداً لرؤية «نحن الإمارات 2031» للارتقاء بالقطاع الصحي نحو آفاق مبتكرة تعزز صحة أفراد المجتمع.
وحققت الإمارات إنجازات نوعية في مجال التبرع ونقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية خلال عام 2024، حيث تمت زراعة 352 عضواً، بزيادة حوالي 22%، بالمقارنة بالأعضاء التي تمت زرعها في 2023، لتغدو الدولة بأعلى معدل استخدام للأعضاء في المنطقة. 
 وتتصدر دول مجلس التعاون الخليجي في مؤشر عمليات زراعة الأعضاء بـ 956 عضواً تم زرعها منذ انطلاق البرنامج في عام 2017. 
كما وظفت الجهات الصحية في الدولة القدرات المتطورة للكوادر الصحية والطبية، حيث تم اعتماد أكثر من 400 متخصص في الرعاية الصحية لتشخيص حالات الموت الدماغي، ما يضمن اتخاذ قرارات دقيقة لتحديد مدى ملاءمة المتبرع للإجراء الطبي، بما يتوافق مع أفضل الممارسات المعتمدة. 
وأكد الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي، أهمية استعراض إنجازات البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025، لتعزيز الوعي المجتمعي، وبناء ثقافة إيجابية حول التبرع بالأعضاء. 
وأشار إلى أن المعرض، الذي يستقطب آلاف المتخصصين والمهتمين بالقطاع الصحي، يشكل منصة تفاعلية لعرض النجاحات الملهمة للبرنامج، وكشف عن أن عدد المرضى الذين تلقوا أعضاء تبرع بها الآخرون خلال 2024 بلغ 338 مريضاً، جاءت جميعها من 110 متبرعين، ما يعكس التلاحم والإنسانية بين أفراد المجتمع في دولة الإمارات.
وذكر أنه تمت زراعة 187 كلية للمرضى، و100 كبد، و39 رئة، و21 قلباً، و3 بنكرياس، إلى جانب زراعة جزءين من الكبد، لافتاً إلى أن دولة الإمارات أصبحت اليوم نموذجاً رائداً في منظومة التبرع بالأعضاء وزراعتها على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث نجحت في بناء برنامج وطني متكامل يجمع بين التميز الطبي والبعد الإنساني. ويمثل برنامج «حياة» قصة نجاح إماراتية متفردة، تعكس رؤية القيادة الحكيمة في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الصحية، وتجسد قيم العطاء المتأصلة في المجتمع. 
من جهته، أفاد الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، بأن استراتيجية التواجد المستمر في المعارض والفعاليات المتخصصة قد أثمرت عن زيادة ملحوظة في أعداد المسجلين بالبرنامج، مستفيدة من التطور النوعي الذي تشهده البنية التحتية الصحية في دولة الإمارات. 
وأشار إلى أن برنامج «حياة» يعد الأسرع نمواً في هذا المجال في العالم، حيث حقق نسبة نمو بلغت 41.7% خلال آخر خمس سنوات، وذلك بحسب نتائج مؤتمر الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • «التغير المناخي والبيئة» تؤكد خلو أسواق الدولة من منتجات كوكاكولا تحتوي على مستويات غير اعتيادية من الكلورات
  • حمدان بن محمد: إنجازات جديدة تتبع مهمة إطلاق "محمد بن زايد سات"
  • 896 مليار درهم إجمالي الأصول.. إنجازات مصرف الإمارات في 2024
  • وزير الكهرباء: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة
  • وزير الكهرباء العراقي: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة
  • «الصحة» تستعرض إنجازات البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء
  • الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخي
  • وزيرة البيئة تفتتح احتفالية البنك الدولي تحت عنوان «العمل المناخي والتحول الأخضر»
  • وزيرة البيئة تفتتح احتفالية البنك الدولي تحت عنوان "العمل المناخي والتحول الأخضر"
  • بحضور محافظي الجيزة والقليوبية.. وزيرة البيئة تفتتح احتفالية «العمل المناخي والتحول الأخضر»