إسرائيل: مستعدون للسماح لسفن أوروبية بتوصيل المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين -اليوم الأحد- إن إسرائيل مستعدة للسماح للسفن بتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك في إطار ممر بحري مقترح من قبرص، وحدد 4 دول أوروبية قادرة على المشاركة المحتملة في هذه العملية.
وأكد كوهين لمحطة إذاعة "103 إف إم" عندما سئل عن الممر البحري أنه "يمكن أن يبدأ على الفور".
وأضاف أن بريطانيا وفرنسا واليونان وهولندا من بين الدول التي لديها سفن قادرة على الوصول مباشرة إلى شواطئ غزة التي تفتقر إلى ميناء مياه عميقة. وبدا أنه يشير إلى أنه يتوقع منهم أن يفعلوا ذلك بدلا من تفريغ المساعدات في إسرائيل.
وتابع كوهين "طلبوا منا أن تأتي المعدات عبر ميناء أسدود الإسرائيلي، والجواب هو لا، لن تأتي عبر أسدود، لن تأتي عبر إسرائيل، نريد فك الارتباط مع مراقبة أمنية، هذا هو هدف هذه العملية".
ولم يصدر تعليق على الفور من لندن أو باريس أو أثينا أو أمستردام.
مقترح قبرصيوبموجب الترتيب الذي اقترحته نيقوسيا لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ستخضع الشحنات للتفتيش الأمني في ميناء لارنكا القبرصي قبل نقلها إلى ساحل غزة على بعد 370 كيلومترا وليس عبر مصر أو إسرائيل.
وإذا مضت الخطة قدما فستمثل أول تخفيف للحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007 بعدما سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع الفلسطيني.
ومع نزوح مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، فإن الفكرة قد تقطع شوطا نحو تلبية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، والذي يدعو إلى توسيع آليات الإغاثة الإنسانية.
وقال مسؤول قبرصي كبير لرويترز إن بريطانيا واليونان عبرتا في السابق عن دعمهما للمبادرة القبرصية، مضيفا أن بريطانيا عرضت سفنا قادرة على الرسو في المياه الضحلة للاقتراب من ساحل غزة.
كما أيد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الخطة القبرصية، التي ستشمل مشاركة أفراد أمن إسرائيليين في عمليات التفتيش في لارنكا.
وترسل عديد من الدول الأوروبية والعربية المانحة مساعدات إلى غزة عبر مدينة العريش المصرية القريبة من الحدد مع القطاع. وشاركت إسرائيل في مراقبة تلك الشحنات، وهو ما تقول بعض وكالات الإغاثة الإنسانية إنه يؤخر وصول المساعدات.
وأمس السبت، ألمحت إسرائيل إلى أنها تعتزم السيطرة على المنطقة الحدودية بين غزة ومصر في إطار جهودها لنزع السلاح في القطاع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أوروبية من توسعة إسرائيل للحرب: لبنان بين الحل الدبلوماسي والمواجهة المفتوحة
يتأرجح المشهد السياسي والعسكري في لبنان بين تمادي تل أبيب في حربها التدميرية، والترويج لمعاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تحركه؛ سعياً وراء إعطاء الأولوية للحل الدبلوماسي لوقف إطلاق النار، بدلاً من أن تبقى كلمة الفصل للميدان في ظل الأكلاف المادية والبشرية المترتبة على توسعة المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله»، رغم أن رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي لم يتبلغا حتى الساعة، كما تقول مصادرهما لـ«الشرق الأوسط»، بموعد مجيئه إلى بيروت، في حال أنه حسم أمره وقرر التوجه لإسرائيل وتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب غير قابل للنقض؛ لئلا يكون تكراراً للقاءاته السابقة، وكان آخرها تأييده للنداء الأميركي - الفرنسي المدعوم عربياً وأوروبياً قبل أن ينقلب عليه.
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": الترويج الإعلامي لمعاودة هوكستين وساطته، تتعامل معه مصادر دبلوماسية أوروبية في بيروت بقولها لـ«الشرق الأوسط»، على أنه بمثابة الفرصة الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن قبل نحو شهرين ونيف من انتهاء ولايته الرئاسية، وهي تطرح مجموعة من الأسئلة؛ أولها مدى استعداد نتنياهو للتجاوب مع وساطته، أم أنه يود أن يقدم وقف إطلاق النار لخلفه الرئيس دونالد ترمب بعد أن يستكمل تدميره للبنان لفرض شروطه لتطبيق القرار 1701؟ وثانيها: هل الظروف أمام الإدارة الأميركية الحالية أصبحت مواتية لإنهاء الحرب بخلاف الظروف السابقة؟
ومع أن بري وميقاتي يرحبان بأي تحرك يؤدي لوقف الحرب، فإنهما في المقابل يتريثان في إصدار الأحكام على النيات، ليس لأنهما لم يتبلغا رسمياً باستعداد هوكستين للتحرك، وإنما لا يمكن الرهان مسبقاً على نجاحه في إقناع نتنياهو بتسهيل مهمته لوقف إطلاق النار، ونشر الجيش في الجنوب تمهيداً لتطبيق القرار 1701.
وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن «حزب الله» وافق ضمناً على عدم الربط بين جبهتي غزة والجنوب. ولفتت المصادر إلى أن توافق ميقاتي وبري على تطبيق القرار 1701 يعني حكماً بأن الأخير يحظى بتأييد الحزب الذي كان فوّض بري للتوصل لوقف النار وإعادة الهدوء للجنوب. ورأت أن الحزب بموافقته يعني حكماً بأنه بات على قناعة بأن لا مجال للربط بين جبهتي الجنوب وغزة، وقالت إنه بموقفه أزعج إيران التي اضطرت للدخول على الخط لإعادة الربط بينهما؛ ليكون في وسعها الإمساك بالورقة الجنوبية وإدراجها بنداً على جدول أعمال مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
لكن المصادر الأوروبية تتخوف من تمرد نتنياهو على المحاولة الأخيرة لهوكستين لترجيح كفة الحل الدبلوماسي على العسكري، ويمعن في حربه التدميرية، وهي تسأل: ما العائق أمام نتنياهو للالتزام بخريطة الطريق لتطبيق الـ1701 التي توافق الوسيط الأميركي مع بري عليها وينتظر أن يلقى التجاوب من فريق الحرب في إسرائيل لتأخذ مجراها لنزع فتيل التفجير في الجنوب؟
وتتحسب المصادر لرد فعل نتنياهو الذي يبدو أنه يصر على كسب الوقت قبل أن يبدأ ترمب ولايته الرئاسية، آخذة بعين الاعتبار مضيه في جنوحه لمواصلة تدميره لمنطقة جنوب الليطاني، وصولاً إلى شماله لتحويلها منطقة عازلة تصعب الإقامة فيها.
لذلك حذّرت من تمادي نتنياهو في تدمير ما تبقى من جنوب الليطاني، ليس لفرض شروطه بمنع أي وجود مسلح لـ«حزب الله» فحسب، وإنما للقضاء على بنيته العسكرية ومخزونه الصاروخي في الأنفاق. وقالت إنه مصمم على تحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح والبشر؛ لتفريغها من سكانها على نحو يزيد من أعداد النازحين؛ ما يؤدي إلى حصول احتكاكات بين مجموعة من النازحين ومضيفيهم، ويشكل إحراجاً للحزب بعدم توفيره الأمان لبيئته الحاضنة، وبتأمين احتياجاتهم في أماكن إيوائهم.
ولم تسقط المصادر الدبلوماسية من حسابها استعصاء نتنياهو على الإدارة الأميركية التي تستعد للرحيل، ويصر على استغلال الفترة الزمنية الفاصلة بين التسليم والتسلم، مستفيداً من الأجواء الدولية والإقليمية المناوئة لحركة «حماس» و«الحزب»، ليواصل حرقه منطقة جنوب الليطاني وتحويلها أرضاً مهجورة ليتعظ «حزب الله» مما أصاب الجنوب، وتكون له عبرة يحسب لها ألف حساب قبل أن يفكر بالدخول مجدداً في مواجهة مع إسرائيل.