كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز، عن حالة من التخبط والفوضى والارتباك، أصابت دولة الاحتلال، والجيش الإسرائيلي بكافة تشكيلات، يوم عملية طوفان الأقصى، لدرجة أن القوات استعانت بمواقع التواصل الاجتماعي، من أجل معرفة أين تحصل الهجمات غير المسبوقة في تاريخهم.

والتقت الصحيفة، بضباط وجنود، من جيش الاحتلال، في تحقيقها، وحصلت على معلومات من مخبأ المواد العسكرية التي أطلق عليه اسم باندورا، والذي يتضمن وثائق ولقطات مصورة، كثير منها، يعود لمقاتلي القسام، الذين كانوا يحملون الكاميرات خلال الهجوم الكبير.



وأشارت نيويورك تايمز، إلى أن جيش الاحتلال، لم يكن منظما، وغير متواجد في مواقعه العسكرية، ولجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للقيام بعمليات دفاعية، والسبب الرئيسي للفشل، كان عدم امتلاك دولة احتلال، خطة قتالية لعملية هجومية كالتالي نفذتها كتائب القسام بصورة واسعة النطاق.

ولفتت إلى أن القيادات العسكرية في المخبأ الآمن الذين يعرف باسم الحفرة في تل أبيب، كانت تحاول فهم ما يجري، بعد ورود تقارير واتصالات عن إطلاق حماس دفعات كبيرة من الصواريخ.

وشارك في الاجتماع قائد من الفرقة التي تشرف على العمليات العسكرية على طول الحدود مع غزة، وكانت قاعدتهم تتعرض للهجوم، وهي فرقة غزة، ولم يتمكن القائد من وصف نطاق الهجوم أو تقديم المزيد من التفاصيل، واكتفى بطلب إرسال تعزيزات للمكان.

وأوضحت الصحيفة، أنه في تمام 7:43 صباحا، وبعد ساعة على انطلاق الدفعات الصاروخية، دخل الآلاف من المقاومين الفلسطينيين، عبر السياج الأمني، وحينها صدرت أوامر لقوات الطوارئ بالتوجه جنوبا، مع كافة الوحدات المتاحة بصورة سريعة.

ولفتت إلى أنه حتى تلك اللحظة، لم يدرك القادة العسكريون، أن "إسرائيل كانت تتعرض للاقتحام على قدم وساق"، وكان 1200 شخص يقتلون، بعد فشل الجيش الأكثر تطورا في الشرق الأوسط، في مهنته الأساسية بحمايتهم".

وقالت الصحيفة، إن تحقيقاتها خلصت إلى أن الجيش، كان يعاني من نقص في الأفراد، وخارج مواقعه، وسوء في التنظيم، وكان الجنود يتواصلون مع بعضهم عبر تطبيق واتساب ومنشورات على فيسبوك، للحصول على معلومات عن أماكن تواجد مقاتلي القسام.



وأشارت إلى أن عناصر القوات الخاصة اندفعوا فقط لمعركة قصيرة، وطيارو الهليكوبتر، حصلوا على تقارير عن الأهداف عبر مواقع إخبارية وتطبيق تليغرام.

وكشف جنود، عن أنه لو كان لدى "إسرائيل خطة للتعامل مع هكذا هجوم، فهي موجودة على الرف، في مكان ما، ولم يتدرب عليها أحد أو يعرف كيفية التعاطي معها، والتصدي الذي جرى قام به الجنود في ذلك اليوم خلال انتشارهم".

وقال لواء في قوات الاحتلال، والرئيس السابق للقيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، توفي ساميه، إنه من الناحية العملية، لم يكن هناك إعداد دفاعي ولا تدريب ولا جهوزية لبناء قوة لمثل تلك العملية.


من جانبه قال العميد في قوات الاحتياط والنائب السابق لقائد فرقة غزة المسؤولة عن حماية المنطقة أمير أفيفي، "لم تكن هناك خطة دفاعية لهجوم مفاجئ مثل النوع الذي رأيناه في 7 أكتوبر".

وكشفت الوثائق والمقابلات تفاصيل جديدة حول الهجوم، بما في ذلك التقييمات والأوامر العسكرية مثل تلك التي أصدرتها "الحفرة"، في وقت مبكر من ذلك الصباح، أن الكثير من الفشل العسكري كان بسبب عدم وجود خطة، إلى جانب سلسلة من الأخطاء الاستخباراتية في الأشهر والسنوات التي سبقت الهجوم.

وبحسب الصحيفة، فإن تقديرات الاستخبارات والمخابرات، تقول إن حماس، لم تكن مهتمة أو قادرة على شن غزو واسع النطاق، ولم تتيقن أن حماس تريد شن هجوم واسع، إلا حين حصلت على خطط قتالية للحركة.

وقالت إن المخابرات الإسرائيلية قامت حتى بتخفيض التنصت على حركة الاتصالات اللاسلكية لحماس، وخلصوا إلى أن ذلك كان مضيعة للوقت.

وقال ياكوف أميدرور، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: "على حد ما أذكر، لم تكن هناك خطة من هذا القبيل، الجيش لا يجهز نفسه لأشياء يعتقد أنها مستحيلة".

ونقلت الصحيفة عن
دافيدي بن تسيون وهو رائد في قوات الاحتياط، قوله إن جنود الاحتياط لم يتدربوا أبدا على الرد في أي لحظة على الاقتحام، وافترض التدريب أن المخابرات الإسرائيلية ستعلم بالغزو الوشيك مقدما، وهو ما يمنح الجنود وقتا لتجهيز أنفسهم.

وأضاف: "الإجراء ينص على أن الكتيبة جاهزة للقتال خلال 24 ساعة، وهناك قائمة مرجعية للسماح بتوزيع كل شيء، ومارسنا هذا لسنوات عديدة."

وقد استفادت حماس من هذه الأخطاء بطرق أدت إلى تأخير الرد الإسرائيلي، بحسب نيويورك تايمز، وقام المسلحون بإغلاق تقاطعات الطرق السريعة الرئيسية، مما أدى إلى تورط الجنود في معارك بالأسلحة النارية أثناء محاولتهم دخول البلدات المحاصرة. كما أدى حصار حماس للقاعدة العسكرية في جنوب إسرائيل إلى شل مركز القيادة الإقليمي، وشل الرد العسكري.

وقالت الصحيفة إن حماس استفادت، من أخطاء الاحتلال، بما ساهم في تأخير الرد، وقام المقاتلون بإغلاق التقاطعات الرئيسية، ما تسبب في تورط الجنود في معارك بالأسلحة النارية، من أجل دخول المستوطنات القريبة من غزة، في حين أدت محاصرة قاعدة فرقة غزة، إلى شل مركز القياة الإقليمي وشل الرد العسكري بالمحصلة.

ووفقا لإحدى الرسائل التي حصلت عليها الصحيفة، فقد أرسل الجنود استغاثات مثل: "تعالوا وأنقذونا.. أرسلوا الجيش بسرعة، إنهم يقتلوننا، آسف لأننا نلجأ إليك، لقد نفدت الأسلحة بالفعل".

وكانت وحدات الكوماندوس من بين أولى الوحدات التي تم حشدها في ذلك الصباح. وقال البعض للصحيفة إنهم اندفعوا إلى القتال بعد تلقيهم رسائل تطلب المساعدة أو علموا عن عمليات التسلل من وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشير الحجم الصغير للفرق المستجيبة، بحسب نيويورك تايمز، إلى أن القادة "أساءوا فهم التهديد بشكل أساسي. وانتشرت القوات بالمسدسات والبنادق الهجومية، وهو ما لا يكفي للدخول في معركة واسعة النطاق."

كما تظهر الوثائق التي لم يتم الكشف عنها سابقا والتي استعرضتها الصحيفة مدى "سوء قراءة الجيش للوضع بشكل كبير."

وكشفت وثيقة استخبارية، أن مقاتلي القسام، اخترقوا السياج من أكثر من 30 نقطة، وسرعان ما توغلوا إلى العمق في المواقع الإسرائيلية.

وكان مقاتلو القسام، مزودين بالرشاشات والقواذف الصاروخية، والألغام الأرضية، وغيرها الكثير من الأسلحة، ومستعدين للقتال لمدة عدة أيام، في ظل أن القوات الإسرائيلية كانت تعتقد أنهم سيقاتلون لمدة ساعات فقط.

وقال يائير أنسباخر، 40 عاما، وهو جندي احتياطي في وحدة مكافحة الإرهاب الذي قاتل في 7 أكتوبر: "كان لديهم ميزة تكتيكية واضحة في القوة النارية، وأنه وزملاؤه استخدموا بشكل أساسي المسدسات والبنادق الهجومية وأحيانا بنادق القنص".

ووصف الجندي الوضع بأنه كان رهيبا للغاية، لدرجة أن رئيس الشاباك، أصدر أوامر لعناصره، من المدربين والموظفين، بحمل الأسلحة والدخول في القتال، رغم أن الشاباك كجهاز مخابرات لا ينشط في عمل مع الجيش، ما تسبب في مقتل 10 من عناصره.

وكشف التحقيق، أن سريتين من الكوماندوز نقلتها قبل يومين من الهجوم، وهو ما يؤكد أن اعتقاد إسرائيل كان خاطئا تجاه حماس.



وبقيت ثلاث كتائب مشاة وكتيبة دبابات واحدة على طول حدود غزة، لكن في 7 أكتوبر كان يوم عيد يهودي، ووفقا لقائد عسكري، كان نصف الجنود البالغ عددهم 1500 جندي في المنطقة غائبين.

وقالت الصحيفة، إن قاعدة ناحال عوز، اقتحمت، وفر الجنود، وتركوا وراءهم جثث أصدقائهم القتلى، فضلا عن أن الكثير من الوحدات، لم تكن تملك أسلحة كافية لخوض معركة استمرت لمدة ساعات.

وقال العميد هشام إبراهيم، إن حماس عملت بشكل استراتيجي على إضعاف تفوق إسرائيل في القوة النارية واستهدفوا الدبابات الإسرائيلية وأصابوا عددا منها، فيما نفدت ذخيرة الدبابات، وتركت أطقمها للقتال مع الجنود على الأرض.

وشددت الصحيفة إلى أن الكثير من المؤشرات في ذلك اليوم، كانت تتحدث عن هجوم واسع، لكن حماس وجهت ضربة استراتيجية أخرى في ذلك الصباح أعمت الجيش الإسرائيلي في لحظة حرجة.

وتناولت الصحيفة الهجوم على قاعدة رعيم العسكرية، والذي على حد وصفها، ترك الجنود هناك يقاتلون من أجل حياتهم بدلا من تنسيق الرد على الغزو.

ورعيم هي مركز فرقة غزة، التي تشرف على جميع العمليات العسكرية في المنطقة، كما أنها مقر للوائين، شمالي وجنوبي، مخصصين لحماية حوالي 40 ميلا من الحدود.

مثل القواعد الأخرى، كانت رعيم تعاني من نقص في الموظفين بسبب العطلة. وكان قائد لواء وطاقم رئيسي بعيدا عن القاعدة، وفقا لضابط عسكري كبير، تحدث للصحيفة.

 وقال مسؤولون إنه تم استدعاؤهم قبل الفجر، في الوقت الذي حاول فيه مسؤولو المخابرات الإسرائيلية فهم نشاط حماس غير المعتاد عبر الحدود في غزة.

ومع ذلك، سمح للعديد من الجنود بالاستمرار في النوم. وقال أحدهم للصحيفة إن البعض "لم يعرفوا أنهم يتعرضون للهجوم إلا عندما كانت حماس في أماكن نومهم، قتل العديد منهم في أسرتهم، وتحصن آخرون في غرف آمنة."

وتعتبر نيويورك تايمز أنه كان من الممكن منع نطاق الكارثة، إن لم يكن الهجوم نفسه، وفقا للسجلات والمقابلات.

ونقلت عن اللواء ساميه، الرئيس السابق للقيادة الجنوبية: "بعد أن بنوا السياج، وضعوا المقر في وسط القطاع، وأضاف "إن قادة الألوية والفرق الثلاثة لم يكن ينبغي أن يتم إيواؤهم معا على مقربة من حدود غزة، ولكن في نفس المعسكر، كان هناك ثلاثة منهم في نفس الموقع، يا له من خطأ. يا له من خطأ."

وقالت الصحيفة، إن طريقا سريعا يربط القواعد العسكرية، قرب غزة، فيما كشفت مقاطع فيديو من "باندورا"، أن مقاتلي القسام، نصبوا كمائن على طول الطريق ما جعل القادة الإسرائيليين مترددين في إرسال جنود إلى تلك المناطق.

وقال جندي إسرائيلي في محادثة رواها أحد المشاركين: "حماس موجودة في كل الطرق، إنهم يملكون الشارع وليس نحن".

وكان أحد أكثر التقاطعات دموية هو شارع هنيغف، وهو تقاطع شريانين رئيسيين يؤديان إلى البلدات والمجتمعات المحاصرة المعروفة باسم الكيبوتسات، واستولت حماس على المفترق عن طريق قتل سائقي السيارات وإضرام النار في سياراتهم وقطع الطرق، بحسب مسؤولين عسكريين ومقاطع فيديو.

وتعمل وحدة كوماندوس النخبة من ماجلان انطلاقا من قاعدة تبعد حوالي 25 دقيقة عن غزة، وقام نائب قائدها، بحسب التحقيق، بتنشيط الوحدة في حوالي الساعة 6:30 صباحا يوم 7 أكتوبر، وفقا لأحد الضباط المطلعين على العمليات في ذلك اليوم.

 لكن الفريق لم يتلق سوى القليل من التوجيه من كبار الجنرالات الإسرائيليين أو من مقر فرقة غزة، الذين لم يدركوا أنه هو نفسه يتعرض للهجوم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة غزة الاحتلال فوضى طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نیویورک تایمز وقالت الصحیفة الکثیر من فرقة غزة فی ذلک لم تکن لم یکن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مشاهد لانقلاب دبابة للاحتلال خلال انسحابها من مارون الراس (فيديو)

تداولت حسابات لقطات لانقلاب دبابة تابعة للاحتلال، خلال سيرها مع رتل من الدبابات في جنوب لبنان.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "كان" إن الدبابة كانت ضمن رتل يتبع اللواء 188، في طريق انسحاب من مارون الراس، باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948، وتعرضت لحادث انقلاب.

وتظهر اللقطات لحظة انحراف الدبابة عن طريق سيرها، إلى مكان منخفض وانقلابها بشكل سريع، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية أن الحادث نتج عنه إصابة أحد الجنود.

ما في شي .. بس ميركافاه كانت راجعة وتفركشت ????.

???? انقلاب دبابة "ميركافا 4" تابعة للواء 188 مساء أمس الثلاثاء في مارون الراس في طريق عودتها إلى الأراضي المحتلة.
أصيب أحد الجنود.#لبنان pic.twitter.com/ZPL2OAhCaD — Dima Halwani (@DimaHalwani) November 6, 2024
ويواصل مقاتلو حزب الله اللبناني، التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، المتوغلة في جنوب لبنان، إلى جانب عمليات الاستهداف الصاروخي، والطيران المسير، باتجاه الأراضي المحتلة.

وأعلن الحزب، ‏استهداف مجاهديها ثكنة معاليه ‏غولاني (مقر قيادة لواء حرمون 810) بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة.‏

كما استهدف مقاتلو الحزب تجمعًا لقوات ‏الاحتلال في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصليةٍ من الصواريخ النوعية.‏

وأعلن الحزب استهداف تجمع لقوات جيش الاحتلال في ثكنة دوفيف بصليةٍ صاروخية، ومصنع للمواد المتفجرة جنوب حيفا بصواريخ نوعية.

وتصدى مقاتلو الحزب لتجمع عدد من الجنود عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية.

مقالات مشابهة

  • مقتل وإصابة 21 جنديا إسرائيليا بجنوب لبنان خلال الأسابيع الأخيرة
  • تحذير صارم من الحرس الثوري الإيراني بشأن الهجوم الإسرائيلي الأخير (تفاصيل)
  • مشاهد لانقلاب دبابة للاحتلال خلال انسحابها من مارون الراس (فيديو)
  • إقرار صهيوني باختراق حماس لهواتف الجنود على مدى عامين بهجوم سيبراني
  • على مدى عامين كاملين.. إقرار صهيوني باختراق حماس لهواتف الجنود بهجوم سيبراني
  • رغم رفضهم الخدمة العسكرية.. جيش الاحتلال يأمر بتجنيد 7000 من «الحريديم»| تفاصيل
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة بشأن 7 أكتوبر
  • مصادر عبرية أكدت موعد الهجوم في 1 أكتوبر تحذر من هجوم إيراني جديد خلال الساعات القادمة
  • جيش الاحتلال يقر: حماس اخترقت هواتف الجنود على مدى عامين بهجوم سيبراني
  • جيش الاحتلال: حماس استهدفت جنودنا بهجوم سيبراني لمدة عامين قبل 7 أكتوبر