جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-07@11:24:06 GMT

محطات لندنية (5)

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

محطات لندنية (5)

 

د. سعيد بن سليمان العيسائي **

ننتقل إلى الحديث عن رحلتي الأولى إلى لندن، التي تأخرت كثيرًا كما ذكرنا، أقلتنا الطائرة العملاقة ذات الطابقين، التابعة للخطوط الجوية القطرية من مطار حمد الدولي، في رحلة تاريخية من قطر إلى لندن، استغرقت 6 ساعات ونصف الساعة، وأخبرني الولد محمد أنَّ مُعظم شركات الطيران تخصص أفضل الطائرات في الرحلات المتجهة إلى لندن.

وكنَّا قد وصلنا مطار حمد على متن طائرة تابعة للطيران العماني، وبما أنَّ المدة المخصصة لهذه الرحلة قصيرة ومحدودة، فقد قررنا أنا ومُرافقي الولد محمد، الذي زار لندن وبريطانيا سبع مرات تقريبًا أن نستغل كل لحظة، وأن تكون زياراتنا للأماكن السياحية والتاريخية والأثرية صباحية ومسائية وفق جدول أو برنامج وضعناه مسبقًا، يُضاف إلى ذلك أننا وضعنا في الخطة زيارة "بورنموث"، التي يدرس فيها الولد مؤيد اللغة الإنجليزية، ويقضي فيها أستاذنا الشيخ: سالم بن ناصر المسكري إجازته، وكان قد قَدَّمَ لنا الدعوة لزيارته، ونحن في عُمان كما وضعنا في خطتنا زيارة مدينة "أكسفورد" وجامعتها العريقة ذات السمعة والصيت.

وصلنا مطار "هيثرو" الدولي الذي يقع غرب العاصمة البريطانية لندن، الذي يُعدُّ أكبر المطارات البريطانية، وثالث أكبر مطارات العالم ازدحامًا من ناحية حركة المسافرين.

ركبنا مترو الأنفاق الذي يسميه البريطانيون تيوب (TUBE) الذي يجوب العاصمة البريطانية لندن من المطار، حيث يجوب مترو أنفاق لندن العاصمة من خلال عِدة مسارات أو خطوط "Zones".

وطريقة الدفع الأسرع والأسهل التي تخفف عن المسافر الوقوف في طوابير التذاكر هي الدفع ببطاقة البنك "Visa Card"، وهذه الآلية تسمح لك بالتنقل في المترو والباص، ويتم خصم المبلغ في وقت متأخر من اليوم حسب الرحلات التي قام بها المسافر، التي تتراوح ما بين ريالين إلى أربعة ريالات، أي من 4 باوند إلى 8 باوند تقريبًا، تذكرني هذه الطريقة بآلية استخدام وسائل الموصلات المُتوفرة في ملبورن وهي الترام والقطار والباص لكل مسار "Zone" مبلغ 100 دولار/ استرليني تقريبًا.

نزلنا من المترو في محطة قريبة من الفندق الذي حجزنا فيه في حي كينجستون (Kingston) الهادئ، الذي تُوجد بالقرب منه محطة مترو، ومحطة حافلات، وتتوفر حوله معظم الخدمات والمحلات التجارية، كمحل "ماركس سبنسر"، الذي يشبه مترو "Metro" في القاهرة في تقديم أفضل أنواع المواد الغذائية، وقد أفادنا هذا الموقع في زيارة الأماكن السياحية في لندن، إما مشيًا على الأقدام، أو بواسطة المترو أو الحافلة.

وشاهدنا ونحن نتجول في "كينجستون Kingston" القريب من الفندق لوحة رخامية على مبنى قديم، كتب عليها أنه عاش هنا الكولونيل: (A.E.B) 1940، المهندس الكهربائي، الذي عاش هنا من 1891- 1939، أي ما يقارب من الأربعين عامًا.

وهذه اللوحة تذكرني بلوحات كُتبت على مداخل بعض الفلل في الزمالك (بمصر) لأسماء فنانين وفنانات عاشوا هناك، وخاصة في شارع الأندية بعد فندق أم كلثوم، ورأيت منها كذلك في المهندسين على مدخل عمارة كانت في الأصل فيلا لفنان معروف، كما توجد لوحات مشابهة في وسط البلد، والمعادي ومصر الجديدة، وبعض المحافظات كالإسكندرية.

وقبل الدخول في الحديث عن الأماكن السياحية التي زرناها في لندن، تجدر الإشارة إلى مترو أنفاق لندن "London Underground".

يُعدُّ مترو أنفاق لندن أقدم نظام مترو أنفاق في العالم، وتُعدُّ محطة "بادينغتون" أقدم محطة أنفاق في لندن، حيث افتتحت عام 1863، وعَمِلَ في حفر هذا المترو أكثر من 15 ألفًا من عمال المناجم، والمزارعين من الأيرلنديين والأسكتلنديين، الذين كان يقال لهم: "Navies" التي مفردها "Navigator"، وكانوا يقبلون العمل في أية مهنة مقابل لقمة العيش.

ومحطة "بادنغتون" هي التي سمي البطل "بادنغون" الدب الصغير اسمه عليها، عندما وصل إليها لأول مرة قادمًا من لندن باحثًا عن وطن. ومحطة "بادنغتون" هي التي يتم الحجز فيها لعدد كبير من مقاطعات ومدن بريطانيا، وهي من أكبر المحطات في لندن.

ومن المواقف الطريفة التي تذكر هنا، أننا عندما قطعنا التذاكر إلى "بورنموث"، أخطأ الموظف فقطع لنا تذكرتين لمكان أبعد من "بورنموث" وأغلى، وعندما تأكد لنا هذا، عدنا إليه فلم نجده، ووجدنا زميله الذي قطع لنا تذكرتين إلى "بورنموث"، وقال: بأنَّ قيمة التذكرتين السابقتين سوف تعود إليكم خلال 5 أيام، ولم يمضِ أكثر من يومين إلا والمبلغ قد رجع إلى حساب الولد محمد.

في اليوم الأول لوصولنا قررنا زيارة الأماكن القريبة من الفندق، فزرنا منطقة "بكينجستون بالاس"، و"هايد بارك" المعروفة بـ"كينجستون جاردن"، كما تسمى في بعض الأحيان، وتمثال الأميرة ديانا الذي يقع أمام القصر، وهناك بحيرة أمام هذه المدينة يسبح فيها البط، مما يُعطي منظرًا جميلًا على المكان.

بعد ذلك قمنا بزيارة متجر "هارودز" الشهير الذي كان ملكًا لمحمد الفايد رجل الأعمال المصري، وقد اشتراه القطريون قبل سنوات.

قُمنا بعد ذلك بزيارة قاعة ألبرت الملكية "Royal Albert Hall"، التي بدأ بناؤها عام 1867، وتمَّ الانتهاء من البناء سنة 1871، وهو مبنى مدرج من الدرجة الأولى سمتها الملكة فيكتوريا بقاعة ألبرت، تخليدًا لذكرى زوجها الراحل الأمير ألبرت، ويوجد تمثال قريب من هذه القاعة اسمه تمثال "الفارس ألبرت".

وانتقلنا بعد ذلك إلى "Knights bridge"، أي جسر الفرسان، وهي منطقة سكنية وتجارية جنوب "هايد بارك" تُعرف بصفتها واحدة من مراكز التجزئة الكبرى في لندن.

وقصر "كينغستون Kinsigton to palace" هو مقر العائلة المالكة، ويقع في حدائق كنسينغتون في لندن، وكان مقر إقامة العائلة المالكة البريطانية منذ القرن السابع عشر، وُيعدُّ مكانًا لحل الأحداث المتصلة بالعائلة البريطانية المالكة، ومكانا لانعقاد العديد من الاجتماعات، وزيارات قادة الدول، إضافة إلى كونه نقطة جذب سياحية رئيسية.

وكان اليوم الثاني في الفترة الصباحية مخصصًا لزيارة قصر "باكنغهام (Buckingham Palace)" الذي هو المقر الرسمي لملوك بريطانيا.

وقد شاهدنا عرضًا موسيقيًا لموسيقى الحرس الملكي، وهم يعزفون مقطوعات موسيقية في طريقتهم لدخول القصر الملكي.

** كاتب وأكاديمي

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ضريبة الموت.. الشركات العائلية البريطانية تحت التهديد

تشهد المملكة المتحدة موجة من الانتقادات العنيفة تجاه الميزانية الجديدة لحزب العمال، التي تتضمن مقترحا لفرض "ضريبة الموت العائلية" بنسبة 20% على الأصول الموروثة للشركات العائلية عند انتقالها من جيل لآخر.

ويرى العديد من رجال الأعمال، وعلى رأسهم جيمس دايسون، مؤسس شركة دايسون، أن هذه الضريبة تهدد بقاء الشركات العائلية، التي تشكل جزءا أساسيا من الاقتصاد البريطاني.

وفي مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية، يعبر دايسون عن استيائه، ويصف الخطة بأنها "هجوم مباشر على الأسرة البريطانية وطموحاتها".

"ضريبة الموت العائلية"

ويؤكد دايسون، في مقاله المنشور، أن هذه الضريبة ستشكل عبئا لا يمكن تحمله على الشركات العائلية التي تُعتبر محركا رئيسيا للاقتصاد الوطني.

حوالي 5 ملايين شركة عائلية تعمل في المملكة المتحدة وتدعم نحو 14 مليون وظيفة (رويترز)

وفقا لإحصاءات رسمية، تعمل حوالي 5 ملايين شركة عائلية في المملكة المتحدة، تدعم نحو 14 مليون وظيفة وتسهم بمئات المليارات من الجنيهات في خزينة الدولة من خلال الضرائب.

ويعبر دايسون عن استيائه الشديد قائلا "ليس هناك شك في أن هذه السياسة ستقتل روح المبادرة، وتدمر الشركات العائلية".

وأشار دايسون إلى أن هذه الشركات لا تُدار فقط بهدف الربح، بل تعتمد على التزام طويل الأجل واستثمارات مستدامة، موضحا "الشركات العائلية ليست مثل رأس المال الخاص أو الشركات العامة التي تركز على الأرباح قصيرة الأجل، بل هي استثمارات تعتمد على الاستدامة والالتزام بالعائلة والمجتمع".

تمييز لصالح الشركات الأجنبية

ومن بين الانتقادات التي أوردها دايسون في مقاله، هي أن هذه الضريبة لن تطبق على الشركات التي يمتلكها أجانب في بريطانيا، بل ستؤثر فقط على الشركات البريطانية المحلية. وأضاف دايسون أن "الشركات التي تملكها عائلات أجنبية لن تدفع ضريبة العمال هذه. وشركات رأس المال الخاص لن تدفعها. والشركات المدرجة في البورصة لن تدفعها أيضا. إنه أمر مأساوي بحق، أن تكون هذه الضريبة موجهة فقط للشركات العائلية البريطانية".

ويشير إلى أن هذا النهج من شأنه أن يضعف الاقتصاد المحلي، ويفضل الشركات الأجنبية التي لا تتحمل هذه الأعباء الضريبية.

ويؤكد دايسون أن هذه الضريبة قد تعرض الأمن الغذائي البريطاني للخطر، وتزيد من الاعتماد على الواردات الأجنبية.

من خلال فرض هذه الضرائب ستصبح بريطانيا أكثر اعتمادا على الواردات الغذائية (رويترز)

ويقول في هذا السياق "من خلال فرض هذه الضرائب، سنصبح أكثر اعتمادا على الواردات الغذائية، وهو أمر يجب أن يثير قلق الحكومة". ويعبر دايسون عن استيائه الشديد تجاه الخطة قائلا "العمالة البريطانية تلتزم بالإنتاج الزراعي رغم التحديات، ولكن هذه الضريبة قد تقتل هذه الروح".

سياسات حزب العمال

يعتقد دايسون أن السياسات التي تتبعها وزيرة الخزانة رايتشل ريفز تهدد بقاء الشركات العائلية البريطانية، التي تعمل بتفانٍ من أجل الاقتصاد والمجتمع.

ويرى أن الميزانية الجديدة تظهر "الألوان الحقيقية لحزب العمال" وتعكس كراهية تجاه القطاع الخاص، قائلا "هذه الميزانية تقتل طموح الأفراد، وتحد من النمو الاقتصادي".

وفي ختام مقاله، يشير دايسون إلى تجربته الشخصية، ويذكر كيف بدأ شركته من الصفر، مخاطرا بجميع أصوله وممتلكاته للحصول على قرض لتطوير أول منتج له.

ويضيف قائلا "خاطرنا بكل شيء، لم نبحث عن ربح سريع، بل عن استدامة وعمل طويل الأجل. والشركات العائلية توفر ما لا تستطيع أن توفره الشركات العامة، وهي رؤية طويلة الأمد واستثمار في المستقبل".

مقالات مشابهة

  • مستشار حكومي يعلن الانتهاء من تصميم مسارات مترو بغداد والبدء بمرحلة المواصفات
  • مطار الملك عبد العزيز الدولي يستقبل أولى رحلات الخطوط البريطانية القادمة من لندن
  • تذكرة مترو الأنفاق مجانية لهذه الفئات.. ومخفضة لهؤلاء| هل أنت من بينهم؟
  • كامل الوزير: 40% من مستخدمي وسائل نقل الركاب الأكثر تلوثا تحولوا إلى «الأخضر»
  • من أبوقير حتى محطة مصر.. آخر مستجدات مترو الأنفاق في الإسكندرية
  • أنفاق غامضة تعود لعهد صالح تحت صنعاء وصعدة.. ماذا كشفت الأقمار الصناعية؟
  • بسبب أنفاق حزب الله.. إسرائيل تواجه صعوبات كبيرة في التوغل بجنوب لبنان
  • ضريبة الموت.. الشركات العائلية البريطانية تحت التهديد
  • الجامعة البريطانية في مصر توقع عقد تمويل بحثي مع اتحاد الجامعات العربية
  • الحماية المدنية.. إنطلاق الدورة التكوينية للوقاية من مخاطر أنفاق الطرق والسكك الحديدية