جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-26@06:46:12 GMT

نهاية مأساوية

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

نهاية مأساوية

 

جابر حسين العماني

Jaber.alomani14@gmail.com

 

كثيرة هي المشاكل التي تعصف بالحياة الزوجية، فمنها من لا تحظى بالحلول المناسبة، حتى بالحوار والتفاوض بين الزوجين، فتكون نهاية الحياة الزوجية مأساوية، بسبب التعنت وحب الأنا والظهور، والإصرار على التفرد بالرأي، وانحراف التفكير، وعدم التعاطي مع المشاكل الزوجية والأسرية بالمرونة والحكمة والعقلانية وحسن التدبير.

ومن المؤسف جدًا عندما تواجه المشاكل الزوجية بلغة التصادم والتحدي والإصرار وفرض الرأي، وتهميش الرأي الآخر، وإهمال لغة التسامح والمودة والرحمة، مما يجعل من النزاعات والخلافات والمشاكل الزوجية تتحول إلى عداوات وخصومات، خصوصا عندما يؤمن كل من الزوجين بلغة "الغالب والمغلوب" ويركزان على حب الذات، فيرى كل منهما رأيه الأفضل والأكمل والأجدر، أما الآخر فلا رأي له.

اليوم هناك الكثير من السلوكيات التي يجب إيقافها في الحياة الزوجية، وعدم التعامل معها، لأنها تعد من الأسباب الرئيسية لهدم الكثير من العلاقات الزوجية التي تؤدي بحياة الزوجين إلى نهاية مأساوية يرثى لها أحيانًا، وهنا نذكر سبعة من السلوكيات والأساليب السيئة والخاطئة التي يجب تجنبها بين الزوجين وهي كالآتي:

أولًا: الجدال.. وهو أسلوب يُعظم المشاكل ويُصعب الحلول، فضلاً أنه يعمل على تدمير المشاعر الإيجابية لدى الزوجين، ويساعد على استخدام العنف اللفظي والجسدي، بحيث يفقد الشريكان الاستقرار والاطمئنان النفسي في الحياة الزوجية. ثانيًا: النقد الجارح والمُباشر.. وهو سلوك مضر بالحياة الزوجية، ويؤدي إلى الكثير من العناد والتصلب، بل ويضاعف المشاعر السلبية بين الزوجين، ويجعلهما يعيشان الكثير من حالات التوتر والقلق وضعف التواصل بينهما. ثالثًا: الابتعاد عن الحوار الهادئ والتركيز على الحوار السلبي، وهو سلوك يؤدي في كثير من الأحيان إلى الكراهية والانتقام، وانعدام الثقة والأمان بين الزوجين. رابعًا: الغيرة المفرطة والزائدة بين الزوجين؛ وهو أسلوب يؤدي إلى افتعال الشكوك والظنون والرقابة والتجسس وتفتيش الممتلكات، وفقدان الراحة والاستقرار والاطمئنان والهدوء في الحياة الزوجية، وأحيانا الهروب من البيت إلى أمكنة أخرى بحثاً عن الراحة والاستقرار المفقود، وقد قال خليفة المسلمين العادل علي بن أبي طالب: "غَيْرَةُ اَلْمَرْأَةِ كُفْرٌ وَغَيْرَةُ اَلرَّجُلِ إِيمَانٌ". خامسًا: البرود الجنسي بين الزوجين؛ وهو سلوك يؤدي إلى الجفاف العاطفي، وفقدان الانسجام والحب، وتحويله إلى كراهية، قال نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ". سادسًا: الإصرار على ذكر الأخطاء الماضية والتذكير بها بين فترة وأخرى؛ وذلك يعد من الأساليب السامة التي يجب تجنبها في الحياة الزوجية، وعدم السماح بالتطرق لها، لكي لا تؤدي إلى استرجاع المشاكل، وسوء الفهم، وكثرة الاضطرابات بين الزوجين، قال النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم: "تَجَاوَزُوا عَنْ عَثَرَاتِ اَلْخَاطِئِينَ يَقِيكُمُ اَللَّهُ بِذَلِكَ سُوءَ اَلْأَقْدَارِ". سابعًا: البخل المادي في الحياة الزوجية؛ وهو أسلوب يؤدي إلى الحرمان من الاحتياجات الحياتية، وتفاقم النزاعات بين الأزواج، والتذمر من الحياة الزوجية، وشدة التقشف والحرمان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَسَّعَ اَللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَتَّرَ عَلَى عِيَالِهِ).

وبالتالي.. إنَّ الحياة الزوجية لا بُد وأن تبنى على الشراكة والتعاون وذلك بتقاسم المسؤوليات، واحترام وتقدير مشاعر وطموحات الشريكين، وتمكين ذلك بتفعيل وترسيخ الحب بينهما، وترجمته بالوفاء والعطاء والتقدير بين الزوجين، والسعي الجاد لبناء حياة زوجية خالية من المنغصات والمعكرات، ومن أجل تحقيق ذلك لابد من الالتزام التام بالتعاليم الدينية، واحترام القيم والمبادئ الاجتماعية الأصيلة، التي تسهم بشكل مباشر في بناء المجتمع بناءً سليماً بعيداً عن الوقوع في مستنقعات النهايات المأساوية.

ومن أجل حماية الزوجين من النهايات المأساوية التي قد تؤدي بهما في أغلب الحالات إلى الطلاق، لابد من تفعيل الدورات التعليمية المبسطة والمشوقة في الداخل الاجتماعي، بحيث تقوم تلك الدورات وبإشراف المتخصصين على توعية الزوجين، بل وحتى المقبلين على مشروع الزواج بأهمية احترام وتطبيق الحقوق والواجبات الزوجية، وكيفية بناء الاسرة بناءً سليمًا، وتفعيل وسائل التثقيف والتوعية من خلال الإعلام والمساجد والمدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة، بهدف خلق حياة زوجية سعيدة مبنية على احترام العلم والعلماء وصناعة الأجيال الواعية التي من خلالها يستطيع المجتمع أن يعيش حياة الازدهار والنجاح والرخاء الاجتماعي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السويدي: الدولة تهتم بالقطاع الصناعي وتتخذ قرارات سريعة لحل المشاكل

أكد رئيس اتحاد الصناعات المهندس محمد السويدي على اهتمام الدولة بقطاع الصناعة، والذى ظهر بداية من تعيين وزير الصناعة ليكون نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية والذى يعد نقلة كبير القطاع فضلا عن إقامة مجموعة وزراية للتنمية الصناعية تعقد اجتماعا أسبوعيا لعرض المشاكل الصناعية وليتم حلها سواء على المستوي التشريعي واللوائح او القرارات الذى يتم اتخاذها سريعا لعدم توقف عجلة الإنتاج.

وأوضح السويدي، فى كلمته خلال افتتاح ملتقي ومعرض الدولي للصناعة بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى اليوم الاثنين بحضور العديد من الوزراء، أن تخصيص تخصيص الأراضي أصبح ميسورا وتحت الترفيق وأنه خلال عام 2025 سيكون اغلب المناطق مرفقة وجاهزة للتخصيض.

وأشار إلى أن منذ إقامة اتحاد الصناعات ١٠٣ سنة قامت الصناعة بالنهوض والتصدير وأصبح هناك ثلاث أجيال فى قطاع الصناعي، ومنوها بأن الجيل الرابع لن يقوم الا بالتكنولوجيا وأنه لا يوجد تطوير بدون دخول التكنولوجيا فى القطاع الصناعي.

ولفت إلى القرارات التى اتخذتها وزارة الصناعة حاليا ومنها قرارات التفتيش على المصانع اواغلاقها وأن اللجنة الوزارية المشكلة قامت بحل تلك المشكلة، واصبح يوجد تغير بالكامل فى التعامل مع الصناع وأنه لن يتم غلق مصنع الا بأمر من الوزير.

وأشار إلى العنصر البشري الذى تم الاهتمام به بإنشاء مدارس التكنولوجيا والمعاهد الفنية المتخصصة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي واتحاد البنوك والذى يعد داعم فى رعاية والزملاء فى القطاع الخاص.

ونوه بأن الشباب يعد زهرة مستقبل مصر للصناعة و نقطة جذب لأى مستثمر، والذى يتسأل عن العمالة الفنية المدربة قبل إقامة المشروع الخاص به.

وأشار السويدي إلى وجود ثلاثة مراكز للصناعات الصغيرة تتيح للصانع أن يستأجر مكان جاهز ويوجد به المرافق بأسعار بسيطة تتيح أن يبدأ عمله فورا للحرف اليدوية.

ونوه رئيس اتحاد الصناعات إلى توجيه الرئيس باستخدام الأراضي المستردة على مستوى الجمهورية والتى تعد أراضي جاهزة على مستوي الدولة و ليست صالحة للزراعة يتم توزيعها بنظام حق الانتفاع وتساعد الصناعة أن توصل لكل بيت والمحافظة وتساعد المرأة أن تعمل بجانب بيتها.

وأكد على أن تحرير سعر الصرف يعد أكثر النقاط جاذبا للاستثمار فى مصر، حيث تعد رسالة للعالم بوحود فرص تصديرية للمسثمر مع توافر عمالة ارخص.

وطالب رئيس اتحاد الصناعات بتوحيد الجهة للتعامل معاها من قبل الصناع.

اقرأ أيضاًمحمد السويدي يكشف عن تهديدات للاستثمار المحلي والأجنبي

«وي» تتعاون مع «السويدي» لتقديم الاتصالات المتكاملة في السخنة 360

مقالات مشابهة

  • المغرب.. نهاية مأساوية لرجل أعمال قتل نفسه بالخطأ
  • الحياة لمن عاشها بعقل.. "خمسٌ يُعرفن بخمسٍ"
  • تطبيق سويدي يحل المشاكل العائلية الخاصة بالأعمال المنزلية
  • السويدي: الدولة تهتم بالقطاع الصناعي وتتخذ قرارات سريعة لحل المشاكل
  • عابدة سلطان.. الأميرة الهندية المسلمة التي تحدت التقاليد وواجهت الحياة بشجاعة
  • تعليق التدريس الحضوري في بيروت حتى نهاية العام
  • تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
  • وداعا للعزوبية.. 5 أبراج تلتقي شريك الحياة نهاية ديسمبر
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد
  • "المكرسون علامة رجاء قوية على طريق الحياة".. الأنبا مرقس يترأس يوم الدعوات الإيبارشي