جابر حسين العماني
Jaber.alomani14@gmail.com
كثيرة هي المشاكل التي تعصف بالحياة الزوجية، فمنها من لا تحظى بالحلول المناسبة، حتى بالحوار والتفاوض بين الزوجين، فتكون نهاية الحياة الزوجية مأساوية، بسبب التعنت وحب الأنا والظهور، والإصرار على التفرد بالرأي، وانحراف التفكير، وعدم التعاطي مع المشاكل الزوجية والأسرية بالمرونة والحكمة والعقلانية وحسن التدبير.
ومن المؤسف جدًا عندما تواجه المشاكل الزوجية بلغة التصادم والتحدي والإصرار وفرض الرأي، وتهميش الرأي الآخر، وإهمال لغة التسامح والمودة والرحمة، مما يجعل من النزاعات والخلافات والمشاكل الزوجية تتحول إلى عداوات وخصومات، خصوصا عندما يؤمن كل من الزوجين بلغة "الغالب والمغلوب" ويركزان على حب الذات، فيرى كل منهما رأيه الأفضل والأكمل والأجدر، أما الآخر فلا رأي له.
اليوم هناك الكثير من السلوكيات التي يجب إيقافها في الحياة الزوجية، وعدم التعامل معها، لأنها تعد من الأسباب الرئيسية لهدم الكثير من العلاقات الزوجية التي تؤدي بحياة الزوجين إلى نهاية مأساوية يرثى لها أحيانًا، وهنا نذكر سبعة من السلوكيات والأساليب السيئة والخاطئة التي يجب تجنبها بين الزوجين وهي كالآتي:
أولًا: الجدال.. وهو أسلوب يُعظم المشاكل ويُصعب الحلول، فضلاً أنه يعمل على تدمير المشاعر الإيجابية لدى الزوجين، ويساعد على استخدام العنف اللفظي والجسدي، بحيث يفقد الشريكان الاستقرار والاطمئنان النفسي في الحياة الزوجية. ثانيًا: النقد الجارح والمُباشر.. وهو سلوك مضر بالحياة الزوجية، ويؤدي إلى الكثير من العناد والتصلب، بل ويضاعف المشاعر السلبية بين الزوجين، ويجعلهما يعيشان الكثير من حالات التوتر والقلق وضعف التواصل بينهما. ثالثًا: الابتعاد عن الحوار الهادئ والتركيز على الحوار السلبي، وهو سلوك يؤدي في كثير من الأحيان إلى الكراهية والانتقام، وانعدام الثقة والأمان بين الزوجين. رابعًا: الغيرة المفرطة والزائدة بين الزوجين؛ وهو أسلوب يؤدي إلى افتعال الشكوك والظنون والرقابة والتجسس وتفتيش الممتلكات، وفقدان الراحة والاستقرار والاطمئنان والهدوء في الحياة الزوجية، وأحيانا الهروب من البيت إلى أمكنة أخرى بحثاً عن الراحة والاستقرار المفقود، وقد قال خليفة المسلمين العادل علي بن أبي طالب: "غَيْرَةُ اَلْمَرْأَةِ كُفْرٌ وَغَيْرَةُ اَلرَّجُلِ إِيمَانٌ". خامسًا: البرود الجنسي بين الزوجين؛ وهو سلوك يؤدي إلى الجفاف العاطفي، وفقدان الانسجام والحب، وتحويله إلى كراهية، قال نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ". سادسًا: الإصرار على ذكر الأخطاء الماضية والتذكير بها بين فترة وأخرى؛ وذلك يعد من الأساليب السامة التي يجب تجنبها في الحياة الزوجية، وعدم السماح بالتطرق لها، لكي لا تؤدي إلى استرجاع المشاكل، وسوء الفهم، وكثرة الاضطرابات بين الزوجين، قال النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم: "تَجَاوَزُوا عَنْ عَثَرَاتِ اَلْخَاطِئِينَ يَقِيكُمُ اَللَّهُ بِذَلِكَ سُوءَ اَلْأَقْدَارِ". سابعًا: البخل المادي في الحياة الزوجية؛ وهو أسلوب يؤدي إلى الحرمان من الاحتياجات الحياتية، وتفاقم النزاعات بين الأزواج، والتذمر من الحياة الزوجية، وشدة التقشف والحرمان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَسَّعَ اَللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَتَّرَ عَلَى عِيَالِهِ).وبالتالي.. إنَّ الحياة الزوجية لا بُد وأن تبنى على الشراكة والتعاون وذلك بتقاسم المسؤوليات، واحترام وتقدير مشاعر وطموحات الشريكين، وتمكين ذلك بتفعيل وترسيخ الحب بينهما، وترجمته بالوفاء والعطاء والتقدير بين الزوجين، والسعي الجاد لبناء حياة زوجية خالية من المنغصات والمعكرات، ومن أجل تحقيق ذلك لابد من الالتزام التام بالتعاليم الدينية، واحترام القيم والمبادئ الاجتماعية الأصيلة، التي تسهم بشكل مباشر في بناء المجتمع بناءً سليماً بعيداً عن الوقوع في مستنقعات النهايات المأساوية.
ومن أجل حماية الزوجين من النهايات المأساوية التي قد تؤدي بهما في أغلب الحالات إلى الطلاق، لابد من تفعيل الدورات التعليمية المبسطة والمشوقة في الداخل الاجتماعي، بحيث تقوم تلك الدورات وبإشراف المتخصصين على توعية الزوجين، بل وحتى المقبلين على مشروع الزواج بأهمية احترام وتطبيق الحقوق والواجبات الزوجية، وكيفية بناء الاسرة بناءً سليمًا، وتفعيل وسائل التثقيف والتوعية من خلال الإعلام والمساجد والمدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة، بهدف خلق حياة زوجية سعيدة مبنية على احترام العلم والعلماء وصناعة الأجيال الواعية التي من خلالها يستطيع المجتمع أن يعيش حياة الازدهار والنجاح والرخاء الاجتماعي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
الباحث الشيعي محمد علي الحسيني (مواقع)
في تصريحات مفاجئة وغير متوقعة، كشف محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، عن حقيقة مثيرة تكشف لأول مرة بشأن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله.
ففي لقاء تلفزيوني مع الإعلامي عبدالله المديفر، خلال برنامج "الليوان"، رد الحسيني على سؤال المديفر حول من قتل نصر الله بشكل صادم، قائلاً: "من قتل حسن نصر الله هو الجيش الأمريكي، وليس الجيش الإسرائيلي."
اقرأ أيضاً صنعاء تكشف عن خيارها الوحيد لإسقاط القرار الأمريكي الأخير 4 مارس، 2025 هل الأرز أفضل من الخبز؟: مختص يكشف الحقيقة الصحية التي ستغير نظامك الغذائي 4 مارس، 2025الحسيني، الذي لم يتردد في الإشارة إلى الجيش الأمريكي باعتباره المسؤول عن الاغتيال، شدد على أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصريح.
الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وحزب الله في تلك الفترة، ويزيد من الغموض المحيط بمقتل نصر الله الذي لطالما ارتبط اسمه بإسرائيل في الأذهان كالدولة المسؤولة عن اغتياله.
غموض حول المصادر:
ورغم خطورة التصريح، رفض الحسيني الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية حول المصادر التي استند إليها في هذه الفرضية المثيرة.
وأوضح قائلاً: "هذه من مصادري، ولا أتكلم عن القوة في مصادري، لكنها مصادر قوية وعميقة، تسمع وترى وتحلل." ما يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول ماهية هذه المصادر، التي يعتقد الحسيني أنها تقدم معلومات غير متاحة للعامة.
ماذا يعني هذا التصريح؟:
هذه التصريحات جاءت لتزيد من تعقيد قضية اغتيال حسن نصر الله، وتثير شكوكًا جديدة حول الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في المنطقة.
إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإنها قد تفتح بابًا جديدًا لفهم علاقات القوى العالمية مع حزب الله، وتسلط الضوء على التوترات الخفية التي قد تكون قد دارت خلف الكواليس.
هل سيؤدي هذا الكشف المفاجئ إلى تغييرات في فهم العالم لكيفية تعامل القوى الكبرى مع حزب الله؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات جديدة لهذا اللغز المثير.