عربي21:
2025-04-22@09:57:01 GMT

كارثة السد الإثيوبي.. رمتني بدائها وانسلت

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

عقب إعلان وزارة الري المصرية عن انتهاء جولات المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة بالفشل، لم تجد السلطات المصرية أمامها ورقة توت تحفظ بها فضيحتها فأوعزت إلى أذرعها الإعلامية لتحميل الإخوان المسئولية عن تلك الأزمة، وهنا خرجت الجوقة الإعلامية في نفس واحد، وبـ"اسكربت موحد"، وتصريحات واحدة من أعضاء لجنة المفاوضات بأن سبب أزمة السد ليس جريمة النظام المصري بالتوقيع على إعلان المبادئ في آذار/ مارس 2015؛ الذي فتح الباب أمام إثيوبيا للبدء العملي في البناء، والحصول على التمويلات الدولية المطلوبة له، وإنما السبب هو المؤتمر الذي عقده الرئيس السابق محمد مرسي مع رؤساء الأحزاب المصرية (حزيران/ يونيو 2013)، وأذيع على الهواء متضمنا تهديدات صريحة بالحرب على ألسنة بعض المشاركين، وكذا الزعم بأن حكومة الرئيس مرسي لم تستخدم في المفاوضات مبكرا تقريرا أعدته حكومة الدكتور عصام شرف (في عهد المجلس العسكري) أشار إلى بعض المخاطر البيئية من بناء السد، وأنها أخفت ذلك التقرير الذي ظهر للإعلام من خلال منظمة الأنهار الدولية!!

يتصور النظام المصري أن طريقته في تسويق الأكاذيب والأوهام التي تعامل بها منذ 2013 لا تزال صالحة بعد عشر سنوات، متجاهلا أن الشعب اكتشف بنفسه زيف الكثير من الأساطير التي أسس عليها النظام حكمه مثل أخونة الدولة، وبيع قناة السويس والأهرامات، وبرج القاهرة.

. الخ، وحين وصل إلى طريق مسدود عبر المفاوضات مع إثيوبيا عاد لاستخدام ذاك الأسلوب القديم من إلقاء التهم على غيره "رمتني بدائها وانسلت".

ربما انطلت بعض الأكاذيب على الشعب المصري في البداية لكنه ما لبث أن اكتشف تلك الأوهام، سواء التي ألصقها النظام بمعارضيه وخاصة الإخوان، أو تلك الوعود الكاذبة التي أسرف في إعلانها بعد أيام أو أسابيع قليلة من انقلابه، مثل "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا"، أو "اصبروا معي ستة أشهر والحال هيتعدل"، وهو الوعد الذي تم تجديده بسنة ثم سنتين، وقد امتد حتى الآن إلى عشر سنوات لم ير فيها المصريون تحسنا في معيشتهم؛ بل مزيدا من التدهور مع تفاقم الفقر والديون والبطالة وانهيار قيمة الجنيه أمام الدولار الذي كان يعادل ستة جنيهات حين تسلم السيسي السلطة ليقترب الآن من ستين جنيها.

ليست المرة الأولى التي يحاول فيها النظام المصري عبر أذرعه إلقاء المسئولية على حكم الرئيس مرسي في أزمة السد الإثيوبي، فهي شماعة جاهزة عند كل تعثر للمفاوضات، وأصبح أكثر جاهزية مع الفشل النهائي للتفاوض، ولم يعد أمام النظام سوى تنفيذ تهديداته النظرية بأن مياه النيل خط أحمر، وأن رد الفعل المصري على المساس بها "قد يتسبب في اضطراب المنطقة"، والمعنى المقصود هنا هو الحرب (30 آذار/ مارس 2021).

يتذكر المصريون الآن مواقف الرئيس مرسي تجاه النيل أو غيره من القضايا الحيوية، فمرسي هو القائل "لو نقصت قطرة من ماء النيل فدماؤنا هي البديل"، ومرسي هو الذي جمع رؤساء الأحزاب للتشاور في خطة رد وطنية على مساعي إثيوبيا لبناء السد، وهذا يعني أن لقاء مرسي مع قادة الأحزاب هو نقطة تحسب له لا عليه، فهو لم يشأ الانفراد بالقرار في قضية وطنية كبرى؛ على خلاف السيسي الذي انفرد منذ وصوله إلى السلطة بإدارة هذا الملف، متوعدا المصريين "متسمعوش كلام حد غيري".

لقد أراد مرسي رحمه الله بناء موقف مصري وطني موحد، حتى إذا جد الجد وحانت لحظة الخطر فإنه سيستند إلى ظهير شعبي وطني واسع، ولا يهم كثيرا السماح بإذاعة لقائه مع قادة الأحزاب على الهواء، فالرسالة التي خرجت سواء بطريق العمد أو الخطأ وأرعبت إثيوبيا هي الرسالة المطلوبة في هذا الموقف، ثم إذا كان النظام الحالي يعتبر ذلك التهديد سببا في تعنت إثيوبيا فلماذا عاد لاستخدامه في آذار/ مارس 2021 بعد أن كان البناء قد اكتمل والملء قد بدأ؟

لن نمل من تذكير النظام بجريمته بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ دون التأكيد على حقوق مصر التاريخية في المياه، هذا الاتفاق هو الذي فتح الباب للمؤسسات الدولية لمنح إثيوبيا التمويلات اللازمة للبناء. فقبل هذا الاتفاق كانت تلك المؤسسات الدولية ترفض التمويل التزاما بقواعد دولية تمنعها من تمويل مشروعات محل نزاع، أما وقد زال النزاع بموجب ذاك الاتفاق فقد انتهت قيود التمويل، وبذلك فالمسئولية في رقبة السيسي بشكل مباشر عن ذلك، وليس أحدا غيره.

الجريمة الثانية للسيسي أن انقلاب 2013 أدخل البلاد في اضطرابات لم تنته استغلتها إثيوبيا بطبيعة الحال، وقد بدا السيسي بعده ضعيفا أمام المجتمع الدولي، فاقدا للشرعية، وعانى في بداية انقلابه من قرار أفريقيا بتعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي الذي تحتضن إثيوبيا مقره، وقد لجأ إلى مقايضة العودة إلى الاتحاد بتمرير بناء السد الإثيوبي، لتقوم إثيوبيا بدورها بتشجيع الدول الأفريقية لإلغاء ذلك القرار بعد عام واحد من صدوره رغم استمرار الحكم العسكري.

ها نحن أمام فشل جديد وكبير لنظام السيسي، في قضية تقع في صميم الأمن القومي المصري، الذي تقع مهمة حمايته على القوات المسلحة والتي أقسم كل فرد فيها يمينا بذلك، وبعد أن أعلنت السلطة رسميا فشل المفاوضات فإن الشعب المصري ينتظر من يتحرك لإنقاذه، وإنقاذ أرضه من العطش.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية سد النهضة مرسي السيسي مصر السيسي مرسي أثيوبيا سد النهضة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

متى تبدأ إثيوبيا فى تفريغ سد النهضة؟.. خبير يكشف التفاصيل

كتب- أحمد الجندي:

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن إثيوبيا أنهت عملية التخزين الخامس والأخير في سد النهضة في 5 سبتمبر 2024، عند منسوب 638 مترًا، بإجمالي تخزين وصل إلى 60 مليار متر مكعب.

وأوضح " شراقي" في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن المياه التي تمر حاليًا عبر السد تمثل الزيادة الواردة من الأمطار بحيرة تانا وبعض الروافد الفرعية للنيل الأزرق، حيث تراوحت الكميات الشهرية من 400 مليون متر مكعب في سبتمبر إلى نحو 12 مليون متر مكعب في أبريل، مع توقع ببدء الزيادة مجددًا في مايو لتصل إلى 21 مليون متر مكعب.

وأشار "شراقي" إلى أن الصور الفضائية توضح عدم وجود تغيير يُذكر في كمية المياه المخزنة في بحيرة سد النهضة منذ سبتمبر 2024 وحتى 18 أبريل 2025، وهو ما يعكس ضعف تشغيل التوربينات حتى الآن.

وأضاف أن بدء هطول الأمطار الخفيفة خلال الأسابيع المقبلة قد يجبر إثيوبيا على البدء في تفريغ المياه قبل زيادة معدلات الأمطار في يوليو المقبل، خاصة إذا استمر ضعف تشغيل التوربينات، وهو السيناريو المرجح حاليًا.

ونصح شراقي بأن الخيار الأفضل لإثيوبيا وللدول المتأثرة هو البدء في التفريغ التدريجي منذ الآن، من خلال فتح بوابة واحدة سواء من المفيض العلوي أو السفلي، لتفادي أية ضغوط على السد في حالة تصاعد الأمطار بشكل مفاجئ.

وفي هذا السياق، استعدت السودان لاحتمالات التفريغ بزيادة كميات المياه المُفرغة من سد الورصيرص الواقع مباشرة خلف سد النهضة، والذي يحتوي حاليًا على نحو 3 مليارات متر مكعب من المياه، أي ما يمثل 50% فقط من سعته التخزينية، وفي المقابل، لا يزال التخزين في باقي السدود السودانية مثل سد مروي يسير ضمن المعدلات المعتادة، حيث تبلغ كمية المياه المخزنة فيه نحو 12 مليار متر مكعب.


اقرأ أيضاً:

القوات المسلحة تدفع عددًا من اللجان التجنيدية إلى شمال سيناء لإنهاء المواقف التجنيدية لذوي الهمم وكبار السن

قرار رسمي.. مد التصالح في مخالفات البناء 6 أشهر إضافية

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

سد النهضة عباس شراقي تفريغ سد النهضة إثيوبيا النيل

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الوقت يمر والتوربينات لا تعمل.. شراقي يكشف مفاجأة بشأن سد النهضة ويحذر أخبار عباس شراقي: بحيرة سد النهضة مازالت في أعلى مستوى منذ أغسطس الماضي أخبار مدبولي: مصر لن تسمح بتهديد أمنها المائي أخبار وزير الري: سد النهضة غير شرعي ومصر مستعدة لاحتمال انهياره أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

متى تبدأ إثيوبيا فى تفريغ سد النهضة؟.. خبير يكشف التفاصيل

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • ياسين رجائي: لدينا توافر واستقرار لجميع أنواع الأدوية التي يحتاجها المواطن المصري| فيديو
  • متى تبدأ إثيوبيا فى تفريغ سد النهضة؟.. خبير يكشف تفاصيل جديدة
  • ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية
  • متى تبدأ إثيوبيا فى تفريغ سد النهضة؟.. خبير يكشف التفاصيل
  • غرق طالبين أثناء الاستحمام في نهر النيل بمنطقة السد في دمياط
  • الأردن يرحب بالتوافق الذي شهدته الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • جهود حثيثة تبذلها الحكومة السورية لإعادة بناء وتأهيل المراكز الصحية التي دمرها النظام البائد في جميع المحافظات
  • ما الذي يخشاه الإيرانيون من نقل المباحثات النووية إلى روما؟
  • مجلس مدينة حلب يبدأ بإزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام فرع الأمن السياسي، لتسهيل مرور الآليات