نودع عاما من عمرنا بخيره وشره، بأفراحه وأحزانه ، بنجاحاته وإخفاقاته ونستقبل عاما جديدا يحمل في طياته الكثير من الأحداث الخفية .. دائما نفرح بالبدايات ونعتبرها بوابة للأمل والتجديد ، وبما أننا على مشارف عام جديد نأمل أن يكون العام القادم أفضل من الذي سبقه ... للإيمان دور كبير في التفاؤل بما هو قادم لأن الشخص المؤمن يعي جيدا أن المستقبل المجهول بيد الله فلا يخاف ولا يضطرب، بل يستقبل كل ما هو آت بابتسامة وفرح.

لا شك أن الأحداث الكبرى والظروف الاقتصادية العالمية ليست في أحسن الأحوال، وكل الأزمات والأخطار والحروب والدمار على مستوى العالم ليس مقياسا مباشرا لسعادتنا أو حزننا، وإن كانت تؤثر فينا ، لأنها أحداث وظروف خارجة عن إرادتنا ولن تنتهي بين ليلة وضحاها ... لذلك علينا أن ننظر إلى أحداثنا الشخصية الخاصة لأنها المقياس المباشر لسعادتنا ، لنجاحنا ، لتقدمنا وسعينا نحو الأفضل ... أن ننظر إلى واقعنا الخاص ونقيمه بين عام مضى وعام آتٍ ونرى ماذا فعلنا ونخطط لما نريد فعله في المستقبل هو عين الحكمة والعيش الصحيح بعيدا عن التأثر بالصورة الخارجية الكبرى رغم أننا جزء لا يتجزأ من العالم .

لا شك أن كل عام له ما له وعليه ما عليه، لذلك علينا أن ننظر للأحداث الإيجابية البارزة أكثر من الوقوف عند الأحداث السلبية ونشكر الله على كل نعمه الموجودة في طريقنا.... مقارنة أنفسنا بأنفسنا فقط بين عام مضى وعام حالي سيجعلنا نستطيع إبراز تقدمنا وإنجازاتنا في الحياة ولو كانت على نطاق ضيق.

أن نظل متفائلين دائما لمقاومة كل الأحداث الصعبة ، أن ننظر للبدايات الجديدة من كل عام على أنها فرص للإصلاح والبدء من جديد والقيام من بعد السقوط هو عين القوة والحكمة.... نستقبل كل عام جديد بفرح وتفاؤل ورجاء في الله الذي لا يضيع مساعينا.... يارب عام مليء بالخير الكثير والفرح والرزق الوفير علينا وعلى جميع من نحب.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله

 

تحلُّ هذه الأيام أنسام البركة والمحبة، بمولد سيد الخلق وأشرف المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وكل من آمن به إلى يوم الدين، تتكرر الذكرى، وتهفو القلوب بالشوق إلى رسول الله، يسائل المؤمن نفسه: متى اللقيا وانقشاع الظلام، الذي يخيِّم على القلب الكسير والنفس البكَّاءة على حوادث الدنيا؟، يسائلُ نفسه متى نلقاك يا حبيب الله، والصدر مثقول بالهموم، والبال تقاذفته الخواطر يا حبيبي يا مُحمَّد؟

مؤمن بسيط يُسائل نفسه

يسائل ذلك المؤمن البسيط نفسه في يوم مولده، بعين خَجِلَة وصوت يختنق على شفا أن يجهش بالبكاء، وكأنَّ مقام الحنين إلى رسول الله يتناغم مع مقام الإجلال والتعظيم لله جلَّ جلاله أنْ القلب مشتاق والهجر في ليل سرمدي لا يعني سوى المزيدُ من الانتظار، عالم مليءٌ يا حبيبي بما لا يحتملُ، فقط نسارع ونصارع الذات قبل الآخر.. فهل من مآل أو مرسى في خضمِّ هذه الأمواج التي تلاطمنا؟

في ذكرى ميلاد سيد الكونين وثقليه، يُسائل ذلك المسكين نفسه في لحظة من لحظات الاعتراف النادرة، أنَّى يكون استقرارًا وهناء بال، أنَّى تنتهي هذ الرحلة الَّتي امتلأت شقاءًا وتأميلًا ووعودًا؟. نستغفرُ الله َالعليّ العظيم بقوله الحق: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

هذه الليالي.. البساطة وكفى

في هذه الليالي تمتزجُ أبسط المشاعر مع قلوب الناس فتسافرُ بهم إلى اللَّازمان أو عُهودًا سحيقة لم تدركها الأبدان، وكأنَّ في خاطره بذكر الحبيب قد امتلأ سعادة وحبورًا، بهذه الذكرى المباركة وكأنَّهُ بـ "مكَّة" وكأنَّ السَّماء تلألأت وازيَنَّت بنور لا تُدرِكْهُ الأبصار فقط تستشعره القلوب وكأنَّه ااُشرِبَتْ سَنَاهُ، في حضرة حاشا لله أن تتجسَّد بوهم شيطان.

تحضُرني كلمات "لاجل النبي" للمؤلف والزجَّال عبد الفتاح شلبى، التي لحَّنها وتغنَّى بها الفنان الراحل محمد الكحلاوي، كأَّنَه لهؤلاء البُسطاء الذي هو بينهم، والتي في منتصفها يقول: "يا رب توبة يا رب توبة نصوحة بعد عِصياني القلب نادم وليه العين عَاصياني؟"  في تساؤل عن جمود المشاعر، الذي أصاب النفس من حوادث الدنيا وتقلُّباتها التي تحرق قلوب البشر دون رحمة ولا تأنٍ، في خِضَمِّ مشاهد عبثية لا نرى لها تنظيمًا، سوى يد تسفكُ دمًا وأخرى تجمعُ ثروة، وعقل ينسى الآخرة، وفؤاد يهترئ كَّلَما انغمس في أرض الرحيل، ناسيًا أنَّه ضيف، والضيف عليه أن يكون كريمًا عزيز الخُطى، خفيف المتاع.

يُنشِد الراحل في آخر كلمات الزجَّال، التي انتشرت منذ أكثر من نصف قَرْن، بين عامَيِّ 1953 و1954: "دي القعدة حلوة والنبي عند النَّبِي"، فكم تشتاق قلوبٌ للزيارة بالمدينة، وكم تشتاق لحضرة لا بُغض فيها ولا شحْنَاء، ولا خوف من مستقبل، ولا اغتمام بمجهول، فقط مجلس رسول الله، وكأنَّ كلَّ شيء انتهى.

أحلام بسيطة

أنا وأنت وكل المؤمنين نحادثُ أنفسَنَا أيضًا ببساطة، ففي ظل غُيومٍ تضج بالكآبة وغروب يتطلَّع إلى حادث حديث بهذا الشَّوْق إلى رسول الله، لم نحلم في هذه الأيَّام سوى بعودة الليالي المباركة، والنفوس الرَّاضية، وأصوات البسطاء الطامحين في ملكوت الرب الجليل، بهتاف لحنٍ بسيط "لاجل النبي.. لاجل النبي.. دي القعدة حلوة والنَّبي عند النَّبِي".

مقالات مشابهة

  • ندوة عن المواطنة وقبول الآخر والاحتفال بالمولد النبوي بديرمواس
  • كريم وزيري يكتب:: تكنولوجيا الأدوات الذكية والأسلحة الخفية
  • خالد عليش يطالب الجمهور بالدعاء لابنة خالته المتوفاة: شابة عمرها 36 عاما
  • خسوف القمر 202: اللهم اجعل هذا الخسوف رحمة علينا ولا تجعله غضبًا يا رحيم
  • د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
  •  سامسون خارج حسابات الزمالك في الموسم الجديد
  • خالد الغندور: سامسون خارج حسابات الزمالك في الموسم الجديد
  • سامسون خارج حسابات الزمالك في الموسم الجديد
  • الأزهري: علينا إطعام الطعام كما أمرنا النبي محمد (فيديو)
  • بالإبتهالات الدينية.. ديرمواس تحتفل بالمولد النبوي الشريف