أول لقاء عابر مع الزعيم السوفيتي "اندروبوف" "10"
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
توقفت فى المقال السابق عندما بدأ الأستاذ "محمد حسنين هيكل" يَسْرُدُ تجربته الناجحة فى جريدة الأهرام بعد أن وجه إليه عضو المجلس السياسى السوفيتي "سولوسوف" سؤالا وهو كيف تكون جريدة الأهرام جَرِيدَةِ سِيَّاسِيَّةِ جَادَّةِ وَمَشْرُوعًا مَالِيأً نَاجِحًا...؟
وقد بدأ الأستاذ هيكل يتحدث حيث شرح وجهة نظره قائلا:
لا تعارض أن تكون جريدة سياسية جادة وفي نفس الوقت مثيرة للاهتمام ومقروءة.
المشكله التي تواجه بعض الجرائد السياسية تاتي من الخلط بين الجديةوالكآبة أو من تصور ان إثارة الاهتمام مضيعه لإثارة الاحترام...
اشار الكاتب الكبير بأن القارئ يريد الخبر صحيحا ويريده مستوفى وكاملا بما يمكنه من تكوين رأيه المستقل في الاحداث وتطوراتها وبما يسمح له بالحكم حتى على اتجاهات الجريدة التي يقرؤها نفسها...
ثم أبدى الكاتب الكبير رأيه في أن المقال يتراجع في الصحافه الحديثه امام الخبر إلا اذا كان المقال -بقيمة ما فيه من أفكار ووقائع أو بقيمه كاتبه - يرقى إلى مستوى أن يكون خبرا في حد ذاته...
ثم حاول أن يفرق فى سياسة جريدة بين "التزامها بفكر" وبين "إلزامها بخط"...
وقال أن المساحة بين "الالتزام" و"الالزام" هي نفسها مساحه بين "مسئوليه الحرية" و"قيد الرقابة" ثم اشار الى أثر ذلك على ضمير القارئ وأثره بالتالي على الثقة بجريدة يفضلها وبالتالي سعة انتشارها ورواجها...
ثم أضاف بأن مشروع جريدة الأهرام -في ذلك الوقت- يعتبر واحدا من أحدث وأكبر المشروعات الصحفية في العالم وقد جرى تمويله كله ذاتيا ولم يأخذ قرشا واحدا من الدولة ولم يتقدم من أجله بطلب قرض حتى من بنك وكان هذا التزمت مهما لأسرة جريدة الأهرام سواء بالنسبه لحقهم في الاستقلال أو لحقهم في الحريه...
ولكن "سوسلوف" عضو المجلس السياسى السوفيتي كان يرى غير ما يرى الكاتب الكبير في دور الصحافه فالتعبير عن "الحزب" و"الالتزام" بخطة ليس تناقضا - في حسبانه- مع الحرية والاستقلال لأن "الحزب" هو التعبير عن فكر وحركة الجماهير،وليس هناك بأس في أن تقوم دولة"الحزب" بتمويل صحافته لأن الصحافة "أداة توعيه وتثقيف" وأما عن أهمية الخبر في الصحافة والتركيز عليه باعتبار الماده الاساسيه في الجريدة فهو يرى انها - بدعه منقوله عن صحافة الغرب الرأسمالي- وهى صحافة تخاطب غرائز قارئها ولا تسعى لتنمية مداركه"
ومضى الحديث، وتطرق إلى قضايا كثيرة كاقتصاديات الصحف، ومسأله الاعلان والدور الذي تقوم به وكالات الأنباء العالمية ثم من جديد إلى قضيه الخبر والمقال...!
وقال الأستاذ "هيكل" بانه بين الحين والآخر كان يلتف ناحية "اندروبوف" المكلف بِالْإِشْرَافِ على "كى جى بى" أى" لجنة حماية أمن الدوله والحزب " فيجده في كل مرة أشد اهتماما بالحديث وأكثر اقترابا منه إلى درجة انه أزاح مقعده حتى التصق بمقعد "سولوسوف" السائل عن تجربة جريدة الأهرام وفجأة تدخل "اندروبوف" في المناقشه على نحو اثار دهشة الكاتب وقال بابتسامه خافته:
"إن صديقنا يقصد -الأستاذ هيكل- مهتم بالخبر لكنني لم أكن أعرف أن الأخبار كلها في موسكو محصورة في السفارة الكندية هنا"..."يقصد لقاءات الأستاذ "هيكل" بالسفير "روبرت فورد" سفير كندا فى موسكو "
وبعد الغذاء الرسمي قال الاستاذ "هيكل" للرئيس "جمال عبد الناصر" وكانا وحدهما:
-غريبه...! لقد قالوا لي أن "اندروبوف" هو رجل المستقبل في الكرملين لكنه في الملاحظة الوحيدة -التي فتح الله بها عليه- في مناقشة تجربة جريدة الاهرام لم يثبت فيها شيئا سوى انه فعلا رئيس ال "كي جي بي" ومشغول بقراءة تقارير جواسيسه عن تحركات زواره"....
لكن الرئيس "جمال عبد الناصر" قال له:
-لا اظنها مسأله تجسس...
لو كانت كذلك لما قالها لك...هؤلاء ناس يحسبون ما يقولون قبل ان يقولوه... أغلب الظن انها رسالة اليك تلفت نظرك إلى أن لا تصدق كل ما تسمعه من مصادر الغرب... واظنه قالها على هذا النحو لكي تبدو في قالب "اجتماعي" ولو قالها في غير ذلك لبدت لك وكأنها نوع من الضغط عليك"
وصمت الأستاذ "هيكل" لكنه علق بقوله:
- وكان هذا هو أول لقاء عابر مع الزعيم الروسي اندروبوف "
"الأسبوع القادم باذن الله أُحَدِّثُكَ عن اللقاء الثانى للكاتب الكبير مع الزعيم السوفيتي".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأستاذ محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير جريدة الأهرام جریدة الأهرام
إقرأ أيضاً:
الأهرام: مصر من حقها أن تفخر بما أنجزته من مشروعات في مجال التنمية والبنية التحتية
أكدت صحيفة "الأهرام" أنه من حق مصر أن تفخر بما حققته من إنجازات "حضرية"، ومن حق مصر أن تفخر بما أنجزته من مشروعات في مجال التنمية، والبنية التحتية.
وشددت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر، اليوم الأربعاء، تحت عنوان (قصص نجاح مصرية)- على أنه من حق مصر أن تكون هذه المشروعات الكبرى التي تحققت على مر سنوات، وبسواعد أبنائها، وفي ظل ظروف وتحديات صعبة، وساما على صدرها، وهي تستضيف على أرضها حدثا عالميا كبيرا مثل المنتدى الحضري العالمي، الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دورته الثانية عشرة، أمس الأول وسط مشاركة دولية ضخمة، وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، وذلك تحت شعار «كل شيء يبدأ محليا».
وأشارت الصحيفة إلى أنه من حق كل مصري أن يروي خلال هذا المنتدى قصص نجاح وطنه في مشروعات تمت على أرض الواقع، ونالت إشادة دولية واسعة، بداية من «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري والمناطق العشوائية، ومبادرة «تكافل وكرامة»، ومرورا بمشروعات المدن الجديدة والمستدامة، وتطوير المناطق القديمة والتاريخية، وإتاحة حياة أفضل لسكان المناطق غير الآمنة، انطلاقا من أن هذه التجارب المحلية الناجحة هي تجارب «ملهمة» لجميع دول العالم، مادام أن هذا هو الشعار الذي تحمله الدورة الثانية عشرة بالفعل.
ولفتت "الأهرام" إلى أنه نظرا للتوقيت المهم الذي يقام فيه هذا المنتدى، في ظل صراعات إقليمية ودولية دامية، أثرت على قدرة الدول والشعوب في تحقيق التنمية المستدامة، فقد جاءت دعوة الرئيس واضحة للمجتمع الدولي من أجل بذل مزيد من الجهود لإيقاف الدمار والدماء، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، لأن الحروب لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية، وعلى كل مناحي الحياة، فإحلال السلام وإيقاف النزاعات والصراعات يساعد على تركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء، إذ يستحيل البدء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض، حسبما ذكر الرئيس في الجلسة الافتتاحية، التي ضرب خلالها الرئيس بما يحدث في غزة ولبنان، على وجه الخصوص، مثالا واضحا ومؤسفا على الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار.
واختتمت "الأهرام" افتتاحية عددها بأنه: "لعل المنتدى الحضري العالمي بالقاهرة، يكون فرصة جديدة لتوصيل صوت السلام من مصر إلى العالم، حيث لا حديث عن تنمية وبناء حقا ف ظل هذا التوتر، وهذه الصراعات، وهذه الاعتداءات المستمرة، التي تتواصل بحق أهل غزة ولبنان، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، دون أن نستطيع أن نجد بارقة أمل حتى الآن لإيقاف هذا الوضع المتردي، من أجل أن تتفرغ دول المنطقة للبناء والتنمية والبحث عن كيفية تحقيق الرفاهية لشعوبها".
اقرأ أيضاًمحافظ القاهرة يشهد فعاليات الجلسة النقاشية عن مستقبل المدن الخضراء بالمنتدى الحضري العالمي
رحلة إلى الماضي والحاضر.. احتفالية بقرية الفواخير على هامش المنتدى الحضري العالمي
وزيرة البيئة تستعرض بالمنتدى الحضري تجربة مصر في دمج ملف تغير المناخ بالمجتمعات العمرانية