توقيع برنامج تأسيس مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
وقعت وزارة الثقافة والرياضة والشباب صباح اليوم برنامج تعاون مع مؤسسة عُمان للإبحار لتأسيس مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، بقاعة كريستال بفندق جراند ملينيوم بالخوير، بحضور سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين بمختلف الجهات الحكومية، واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية.
في بداية حفل التوقيع، ألقى محمد بن أحمد العامري مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة كلمة الوزارة، قال فيها: لقد أثبتت الرياضة على مر العقود الماضية، وبشكل كبير قدرتها على تعزيز التنمية الاجتماعية، والنمو الاقتصادي والصحة، والتعليم، وحماية البيئة في المجتمعات، لا سيما إذا كانت جزءا من سياسات متسقة ومستدامة وطويلة الأجل على كل من الصعيدين الوطني والدولي، كما أنها تعد بمثابة منبر اتصال بالشعوب يمكن استخدامه لتشجيع ثقافة السلام، وإحدى أكثر الأدوات فعالية وأكثرها تنوعا للترويج للقيم والمبادئ الحميدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
صناعة الرياضة
وأضاف: من هنا أصبحت استضافة الأحداث والفعاليات الرياضية الكبرى صناعة تتنافس عليها الدول وتبذل الجهود من أجل الحصول على حقوق تنظيمها وذلك لما لهذا الجانب من أهمية بالغة، حيث تعد بوابة العبور للعالم، كما أنها تعكس المستوى الحضاري للدولة أمام المجتمع الدولي، إلى جانب المردود الإيجابي المتنوع الذي يعود بالفائدة على الاقتصاد والمجتمع واستكمال البنى الأساسية والإمكانيات اللوجستية، ناهيكم عن تطوير القدرات الوطنية في مجالات التنظيم والإدارة والتسويق والإعلام، كما أن استضافة الفعاليات الرياضية الدولية تعد فرصة سانحة لتسليط الضوء على ما تتمتع به الدولة من مقومات سياحية مما يسهم في تنشيط وترويج السياحة.
وقال العامري: انطلاقا من حرص حكومة سلطنة عمان وإيمانها بأهمية هذا الجانب، فقد جاء مختبر الاستثمار في قطاع الرياضة الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بدعم من وحدة متابعة تنفيذ رؤية «عُمان 2040» والبرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات «نزدهر»، وبمشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد من ذوي العلاقة بالقطاع الرياضي للخروج بعدد من المبادرات التي تحقق الاستفادة المثلى من هذا القطاع، تماشيا مع «رؤية عمان 2040 « ودفع عجلة التنمية المستدامة بما يتوافق مع أهداف وطموحات الرؤية الوطنية نحو إيجاد بيئة وأنظمة محفزة للرياضة العُمانية، حيث جاءت مبادرة إشهار مركز الفعاليات الرياضية كأحد مخرجات هذا المختبر.
مكونات المنظومة الرياضية
وتابع مدير عام الأنشطة الرياضية بالوزارة حديثه: تأتي مؤسسة عمان للإبحار كإحدى المؤسسات الرائدة التي استطاعت خلال السنوات الماضية الترويج لسلطنة عمان حول العالم من خلال رياضة الإبحار الشراعي، وإيجاد فرص تدريبية مستدامة للأجيال الشابة تسهم في بنائهم البدني والذهني، وتساعدهم على المشاركة البناءة في مسيرة التنمية الشاملة من خلال استقطاب الفعاليات الرياضية الدولية المختلفة، كما يأتي هذا اللقاء للتوقيع على برنامج التعاون في تنظيم الأحداث والفعاليات الرياضية بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومؤسسة عمان للإبحار والتهيئة لإنشاء مركز متخصص في استقطاب وتنظيم الفعاليات الرياضية العالمية تحت مسمى «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، حيث سيعمل المركز على دراسة البطولات والفعاليات الرياضية الإقليمية والدولية، وتقييم المنافع الرياضية والاقتصادية والاجتماعية المؤملة من استضافتها وفق المعايير والاشتراطات التنظيمية والمتطلبات الضرورية لضمان إنجاحها، كما سيعمل المركز على إعداد ملفات المنافسة لاستضافة الفعاليات والبطولات الإقليمية والدولية وذلك بالتنسيق مع الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي وإعداد الروزنامة السنوية للفعاليات الرياضية الدولية التي سوف تستضيفها سلطنة عُمان بالإضافة إلى العمل على تطوير وتسويق الفعاليات والمسابقات الرياضية المحلية أو الإقليمية أو الدولية التي تنظمها، وتتطلع الوزارة إلى أن يكون مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، مكونا مهما من مكونات المنظومة الرياضية في سلطنة عُمان، ويسهم في وضع سلطنة عمان على خريطة الأحداث الرياضية العالمية الكبرى.
إسهام كبير
بعد ذلك قدم عاصم بن عبدالله الصقري رئيس قسم الاتصال بمؤسسة عُمان للإبحار، عرضا متكاملا حول التعاون وأهمية تواجد «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، حيث استعرض الصقري أهمية توقيع برنامج الشراكة بين الوزارة ومؤسسة عُمان للإبحار، وذلك من خلال حزمة من الأهداف. وقال عاصم الصقري: كلنا أمل في هذا المشروع الواعد «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، الذي سيكون له بمشيئة الله، وبتكاتف الجميع إسهام كبير في تحقيق منافع اقتصادية واجتماعية كبيرة، والنهوض بالقطاع الرياضي بثقة.
وأضاف: لقد خرج «مختبر الاستثمار في القطاع الرياضي» العام الماضي والذي كان أحد مرتكزاته ذو الأهمية الكبيرة محور «الفعاليات والأحداث الرياضية» حديث الساعة، حيث كان السؤال الذي يتبادر للذهن حول الكيفية من الناحية الاقتصادية ومدى الاستطاعة أن تكون سلطنة عُمان منافسة على المستوى الدولي في الظفر بملفات لبطولات دولية وقارية، بل لما هو أبعد من ذلك وهو الإبداع والإجادة على المستوى التنظيمي، والإجابة هي أن أحد مفاتيح نجاح المشروع كسائر المشاريع الحكومية ذات الطابع الاستثماري هو مركزية العمل، وحوكمته بحيث يحقق التكامل بين المؤسسات، وهو عامل سيصنع الأثر الأكبر للمستهدفات الموضوعة لهذا المشروع المهم.
وقال عاصم الصقري: إن أثر الحوكمة يتجلى في منظومة تعمل بشكل متسق يغذي بعضه الآخر، يتم السعي من خلاله لتحقيق التقدم والإنجاز وفقا لمؤشرات أداء واضحة، كما أن استقطاب بطولات دولية بشكل نوعي ومدروس يتيح مجالا كبيرا للاستفادة من المرافق الرياضية وإطلاق العنان للطاقات التنظيمية وبناء الكفاءات الرياضية بالاحتكاك بالأبطال والتطلع للأداء العالي.
واسترسل رئيس قسم الاتصال بمؤسسة عُمان للإبحار في حديثه بالقول: من مرتكزات مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، العمل على روزنامة واضحة قبل توقيت الأحداث الرياضية تمكن المؤسسات ذات العلاقة من التخطيط المسبق وتحقيق التكامل على مختلف الأصعدة، ومن ذلك الاستفادة القصوى من الأثر الإعلامي والترويجي إقليميا ودوليا، ولا يخفى على الجميع أن الرياضة أصبحت أداة ترويجية فاعلة من الممكن عبرها استقطاب الفرص الاستثمارية خاصة مع سعي الحكومة للكثير من المشاريع المستقبلية التي يمكن أن تكون حاضنة لمختلف الرياضات، فعلى المستوى البشري ومن واقع التجربة، ومن احتكاك اللجان التنظيمية للبطولات الدولية هنالك إشادة من الاتحادات الدولية القادمة لسلطنة عُمان بإمكانات الطاقات البشرية العُمانية المبدعة، ما يعد قيمة مضافة ونوعية تختلف عن الدول الأخرى.
تجربة ناجحة
وأضاف الصقري: لقد تخلل الدراسة المعدّة لتأسيس مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، عمل مقارنة مع بعض الدول التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وهناك عدد من الدول التي بها أوجه تشابه مع سلطنة عُمان من ناحية حجم السكان والموارد المتاحة من بينها نيوزيلندا وأسكتلندا التي استطاعت من خلال مركزية العمل وحسن إدارة الإنفاق تحقيق عوائد كبيرة بالمقارنة مع حجم الاستثمار، ما أكسبها سمعة تنافسية دولية، لذا فإن الوصول للمبتغى ليس بالمستحيل، لدينا تجربة ناجحة مع الاتحادات الرياضية في تنفيذ الأحداث العالمية حيث تمكنت عُمان للإبحار من صنع أنموذج للعمل المشترك يستوفي الجوانب التنظيمية والمتطلبات الدولية بكفاءة مالية ومن أمثلة ذلك، بطولة العالم للمشي، وبطولة العالم لرواد كرة الطاولة، والحدث الأهم خلال الشهر الجاري وهو استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم لخماسيات الهوكي خلال الفترة من 24 - 31 يناير الجاري، وأيضا طواف عُمان، الذي سيتم تنظيمه خلال الفترة من 10 إلى 14 فبراير المقبل، ولا يخفى على الجميع أن مؤسسة عُمان للإبحار هي شركة حكومية خالصة تمكنت على مدى 15 عاما من بناء فريق متكامل لتنظيم الأحداث الرياضية بمستويات عالية.
تعزيز التنويع الاقتصادي
بعد ذلك تم توقيع برنامج تعاون مع مؤسسة عمان للإبحار لتأسيس مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، حيث وقع عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وعن مؤسسة عُمان للإبحار، الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار.
بعد توقيع برنامج التعاون قال سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب: يأتي توقيع برنامج التعاون مع مؤسسة عُمان للإبحار لتأسيس «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، كإحدى نتائج مختبر الاستثمار في القطاع الرياضي الذي يحظى بدعم من وحدة متابعة تنفيذ «رؤية عُمان 2040» والبرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات «نزدهر» الذي يهدف إلى تعزيز التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، كما يهدف هذا المركز إلى استقطاب الفعاليات والبطولات الرياضية الدولية إلى سلطنة عمان بالتعاون مع الهيئات الرياضية العاملة في المجال الرياضي، وستتمحور عمل «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، على 4 محاور وهي دراسة البطولات الإقليمية والدولية وإعداد ملفات المنافسة وإعداد الروزنامة السنوية والتسويق المحلي وذلك من خلال تعزيز وتنظيم ودعم القطاع الخاص.
وأضاف سعادته: أيضا سنقوم بالتعاون مع القطاع الخاص، وسيلعب المركز في لعب دور بارز بين الهيئات الخاصة، ولدينا خطة واضحة المعالم لاستقطاب أفضل البطولات التي ستفيد سلطنة عمان من مختلف الجوانب خلال السنوات العشر المقبلة، وبلا شك أن مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، بدأ العمل خلال الفترة الماضية بالعمل مع الاتحاد العماني للهوكي وذلك من خلال تنظيم بطولة كأس العالم لخماسيات الهوكي التي تستضيفها سلطنة عُمان خلال الفترة من 24 حتى31 يناير 2024 بمحافظة مسقط بمشاركة 32 منتخبا عالميًّا، بينما ستكون الفعالية الثانية التي سيشرف عليها «مركز عُمان للفعاليات الرياضية» هي النسخة الـ13 من طواف عمان للدراجات الهوائية والذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العُماني للدراجات الهوائية خلال الفترة من 10 إلى 14 فبراير 2024.
خبرات تراكمية
من جانبه أشاد الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، بتوقيع برنامج التعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب وذلك لتأسيس مشروع «مركز عُمان للفعاليات الرياضية»، حيث قال: بلا شك أن هذه الخطوة تأتي انطلاقا من الخبرات التراكمية التي تمتلكها مؤسسة عُمان للإبحار في مجال الاستثمار الرياضي واستضافة الأحداث الرياضية العالمية، ويأتي التوقيع أيضا بعد تنفيذ مجموعة من الفعاليات الرياضية مع عدد من الاتحادات الرياضية المحلية بنجاح وبأثر اقتصادي واجتماعي كبير لسلطنة عمان، وستنصب جهود المركز على دراسة الفرص الاستثمارية الرياضية الممكنة لسلطنة عمان الاستفادة منها، ودراسة الأحداث الرياضية الدولية الممكن استضافتها مع العمل جنبا إلى جنب مع الاتحادات الرياضية للتنفيذ، وكذلك العمل في تعزيز التسويق المحلي من خلال بناء منظومة للقطاع الخاص المحلي لدعم قطاع الرياضة والتسويق بشكل أفضل.
مخرجات مختبر الاستثمار
وكانت نتائج أعمال «مختبر الاستثمار في قطاع الرياضة» والذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بدعم من وحدة متابعة تنفيذ «رؤية عُمان 2040» والبرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات «نزدهر» في شهر أكتوبر 2022 قد خرج بثلاثة مرتكزات، وهي: مرتكز المشاريع الاستثمارية، ومرتكز السياحة الرياضية، ومرتكز الأحداث والفعاليات الرياضية، كما تم استعراض الممكنات التي تتمثل في الممكن الإعلامي والترويج وممكن حوكمة القطاع والتشريعات، كما تم عرض مقترح حوكمة التنفيذ والمتابعة.
وخلص المختبر إلى أن السوق الرياضي يشمل البنية الأساسية والفعاليات الرياضية والتدريب وتنمية المهارات وبيع المنتجات الرياضية والصناعة والتكنولوجيا الرياضية، ويؤثر اقتصاديا على قطاع العقارات وقطاع الإعلام وقطاع السياحة وقطاع النقل والاتصالات وقطاع الصحة وقطاع التعليم، ومن فوائد الاستثمار الرياضي إيجاد أسلوب حياة صحي ونشط وتنمية قدرات الشباب وإيجاد فرص وظيفية جديدة والمساهمة في التنوع الاقتصادي ورفع معدلات الإنفاق والاستهلاك وزيادة نسبة سلسلة الإمداد والمبيعات وزيادة الإيرادات الضريبية، كما تم استعراض النظام البيئي لقطاع الرياضة ويتمثل في عدد من المؤسسات الحكومية والهيئات الرياضية والمساهمين والمستفيدين، والقطاعات الاقتصادية التي تتأثر بالاستثمار في المجال الرياضي، والعائد المباشر وغير المباشر من الاستثمار في القطاع الرياضي، كما تم تحليل الوضع الراهن لقطاع الرياضة وتحديد التحديات التي يواجهها القطاع وتتمثل في القوانين والتشريعات والبنية الأساسية والكوادر المؤهلة ومصادر التمويل، ونسبة الإنفاق الحكومي على الأنشطة الرياضية، وما هو التوجه الاستراتيجي المقترح لتطوير الاستثمار في قطاع الرياضة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزارة الثقافة والریاضة والشباب والفعالیات الریاضیة الفعالیات الریاضیة الاتحادات الریاضیة الإقلیمیة والدولیة الریاضیة الدولیة الأحداث الریاضیة برنامج التعاون القطاع الریاضی خلال الفترة من لتأسیس مشروع توقیع برنامج قطاع الریاضة وذلک من خلال التعاون مع سلطنة عمان لسلطنة ع بن أحمد کما تم کما أن
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة “تاليس ألينيا سبيس” بحضور منصور بن زايد وحمدان بن محمد وسيف بن زايد
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، التوقيع على اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة تاليس ألينيا سبيس بصفتها الشريك الاستراتيجي في مشروع محطة الفضاء القمرية، من خلال تطوير “وحدة معادلة الضغط” ضمن المحطة القمرية، وذلك في قصر الوطن بأبوظبي.
جاء ذلك بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: “سعدنا اليوم بحضور اتفاقية التعاون مع شركة الفضاء الإيطالية تاليس ألينيا وبحضور رئيس وكالة الفضاء الإيطالية لتكون الشريك الاستراتيجي في مساهمة الإمارات في بناء المشروع الدولي العلمي الجديد (محطة الفضاء القمرية)”.
وأضاف سموه أن محطة الفضاء القمرية تمثل حدودا جديدة للتقدم البشري في مجال الفضاء وسنرسل أول رائد فضاء إماراتي عربي لمدار القمر بعد اكتمال المحطة.
وأوضح أن مركز محمد بن راشد للفضاء يقود اليوم مشاركة الدولة في هذا المشروع الجديد للبشرية والذي يمثل خطوة متقدمة لتواجد بشري على سطح القمر تعقبه رحلات كونية لكواكب أخرى.. طموح جديد للبشر تفخر الإمارات بالمشاركة فيه مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي. وقادمنا العلمي أفضل وأعظم بإذن الله”.
وقع الاتفاقية سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وجيامبيرو دي باولو، نائب الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس الأول للمراقبة والاستكشاف والملاحة في شركة تاليس ألينيا سبيس، وذلك بحضور سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وسعادة لورينزو فانارا، سفير ايطاليا لدى الدولة والبروفيسور روبيرتو باتيستون رئيس وكالة الفضاء الإيطالية.
وتحقق دولة الإمارات عبر مشاركتها في محطة الفضاء القمرية عبر تطوير وحدة معادلة الضغط، قفزة نوعية جديدة ضمن الاستراتيجية الهادفة إلى ترسيخ الحضور الإماراتي الفاعل والمؤثر عالمياً في جميع مجالات علوم الفضاء وتقنياته.
وحول توقيع هذه الاتفاقية، قال معالي طلال حميد بالهول الفلاسي، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء إن هذا النجاح يعكس الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع الفضاء الوطني، وذلك من خلال توفير بيئة محفزة تحوّل الطموحات إلى إنجازات ملموسة، حيث يرسخ استمرار الإمارات في الإسهام في مهام فضائية عالمية غير مسبوقة مكانتها محركا رئيسيا لاستكشاف الفضاء، مما يعزز ريادتها العلمية والتكنولوجية على الصعيد العالمي.
وأضاف معاليه أن تطوير مركز محمد بن راشد للفضاء لمحطة الفضاء القمرية يؤكد واقع التقدم التكنولوجي الذي حققته الدولة، ويجسد الرؤية الاستراتيجية، والخطى الثابتة التي يسير بها هذا المشروع المهم.
من جانبه، قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء إنه بفضل دعم قيادتنا الرشيدة، نواصل تحقيق إنجازات نوعية في قطاع الفضاء عالمياً ويمثل التعاون مع شركة تاليس خطوة محورية ضمن جهود المركز لتعزيز الابتكار وتطوير تقنيات متقدمة في مجال استكشاف الفضاء.
وأضاف سعادته أن تطوير دولة الإمارات لوحدة معادلة الضغط على متن محطة الفضاء القمرية، يضمن استدامة مشاركتنا في أهم المشاريع الفضائية العالمية، التي ستمكن الأجيال القادمة من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا القطاع الحيوي ويمثل فرصة لإبراز المهارات التقنية التي تتمتع بها الكوادر الوطنية في الدولة في مجال استكشاف الفضاء، ويؤهلها للعمل على تطوير مهام تمثل إسهاماً في تعزيز الجهود التنموية الشاملة لصالح خير وازدهار المجتمعات كافة.
من جانبه قال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء إن محطة الفضاء القمرية تشكل ركيزة أساسية في تطوير البنية التحتية الداعمة للمهام المستقبلية إلى القمر وما بعده، ما يضمن جاهزية رواد الفضاء لتنفيذ أبحاث علمية متقدمة على سطح القمر.
وأضاف سعادته أن الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الرائدة عالمياً في قطاع الفضاء، مثل شركة تاليس، تعزز من قدرات المركز على تطوير حلول وتقنيات متقدمة تدعم مستقبل استكشاف الفضاء.. ومن خلال مشروعات طموحة تجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة، يواصل المركز ترسيخ مكانة دولة الإمارات مساهما رئيسا في مسيرة الاستكشاف الفضائي والتطور التكنولوجي العالمي.
وتقدم هيرفي ديري، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس ألينيا سبيس بخالص الشكر والتقدير لمركز محمد بن راشد للفضاء على ثقته بشركتنا، وقال إن وحدة معادلة الضغط تشكل جزءاً جوهرياً من محطة الفضاء القمرية، وستُصمَّم خصيصًا لتمكين رواد الفضاء من تنفيذ أنشطة في الفضاء ونحن فخورون بمواكبة رؤية دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء ودعم التزام مركز محمد بن راشد للفضاء بشراكاته الدولية، كما يعكس هذا التعاون المكانة الريادية التي تتمتع بها تاليس ألينيا سبيس في مجالات أنظمة النقل الفضائي، والبنى التحتية المدارية، واستكشاف الفضاء.
وستتولى دولة الإمارات مهمة تطوير وتشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد ، ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 متراً).
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
وستشهد عملية تطوير وحدة معالجة الضغط 5 مراحل مختلفة، وأولى تلك المراحل مرحلة التخطيط، ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات، واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لوحدة معادلة الضغط، ثم يتبعها مرحلة التصميم ويتم خلالها وضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها.
وتشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل، وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة معادلة الضغط، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الإطلاق وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية، ودمجها في محطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل والتي سيتولى خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بوحدة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء هام من محطة الفضاء القمرية.
وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج “أرتميس” التابع لوكالة “ناسا” الأمريكية، خاصة وأنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر، وستوفر المحطة التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما ستسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.
يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد أعلنت في يناير 2024 عن انضمامها إلى مشروع تطوير محطة الفضاء القمرية إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.وام