كناري ميشن موقع للتشهير بمنتقدي إسرائيل في أمريكا.. من يقف خلفه؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
في أعقاب العدوان الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة، ومع انطلاق الحراك الداعم لفلسطين بالجامعات الأمريكية عاد الموقع الذي يحمل إسم "كناري ميشن" لجمع معلومات عن الطلاب والأساتذة الذين يدعمون فلسطين في جامعات الولايات المتحدة، وكذلك المنظمات الدولية، بما في ذلك وسائل الإعلام، وينفذ حملة للتشهير بهؤلاء الأشخاص والمنظمات باعتبارها "معادية للسامية".
ولاحق الموقع الطلاب والأساتذة والأكاديميين المشاركين بالمظاهرات والموقعين على البيانات الشارحة للسياق الفلسطيني الذي أدى لـ"طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقام بوضعهم في ما يعرف بـ "القائمة السوداء".
ويتعقب الموقع الناشطين المؤيدين للحقوق الفلسطينية، بتهمتي معاداة السامية وكره إسرائيل وأميركا، وينشئ لهم ملفات تعريفية ، تضم صورهم ومعلومات خاصة عنهم، وتشجّع الناس على معاداتهم ومضايقتهم.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد أن اجتمعت التكتلات الطلابية في جامعة هارفارد بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونشرت رسالة مشتركة في صحيفة الجامعة "هارفارد كريمسون" تدعو للوقوف ضد "إبادة" الفلسطينيين.
أعد الموقع بعد النشر مباشرةً ملفات شخصية لأعضاء هيئة تحرير صحيفة "هارفارد كريمسون"، وقادة لجنة التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد والأندية الجامعية الأخرى الموقعة على الرسالة، ونشرها تحت عنوان "طلاب جامعة هارفارد يدعمون الإرهاب".
نشأة الموقع
يعود تأسيس موقع "كناري ميشن" الأميركي لعام 2015، ولم يفصح عن هوية القائمين عليه وعلى عمليات رصد نشاطات الأكاديميين الداعمين للقضية الفلسطينية .
ونشر "كناري ميشن" خلال أول ثلاثة سنوات أكثر من ألف ملف شخصي عن طلاب ومحاضرين متضامنين مع الفلسطينيين، وشهّر بهم بادعاء أنهم "ينشرون الكراهية ومعاداة السامية"
كما رصد صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وراقب كتاباتهم، ونشاطاتهم ومشاركاتهم، وندد بها.
وقال الصحفي الاستقصائي جيمس بامفورد في مقابلة تلفزيونية أن وضع أسماء الطلاب والأكاديميين في القائمة السوداء يهدف لإسكاتهم ومنعهم عن التعبير عن رأيهم بما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وشدد بامفورد أن حذف اسم الشخص من القائمة السوداء لاحقا غير ممكن، مضيفا أن وضع أسماء الطلاب والأساتذة بالقائمة السوداء للموقع يؤثر على حياتهم المهنية وفرصهم، وهو ما يحرم العديد من فرص العمل المستقبلية.
من يُغذّي الكناري؟
تصر قيادة التيارات اليهودية الأساسية في الولايات المتحدة الأمريكية على أنها تجهل مصادر تمويل الموقع ، غير أن تحقيق لصحيفة "فورورد" الأميركية كشف أن الموقع يتلقى تمويلاً ودعما ًمالياً ضخماً من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، لا سيما من "الاتحاد اليهودي" في سان فرانسيسكو، الذي يعد من أكبر المنظمات اليهودية وأكثرها تأثيرا.
وأشارت مجلة "ذا نيشن" الأميركية إلى أن موقع "كناري ميشن" يتجسس على الجامعات في الولايات المتحدة، ويعمل لدى وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية وجهاز الأمن (الشاباك).
خنق النشاط المناهض للاحتلالتقول جمعية دراسات الشرق الأوسط في ورقة بحثية أن ما يفعله الموقع ليس جديدا. فمنذ الثمانينيات، سعت الجماعات المناصرة لإسرائيل وسياساتها إلى التأثير على كيفية تدريس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومناقشته في الجامعات، فضلا عن خنق النشاط الطلابي الداعم للحقوق الفلسطينية.
وأضافت أن الأمر الجديد بشأن ما يفعله "كناري ميشن"، أنه يركز على تدمير حياة الطلاب واستهداف الفئات الاجتماعية الضعيفة، في حين يظل من يقوم بعملية التشهير مجهولا تماما.
وستخدم إسرائيل لاستخباراتها بيانات موقع "كناري ميشن" الذي يقوم بالتشهير بمنتقدي الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ومن بينهم يهود، لتنمنع بذلك تطور حياتهم المهنية وحصولهم على فرص عمل جيدة ،وينشر الموقع معلومات الناس الشخصية على الإنترنت دون إذن.
وتشمل القائمة الموجودة في الموقع، التنظيمات الطلابية النشطة في الجامعات الأمريكية، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، وقناة الجزيرة القطرية.
وعلي الرغم من أن "كناري ميشن" يستهدف في المقام الأول الطلاب والأكاديميين والأشخاص المهاجرين المسلمين والعرب ومن مختلف الأعراق، إلا قائمته للتشهير تضم أيضًا يهودًا يعارضون احتلال فلسطين.
وحتى إن بدت الملفات الشخصية التي ينشرها الموقع عن الأشخاص والمنظمات كأنها تعتمد على معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر، إلا أن بعض المعلومات التي ينشرونها تتكون من معلومات خاصة، حيث أن الملف التعريفي في الموقع للطالبة في جامعة ستانفورد، إستر تسفايج، وهي من أصل يهودي يتضمن صورا لها عندما كانت طفلة صغيرة.
ولدى البحث في محرك "غوغل" عن أسماء الأشخاص الذين شهر الموقع بهم، تظهر المعلومات التي يقدمها الموقع اليميني المتطرف.
وأعربت الطالبة تسفايج، في منشور لها عبر منصة "إكس" في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، عن سخطها إزاء التشهير بها.
وقالت: " قررت غوغل أن كناري ميشن هو المصدر الأكثر موثوقية فيما يتعلق بهويتي، وهذا ما يحدث عندما نعتمد على الخوارزميات لكشف الحقيقة".
من جانبها، ذكرت زوي جاسبر الطالبة اليهودية في كلية أوبرلين، وعضوة منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" أنها شعرت بالانزعاج والخوف لدى رؤية ملفها التعريفي في موقع "كناري ميشن".
ولا يزال اسم مؤسس أو مؤسسو الموقع الذي انطلق عام 2014 مجهولا.
ارتباطات سرية مع الاستخبارات الإسرائيلية
في مقالته المنشورة في صحيفة "The Nation" في 22 ديسمبر/ كانون الأول، بشأن أنشطة التشهير التي يقوم بها كناري ميشن، ذكر الصحفي الاستقصائي جيمس بامفورد أنه مثل جميع أنشطة التجسس الإسرائيلية في الولايات المتحدة، فإن ارتباطات الموقع مع الاستخبارات الإسرائيلية والممولين الأمريكيين "سرية تمامًا".
وكشفت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير نشرته عام 2018، عن تحويل أموال إلى كناري ميشن عبر منظمة إسرائيلية تدعى "ميجاموت شالوم" (ليس لديها موقع الكتروني أو متحدث رسمي).
وبحسب الصحيفة، فإن منظمة ميجاموت شالوم، المسؤولة عن تمويل الموقع، يديرها جوناثان باش المقيم في مدينة القدس ويمتلك شركة تدعى "رويال ريسيرش"، تقدم خدمات البحث وجمع البيانات.
وذكرت أن باش ولد في الولايات المتحدة وعمل مع الحاخام اليميني المتطرف بين بيكر الذي يعد أحد شركاء منظمة ميجاموت شالوم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، كشفت صحيفة "فوروورد" المختصة بشؤون اليهود في الولايات المتحدة، أن مؤسسة عائلة هيلين ديلر الأمريكية المدارة من قبل اتحاد الجالية اليهودية في سان فرانسيسكو، تبرعت بمبلغ 100 ألف دولار لموقع "كناري ميشن" عبر "ميجاموت شالوم".
وتم تحويل التبرعات من خلال الصندوق المركزي الإسرائيلي (مقره نيويورك) الذي يسهّل تحويل عشرات الملايين من الدولارات سنويا إلى منظمات مختلفة في إسرائيل مرتبطة بجماعات يمينية متطرفة ومستوطنات يهودية.
وبحسب هآرتس فإن الاستخبارات الإسرائيلية تستخدم أنشطة التشهير التي تقوم بها كناري ميشن لتحديد الأسماء التي سيتم منعها من دخول البلاد.
كيف يعمل الموقع
ويستهدف موقع "كناري ميشن" من يرفعون أصواتهم ضد الاحتلال والمجازر الإسرائيلية، عبر 3 أشكال مختلفة، بداية ينشر الصور والمعلومات الشخصية للطلاب والهيئة التدريسية، ويعد ملفات خاصة لكل شخص.
وبعد ذلك، يتم تعريف كل ملف خاص بشخص أو منظمة من خلال إلصاق تهم مختلفة به مثل "معاداة السامية" أو "الوقوف ضد إسرائيل" أو "دعم الإرهاب"، ومحاولات "شيطنة" هذه الملفات الشخصية عبر حسابات معظمها مجهول على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأخيرًا، ينشر الموقع المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالهجوم على الأشخاص الذين شهر بهم، ويدعم أصحابها، حيث أن معظم تلك المنشورات عبارة عن إهانة ومضايقات وحتى تهديدات بالقتل، ما يؤدي إلى خلق ضغوط نفسية على الأشخاص الذين تعرضوا للتشهير.
وفي 26 فبراير/ شباط عام 2018، تم تعليق حساب كناري ميشن على موقع "إكس" بسبب أنشطته على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تنتهك معظمها شروط النشر على المنصة، ولكن تم إعادة تنشيطه بعد يومين.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطين الولايات المتحدة التشهير فلسطين الولايات المتحدة تشهير المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة التواصل الاجتماعی القائمة السوداء
إقرأ أيضاً:
عاجل- ترامب ينتصر في الانتخابات الرئاسية.. ما الذي ينتظر أمريكا والعالم؟ ( هنا التفاصيل)
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، حقق المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب فوزًا بعد جمعه 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، وهو العدد المطلوب للفوز بالرئاسة. جاء هذا الانتصار بعد فوزه بولايتَي ألاسكا (3 أصوات) وبنسلفانيا (19 صوتًا)، مما أضاف 22 صوتًا إلى رصيده البالغ سابقًا 248 صوتًا.
تميز ترامب بقدرته على حصد الأصوات في العديد من الولايات المتأرجحة، حيث فاز في 6 من أصل 10 ولايات متأرجحة، مما مكنه من تحقيق تفوق في كل من المجمع الانتخابي والتصويت الشعبي. كانت أبرز الولايات التي أمنت فوزه تشمل:
يوتا (6 أصوات)، جورجيا (16 صوتًا)، أيداهو (4 أصوات)، والتي رفعت رصيده إلى 248 صوتًا.ولايات ميسيسبي، نورث داكوتا، ساوث داكوتا، وايومينغ، تكساس (40 صوتًا)، والعديد من الولايات الأخرى مثل ميسوري، ألاباما، أوكلاهوما، تينيسي، فلوريدا، أركنساس، وغيرها.وفيما يخص أبرز الولايات المتأرجحة التي ساعدت ترامب في الاقتراب من البيت الأبيض، فهي تكساس، أوهايو، فلوريدا، جورجيا، ونورث كارولينا، مما ضمن له التفوق على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، التي حصدت 201 صوت بعد فوزها في ولايات رئيسية مثل كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون.
وبهذه النتيجة، عاد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية غير متتالية بعد فوزه في الانتخابات، حيث استفاد من استراتيجيات ركزت على الولايات المتأرجحة وحشد الدعم في مناطق القوة التقليدية للجمهوريين.
فوز ترامب بانتخابات الرئاسة 2024معلومات عن حياة دونالد ترامب الرئيس ورجل الأعمال البارز
دونالد جون ترامب، المولود في 14 يونيو 1946 في كوينز، نيويورك، هو رجل أعمال وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من يناير 2017 حتى يناير 2021. في انتخابات 2024، التي جرت في 5 نوفمبر، حقق ترامب فوزًا تاريخيًا، متغلبًا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ليعود إلى البيت الأبيض لولاية ثانية غير متتالية.
النشأة والتعليموُلد ترامب لعائلة ثرية؛ والده فريد ترامب كان مطورًا عقاريًا بارزًا في نيويورك. التحق دونالد بأكاديمية نيويورك العسكرية، ثم درس لمدة عامين في جامعة فوردهام قبل أن ينتقل إلى كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1968.
المسيرة المهنيةبعد تخرجه، انضم ترامب إلى شركة والده، "إليزابيث ترامب وأولادها"، والتي أعاد تسميتها لاحقًا إلى "مؤسسة ترامب". برز في مجال التطوير العقاري، حيث أنشأ مشاريع بارزة مثل برج ترامب في مانهاتن. بالإضافة إلى ذلك، توسع في مجالات أخرى، بما في ذلك الكازينوهات، الفنادق، ومجال الترفيه، حيث قدم برنامج الواقع التلفزيوني "ذا أبرينتس" الذي زاد من شهرته.
الحياة الشخصيةتزوج ترامب ثلاث مرات. زوجته الأولى كانت إيفانا زيلنيكوفا، وأنجبا ثلاثة أبناء: دونالد جونيور، إيفانكا، وإريك. بعد طلاقهما، تزوج مارلا مابلز، وأنجبا ابنة واحدة، تيفاني. حاليًا، هو متزوج من ميلانيا كناوس، ولديهما ابن واحد، بارون.
المسيرة السياسيةفي عام 2016، ترشح ترامب عن الحزب الجمهوري وفاز بالرئاسة، متغلبًا على هيلاري كلينتون. خلال فترة رئاسته، اتخذ سياسات مثيرة للجدل في مجالات الهجرة، التجارة، والسياسة الخارجية. في عام 2020، خسر الانتخابات أمام جو بايدن. ومع ذلك، عاد للترشح في انتخابات 2024 وحقق فوزًا أعاده إلى البيت الأبيض.
الجدل والقضايا القانونيةواجه ترامب عدة تحقيقات وقضايا قانونية، بما في ذلك اتهامات بالتدخل الروسي في انتخابات 2016، وقضايا تتعلق بإدارته للوثائق السرية بعد مغادرته البيت الأبيض. في يونيو 2023، وُجهت إليه تهم تتعلق بطريقة تعامله مع وثائق سرية بعد مغادرته الرئاسة.
العلاقة مع مصر
تربط ترامب علاقات ودية مع القيادة المصرية. بعد فوزه في انتخابات 2024، هنأه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معربًا عن تطلعه لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
محاولات الاغتيالفي يوليو 2024، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، حيث أصيب في أذنه اليمنى. وفي سبتمبر 2024، نجا من محاولة اغتيال أخرى قرب ملعب الغولف الذي يملكه في فلوريدا.
مواقف وسياساتيُعرف ترامب بمواقفه الصارمة تجاه الهجرة، حيث اتخذ إجراءات للحد من الهجرة غير الشرعية. كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ خلال ولايته الأولى، معربًا عن اعتقاده بأنها تضر بالاقتصاد الأمريكي. في السياسة الخارجية، اتبع نهجًا "أمريكا أولًا"، مع التركيز على إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية وتعزيز الاقتصاد الوطني.
يُعد فوز ترامب في انتخابات 2024 حدثًا تاريخيًا، حيث أصبح أحد القلائل الذين عادوا إلى الرئاسة بعد فترة انقطاع. من المتوقع أن تشهد ولايته الثانية سياسات تستند إلى شعاره المعروف "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مع التركيز على القضايا الداخلية وتعزيز مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
موقف ترامب من الصراعات في غزة والشرق الأوسطويمتلك دونالد ترامب تصورات خاصة لتصفية الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وكذلك الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وعلاقات أمريكا بالعالم بشكل عام، وهي ما وصفتها صحيفة فينانشيال تايمز في تقرير سابق لها بـ "خطة الضغط علي الحلفاء والخصوم"، مشيرة إلى أن الدوائر القريبة من ترامب قالت إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإنه سيتصرف بسرعة "تصيب المرء بالدوار" لوضع حد للحروب المفتوحة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وتحدث ترامب وجيه دي فانس نائبه في مناسبات عدة عن رغبتهما في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي سبتمبر طرح دي فانس فكرة تجميد النزاع، مع وجود مناطق حكم ذاتي على جانبي منطقة منزوعة السلاح.
ويجادل حلفاء ترامب بأن أوكرانيا تخسر الحرب، وبالتالي فإن الضغط من أجل التوصل إلى تسوية أمر صائب من الناحية الأخلاقية، وأنه يعتقد أنه كان ينبغي على بايدن التحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين تماما كما تحدث الرؤساء في السابق إلى قادة الاتحاد السوفيتى المنحل إبان الحرب الباردة، وأن عضوية أوكرانيا في الناتو ليست خيارا مطروحا على المدى القصير.
ويرى المقربون من ترامب أن الأخير قادر على إجبار الرئيس الروسي فلادمير بوتين على التفاوض من خلال التهديد بتحطيم الاقتصاد الروسي عن طريق خفض أسعار النفط والغاز.
ويمتلك ترامب استراتيجية خاصة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ومختلف دول العالم، وهي ما تحدث عنها السيناتور بيل هاجرتي سفير واشنطن السابق لدى اليابان، في تصريحات لصحيفة فينانشيال تايمز، قائلًا: "مع ترامب، لا يتعلق الأمر بكونك حليفًا أو خصمًا.. فإذا كنت شريكًا تجاريا فينبغي أن تكون المعاملة بالمثل.. ترامب كان يسعى للمعاملة بالمثل طوال فترة وجوده في منصبه، وقد ناقش ذلك معي، فالأمر سيتطلب شيئا مثيرا يلفت انتباه الدول التي لنا علاقات تجارية معها".
وتابع هاجرتي إنه في حال فوز ترامب فإن فرض رسوم جمركية شاملة "ممكن تماما دون استثناءات لبلدان بعينها".
واستنادا إلى سياسة الحماية التجارية التي تبناها في ولايته الأولى، توعد ترامب بسن نظام تعريفة جمركية جديدة وشاملة يفرض بموجبه 20% على جميع الواردات، وما يبلغ 60% على الواردات من الصين.
فيما قال فريد فليتز المحلل السابق لـ "CIA" للصحيفة إن عودة ترامب للبيت الأبيض ستكون صعبة على ألمانيا وفرنسا ودول الناتو الأخرى (والتي لا تدفع نسبة 2% من نواتجها الإجمالية المحلية)، محذرا إياها من أن أمن الطاقة والتوازنات التجارية وحماية خطوط الإمداد ستكون من الأولويات في فترة رئاسة ترامب الثانية.