حياتك تمر أمام عينيك قبل وفاتك بلحظات| مقولة شائعة أكدها العلم.. تفاصيل
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
كثيرا ما نسمع عبارة أن حياتك تمر أمام عينيك قبل وفاتك بلحظات، ودائمًا ما نظرنا إلى هذا الأمر على أنه اعتقاد ليس مؤكد. لكن ربما الآن أثبتت دراسة جديدة صحة هذه النظرية.
قام مجموعة من علماء الأعصاب بتحليل تسجيلات دماغ رجل يبلغ من العمر 87 عامًا في اللحظات التي سبقت وفاته، واكتشفوا أن الشخص كان لديه موجة من نشاط الدماغ خلال فترة احتضاره.
ووجد الفريق زيادة وتغيرا في موجات دماغ الرجل (ألفا وغاما) - والتي عادة ما تشارك في العمليات المعرفية واستدعاء الذاكرة - مما يشير إلى أن ذاكرته شهد "استدعاء لحياته" قبل الموت.
ويقول البحث، الذي نشر في مجلة فرونتيرز، إن الرجل دخل المستشفى وخضع لعملية جراحية بسبب سقوطه العنيف الذي تسبب في نزيف في دماغه.
استرجاع الحياة خلال 30 ثانيةوخلال خضوعه للعلاج بعد الحادث الذي تعرض له، توفي أثناء إجراء تخطيط كهربية الدماغ (EEG).
وفي تحليلهم للتسجيلات في الـ30 ثانية التي سبقت وفاته وبعدها، وجدوا أنه بينما توقف قلب الرجل عن النبض، زاد نشاط دماغه. وهو ما يقترح أن الدماغ يستمر في العمل بعد توقف الدم المتابع له إثر وفاة شخص ما.
وقال فريق الدراسة: "بالنظر إلى أن الاقتران بين نشاط ألفا وغاما يشارك في العمليات المعرفية واستدعاء الذاكرة لدى الأشخاص الأصحاء، فمن المثير للاهتمام التكهن بأن مثل هذا النشاط يمكن أن يدعم نظرية "استدعاء أخير للحياة" قبل لحظات من الموت."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدماغ ألفا غاما
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العلم والعقل وأهمية المنهج في الفكر الصحيح
في حديثه عن أهمية المنهج العلمي في بناء العقلية السليمة، استرجع الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، تجربة مميزة من صغره في الأزهر الشريف، حيث حفظ نظماً شعرياً يجسد حواراً بين العلم والعقل، ويطرح السؤال أيهما أعلى شأناً.
وقد كانت تلك الأبيات في البداية بمثابة طُرَفٍ بالنسبة له، ولكنه مع مرور الوقت، ومع تطور التجربة الحياتية، أدرك عمق هذه الأبيات في مواجهة الفوضى الفكرية التي نعيشها اليوم.
المنهج العلمي وضرورتهأكد جمعة أن العديد من المتاهات الفكرية التي نعيشها اليوم تنبع من غياب المنهج العلمي السليم. فبينما يُعتقد أن الهواية قد تكون كافية للمعرفة، أو أن الإخلاص المفرط دون العلم قد يفضي إلى الحقيقة، فإن الحقيقة تختلف تمامًا عندما نتحدث عن بناء عقلية علمية حقيقية.
مشيراً إلى أن العلم لا يُكتسب من خلال التلقين وحده، بل من خلال منهج واضح يشمل التفاعل بين الطالب والأستاذ والمنهج العلمي، مما يضمن أن تكون المعلومات متصلة بعضها ببعض وليست جزراً معزولة.
وأضاف أن الإنسان إذا افتقد المنهج العلمي، يصبح عرضة للتوهمات والتفكير في قضايا لا تمت للعلم بصلة، مما يضعه في دائرة من الجدال العقيم الذي لا يؤدي إلى إنتاج معرفة حقيقية. كما أشار إلى أن الفكر يجب أن يظل جاريًا ليغذي العلم بكل جديد، فالعلم دون تفكير مستمر يصبح جامدًا، ويواجه تحديات عديدة.
العقل والعلم: حوار قديم ومتجددوأوضح جمعة أن هذه الأبيات تسلط الضوء على الصراع القديم بين العقل والعلم، حيث أن الكثير من الناس يميلون إلى اتباع العقل فقط، ظنًا منهم أنه الطريق الأقصر إلى الحقيقة، بينما العلم يحتاج إلى الجهد المستمر والتفاعل مع العقل بشكل منهجي ومنظم.
كما أشار إلى أن العقل إذا لم يُستخدم تحت عباءة العلم والمنهج العلمي، فإنه يصبح عرضة للخطأ والتوهيمات الفكرية.
العقل دون علم: خطر فكريالحديث عن بعض الاتجاهات الفكرية التي تدعو للاكتفاء بالعقل دون العلم كان جزءًا آخر من حديث الدكتور علي جمعة.
ففي الوقت الذي يدعي البعض أن العقل هو السبيل الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى في قضايا الشرع، فإن ذلك قد يؤدي إلى تصرفات غير مسؤولة. وأشار إلى أن من يدعو إلى نبذ العلم لصالح العقل قد يزج الناس في طرق ضالة تحت غطاء الدين، في محاولة لتقليل التكليف الديني دون فهم حقيقي لأبعاده.
وأضاف أن هذه العقلية قد تجد إعجابًا مؤقتًا، لكنها تفتقر للعمق والاستمرارية، كما ذكر الله تعالى في القرآن الكريم: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ". فالمؤمن يجب أن يظل على صراط مستقيم، لا ينحرف وراء دعوات غير علمية تنتهي بصاحبها إلى الضلال.
دعوة لبناء عقلية علمية منهجيةوفي ختام حديثه، دعا الدكتور علي جمعة الشباب إلى بناء عقلية علمية تقوم على المنهجية الواضحة والبحث المستمر بعيدًا عن الخرافات والتوهيمات الفكرية. كما حذرهم من الانجراف وراء الشخصيات التي تظهر بين الحين والآخر وتثير ضجة فكرية دون أساس علمي، معتبرًا أن هذه الشخصيات قد تضل أصحابها بعيدًا عن الطريق الصحيح.
وفي هذا السياق، ختم الدكتور علي جمعة بآية من القرآن الكريم: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ".
إذن، العلم لا يتناقض مع العقل، بل هو يحتاجه ليتم استثماره بشكل صحيح ومنهجي، وهو السبيل الأمثل لبناء أمة قادرة على مواجهة التحديات الفكرية والعملية.