ميدل إيست آي: زعماء أوروبا مستمرون بدعم الإبادة الجماعية في غزة.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، اتخذت أوروبا خطوة إلى الأمام من خلال تمكين الإبادة الجماعية في غزة كشكل من أشكال التكفير عن تاريخ الإبادة الجماعية الخاص بها، حتى لو كان ذلك يتطلب قمع المعارضة والاحتجاجات وحرية التعبير، بل وحتى حظر أي عمل للتضامن مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لكل ما هو وحشي في غزة والضفة الغربية منذ ذلك الوقت.
الباحث في سياسات الشرق الأوسط إميل بدارين يلقي الضوء على استمرار اصطفاف زعماء الاتحاد الأوروبي مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة منذ ما يقرب من 3 شهور.
تبرير الإبادة الجماعيةويقول بدارين، في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، إن تصوير أوروبا المقاومة الفلسطينية على أنها تجسيد للشر النازي، وخدعة لتبرير الإبادة الجماعية، وتمشيا مع تاريخها الطويل من العنف الاستعماري الهيكلي.
اقرأ أيضاً
الاتحاد الأوروبي يفشل في إصدار دعوة لوقف إطلاق النار في غزة
ويضيف: منذ زمن طويل، أرست إسرائيل البنية التحتية المفاهيمية والعنصرية والمكانية للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، خاصة طوال عقود "عملية أوسلو للسلام"، بدعم مباشر من الغرب، لكن منذ 7 أكتوبر تم تجاوز تلك العتبة عندما شرعت إسرائيل في تنفيذ "حالة إبادة جماعية نموذجية" وتطهير عرقي بحق 2.3 مليون شخص في غزة، وهي عملية تتكشف أيضًا في الضفة الغربية.
وعلى النقيض من عمليات الإبادة الجماعية السابقة التي ارتكبها الاستعمار الاستيطاني الأوروبي، فإن الإبادة الجماعية التي تتكشف في غزة يتم بثها مباشرة ويشهدها الجميع.
غطاء دبلوماسي وإعلامي للإبادةلذلك، بالإضافة إلى النوايا والقدرات العسكرية، تتطلب الإبادة الجماعية غطاء دبلوماسيًا وقائيًا وإعلاميًا/دعائيًا، وهو ما قررت أوروبا، بجانب الولايات المتحدة، توفيره لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كما يقول الكاتب.
ويؤكد بدارين أن الاتحاد الأوروبي أظهر لا مبالاة تقشعر لها الأبدان تجاه الجرائم المستمرة ضد الإنسانية في غزة، وامتنع عن إدانة هذه الجرائم، ناهيك عن وقفها، لأنها ارتكبت ضد "عرق أدنى" من جانب إسرائيل، وهي امتداد استعماري استيطاني لأوروبا.
وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الأعمال الوحشية المتواصلة، يواصل الاتحاد الأوروبي رفض الدعوات إلى وقف إطلاق النار لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، يقول الكاتب.
اقرأ أيضاً
انتقدت سلبية الاتحاد الأوروبي.. برلمانية أيرلندية: فلسطين ستتحرر من البحر إلى النهر
رفض وقف الحربففي اجتماعه الأخير بين 14 و15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعاد المجلس الأوروبي، المسؤول عن تحديد سياسات الاتحاد الأوروبي، التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بحجة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مع إضافة إضافات عامة ومثيرة للشفقة في بعض الأحيان. مثل "بما يتماشى مع القانون الدولي" وتسليط الضوء على "أهمية" حماية المدنيين.
وجاء قرار المجلس الأوروبي سريعًا لتقليل التأثير الرمزي للدول السبع عشرة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي دعمت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الملزم بشأن "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، والذي تم إقراره بأغلبية ساحقة في 12 ديسمبر/كانون الأول.
وفي مقال مشترك نُشر في 16 ديسمبر، أعلن وزيرا خارجية ألمانيا والمملكة المتحدة - اللذان امتنعا عن التصويت على قرار الأمم المتحدة المذكور أعلاه - صراحةً أنهما "لا يؤمنان" بوقف عام وفوري لإطلاق النار الآن.
اقرأ أيضاً
حرب غزة تكشف الانحياز الأوروبي والانقسام الأمريكي
التجريد والتضليلويقول الكاتب إن أوروبا تستخدم التجريد الحالي من الإنسانية والتضليل الإعلامي للفلسطينيين بشكل متحرر لتعزيز السرد الجيوسياسي للعمل الغربي الجماعي ضد البقية، وهو السرد الذي تبلور بقوة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
فأثناء إعلانها أن "أوروبا تقف إلى جانب إسرائيل"، نشرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بلا خجل معلومات مضللة وادعاءات لا أساس لها من الصحة (نوع الأفعال التي يدعي الاتحاد الأوروبي مكافحتها وتجريمها) مثل "حرق الناس أحياء" و"حرق الناس أحياء". "تشويه الأطفال وحتى الرضع" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ولا يزال مثل هذا التشهير ضد الفلسطينيين يُنشر على الصفحة الرئيسية للجنة، على الرغم من فضح زيفه على نطاق واسع، حتى من قبل المصادر الإسرائيلية، كما يقول بدارين.
اقرأ أيضاً
مادورو: إسرائيل تكرر المحرقة النازية مع الفلسطينيين
تصوير الفلسطينيين كنازيين الجديدويعتبر الكاتب أن كبار زعماء الاتحاد الأوروبي تحالفوا عمداً مع خطاب الإبادة الجماعية الإسرائيلي الذي يصور الفلسطينيين على أنهم "نازيون" أو "نازيون جدد".
وقد أثارت فون دير لين ذكرى الفظائع النازية ضد المواطنين اليهود الأوروبيين، وزعمت أن إسرائيليين قتلوا في 7 أكتوبر "لأنهم يهود" وبسبب "الشر القديم" داخل الفلسطينيين، والذي يذكرنا "بأحلك ماضي" أوروبا.
ويعتبر الكاتب أن هذا التلفيق لا يتجاهل عمدًا حقائق الصراع الاستعماري الاستيطاني المستمر منذ 140 عامًا بين السكان الأصليين في فلسطين والمستوطنين الأوروبيين الصهاينة، ولكنه يقدم أيضًا الفلسطينيين على أنهم ورثة معاداة السامية الأوروبية العميقة الجذور.
ويتم تصوير الوجود الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية على أنها تجسيد للشر النازي في أوروبا.
ويضيف: بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن هذا الوجود يشكل حجر عثرة في طريق خلاص أوروبا، وهو تذكير مستمر بما حاولت أوروبا أن تنساه بحثاً عن التكفير عن العنف القاتل الذي ارتكبته ضد مواطنيها اليهود الأوروبيين.
ويخلص الكاتب إلى أن تجاور الحاضر الفلسطيني مع ماضي أوروبا بات يشكل حيلة لتبرير تواطؤ الاتحاد الأوروبي في حرب الإبادة الجماعية الرامية إلى إبعاد النضال الفلسطيني عن الطريق.
المصدر | إميل بدارين / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة ابادة جماعية الاتحاد الاوروبي النازية الإبادة الجماعیة الاتحاد الأوروبی اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكويت تطالب مجلس الأمن بإيقاف الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طالب مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، أن يضطلع بمسؤولياته ويستخدم الأدوات المتاحة له من أجل إيقاف الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات اللازمة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة والعمل فورا على محاسبة مقترفى جرائم الحرب.
وأكد البناي -أمام المؤتمر الخامس لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط المنعقد بمقر الأمم المتحدة خلال الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر الحالي ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية اليوم الأربعاء، أن الطموح بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط هو مسعى يتطلب "إرادة سياسية جادة وتعاونا إقليميا ودوليا".
وتابع أن ذلك التطلع ليس مسؤولية أخلاقية فحسب بل أيضا "التزام قانوني يقع على عاتق الدول الأطراف في معاهدة حظر الانتشار النووي وهو تجسيد لما أقره مؤتمر مراجعة المعاهدة لعام 1995"، مشيرا إلى عمل دولة الكويت الجاد لتعزيز هذه الرؤية لا سيما خلال رئاستها الدورة الثانية من المؤتمر التي أسفرت عن تحقيق إنجازات مهمة منها اعتماد قواعد الإجراءات وتشكيل لجنة عمل غير رسمية لتفعيل التواصل بين الدورات "إذ كان لهذا التقدم أثره الإيجابي بفضل تعاون الدول الأعضاء".
وأعرب عن أمله بأن يستمر هذا النهج البناء في الدورة الحالية لتحقيق مزيد من التقدم مشيرا إلى ما يمثله قرار إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط من "ركن أساسي في اتفاق التمديد اللانهائي لمعاهدة عدم الانتشار".
وسلط البناي الضوء على المقترح الذي قدمته دولة الكويت في الدورة الرابعة للمؤتمر والقاضي بإنشاء مجموعة صغيرة تتألف من رؤساء المؤتمر السابقين وتتولى أي مهام خاصة وضرورية من قبل المشاركين في المؤتمر على أن تتم تسميتها بـ"لجنة الحكماء".
ودعا إلى ضرورة تفعيل هذا المقترح والعمل على إنشاء هذه اللجنة لما تحمله من أهمية في تعزيز دور المؤتمر وتحقيق أهدافه الرامية إلى إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وحذر مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة من أن العالم يشهد اليوم "سباق تسلح متصاعد وتحديات متفاقمة وعدم تقدم في مسار نزع السلاح الذي له تداعيات ستطال الجميع" مشددا على ضرورة التحلي بالشفافية باعتبارها الخطوة الأولى نحو بناء الثقة المتبادلة وتحقيق الأهداف المشتركة.
ونبه البناي إلى أن استمرار وجود أنشطة نووية سرية أو منشآت خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنطقة "يشكل تهديدا مباشرا لأمن المنطقة والعالم ويقوض الجهود الدولية لتعزيز الثقة".
وأعرب عن قلق الكويت العميق إزاء التراجع عن الالتزام بالاتفاقيات الدولية وعلى رأسها معاهدتا عدم انتشار الأسلحة النووية وحظر التجارب النووية مؤكدا أن الحل الأمثل لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية هو القضاء عليها تماما.
كما أعرب عن أسفه لإخفاق مؤتمري مراجعة معاهدة عدم الانتشار لعامي 2015 و2020 في التوصل إلى وثيقة ختامية في حين حث الدول كافة على تجاوز الخلافات والعمل بجدية وإيجابية من أجل الوصول إلى وثيقة شاملة ومتوازنة في مؤتمر المراجعة القادم.
وأكد السفير الكويتي أن الأمن والسلم الدوليين هما أساس كل تنمية وازدهار ولا يمكن تحقيقهما في ظل انتهاك الاتفاقيات الدولية وتطوير الأسلحة النووية، موضحا "نحن ندعم حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بعيدا عن تهديد أمن واستقرار العالم".