بتكلفة تجاوزت المليار… تزويد المحطة الثانية من مشروع جر مياه القمصية بطرطوس بخط معفى من التقنين
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
طرطوس-سانا
أنهت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في طرطوس بالتنسيق مع الشركة العامة للكهرباء في المحافظة، أعمال ربط المحطة الثانية لمشروع خط جر القمصية بخط توتر كهربائي معفى من التقنين، بقيمة بلغت ملياراً و300 مليون ليرة سورية.
وأوضح المدير المكلف بتسيير أمور المؤسسة المهندس عماد ديوب في تصريح لمراسل سانا أن الأعمال المنفذة في مشروع الربط شملت تركيب وصب 76 عموداً بيتونياً، وتركيب برجين معدنيين ومد كبل تورسيدي مزدوج بطول 2500 متر، وإكسسوارات كهربائية لزوم تأمين استمرارية عملية الضخ، ما سيسهم في تحسين الواقع المائي للقرى المستفيدة.
ولفت ديوب إلى أن العطل الطارئ لمجموعة التوليد الخاصة بالمحطة الخامسة في مدينة القدموس غير المربوطة بخط كهربائي مستقل أثر على توفير المياه في الريف الشمالي الشرقي للمدينة، منوها بأنه تم التنسيق مع شركة الكهرباء لاستثمار قاطع كهربائي من شبكة التوتر كحل إسعافي لتأمين وصول التغذية الكهربائية إلى المحطة خلال فترة التقنين لاستمرار عملية الضخ.
على صعيد آخر تحدث ديوب عن مشروعات الربط التي ستقوم مؤسسة مياه طرطوس بتنفيذها بداية العام الجديد ومنها المحطة الثالثة لمشروع خط جر القمصية ومحطة الدلبة الثانية “الفلارة” والمحطة الخامسة في مدينة القدموس ومشروع الشماميس، إضافة إلى إنجاز الدراسات اللازمة لربط المحطة الثانية لمشروع بلوزة في ريف بانياس.
يذكر أن مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في طرطوس قامت خلال الشهر العاشر من العام الحالي بربط المحطة الأولى من مشروع” خط جر القمصية ” الذي يتألف من ثلاث محطات بخط معفى من التقنين الكهربائي.
ذوالفقار أبو غبرا
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الحلقة الاولى من كتاب ( عدسات على الطريق)
بقلم : حسين الذكر ..
تجاوزت الساعة حدودها المقررة ، والشمس على عجل تجري نحو الغروب . الباص لم يصل بعد ، والمحطة بدأت تختنق بزحام مختلف شرائح أبناء الشعب ممن تجمعهم الضرورة كل يوم تقريبا حتى تآلفت وجوه بعضهم . وفيما تغلغل اليأس بقلوب المتجمعين ، تصاعدت وتيرة الهمس والشك والتسائل ،حتى سادت الفوضى وتفجر الموقف ، سباباً وتهكماً داخلياً مع إفرازات مشوبة بأنواع الغضب النفسي ،الذي لاتسمح الظروف العامة باطلاق آهاته صراحة . في هذه الأثناء وصلت سيارة صغيرة من نوع قديم وبدن متآكل وشكل هرم تتصاعد من فتحاته المتعددة أعمدة الدخان وتسيل منها بقع الزيت ، دالة على عمرها الطويل في الخدمة .. ترجل منها رجل عجوز تجاوز سن التقاعد ، يرتدي بدلة عمل قذرة جداً وعلى رأسه قبعة ، يتصبب منه العرق ، ويحمل بيديه قلماً ودفتراً، وتتصاعد من فمه كتل دخان السكائر ،كانها كورة قير محترق ،لاتفرق بينه وبين سيارته ولاتعلم أيهما أقدم خدمة في مصلحة نقل الركاب. ما أن لحظوه ، حتى هرولوا نحوه وأحاطوه ثم أغروقوه بكم هائل من الاسئلة المتشنجة والمتوترة .كما حاول البعض أن يصب جام غضبه عليه ،عادين إياه رمزاً وظيفياً بسيطاً يمكن ملاسنته بقوة وبصورة أخف خطراً من بقية المسؤولين .
ــ أين حافلات نقل الركاب ؟ومن المسؤول عن تأخرها ؟
ــ إنكم تتلاعبون بسير الخطوط لمصلحتكم الخاصة ومنافعكم الشخصية !
ــ سنبلغ عنكم أعلى السلطات !
ــ إحترموا الناس ، يا أخي ، فلنا عوائل وقد أقلقوا علينا الآن !
ــ حركوا أنفسكم ، إنشغلوا قليلاً بخدمة المواطن ، أين اجراءاتكم التي تدعون !؟والكثير من هذه الاسئلة التي لايخلو بعضها من الخشونة الواضحة والاساءة المتعمدة .
بعدما ضاق الرجل بهم ذرعاً ، رمى بنفسه ، خارج حدود الجمهرة .ونادى بأعلى صوته : ياسادة إرحموني وآرحمو انفسكم ! إنني أقدر معاناتكم ،وآعلموا أن ماحصل ، لم يكن في الحسبان ، وخارج نطاق السيطرة ، وانتم تعلمون ، بأن على هذا الخط تعمل حافلتان فقط – بسبب الحصار الظالم – ويقودها أمهر وأخلص سواقنا العاملين بجد واخلاص بلا كلل أو ملل ، إلا أن احداهن تعرضت لحادث سير مفاجيء مما اضطرنا إدخال الحافلة الى ورشة التصليح ، اما الاخرى ، فقد كلفت من قبل الجهات العاليا بواجب رسمي ، مدة يوم واحد فقط ،وسنتجاوز ماحصل ، بأسرع وقت ، وقد جئتكم معبراً عن أسفي وأسف السادة المسؤولين ، فتدبروا أمركم هذا اليوم .
بعد طول انتظار ، والصبر على ما لايطيقون ، أُبلغوا، بما لايسر ، وبدأوا ينسلون من المحطة تباعا ، وهم ينظرون اليه شزراً ، كما تمتم بعضهم بكلمات غير مفهومة ، إلا إنها بكل تاكيد غير مستحسنة ، إذ انهم ، لم يقتنعوا ، بهذه التبريرات التي سمعوها وسمعوها مراراًرمن قبل . فتحرك الجمع الغاضب وتفرق الحشد المتشنج ، كل بطريقته الخاصة ، البعض استأجر باص اجرة خاص ، وآخرون بحثوا عن خط قريب من مناطقهم ، فيما آنصرف الاخرون لجهات مختلفة ، حتى بدت المحطة بعد قليل ، خالية شبه مهجورة ، وبدأ الظلام يغزوها رويداً رويدا .