أي مبادرة عربية لا تساند المقاومة لا قيمة لها
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
أي مبادرة عربية لا تساند المقاومة لا قيمة لها
إن ما يبادر إليه العرب هو أقرب إلى فكرة الاستسلام للكيان الصهيوني وهي مرفوضة من قبل جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
المقاومة في موقف قوة وموقف من يملي الشروط وليس الطرف الذي يصرخ ويبكي تحت وطأة الخسائر وضربات قذائف وعبوات الرجال الأبطال.
رفضت "حماس" و"الجهاد" اقتراحا مصريا بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار وتصر المقاومة على أنه لا مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان.
لا تزال فصائل المقاومة تطلق صواريخ من كل مكان في غزة على دولة الاحتلال ولم تتوقف، وتهاجم جنود العدو على الأرض؛ ما يعني أنها صاحبة اليد الطولى في الصراع.
أي عملية تبادل الأسرى يجب أن ترتكز على مبدأ "الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة في غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
* * *
لا ينبغي لأية وساطة عربية فيما يتعلق بالحرب على غزة أن تكون محايدة أو كأنها وساطة بين طرفين لا علاقة للعرب بهما، ولا ينبغي أيضا أن تكون ورقة ضغط على المقاومة التي تحتاج إلى كل الدعم وكل المساندة العربية.
وكما نلاحظ مثلا فإن الولايات المتحدة حين تتحدث عن أية مبادرات فهي تتحدث بنفس لغة وشروط العدو الصهيوني وتقف إلى جانبه بكل ما يقوله أو يفعله، مما يساعد العدو على التشبث بطريقة إداراته لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
الواقع أن ما طرح من مبادرات عربية حتى الآن لا يرقى إلى الحد الأدنى من مطالب المقاومة الشجاعة، وهو ما دفع الخبراء والمحللين إلى استبعاد ان تسفر أي جهود للوساطة عن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ما لم تؤد إلى وقف كامل لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال رغم انفتاح جميع الأطراف على أي مقترحات جادة.
وتبدو فرص نجاح أي مقترحات مصرية أو عربية أو إقليمية ضعيفة ولا يعول عليها حتى الآن؛ لأنها لا تتجاوب بشكل كامل مع مطالب جميع فصائل المقاومة حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحركة المجاهدين وغيرها.
وتضمن المقترح المصري بدء هدنة إنسانية لمدة محددة لإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين وأسرى فلسطينيين، وتدفق المساعدات الإنسانية على القطاع المحاصر وإقامة حوار وطني فلسطيني، وتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة الإعمار، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية، وصولا إلى وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى وانسحاباً إسرائيلياً من قطاع غزة، وتمكين النازحين من العودة.
ورفضت "حماس" و"الجهاد" اقتراحا مصريا بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وتصر المقاومة على أنه لا مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان وليس بهدنة، وأي عملية تبادل الأسرى يجب أن ترتكز على مبدأ "الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة في غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
المقاومة في موقف قوة وموقف من يملي الشروط وليس الطرف الذي يصرخ ويبكي تحت وطأة الخسائر وضربات قذائف وعبوات الرجال الأبطال.
وفي اليوم 83 من العدوان على غزة، لا تزال فصائل المقاومة تطلق صواريخ من كل مكان في أنحاء غزة على دولة الاحتلال ولم تتوقف، وتهاجم الجنود الإسرائيليين على الأرض؛ ما يعني أنها صاحبة اليد الطولى في الصراع.
وتشعر بأن ما يبادر إليه العرب هو أقرب إلى فكرة الاستسلام للكيان الصهيوني وهي مرفوضة من قبل جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
وتتعرض حكومة مجرم الحرب السيكوباثي نتنياهو لضغوط داخلية من أجل استعادة المحتجزين أحياء وليسوا جثثًا، وقد عرفوا من التجربة أنه لا يمكن أن يعودوا أحياء إلا من خلال اتفاق مع المقاومة، وهو ما يسعى إليه نتنياهو من خلال هدنة مؤقتة ثم يعود مجددا إلى عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية وهو أمر مرفوض.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين مصر المقاومة حماس الجهاد تبادل الأسرى مبادرة عربية التطهير العرقي الإبادة الجماعية الكل مقابل الكل إطلاق سراح جمیع الأسرى لإطلاق النار المقاومة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تقديم مقترح جديد لحماس يشترط "نزع سلاح المقاومة".. والحركة ترفض
قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" إنها تسلمت من الوسطاء مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، مؤكدة على موقفها من أن أي مقترح يجب أن ينص على إنهاء الحرب في القطاع وانسحاب الاحتلال منه.
وكشف قيادي في حركة حماس، أن مصر نقلت للحركة مقترحا، يتضمن نصا صريحا، بشأن نزع سلاح المقاومة، وهدنة مؤقتة لمدة 45 يوما.
ونقلت قناة الجزيرة تصريحات عن القيادي الذي لم تكشف هويته قوله إن المقترح الذي نقلته القاهرة يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال بالأسبوع الأول من الاتفاق، وتهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء.
وأضاف: "وفدنا المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة".
وتابع: "مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب، دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة".
وشدد بالقول: "حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب، وليس نزع سلاح المقاومة، وأن نقاش مسألة السلاح مرفوض جملة وتفصيلا، وأن السلاح هو حق أساسي من حقوق شعبنا ولا يخضع للنقاش".
ولفت إلى أن المقترح الأخير الذي نقلته مصر، يشترط تسليم الأسرى الأحياء والأموات بنهاية 45 يوما، لتمديد الهدنة وإدخال مساعدات.
وفي بيان رسمي على صفحاتها الرسمية، قالت حماس إنها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الوسطاء، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجدد البيان تأكيد الحركة على "موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا في قطاع غزة".
بدورها قالت قناة القاهرة الإخبارية، إن مصر "سلمت حركة حماس مقترحا إسرائيليا ينص على وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، وبدء مفاوضات تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار".
لكن القناة لم تتطرق إلى تفاصيل المقترح المقدم، أو تنفي ما ورد على لسان مسؤول من حماس لقناة الجزيرة.
من جانبه قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو الإثنين إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة أسرى الاحتلال، في مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة.
وأجرى وفد حماس المفاوض برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، عدة لقاءات الأحد في القاهرة مع مسؤولين مصريين وقطريين الذين يسعون إلى تقريب وجهات النظر بين حماس والاحتلال لإنهاء الأزمة وتثبيت وقف النار.
وقال: "نحن جاهزون لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل جادة ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات" وفقا للفرنسية.
واتهم النونو الاحتلال بتعطيل الاتفاق، وقال إن "المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب".
وشدد النونو على أن حماس "أكدت للوسطاء على ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق".
وقال إن "حماس تعاملت بإيجابية ومرونة كبيرة مع الأفكار التي عرضت في المفاوضات، لوقف النار وتبادل الأسرى".
وأضاف أن "الاحتلال يريد إطلاق سراح أسراه من دون الانتقال إلى قضايا المرحلة الثانية المتعلقة بوقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة".
ونقلت "الفرنسية" عن مصدر قالت إنه مطلع، أن وفد حماس "أنهى لقاءاته مع المسؤولين المصريين والقطريين، في القاهرة، من دون حصول تقدم حقيقي".
من جهة ثانية قال النونو إن "سلاح المقاومة خط أحمر وليس مطروحا للتفاوض" وتابع أن "بقاء سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال".