قال الدكتور ضياء خليل المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، إن الصندوق يسعى إلى اكتشاف المخرعين والمبتكرين في المجالات المختلفة من خلال المسابقات وتكريمهم ونقدم لهم الدعم الكافي لكي يكونوا قادرين على الانتقال إلى مرحلة جديدة وهي أن تحويل أفكارهم إلى منتجات.

 

التعليم العالي: المركز القومي للبحوث يُطلق قافلة طبية لمحافظة القليوبية أيمن عاشور يهنئ المجتمع الأكاديمي والعاملين بمنظومة التعليم العالي بالعام الميلادي الجديد غرامة وحبس 7 سنوات.

. عقوبة الغش والترويج لأسئلة امتحانات الجامعات |تفاصيل أيمن عاشور: مصر تستهدف أن تصبح مركزًا رائدًا في مجال التعليم العالي والتدريب موعد انطلاق التسجيل بجامعة الجلالة التيرم الثاني.. تفاصيل عاشور : توقيع بروتوكول تحالف إقليم شمال الصعيد يدفع معدلات التنمية افتتاح طب وجراحة الأطفال وبدء التشغيل التجريبي للمستشفى الثلاثي بجامعة المنيا لراغبي الانضمام بالترم الثاني.. جامعة الملك سلمان توضح امتيازات برنامج المحاسبة ونظم المعلومات وزير التعليم العالي يفتتح عددًا من المشروعات الصحية والتعليمية بجامعة المنيا الأعلى للجامعات يبحث امتحانات التيرم والأنشطة الطلابية بالإجازة .. والتعليم العالي توضح تفاصيل إطلاق تحالف جامعات شمال الصعيد

وأضاف أن الجوائز التي تقدممت خلال مسابقات الصندوق تستهدف الابتكارات الصناعية المتميزة، مشيرا إلى أنه يتم إبراز هذه الابتكارات كنماذج يُحتذى بها في الصناعة، من خلال اكتشاف الشركات الصناعية المصرية التي طورت ونفذت ابتكارًا قابلًا للتسويق، وحقق تأثيرًا إيجابيًا على أداء الأعمال.


وأشارت إلى أن هذه الابتكارات تكون مجال الصناعات " الكيماوية، الغذائية، الهندسية، الطباعة والتغليف، تصميم وتصنيع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الدواء والتكنولوجيا الحيوية، اليدوية"، مشيرًا إلى أن من بين معايير التقييم حجم التعاون في مجال الابتكار والبحوث، وتطوير المنتجات بين الشركة والجامعات والمعاهد والمراكز والهيئات البحثية المصرية.
 

وكان شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الفعالية الختامية لبرامج ومسابقات صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ لعام 2023، بحضور د.ضياء خليل المدير التنفيذي للصندوق، ود. ماجد غنيمة مدير الشراكات والتسويق بالصندوق، ولفيف من قيادات الوزارة والصندوق، وأعضاء هيئة التدريس، والباحثين، والطلاب.

وفي كلمته، هنأ د. أيمن عاشور المتأهلين والفائزين في مسابقات الصندوق، مشيرًا إلى أنهم يمثلون فخرًا للوطن، وأن إنجازاتهم تؤكد أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة من الكفاءات والمواهب الإبداعية، متمنيًا أن يكون هذا التكريم حافزًا لهم على تحقيق المزيد من التألق، والتميز، والنجاح، والإبداع في شتى المجالات، وأن يكون بمثابة نقطة الانطلاق نحو المستقبل الباهر الذي ينشدونه جميعًا؛ ليساهموا في تنمية مجتمعاتهم الحديثة.

كما هنأ الوزير أسرة صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بهذه المناسبة الطيبة، مشيدًا بما قدموه من من دعم ورعاية للشباب رواد الأعمال والمبتكرين والنوابغ، موجهًا الشكر لكل من أسهم في تكوين هذا المشهد الطيب والمميز.

وأكد وزير التعليم العالي أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تُولي اهتمامًا كبيرًا برعاية رواد الأعمال والمبتكرين والنوابغ، إيمانًا منها بأنهم مستقبل الوطن، وأنهم القادرون على تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات التي تواجهها بلادنا، مشيرًا إلى أن هذا يأتي ذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي تم إطلاقها 7 مارس الماضي، وتستهدف تهيئة بيئة محفزة وداعمة للتميز والابتكار، بما يسهم في إعداد قاعدة علمية وتكنولوجية فاعلة، منتجة للمعرفة، وقادرة على الابتكار، تدفع الاقتصاد الوطني للتقدم المستمر.

وأشار د.أيمن عاشور إلى أنه في إطار هذه الإستراتيجية، أثمرت جهود الوزارة عن تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد الابتكار وريادة الأعمال، منها على سبيل المثال لا الحصر، بدء التحسن التدريجي لوضع مصر في مؤشر الابتكار العالمي، حيث تقدمت مصر بمؤشر الابتكار العالمي ثلاثة مراكز خلال العام الجاري، حيث حصلت على المرتبة 86 عالميًّا من بين 132 دولة، وفقًا لتقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) لعام 2023.

وأكد وزير التعليم العالي أنه في إطار اهتمام مصر بتنمية المعرفة والابتكار، وتنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأهمية رعاية الموهوبين والنوابغ والمبتكرين، ووضع آليات لاكتشافهم، وبناء جيل من الكوادر الشابة المتميزة، قامت الوزارة بإنشاء صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ الذي يعد أحد الأذرع الفنية للوزارة التي تقدم البرامج والمبادرات الداعمة للمبتكرين والنوابغ ورواد الأعمال، مشيرًا إلى نجاح الصندوق في الوصول ببعض الأفكار المُبتكرة إلى منتجات، حيث بلغ عدد الشركات الناشئة التي استفادت من برنامج ما قبل الاحتضان بالحاضنة الافتراضية نحو 43 شركة، فضلاً عن استفادة نحو 12.539 طالبًا وباحثًا من البرامج والمنح التي قدمها الصندوق، وإنشاء 33 ناديًا ابتكاريًّا داخل المديريات التعليمية، وتدريب 95 مدربًا بنوادي الابتكار، وإنشاء 32 مركزًا لرعاية الموهوبين والنوابغ بالجامعات، وتقديم دعم مالي لتطوير الأفكار الابتكارية، ودعم منح دراسية، وجوائز للفائزين، بلغ ما يقرب من 8,866,000 جنيه.

ودعا وزير التعليم العالي جميع المُستثمرين إلى النظر في دعم أفكار الشباب المُبدع والمُبتكر، وتقديم الدعم المالي واللوجيستي لها؛ لترجمة أفكارهم إلى مُنتجات ذات جدوى اقتصادية، مشيرًا إلى أن أفكار هؤلاء الشباب هي ثروة وطنية لا تُقدر بثمن، وهي قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع؛ ولذلك، فإن الاستثمار في أفكار الشباب المبدع والمبتكر هو استثمار في المستقبل، مؤكدًا أنه على يقين بأن كل الأفكار والمشاريع المُقدمة من هؤلاء الشباب، ستلقى الدعم والرعاية والاهتمام من المعنيين، وستكون يومًا ما من أحد دعائم الصناعة والإنتاج، وعدد منهم سيكون في مقدمة أصحاب الأعمال.

وفى مستهل كلمته، أعرب الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم عن شكره وتقديره لكل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ على جهودهم لرعاية هذه الفعالية، مؤكدًا أننا نلتقي اليوم من أجل تحفيز أبنائنا وبناتنا المتميزين وتكريمهم، وتشجيعهم على مزيد من التفوق والإجادة، وتنمية ما لديهم من تميز وإبداع نفتخر ونعتز به جميعًا، إلى جانب تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتعميق ولائهم لوطنهم الغالي مصر.

وأكد الوزير أن المُبتكرين هم من يقودوا ويصنعوا التغيير في المستقبل، لذا تقوم الوزارة بالعمل فى هذا الإطار وفقًا لتوجهات الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا هي التي تمكن الطلاب من إنتاج المعرفة، والوزارة تعمل من خلال النظام التعليمى الجديد على التعليم من أجل إنتاج المعرفة، لافتًا إلى أن خطة الوزارة الاستراتيجية 2024/2029 تضع الابتكار والمُبدعين والنابغين واكتشافهم ورعايتهم على رأس أولوياتها، مشيرًا إلى أن الوزارة لديها مراكز للمُبدعين، ومدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا والتي تستهدف إعداد باحث صغير، كما أن الطلاب من الصف الرابع الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي في جميع المدارس يقوموا بإعداد مشروع بحثي في كل فصل دراسي.

وأكد الدكتور رضا حجازي أن الوزارة تسعى للتوسع في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM، مشيرًا إلى أن هذه المدارس تهتم بنواتج التعلم ومشروعات الكابستون التي يقوم بها الطلاب في ضوء التحديات الكبرى التي تواجه الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن هذه المدارس تستهدف رعاية المتفوقين في العلوم الرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والاهتمام بقدراتهم، وتطبيق مناهج وطرق تدريس جديدة تعتمد على المشروعات الاستقصائية والمدخل التكاملي في التدريس، وتحقيق التكامل بين مناهج العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا بما يكشف عن مدى الارتباط بين هذه المجالات لإعداد طالب لديه القدرة على التصميم والإبداع والتفكير النقدي، وإكساب الطلاب مهارات التعلم التعاوني، بالإضافة إلى إعداد قاعدة علمية متميزة ومؤهلة للتعليم الجامعي والبحث العلمي.

كما أكد الوزير حرص الوزارة على تقديم تعليم حقيقي، وأن يمتلك الطالب الجدارات والمهارات الشخصية ومهارات المستقبل، ومهارات البحث والتعلم مدى الحياة، وتحمل المسؤولية والاستقلالية، والمثابرة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعتزم عقد مؤتمر قومي لبدء حوار مجتمعي حول تطوير مرحلة الثانوية العامة، من حيث المناهج، وآليات القبول في الجامعات، ونظم التقويم، واختيار الطالب المسار المناسب لميوله واتجاهاته، مع إمكانية حرية تغيير المسار.

وأضاف الوزير أن اكتشاف الموهوبين والمبتكرين يجب أن يأتي في مرحلة مبكرة، لذلك بدأت الوزارة في مشروع دوري ريادة الأعمال، موجهًا كلمة للطلاب الذين شاركوا في هذا البرنامج، مهنئا إياهم على خوض هذه التجربة والتفوق فيها، والحصول على مراكز متقدمة، مشيرًا إلى أن عقد هذه الفعاليات يأتي تقديرًا لحبهم للتعلم، واكتساب المهارات، وهي من أهم النقاط التي تثمنها الوزارة، وتشجعهم على استثمارها وتنميتها.

ومن جانبه، وجه د.ضياء خليل الشكر للدكتور أيمن عاشور على دعمه المتواصل للصندوق، واهتمامه الكبير برعاية المبتكرين والنوابغ في مصر، مهنئًا جميع الفائزين في مسابقات الصندوق، مؤكدًا أنهم أمل مصر في المستقبل، وهم من يحملون على عاتقهم مهمة بناء مصر الحديثة.

وأكد د.ضياء خليل أن صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ يعمل على توفير كل الدعم الممكن للمُبتكرين والنوابغ ورواد الأعمال من خلال البرامج والمسابقات المختلفة؛ بهدف رعاية إبداعهم وتطوير مهاراتهم، مشيرًا إلى تلقي الصندوق هذا العام عددًا كبيرًا من الطلبات المشاركة في مسابقات الصندوق، والتي تنوعت بين مجالات العلوم، والتكنولوجيا والهندسة، والابتكار الاجتماعي، والأعمال التجارية، وفاز في مسابقات الصندوق هذا العام مجموعة من الطلاب المبدعين، الذين قدموا أفكارًا ومشاريع مبتكرة، تساهم في حل تحديات التنمية في مصر.

وأوضح د.ضياء أن من بين هذه المسابقات والبرامج، برنامج تأهيل الباحثين لريادة الأعمال R2E بالجامعات والمراكز والهيئات البحثية؛ لإكسابهم المهارات اللازمة لتحويل أبحاثهم العلمية المبتكرة إلى منتجات ذات جدوى اقتصادية، حيث تم تدريب 80 عضو هيئة تدريس وبحوث، وتخرج 37 منهم، وأصبحوا مستعدين لبدء شركاتهم التكنولوجية الناشئة، مشيرًا إلى تعاون الصندوق أيضًا مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في تنفيذ برنامج نادي الابتكار IClub؛ لإنشاء نوادٍ للابتكار بالمدارس، لنشر أساسيات الابتكار وريادة الأعمال والملكية الفكرية لدى الطلاب، موضحًا أنه تم تدريب 155 مدرسًا لعضوية وإدارة نوادي الابتكار بمدارس STEM، وتدريب 650 طالبًا على أساسيات الابتكار والملكية الفكرية، وتقديم الدعم المادي لتطوير 32 فكرة ومشروعًا ابتكاريًّا، وتم تصفية المراكز الثلاثة الأولى، ومنحها جوائز مالية (100 ألف جنيه).

وأشار د.ضياء خليل إلى أن أن مسابقة حافز الابتكار تستهدف الطلاب المُبتكرين بالجامعات في التخصصات العلمية المختلفة، الذين لديهم أفكار ابتكارية تقدم حلولًا للتحديات الراهنة بمصر، موضحًا حصول الطلاب على برامج تدريبية متنوعة، وجلسات توجيه، وإرشاد لتطوير مشروعاتهم، ودعم مالي قدره 40 ألف جنيه، لافتًا إلى أن مسابقة صناع التغيير، تستهدف دعم المبادرات المُقدمة من الأندية والأسر الطلابية لحل مشكلات مجتمعية وبيئية وفقًا لرؤية مصر 2030.

وفي ختام الفعاليات، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي أسماء الفائزين والمتأهلين بجميع برامج ومسابقات صندوق رعاية المُبتكرين والنوابغ لعام 2023، والتي تشمل (مسابقة حافز الابتكار، برنامج تأهيل الباحثين لريادة الأعمال (R2E) بالجامعات والمعاهد المصرية، مسابقة صناع التغيير، برنامج IClub للطلاب المُبتكرين بالمدارس).

وحصلت جامعة جنوب الوادي على المركز الأول في "مسابقة صناع التغيير"، تليها جامعة فاروس في المركز الثاني ثم جامعتا عين شمس وطنطا على المركز الثالث مُناصفة.

وحصل (فريق المخادعون) جامعة المنصورة الأهلية على المركز الأول في مسابقة حافز الابتكار، يليه فريق جامعة بورسعيد رقم 2 في المركز الثاني، ثم جاء فريق (جرين هيدروجين) جامعة بني سويف على المركز الثالث.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رعاية المبتكرين والنوابغ صندوق رعایة المبتکرین والنوابغ التعلیم العالی والبحث العلمی وزیر التعلیم العالی مشیر ا إلى أن على المرکز أیمن عاشور إلى منتجات من خلال أفکار ا حافز ا جمیع ا

إقرأ أيضاً:

التهيئة النفسية لنجاح الطلبة في التعليم العالي

 

د. رضية بنت سليمان الحبسية **

تُشكل مُخرجات دبلوم التعليم العام الأساس الذي يستند إليه الطلبة للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، ومع التغيرات السريعة في العالم اليوم، بما في ذلك التقدم التكنولوجي والتحولات الثقافية، لذا أصبح من الضروري تهيئة الطلبة نفسيًا وأكاديميًا لمُواجهة تحديات الدراسة الجامعية. وتُعد التهيئة النفسية أمرًا بالغ الأهمية في انتقال الطلبة من مرحلة التعليم المدرسي إلى التعليم الجامعي، فالعملية الجامعية تختلف بشكل كبير عن التعليم الثانوي من حيث المتطلبات الأكاديمية، البيئة الاجتماعية، وطرق التعليم.

وتحظى التهيئة النفسية بأهمية كبيرة في تأهيل الطلبة لدخول العالم الجامعي؛ حيث يتعين عليهم مُواجهة مجموعة من التغيرات والتحديات الجديدة. وأولى مكونات التهيئة النفسية تتعلق بفهم التغيرات المصاحبة لهذه المرحلة، لذا يجب على الطلبة أن يدركوا طبيعة الاستقلالية التي تترتب على الدراسة الجامعية؛ حيث يكتسبون مسؤوليات جديدة، مثل إدارة الوقت ومُتابعة الدراسة بفاعلية. كما أن الانتقال إلى بيئة جديدة يتطلب التكيّف مع تفاصيل اجتماعية وثقافية مختلفة، مما يمثل تحديًا يتوجب عليهم مواجهته بنجاح.

إضافةً إلى ذلك، تعد استراتيجيات تعزيز الثقة بالنفس ضروريةً لبناء شخصية الطلبة وتكوين رؤيتهم الذاتية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل تحفيزية تهدف إلى تعزيز الثقة والاستعداد الذهني. ومن المهم أيضاً تطوير مهارات القيادة؛ حيث يُشجع الطلبة على قيادة مشاريع جماعية والمساهمة في نشاطات تزيد من شعورهم بالقدرة والكفاءة.

 ولا يقل أهمية عن ذلك تطوير مهارات التفكير النقدي، لذا ينبغي تشجيع الطلبة على التفكير النقدي والتحليلي، مما يُساعدهم في بناء القدرة على مناقشة الآراء والأفكار بصورة بناءة،  فهي تعزز من قدرتهم على التعامل مع المعلومات المتنوعة وتحليلها بموضوعية.

أيضًا، يُعد التواصل الفعَّال أحد العناصر الأساسية في التهيئة النفسية، وعلى الطلبة تعلم كيفية التفاعل مع الأساتذة والزملاء بطريقة فعَّالة، مما يسهل عليهم بناء شبكة دعم قوية، كما ينبغي لهم تعلم كيفية تلقي النقد والتعامل معه بشكل إيجابي، مما يُعزز من نموهم الأكاديمي والشخصي.

أخيرًا.. تكتسب إدارة التوتر والقلق أهمية خاصة في حياة الطلبة، ويمكنهم استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل وتقنيات التنفس، لتخفيف الضغط النفسي. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتحديد الأهداف الواقعية والقابلة للتحقيق، مما يُساعد الطلبة على تنظيم جهودهم والتركيز على تحقيق النجاحات الصغيرة على الطريق إلى النجاح الأكاديمي.

ومن الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى خطوات التهيئة النفسية للطالب المستجد، لتمكينهم من تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي في بيئة التعليم العالي، وإعدادهم لمواجهة تحديات الحياة الجامعية. وأولى هذه الخطوات هي التعرف على الذات؛ حيث يُشجَّع الطلبة على تحديد جوانب قوتهم وتلك التي تحتاج إلى تعزيز وتطوير، ففهم أسلوب التعلم المفضل لديهم يمكن أن يسهم في اختيار التقنيات الأكاديمية التي تناسبهم، مما يساعدهم على تحسين أدائهم الدراسي بشكل ملحوظ. ويأتي التخطيط الأكاديمي كخطوة محورية في هذا الجانب، ومن المهم أن يقوم الطلبة بوضع جدول دراسي متوازن، يتيح لهم تخصيص وقت كافٍ للدراسة، بينما يجد الوقت للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية؛ لتقليل ضغط الدراسة وتعزيز الرفاهية النفسية.

كذلك بناء شبكات الدعم، وهو عنصر أساسي من خطوات التهيئة النفسية. عليه، يُنصح الطلبة بالانضمام إلى مجموعات دراسية وفرق طلابية لتعزيز الروابط الاجتماعية والدعم المُتبادل. فالعمل ضمن مجموعات يمكن أن يخلق بيئة تعليمية غنية؛ حيث يتبادل الطلبة المعرفة والأفكار، مما يُعزز من الأداء الأكاديمي ويُسهم في بناء علاقات قوية. ويُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة فعَّالة يمكن أن تساهم في خلق بيئة تعليمية أكثر شمولًا وفعالية؛ حيث يمكن توفير موارد تعليمية مخصصة، وتسهيل التواصل بين الطلبة والمعلمين، مما يعزز من جودة التعليم ويحسن من استجابة الطلبة لمتطلبات التعليم العالي. كما يجب على الطلبة الاستفادة من الموارد المتاحة في جامعتهم. على أن يتم توعيتهم وتعريفهم بالموارد الأكاديمية والخدمات النفسية التي تقدمها الجامعة، مثل الدعم الأكاديمي والإرشاد النفسي، التي صُممت لمساعدة الطلبة على تجاوز التحديات المختلفة وتوفير الدعم اللازم لهم خلال مسيرتهم التعليمية.

وتُعد الفترة الانتقالية إلى بيئة جديدة من أكبر التحديات التي قد تُواجه الطلبة. ولتحقيق الاندماج السلس، يُنصح الطلبة بالانفتاح على التجارب الجديدة؛ حيث يجب أن يظهروا استعدادهم لتجربة أنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة، فهذا الانفتاح لا يوسع من آفاقهم فحسب، بل يسهم أيضًا في تكوين صداقات جديدة.

علاوة على ذلك، يعد التفاعل مع زملاء مختلفين عاملًا مُهمًا في تعزيز تجربة التعلم، فمن خلال التواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية اجتماعية متنوعة، يمكن للطلبة تعلم قيمة التنوع والاستفادة من وجهات نظر جديدة، فمثل هذه التفاعلات تعزز الفهم المتبادل وتساعد في خلق بيئة تعليمية غنية وشاملة.

وإضافة إلى ما سبق، فإنَّ الاستفادة من الدعم الأسري تمثل عاملًا حاسمًا في تجربة الطلبة الجامعية، لذا، يُفَضَّل التفاعل مع الأسرة وطلب الدعم النفسي والمعنوي؛ حيث تسهم شبكة الدعم القوية في تحسين التجربة الأكاديمية وتقليل الشعور بالوحدة. فإذا واجه البعض صعوبات في هذا السياق، فالبحث عن استشارات أو مجموعات دعم داخل الحرم الجامعي، يمكن أن يكون خيارًا مثمرًا لتعزيز الإحساس بالانتماء والتواصل.

الخلاصة.. إنَّ تهيئة الطلبة لمواجهة متطلبات التعليم العالي تحتاج إلى تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والأسرة والمجتمع، فهي تؤدي دورًا حيويًا في توفير الدعم النفسي والتوجيهي الذي يسهم في تعزيز قدرة الطلبة على التكيف مع التحديات الجديدة، من خلال فهم عميق للاختلافات البيئية والثقافية، يتمكن الطلبة من تعزيز تجربتهم التعليمية وتحقيق نجاح أكاديمي مستدام.

** أستاذ الإدارة التربوية المساعد بجامعة نزوى

مقالات مشابهة

  • التهيئة النفسية لنجاح الطلبة في التعليم العالي
  • تدشين كتاب التعليم المتطور: الابتكار في التدريس، القيادة، التكنولوجيا والتقييم
  • “ريف السعودية” يحصل على شهادات “الآيزو” في إدارة الابتكار والجودة واستمرارية الأعمال
  • مدبولي: تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج رعاية طبية من صميم عمل الحكومة
  • “منشآت” وجامعة الباحة تنظمان لقاءً تعريفيًا عن فُرص الابتكار التجاري
  • سلطنة عمان تتقدم في الابتكار العالمي
  • "الشورى" يدعو لتطوير خدمات وبرامج صندوق التعليم العالي الجامعي
  • التعليم العالي توجه المشافي الجامعية بتقديم الخدمات الصحية للوافدين من لبنان مجاناً
  • التعليم العالي الكوردستانية تعلن عن زمالات دراسية للماجستير والدكتوراه في كوريا الجنوبية
  • التعليم العالي في العراق: هل تكفي التغييرات الجديدة لتلبية احتياجات الطلبة؟