اقحم نجوم تركيا أنفسهم في الخلاف الشائك بين الشعب السعودي والتركي، وذلك بعد رفض فريقي "جالاتا سراي" و"فناربخشة" المشاركة في بماراة سوبر تركي، بعدما رفض الجانب السعودي استخدام شعارات سياسية وقمصان خاصة تحمل صورة أتاتورك. 

اقرأ ايضاًبطلة "بنات شمس" تهاجم الشيف بوراك بعد هذا الفيديو.. "توقف عن الاستعراض وكن إنسان"!إمره كيناي يستفز الشعب السعودي

ووقف الممثل التركي إمره كيناي ، نجم مسلسل "بنات شمس"، إلى جانب شعبه الغاضب وشارك العديد من المنشورات المسيئة ضد الشعب السعودي، الذي قرر مقاطعة جميع نجوم تركيا وأعمالهم.

وكان إكناي قد خاض نقاشًا مسيئًا مع إحدى الفتيات السعوديات، إذ كتب لها رسالة، جاء فيها: "اذهبي وقولي هذا لمن لا يعرف، هناك فرق شاسع بين العرب والسعوديين، أنت سعودية يعني أنت فاشية، وغير متحضرة، أنت عنصرية ولا علاقة لك بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل.. أنت فرد في بلد غير متحضر، أنت لست حتى فردًا".

وأضاف في رسالة أخرى: "نحن نكره بعضنا البعض بالتساوي، وإذا كان هناك عنصري فهو السعودي، كونك مسلمًا ليس يديك وحدك، لأني أشك أن تكون مسلمًا".

إمره كيناي يوضح موقفه

وبعد تعرضه للهجوم، عاد كيناي من جديد لتوضيح بعض النقاط، مُشيرًا إلى أن مصطفى كمال أتاتورك فوق السياسة وهو ذو قيمة كبيرة لتركيا، فيما هاجم اتحاد الكرة التركي، لموافقته على المشاركة في المباراة مقابل 50 مليون دولار.

اقرأ ايضاًهاندا ارتشيل تتحدّث اللغة العربية في السعودية.. وهذه كلمتها المفضّلة

وأوضح أنه تلقى العديد من الرسائل المرسلة من حسابات سعودية مزيفة، وكتب: "منذ الليلة الماضية والرسائل التي ترسلها الحسابات السعودية المزيفة تسيء إلى مؤسس هذا البلد، وهو ما يصيبني بالإحباط. لم أتمكن من الرد على أي منهم، الحساب معلق بالفعل لمدة 24 ساعة".

وأضاف: "سأكتفي بالقول إن موضوع مصطفى كمال أتاتورك فوق السياسة وهو قيمة مشتركة لهذا البلد، ومع ذلك، يجب على الجميع أيضًا أن يفكروا في هذا: 50 مليون دولار لمدة 5 سنوات، لماذا نهائي كأس تركيا؟".

وتابع كيناي: "في الذكرى المئوية للجمهورية التركية، حيث تجاوزت الجمهورية التركية قرنًا من الزمان؟ تُلعب هذه اللعبة في بلد يرفض كل المبادئ التأسيسية للجمهورية ولا يحترم مؤسسيها أبدًا. وعلى الجميع أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال: القضية ليست سياسة... إنها ليست قضيتنا على أية حال. المسألة وطنية وروحية بالضبط".

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف

إقرأ أيضاً:

نهاية وهم السلطان: تركيا بين إرادة الشعب ومأزق الطاغية

في زمنٍ تتكاثف فيه مظاهر التشظي والهشاشة تحت وطأة أنظمةٍ تتقن فنون السيطرة، يبرز رجب طيب أردوغان ليس كحاكمٍ مستبدٍّ فحسب، بل كظاهرةٍ تُجسد انزياحات السلطة الحديثة، التي لم تعد ترتكز على القمع المباشر، بل على هندسة الطاعة وإنتاج الولاء عبر آلياتٍ مُركّبة. هذا الواقع المأزوم الذي تعيشه تركيا اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو امتدادٌ لعقودٍ من التحولات البنيوية في علاقتها بالدولة، بالعسكر، بالمجتمع، وبالخارج.

وُلد أردوغان في 26 فبراير 1954 في إسطنبول، وتعود أصوله إلى ريزة، مدينة البحر الأسود التي كانت معقلًا للعائلات المحافظة ذات الارتباط العاطفي بالخلافة العثمانية. تخرّج في ثانوية الأئمة والخطباء عام 1973، ثم درس الاقتصاد في جامعة مرمرة، لكنه لم يكن اقتصاديًا بقدر ما كان لاعبًا بارعًا في المناورات السياسية. صعوده من بلدية إسطنبول عام 1994 إلى قمة هرم الدولة عام 2002 لم يكن مجرد انتصارٍ انتخابي، بل كان تحولًا في بنية الحكم نفسها، حيث أزاح العسكر بالتدريج، وخلق نظامًا يُعيد إنتاج نفسه عبر شبكاتٍ اقتصاديةٍ ودينيةٍ وإعلاميةٍ متداخلة.

لا يمكن فهم هذه الهيمنة دون العودة إلى إرث “الكمالية”، التي صنعت دولةً حديثةً ولكن على قاعدةٍ استبدادية، حيث ظل الجيش هو الحَكَم النهائي في الصراعات الداخلية.
حين جاء أردوغان، لم يسعَ إلى تفكيك هذا النموذج، بل إلى إعادة توجيهه لمصلحته. استخدم الديمقراطية كأداة عبور، وحين رسّخ سلطته، بدأ في تفريغها من محتواها، تمامًا كما فعلت الأنظمة السلطوية الأخرى، التي تتقن لعبة “الانتخابات بلا ديمقراطية”.

ما يميز مشروعه ليس فقط استبداده، بل قدرته على تطويع خصومه وإعادة تعريف “العدو” وفق الحاجة السياسية. في البداية، كان الجيش هو الخصم، وبعد تحييده، صار الأكراد هم العدو الداخلي، ثم جاء الدور على المعارضة العلمانية. الآن، ومع اقتراب زوال الهالة التي أحاط بها نفسه، يلوّح مجددًا بفزاعة “المؤامرة الخارجية”، متهمًا الغرب و”القوى غير المرئية” بمحاولة إسقاطه.

المواطن التركي اليوم يعيش حالةً من التشظي النفسي بين تطلعاته نحو الديمقراطية، والواقع القمعي الذي يرسّخه النظام. لم يعد الاستبداد يُمارَس عبر أدوات القهر المباشر فقط، بل عبر خلق واقعٍ زائف، تُعاد فيه صياغة الأحداث والتاريخ والرموز.
الإعلام الرسمي والموجه لا يكتفي بتبرير السياسات، بل يعمل على إنتاج “ذاكرة مشروطة”، تُعيد تعريف الوطنية، العدو، وحتى مفاهيم العدالة والحرية.

في هذا السياق، يمكن فهم التناقضات في الخطاب الشعبي التركي: كيف يمكن أن يكون أردوغان زعيمًا إسلاميًا، بينما ابنه متورطٌ في قضايا فسادٍ مرتبطةٍ بداعش؟ كيف يمكن أن يدّعي الاستقلال عن الغرب، بينما تركيا عضوٌ في الناتو وقواعده تنتشر على أراضيها؟ كيف يمكن أن يُنظّر ضد “الهيمنة الاقتصادية”، بينما الاقتصاد التركي رهينةٌ للبنوك الدولية؟ هذا ليس تناقضًا بالمعنى التقليدي، بل هو نتيجة “هسيس” طويل من التلاعب الإدراكي، حيث يصبح القمع غير مرئي، ويتحول الخضوع إلى قناعةٍ داخلية، بل وإلى جزءٍ من الهوية الوطنية نفسها.

لطالما كان الاقتصاد هو السلاح الأهم بيد أردوغان. في سنواته الأولى، روّج لنموذج “النهضة الاقتصادية”، حيث شهدت تركيا ارتفاعًا في معدلات النمو والاستثمار، لكن هذا الانتعاش لم يكن قائمًا على إنتاجٍ حقيقي، بل على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، والديون، والخصخصة العشوائية. مع تعاظم الأزمة الاقتصادية، بدأ المواطن التركي يواجه الوجيف الحقيقي للواقع: تراجع الليرة، ارتفاع معدلات البطالة، وتضخم لم يعد ممكنًا تغطيته بالشعارات. المفارقة أن الدولة، التي كانت تُسوَّق كنموذجٍ إسلاميٍّ ناجح، باتت اليوم مثالًا لانهيارٍ اقتصاديٍّ لا يختلف كثيرًا عما شهدته دولٌ أخرى تحكمها أنظمةٌ مشابهة.

لم يكن الفساد مجرد عرضٍ جانبيٍّ لحكم أردوغان، بل كان جزءًا من بنيته العميقة. تورّط نجله، بلال أردوغان، في شبكةٍ معقدةٍ من الفساد، حيث وُجهت له اتهاماتٌ بالتعامل مع داعش في بيع النفط، فضلًا عن استغلاله علاقات والده لعقد صفقاتٍ مشبوهة. هذه الفظاعات لم تكن استثناءً، بل كانت انعكاسًا لمنظومةٍ رأت في الدولة مشروعًا عائليًا. أما على المستوى الدولي، فقد كانت حادثة خاشقجي مثالًا حيًا على البراغماتية الأردوغانية. كان يمكن لتركيا أن تمنع الجريمة، لكنها لم تفعل، لأن الحدث كان كنزًا استراتيجيًا. سمحت بهدوءٍ، ثم استخدمته كورقة مساومة، وهذا يعكس عقليةً ترى السياسة كمزيجٍ من الاستغلال والمساومة لا أكثر.

ما يحدث اليوم في تركيا ليس مجرد أزمةٍ سياسيةٍ عابرة. منذ 19 مارس، والاحتجاجات تتصاعد، خاصةً بعد موجة الاعتقالات التي طالت أكثر من 100 شخص، بينهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو المنافس الأبرز لأردوغان. هذه الاعتقالات، إلى جانب تصعيد الخطاب ضد “القوى الخارجية”، تكشف أن النظام بات في مأزقٍ وجودي، حيث لم تعد أدواته القديمة كافيةً لضبط الشارع. ما يزيد المشهد تعقيدًا هو الحراك الذي تقوده الأحزاب اليسارية، مثل الحزب الشيوعي التركي وحزب العمال، حيث لم تعد المعارضة مقتصرةً على النخب السياسية، بل باتت أكثر شعبيةً وتجذرًا.
هنا، يبرز السؤال الجوهري: هل بدأت الإمبراطورية تتداعى؟

ليست تركيا وحدها في هذا المأزق، بل هو جزءٌ من أزمةٍ أوسع، حيث تتهاوى مشاريع “الإسلام السياسي السلطوي” واحدًا تلو الآخر. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون السقوط وشيكًا، أم أن أردوغان سيجد طريقةً أخرى لإعادة إنتاج سلطته كما فعل مرارًا؟

المؤكد أن المشهد التركي لم يعد كما كان. هناك هسيسٌ جديدٌ في الأفق، وحسيسُ غضبٍ بدأ يتشكل في الشارع. في لحظاتٍ كهذه، لا تُصنع التحولات فقط عبر الصراعات السياسية، بل عبر وعيٍ جديدٍ ينشأ بين أنقاض الأكاذيب، التي طالما تم تسويقها كحقائق.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • حورية فرغلي: أنا رومانسية جدًا.. وشخصية «سلمى» في «سندريلا كيوت» تشبهني.. فخورة بالعمل مع وفاء عامر في «بنات همام»
  • السيد القائد: العرب ينتظرون الإذن من الأمريكي والإسرائيلي لإدخال الغذاء للشعب الفلسطيني
  • الشعب الجمهوري: رفض مصر لإنشاء وكالة إسرائيلية للتهجير يؤكد موقفها الداعم للشعب الفلسطيني
  • الحوثيون: قصفنا هدفا عسكريا جنوبي تل أبيب بصاروخ باليستي
  • وزير العدل التركي: بلاغات جنائية قادت إلى اعتقال أوغلو
  • نهاية وهم السلطان: تركيا بين إرادة الشعب ومأزق الطاغية
  • الحوثي يتحدي الأمريكان: مستمرون في إسناد الشعب الفلسطيني دون تراجع
  • الرئيس السيسي: المصريون في المواقف الصعبة متماسكون ويتجاوزون كافة التحديات
  • اشتباكات عنيفة واعتقالات في تركيا.. أزمة اعتقال رئيس بلدية اسطنبول
  • مع استمرار الاحتجاجات في تركيا.. انهيار الأسواق المالية بشكل «غير مسبوق»