ليلة واحدة بلا نوم قد تفسد مزاجك
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
يواجه كثيرون في كل أنحاء العالم صعوبة النوم في مرحلة ما من حياتهم، وقد يتسبب وجود مشكلات في العمل أو الحياة العائلية أو مواجهة أزمات مالية بقلة النوم.
ومن بين الأسباب الأخرى للأرق، التغيرات في البيئة مثل الانتقال إلى مسكن جديد والتوتر والقلق والاكتئاب والإجهاد والعمل وفق نظام الورديات (الشفتات) واستهلاك الكافيين، وفق موقع "كليف لاند كلينك".
ويزول الأرق الحاد عادة من تلقاء نفسه مع انتفاء أسبابه، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الأرق المزمن، وهو الذي يتكرر بما لا يقل عن 3 مرات في الأسبوع، ولمدة لا تقل عن 3 أشهر.
أما أعراض الأرق المزمن، فتتمثل في الشعور بالتعب والإرهاق، والتوتر أو المزاج المكتئب، إضافة إلى وجود مشاكل في الذاكرة والقدرة على التركيز.
اضطراب النوم المزمنكما أظهرت الأبحاث وجود صلة قوية بين التمتع بقسط كاف من النوم والصحة العاطفية. وبالنسبة للأفراد الأصحاء؛ يرتبط النوم الجيد بمزاج أكثر إيجابية، في حين يتسبب الحرمان من النوم ليلة واحدة فقط بإثارة القلق والاكتئاب بشكل كبير.
وفي تقرير نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية، قالت الكاتبة إيتي بن سيمون إن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المزمن يميلون إلى اعتبار الأحداث اليومية أكثر سلبية، مما يجعل من الصعب عليهم الهروب من العقلية الكئيبة.
وفي استطلاع للنوم، أبلغ 85% من الأميركيين عن اضطراب مزاجهم عندما لا يتمكنون من الحصول على قسط كاف من النوم.
وأشارت الكاتبة إلى أن الكثير من الأدلة في هذا المجال تأتي من عدم القدرة على النوم أو الأرق، ويعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق في وقت لاحق من الحياة بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين ينامون جيدا.
الحرمان من النوم ليلة واحدة
وقالت الكاتبة إن الدراسات التي أُجريت على متطوعين أصحاء من خلال حرمانهم من النوم لليلة واحدة، أوضحت أن نشاط قشرة الفص الجبهي انخفض بشكل كبير، كما قيس باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وقد أصبح النشاط العصبي الذي يربط اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي أضعف بشكل ملحوظ.
بعبارة أخرى؛ إن المنطقة والدائرة التي تهدف إلى إبقاء ردود أفعالنا العاطفية تحت السيطرة تكون في الأساس خارجة عن النظام عندما يضطرب النوم.
ووجدت دراسات أخرى أن هذا الشكل من الضعف العصبي يمكن أن يحدث بعد أن يعاني الأشخاص من الحرمان من النوم لليلة واحدة فقط، أو يحصلون بشكل روتيني على أقل من 6 ساعات من النوم، أو عندما يقتصر نوم المشاركين على 4 ساعات فقط في الليلة لمدة 5 ليال.
سوء الحالة المزاجيةوتابعت الكاتبة أنه من الممكن أن يكون هذا الضعف قويا للغاية لدرجة أنه يطمس الخطوط المحيطة بما يعتبره الناس عاطفيا. وبعبارة أخرى؛ أصبحت عتبة ما يعتبره الدماغ عاطفيا أقل بكثير عندما لا تتمكن اللوزة من العمل بالتنسيق مع قشرة الفص الجبهي، وضعف التحكم العاطفي هذا يجعلنا أكثر عرضة للقلق وسوء الحالة المزاجية.
ويكون للتأثيرات على اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي والدوائر الموجودة بينهما العديد من العواقب الأخرى أيضا. فقد أظهرت النتائج أن التغيرات في دائرة الدماغ هذه، بالإضافة إلى المناطق الأخرى المشاركة في الاستيقاظ، ترتبط بزيادة ضغط الدم بعد ليلة واحدة من الحرمان من النوم.
من جهة أخرى قد يجد العديد من المسافرين أيضا صعوبة في النوم، ومن أفضل الطرق للتعامل مع ذلك هو استخدام وسادة الرقبة المصممة خصيصا للرحلات الجوية، وهناك العديد من تصاميم وسائد الرقبة للاختيار من بينها. وإذا لم يكن لديك واحدة؛ يمكنك محاولة دعم رقبتك للأعلى باستخدام الوسادات المطوية التي يتم تضمينها أحيانا في الجزء الخلفي من مساند الرأس في الطائرات، وفق تقرير نشرته مجلة "تايم".
وبغض النظر عما يحدث؛ من المهم حقا أن تتذكر أنه من الطبيعي أن تواجه ليلة واحدة سيئة من النوم بين الحين والآخر. وفي بعض الأحيان، قد يؤدي التوتر الناتج عن محاولة الحصول على نوم جيد إلى جعل الأشخاص يشعرون بالقلق الشديد لدرجة أنهم يكافحون من أجل النوم أكثر.
وتقول خبيرة النوم ليندسي براوننغ: "أرى عملاء يتجنبون فعليا الذهاب في إجازة لأنهم يخافون من الحصول على ليلة سيئة من النوم على متن الطائرة، ويتصور الكثير من الناس في بعض الأحيان الكارثة ويعتقدون أنها نهاية العالم، ولكن الحقيقة هي أنها ليست نهاية العالم. جميعنا نعاني من ليالٍ سيئة من النوم في بعض الأحيان، وهذا الأمر جزء منتظم من الحياة؛ حيث إن تجنب هذه السيناريوهات تماما ليس أمرا صحيا أيضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرمان من النوم الأشخاص الذین لیلة واحدة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مخاطر التوتر المزمن على النساء
كشفت دراسة جديدة أن التوتر المزمن قد يكون عاملا رئيسيا في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب، لكن التأثير يبدو أكثر وضوحا عند النساء مقارنة بالرجال.
وظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “علم الأعصاب” أن النساء اللواتي يعانين من مستويات توتر معتدلة إلى عالية قد يواجهن خطرًا أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية، بينما لم يتم العثور على ارتباط مماثل بين التوتر والسكتة الدماغية لدى الرجال.
ولطالما كان معروفًا أن التوتر يؤثر سلبًا على الجهاز القلبي الوعائي، ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه قد يكون عامل خطر رئيسي للسكتات الدماغية المبكرة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بها بين الشباب.
وقال الدكتور لورين باتريك، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، إن الدراسة تؤكد أن التوتر المزمن قد يؤدي إلى خلل في الأوعية الدموية، مما يبرز أهمية إدارة التوتر كجزء من استراتيجيات الوقاية من السكتات الدماغية.
وشملت الدراسة 426 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، نصفهم تقريبًا كانوا من النساء، وجميعهم أصيبوا بسكتة دماغية إقفارية، وهي أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا، حيث يحدث انسداد في تدفق الدم إلى الدماغ.
كما تضمنت الدراسة مجموعة مقارنة مكونة من 426 شخصًا آخرين لم يصابوا بالسكتة الدماغية، لكنهم يماثلون المجموعة الأولى في العمر والجنس.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية عانوا من مستويات توتر أعلى بكثير مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الدراسة لم تثبت أن التوتر يسبب السكتة الدماغية بشكل مباشر، لكنها أكدت وجود علاقة وثيقة بين الاثنين.
كيف يسبب التوتر الإصابة بالسكتة الدماغية؟
هناك العديد من الفرضيات حول كيفية تأثير التوتر المزمن على صحة الجهاز القلبي الوعائي، ومن أبرزها:
– ارتفاع ضغط الدم المفاجئ نتيجة نوبات التوتر المتكررة.
– عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن الاستجابة الفسيولوجية للتوتر.
– الالتهابات المزمنة التي تؤثر على جدران الأوعية الدموية.
علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن قد يكونون أكثر عرضة لتبني عادات غير صحية مثل التدخين، قلة النشاط البدني، سوء التغذية، واستهلاك الكحول أو المخدرات، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
لماذا يؤثر التوتر على النساء أكثر؟
رغم أن بعض الدراسات السابقة ربطت بين التوتر والسكتة الدماغية لدى الرجال، إلا أن هذه الدراسة لم تجد أي تأثير واضح للتوتر على الرجال دون سن الخمسين.
ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك قد يعود إلى الضغوط المتزايدة التي تواجهها النساء، مثل الموازنة بين العمل، الأسرة، وتقديم الرعاية، مما يجعلهن أكثر عرضة للتوتر المزمن.
وأكدت الدكتورة كريستينا ميغالسكي، أخصائية الأمراض العصبية الوعائية في جامعة ستانفورد، في تصريحات إلى موقع “هيلث” الطبي أن هذه النتائج يجب أن تدفع المجتمعات إلى تقديم دعم إضافي للنساء، خاصة من خلال تحسين خدمات رعاية الأطفال، وتعزيز الصحة النفسية.
كما أشارت إلى أن الرجال قد يكونون أقل ميلًا للإبلاغ عن مستويات توترهم مقارنة بالنساء، مما قد يفسر عدم ظهور الارتباط بينهم وبين خطر السكتة الدماغية في هذه الدراسة.
هل يمكن تقليل التوتر وحماية القلب؟
يوصي الباحثون بضرورة مراقبة مستويات التوتر، حيث إن إدراك التأثيرات المحتملة له على الصحة قد يساعد في تقليل المخاطر، وتشمل أعراض التوتر المزمن ما يلي:
– القلق المستمر.
– الأرق أو صعوبة النوم.
– الصداع المتكرر.
– ارتفاع ضغط الدم.
– الشعور بالإرهاق أو الاحتراق النفسي.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، يمكن اتخاذ عدة خطوات لتقليل التوتر وحماية القلب، منها:
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو اليوغا، بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا.
– ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق.
– اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.
– تقليل استهلاك الكافيين والسكريات.
– طلب المساعدة من مختصين نفسيين عند الحاجة.
متى ينبغي القلق؟
نظرًا لأن التوتر قد يزيد من خطورة بعض عوامل الإصابة بالسكتة الدماغية، فمن الضروري الانتباه إلى أعراض السكتة المبكرة، والتي تشمل:
– تنميل أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الأطراف، خاصة على جانب واحد من الجسم.
– صعوبة مفاجئة في التحدث أو الفهم.
– اضطراب في التوازن أو الشعور بالدوار.
– صداع شديد بدون سبب واضح.
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب طلب الرعاية الطبية العاجلة، حيث يمكن أن يكون التدخل السريع هو الفرق بين الحياة والموت أو الإعاقة الدائمة.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب